ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن "اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في لبنان يشكل خبراً ساراً،ليس فقط لأنه يعد بإنهاء إراقة الدماء المروعة التي شهدتها الأشهر القليلة الماضية، بل إنه يمثل أيضاً انتكاسة كبرى لإيران. وباعتبارها الداعم الرئيسي لحزب الله وحماس، فإن إيران تتحمل قدراً كبيراً من المسؤولية عن هذه الأعمال".

  وبحسب الصحيفة، "إن أسلوب العمل المفضل لدى آيات الله هو تمويل الفصائل الإسلامية المسلحة وتجهيزها للقيام بأعمالهم. إن قرار حزب الله بشن حربه الخاصة ضد المجتمعات المدنية في شمال إسرائيل، كان بمثابة وسيلة من جانب إيران للإشارة إلى أنها تقف إلى جانب حماس من دون أن تضطر إلى الانخراط بشكل مباشر في الصراع. إن قدرة حزب الله على مواصلة قصفه المستمر لإسرائيل طيلة العام كانت بسبب الإمدادات المستمرة من الأسلحة التي تقدمها طهران، حيث تصل معظم الأسلحة إلى جنوب لبنان بفضل حكومة بشار الأسد السورية، الحليف الأقرب لإيران في المنطقة".   وتابعت الصحيفة، "يمثل الدمار الذي ألحقته قوات الجيش الإسرائيلية بالبنية التحتية لحزب الله منذ أن أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "عملية السهام الشمالية" قبل شهرين إذلالاً خطيراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي قد تكافح للتعافي منه. وبصرف النظر عن رؤية شبكة الأنفاق المعقدة ومواقع إطلاق الصواريخ التي ساعدت في بنائها في جنوب لبنان وهي تُدمر، فقد عجزت إيران عن منع الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل لقادة الحزب الرئيسيين، أبرزهم أمينه العام حسن نصرالله".   وأضافت الصحيفة، "لقد عانت إيران من إذلال مماثل في غزة، حيث أدى الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي استمر لمدة عام إلى تقليص البنية الأساسية الممولة من إيران لحماس إلى أنقاض. وفي ظل هذه الظروف، لم يكن أمام النظام الإيراني، الذي يجد نفسه تحت ضغوط متزايدة من جانب الجماهير الساخطة، خيار سوى إنهاء الأعمال العدائية. وتشير كل الدلائل إلى أن إيران، وليس حزب الله، كانت القوة الدافعة وراء الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال في لبنان، لأنها كانت تخشى أن تتآكل مكانتها في المنطقة كلما طال أمد الصراع. وعلى النقيض من ذلك، كان حزب الله حريصاً على مواصلة هجماته ضد إسرائيل، كما يتبين من حقيقة أنه كان لا يزال يطلق الصواريخ على شمال إسرائيل حتى الدقائق الأخيرة قبل سريان وقف إطلاق النار".   وبحسب الصحيفة، "إن إصرار حزب الله على مواصلة الأعمال العدائية ضد إسرائيل سيكون عاملاً رئيسياً في ما إذا كان وقف إطلاق النار الحالي سيتحول إلى ترتيب أكثر ديمومة. وقد دفعت محاولات أنصار حزب الله العودة إلى منازلهم في جنوب لبنان بالفعل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى التحذير من أن الجيش الإسرائيلي سيستخدم إجراءات "قسرية" لمنع حزب الله من إعادة تجميع صفوفه في القرى الحدودية. إن ازدراء حزب الله لاتفاق وقف إطلاق النار يأتي في أعقاب رفض قيادة حماس المستمر قبول شروط وقف إطلاق النار التي توسطت فيها إدارة جو بايدن. ومن وجهة نظرهم، كلما استمرت الصراعات في غزة وجنوب لبنان لفترة أطول، كلما تعرضت إسرائيل لمزيد من الضغوط من زعماء العالم لتقديم تنازلات".   وتابعت الصحيفة، "يضع استعداد حزب الله وحماس لمواصلة القتال، حتى ولو كان ذلك يعني تكبد المزيد من الخسائر الفادحة، طهران بلا أدنى شك في موقف صعب، حيث يواجه آيات الله الآن اتهامات بخيانة حلفائهم في غزة وجنوب لبنان. إن محاولات إيران لتصوير نفسها كقوة عظمى إقليمية أصبحت الآن في حالة يرثى لها بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، مع توقع أن يدخل اتفاق مماثل حيز التنفيذ قريباً في غزة. عزلة إيران سوف تتعمق أكثر إذا ما قامت الحكومة اللبنانية، التي من المفترض أن تتحمل المسؤولية النهائية عن الدفاع عن أراضيها، بنشر جيشها لتأمين الحدود الجنوبية للبنان، بدلاً من إسناد هذه المهمة إلى العناصر المدعومة من إيران".   وأضافت الصحيفة، "إن الانهيار الكارثي للشبكة التي بنتها إيران بعناية في الشرق الأوسط قد يكون له عواقب وخيمة على احتمالات بقاء آيات الله أنفسهم، حيث تنبأت شخصيات بارزة في المعارضة الإيرانية، مثل مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بالزوال الوشيك للجمهورية الإسلامية. وبعد إهدار مليارات الدولارات في إنشاء شبكات في مختلف أنحاء المنطقة، من المرجح أن يجد آيات الله أنفسهم تحت ضغوط متزايدة من الناخبين الساخطين الذين يعتقدون أن الأموال كان من الأفضل إنفاقها على إحياء الاقتصاد الإيراني المتهالك، حيث يبلغ معدل التضخم 35% ومعدل البطالة بين الشباب أكثر من 20%".   وختمت الصحيفة، "مع تولي إدارة دونالد ترامب، والتي من المرجح أن تتخذ موقفا صارما تجاه إيران، السلطة في واشنطن، فإن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قد يكون أول إشارة إلى أن أيام آيات الله باتت معدودة". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار جنوب لبنان آیات الله حزب الله فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس تُجدد تمسكها بتنفيذ بنود اتفاق إنهاء الحرب

أبدت حركة حماس، اليوم السبت، تمسكها باستمرار اتفاق وقف الحرب في غزة، وذلك وسط الاستفزاز الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً: تقرير عبري: الأسرى الإسرائيليون فقدوا 30 % من أوزانهم

اقرأ أيضًا:  صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى

حماس: عقوبات ترامب على الجنائية الدولية تخدم إسرائيل حماس تسلم 3 من الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر عاجل.. نتنياهو: لن ننسحب من محور فيلادلفيا إلا بعد نفي قادة حماس الجيش الإسرائيلي يتأهب لتسلم المُحتجزين المُفرج عنهم من حماس حماس تُوجه رسالة لـ ترامب: نحن اليوم التالي

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" عن مسئول كبير في حماس تأكيده على أن الحركة لا تزال مستعدة للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار.

وشدد المسئول  البارز في حماس على أن الحركة لا ترغب في "العودة للحرب" مع إسرائيل.

وذكر المسئول أن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في خطر وقد ينهر بسبب الممارسات الإسرائيلية.

مصر تنجح في وقف إطلاق النار 

 

وكانت مصر ومعها باقي شركائها الدوليين قد نجحت في وقف إطلاق النار، وذلك بعد 14 شهراً من القتال المُستمر. 

تلعب مصر دورًا محوريًا في وقف الحرب في غزة، حيث تعد الوسيط الأساسي بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في كل جولات التصعيد. تعتمد القاهرة على علاقاتها القوية مع جميع الأطراف للضغط من أجل التهدئة، حيث تجري اتصالات مكثفة مع القيادة الفلسطينية، حماس، وإسرائيل لضمان وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن. كما ترسل وفودًا أمنية ودبلوماسية إلى تل أبيب وغزة لبحث آليات التهدئة، وتقديم حلول وسط تضمن منع التصعيد. في كل مواجهة عسكرية، تتحرك مصر بسرعة لتقديم مبادرات للتهدئة، مثلما حدث في الحروب الأخيرة، حيث لعبت دورًا أساسيًا في تحقيق وقف إطلاق النار ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

إلى جانب الوساطة السياسية، تعمل مصر على تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين في غزة، حيث ترسل قوافل محملة بالأدوية، الغذاء، والمستلزمات الطبية عبر معبر رفح البري. كما تستقبل المستشفيات المصرية المصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج، خصوصًا في الحالات الحرجة. إضافة إلى ذلك، تمارس مصر ضغوطًا على المجتمع الدولي والأمم المتحدة لدعم جهود التهدئة، والمطالبة برفع الحصار عن غزة لمنع اندلاع جولات جديدة من العنف. كما تعمل مصر على تقديم مبادرات لحل شامل ومستدام، يشمل إعادة إعمار غزة، وتعزيز المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، مما يساهم في تحقيق استقرار طويل الأمد. تعكس هذه الجهود التزام مصر الدائم بدعم القضية الفلسطينية، والعمل على تحقيق هدنة دائمة تحفظ أرواح المدنيين وتفتح المجال لحل سياسي أكثر استقرارًا في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • 6 شهداء جراء غارة إسرائيلية في قضاء بعلبك
  • حماس: اتفاق وقف إطلاق النار "مُعرض للانهيار"
  • حماس تُجدد تمسكها بتنفيذ بنود اتفاق إنهاء الحرب
  • الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع لحزب الله في لبنان
  • فيديو.. غارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان
  • الرئيس السيسي ورئيس غينيا بيساو يؤكدان أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • السيسي ورئيس غينيا بيساو يؤكدان أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • هل يؤثر تصريح ترامب عن غزة على اتفاق وقف إطلاق النار؟.. مسؤول عربي يجيب CNN
  • شاهد | خطة ترامب تهدد اتفاق وقف إطلاق النار
  • مراوغة إسرائيلية.. مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. الاحتلال يماطل فى التنفيذ وحماس تحذر