الجديد برس|

تتزاحم صور الأطفال الشهداء والجرحى في قطاع غزة على الشاشات، حتى باتت أجسادهم الممزقة مشهدًا اعتياديًا في كل نشرات الأخبار وعلى مدار الساعة، في كل مشهد منها آهات الأطفال وبكاءهم تعكس الرعب الذي عاشوه لحظة القصف.

لكن مشاهد أخرى، عكست الرعب بصورة صمت مطبق على وجوه الأطفال، رجفة وعينان تحدقان على اللا شيء، وأطفال آخرون أغلقوا أعينهم للأبد بعد أن توقفت قلوبهم خوفًا ورعبًا من هول صوت ومشهد الصواريخ التي تهوي عليهم.

لا يقتصر الأمر على أطفال غزة، ففي الضفة الغربية حيث يعيش الأطفال حالة احتكاك يومية بجنود الاحتلال المدججين بأسلحتهم، حالة مشابهة من الخوف والرعب، فقد يصحو الطفل على جندي يقف فوق رأسه ليعتقل والده، أو قد ينهش كلب يرافق جنود الاحتلال جسده الطري بعد اقتحام منزله ليلا لاعتقال أحد أفراد العائلة، أو أن يعترض الجنود طريق الأطفال وهم ذاهبون لمدارسهم، كخاطفي الأرواح والأحلام.

الطفلة آلاء البدرساوي

“يامسك فايح.. مع السلامة يا غالية”، بهذه الكلمات ودع والد الشهيدة الطفلة الرضيعة آلاء البدرساوي، التي توقف قلبها عن النبض وغاب عن الحياة رعبا من صوت صاروخ ألقته طائرات الاحتلال في محيط منزلها بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

ففي الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، ودعت الرضيعة عائلتها وعالمها الذي لم ترَ منه إلا الحرب والقتل والدم منذ ولادتها قبل بضعة أشهر، بملامح تجمدت رعبا ووالد رثا ابنته عبر مقطع فيديو انتشر وهو يقول “ما راح أسيبك، راح نلتقي بالجنة”.

الطفلة ندى كباجة

وفي ذات المخيم الذي يصنفه الاحتلال الإسرائيلي أنه من المناطق الآمنة، استشهدت الطفلة ندى كباجة، في الثلاثين من آب/ أغسطس الماضي، ندى التي تجاوزت العام بعدة أيام من عمرها، أوقف صوت صواريخ الاحتلال عداد سِنيها لتغادر الحياة.

لم تفلح محاولات الطواقم الطبية لإنعاش قلبها الصغير ذلك اليوم، ولم تنجح محاولات والديها في ذلك اليوم تهدئة روعها وحجب الخوف والرعب عنها عندما استهدف منزل في الشارع الذي تقطن فيه، فطارت روحها إلى بارئها.

الطفلة رهف أبو سويرح

لم تكد تمضي ساعات على استشهاد الطفلة ندى كباجة رعبا وهلعا حتى لحقت بها الشهيدة رهف أبو سويرح (4 سنوات)، في ذات الطريق فلم يتحمل قلبها الصوت والزلزال الذي أحدثه قصف طائرات الاحتلال لمحيط منزلها ليلا.

غزت صورة الشهيدة رهف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدت نائمة لمن يراها في الوهلة الأولى، فتبدل حالها فبات فراشها نعشاً لها، ونومها موتا أبديا.

الطفل ريان سليمان

والقتل لا يقتصر على أطفال غزة طالما آلة الموت واحدة، ففي 29 سبتمبر/ أيلول 2023، توقف قلب الطفل ريان (7 سنوات)، خوفا من جنود الاحتلال في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.

كان ريان عائدا من مدرسته عندما لحق به جنود الاحتلال وحاصروه في مكان مغلق، فتوقف قلبه خوفا منهم، ربما خشي ريان على نفسه أن يحرقه جنود الاحتلال حيا مثل الطفل محمد أبو خضير، أو أن يعتقلوه أو يقصفوا بيته أسوة بأطفال غزة.

الطفل تميم داوود

في التاسع من مايو/ أيار 2023، دوت صرخة الطفل تميم داوود في أرجاء منزله، على وقع صوت قصف طال مبنى بجوار بيته بمدينة غزة، ليستقر مرتعدا خائفا بين أحضان والده الذي حاول منحه آمنا مصطنعا آنذاك.

وبعد نصف ساعة تجمد الكلام في حلق تميم، واختلفت ملامحه وتغير لون شفاهه للأزرق، فاعتقد والده أن ذلك الاختلاف بسبب خوفه وسيمضي لا محال، ولكن تميم أشار لصدره وهو يحاول إخبار والده بأمر ما إلا أنه دخل بحالة من التشنج توفي على إثرها في المشفى.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في تصريح لها، إن الاحتلال الإسرائيلي يقتل طفلا واحد كل 30 دقيقة في غزة، مؤكدة أن 17400 طفل شهيد ارتقوا منذ أكتوبر 2023.

وأشارت الوزارة إلى أن من بين هؤلاء الأطفال 710 طفل رضيع، و1793 طفل تتراوح أعمارهم من سنة إلى ثلاث سنوات.

ولفتت الوزارة إلى أنه من بين الشهداء الأطفال 1205 طفل ما بين 4 سنوات إلى 5 سنوات، و4205 شهيد أعمارهم ما بين 6- 12 عام، و3442 تتراوح أعمارهم ما بين 13 – 17 عام.

المصدر/ غزة- وكالة سند للأنباء

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: جنود الاحتلال

إقرأ أيضاً:

توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة والجمعية المصرية لطب الأطفال

شهد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان،  توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة الصحة والجمعية المصرية لطب الأطفال، في مقر الوزارة، ويأتي هذا البروتوكول كجزء من استراتيجية الوزارة لتعزيز صحة الأطفال والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة لهم.

مثل وزارة الصحة في توقيع البروتوكول الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، بينما وقع عن الجمعية المصرية لطب الأطفال الدكتور أحمد السعيد يونس، رئيس الجمعية.

أكد الدكتور خالد عبدالغفار، خلال مراسم توقيع البروتوكول، التزام وزارة الصحة بتسخير كافة الإمكانيات لدعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز صحة الطفل، بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة،معربًا عن أمله في تحقيق نتائج ملموسة تفيد الأطفال وأسرهم، مشددًا على أهمية تكثيف التوعية بصحة الأم والطفل عبر رسائل علمية مبسطة تساهم في نشر ثقافة صحية سليمة بين أفراد المجتمع.


أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن هذا التعاون يعكس إيمان الوزارة بأهمية تعزيز صحة المواطنين، مع التركيز على صحة الأطفال باعتبارهم الركيزة الأساسية لتقدم الأمة في كافة المجالات،مؤكدًا أن الاهتمام بالطفل يمثل الاستثمار الأهم لبناء جيل يتمتع بقدرات معرفية متميزة، ويكمل جهود الوزارة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.


أضاف الدكتور حسام عبدالغفار أن البروتوكول يشمل إطلاق مشروع تطبيق "سلامة"، الذي يهدف إلى تعزيز الوعي الصحي لدى الأمهات ومتابعة نمو الأطفال باستخدام معايير علمية متطورة، كما يسعى التطبيق لتلبية احتياجات الأمهات والأطفال بأسلوب شامل يواكب تطورات العصر.


ويشمل التعاون تدريب أطباء الأطفال، وفرق التمريض، ومقدمي الخدمة، والمشرفين على الرعاية الصحية، على الأسس العلمية الحديثة في حماية الطفل ورعايته، مما يسهم في تعزيز المهارات الطبية وتوفير بيئة آمنة للأطفال.


ويتضمن البروتوكول كذلك ، تنظيم دورات تدريبية مستمرة تهدف إلى تعزيز الوعي الصحي والتثقيف في مجالات صحة الطفل، التغذية السليمة، مكافحة العدوى والتلوث، بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بنمو الطفل ورعايته، بما يضمن تحقيق نمو صحي ومستدام للأطفال.


أوضح الدكتور حسام عبدالغفار أن البروتوكول يستهدف الوصول إلى شريحة واسعة من المجتمع من خلال تقديم رسائل توعوية تسلط الضوء على صحة الطفل، مع التركيز على تصحيح المفاهيم الخاطئة بشأن نموه الجسدي، النفسي، والعقلي،كما يتضمن التعاون توفير خدمات فعّالة للفئات المستهدفة تركز على الوقاية من المخاطر والأمراض، وتعزيز السلوكيات الصحية الإيجابية.


وأشار عبدالغفار إلى أن البروتوكول يتضمن تقديم دعم معنوي لأفراد المجتمع عبر توفير رعاية صحية شاملة ومبسطة باستخدام تقنيات وأساليب مبتكرة، ويأتي ذلك في إطار رؤية متكاملة لتوظيف الإمكانات العلمية والتربوية، بهدف إعداد جيل قادر على تحقيق التنمية المستدامة، كما يهدف البروتوكول إلى تغيير الأنماط السلوكية والحياتية بما يضمن نمواً مستداماً يعتمد على أسس علمية دقيقة، وقد اتفق الجانبان على استغلال كافة الموارد المتاحة لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذا التعاون المشترك.

مقالات مشابهة

  • كم غراما من البروتين يحتاجه طفلك يوميا؟
  • بالصور.. عودة الأطفال الرعاة بعد يوم طويل مكتسين بـلون غروب الشمس
  • 7 نصائح للتعامل مع الطفل الذي يعاني من التلعثم
  • الألفي: أطفال غزة يتلقون هدايا بابا نويل الصهيوني في شكل قنابل ورصاص
  • معهد الامن “الصهيوني”: “صواريخ اليمن” ترهق سكان “إسرائيل” وتضغط عليهم 
  • احذر من أمراض شتوية تصيب الأطفال .. تعرف على الأعراض والوقاية والعلاج
  • الأُلفي: تأتي أطفال غزة هدايا بابا نويل الصهيوني في صورة قنابل ورصاص
  • أطفال غزة يعانون أزمات نفسية حادة
  • حقن التخسيس للأطفال.. حل طبى أم خطر صحى؟
  • توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة والجمعية المصرية لطب الأطفال