عربي21:
2024-11-29@14:43:17 GMT

غزة ستحارب وحدها كما بدأت

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

تم إبرام الاتفاق وخرج حزب الله من المعركة وبقيت غزة على جبهتها بعقل النصر أو الشهادة.. هذه هي الحقيقة الماثلة صباح الأربعاء، السابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. ربما كان هذا منطلقها ووعيها بمعركتها منذ البداية، وما الجبهة الشمالية إلا نجدة لم تصل.

هل هي مناورة مؤقتة أم سلام دائم بين لبنان والكيان؟ لا يمكن لعاقل أن لا يتمنى السلم للبنان فقد دفع أثمانه منذ زمن، لكن لدينا علامة لا يمكن إغفالها مهما أغرقنا في التحليلات.

. سينقض العدو الاتفاق في وقت قريب وستخونه طبيعته العدوانية، لكن هل سيبقى من حزب الله رجال وسلاح لاستئناف معركة؟ لن نخوض في ما لا نعلم من الغيب ولن نذهب في اتجاه التخوين واللغو الطائفي، كمثل السؤال الذي تبادر إلى الأذهان أول سماع قول نعيم قاسم بفصل الجبهات. يجدر بالعاقل أن يتأنى.

هناك حقيقة بارزة عندما رغب الغرب في فرض تهدئة على جبهة حرب أفلح في فرضها على العدو نفسه، والجانب الخفي في هذا هو أنه لا يرغب في فرض حل في غزة، بل يستطيب تدميرها بما يكشف الوجه الحقيقي لمعركة الطوفان والذي نغفله أحيانا أنها معركة ضد صانعي الكيان قبل أن تكون ضد الأداة الصهيونية.

طرد أفكار المزايدة

أكتب من مكان بعيد جدا عن جنوب لبنان ومن بيت لم تهدمه الطائرات، لذلك فإني أرى للمواطن اللبناني حقا في العودة إلى خرابته وترميمها لإخفاء رأسه من برد الخيام في شتاء جبل الشيخ. كما أني لا أشعر ببندقية في ظهري ولا أقدر معنى الخيانة وحجمها إذا جاءت من شريك الوطن، ولو كنت مخوِّنا لنظرت إلى عباس في المقاطعة وهو صاحب المعركة الذي خان فعلا.

لكن رغم ذلك فإن الاحتمالات الكامنة في هذا الاتفاق ستفتح على أسئلة كبيرة لن يجاب عليها بسرعة؛ مستقبل حزب الله في لبنان والمنطقة.

لقد كان الحزب منذ ظهوره وتكفله بالمقاومة عنصرا ثابتا وفاعلا مركزيا يدير الأحداث وتدور حوله، لكن ماذا سيفعل وقد حيل بينه وبين جبهته، ووضع البلد برمته تحت رقابة السفارة الأمريكية التي صابحت بالحديث عن مراقبة احتمال تسلل عناصر الحزب إلى داخل الجيش؟

ونقول بيقين من خبر الأمريكي أن قائمة ضباط الجيش ومنتسبيه فوق طاولة المخابرات في السفارة، بحيث لا يمكن تمويه وجود عنصر في فرقة في منطقة. ستبدأ عملية مطاردة الساحرات ولا جدوى من حديث سيادة لبنان، الاتفاق ضحى بسيادة الدولة قبل أن يحصي عناصر الحزب ويحدد مواقعهم. الجيش (علامة السيادة) ستديره السفارة، ويبدو أن دولة المفاوض اللبناني غير مشغول بأكثر من دولته الخاصة.

هل سينجح الحزب في ترميم ترسانته الخاصة والحفاظ عليها بعيدا عن رقابة الجيش الذي تراقبه السفارة؟ إن الطريقة التي تسلحت بها حماس في غزة تُبقي هذا الباب مفتوحا، لكنه سيكون مفتوحا أيضا أمام كل أعداء الحزب في الداخل وأصغر وشاية قد تجلب رزقا كثيرا، وقد يجد الحزب نفسه أو بما تبقى له يطارد الوشاة فيمهد لحرب أهلية.

الاتفاق أخرج الحزب من موقع حامي الدولة من عدو خارجي إلى موقع عدوها الداخلي الذي يرفضه الجميع ويحقرون تاريخه.

هل سيتجه إلى عمل سياسي مدني ويخضع للصندوق الانتخابي؟ لكن هل سيبقى له هامش الحديث باسم المقاومة فيترشح في جبهة مقاومة ضد جبهة قد تزايد عليه بشعار لبنان أولا؟ ستقفز إلى المشهد من جديد كل وحوش الطائفية، وسيجد نفسه حزبا لطائفة ليست هي الأوفر عددا في الصندوق، وسيدفّعونه ثمن مغامراته في سوريا التي جلبت على لبنان مليوني نازح سوري. الاتفاق جعل الحزب مشكلا لبنانيا مزمنا.

أما غزة فقد توكلت

نقرأ وثائقهم فنجد تدبيرهم أنهم كانوا ينوون الشر بغزة، لكن غزة تغدت بهم قبل أن يتعشوا بها. وهذا عنوان توكل عظيم لم ينو فيه الغزاوي الاعتماد على غير قلبه وسلاحه.

صباح الاتفاق وقبل الظهر دفعت غزة خمسين شهيدا وستواصل الدفع. نرى العدو يعيد التفرغ لغزة وبيده نصر على جبهة أغلقت، يزايد به في الداخل (على جمهوره) وعلى الجوار العربي المرعوب منه أو الذي يتصنع الخوف على غزة، والحقيقة أنه يخاف من غزة ويوكل أمرها للعدو ليتخلص من رعب انتصارها.

تعيد غزة صباح الاتفاق ترتيب أمرها على معركة تخوضها وحدها بعقل النصر أو الشهادة. السؤال عن الثمن نطرحه دوما من قبيل الشفقة لا التثبيط المتفشي في الإعلام المعادي لغزة. الثمن غال وموجع لكن جواب السؤال سؤال آخر: هل كانت غزة ستنجو من التدمير لو لم تخرج على العدو؟ إن معركة الطوفان مصير حتمي لأنها حرب تحرير لا بد من خوضها، ولأنها كذلك فإنها حلقة من سلسلة الجهاد/ النضال الفلسطيني منذ تأسيس الكيان. وهذه السلسلة متواصلة مهما كانت نتيجة حرب الطوفان، لقد حققت مكاسب لا يمكن الاستهانة بها أبدا.

نرى غزة تفكر وتتصرف بقدر مسؤوليتها في المرحلة، أن لا تسقط البندقية وأن يظل باب المقاومة مفتوحا أبدا. وجب أن نعود إلى السقف الذي حددته غزة ونخفف عنها ثقل أحلامنا الكسولة التي نرتبها من مكان آمن بعيدا عن القنابل الماحقة للنوع البشري.

لم تطرح غزة تحرير الوطن في هذه المعركة ودخول القدس محررة، لقد طرحت أمرا قدرت عليه بعد وهي لا تزال في معركتها وتحقق مكاسب، والعدو يخسر أمامها وسيخسر أكثر. وهنا أيضا سنعتمد على حمق العدو وغطرسته، إذ نراه يتجه إلى الضفة ليحولها إلى غزة ثانية متجاوزا كل وهْم السلطة الفلسطينية، بما يفتح عليه جبهة أكبر وأخطر، إذ يحرر إنسانها من سلطة منعته من حقه في المقاومة. نرى الضفة تتحول قريبا إلى غزة أكبر.

إن تدمير العدو في تدبيره، وقد دبر دوما سببا لبقاء البندقية الفلسطينية مرفوعة في وجهه، وقد قامت غزة بدورها كاملا ولا نراها إلا تجر العدو إلى المزيد من النزف. نتواضع لغزة كما فعلنا دوما، إن معركة التحرير مستمرة والبندقية الفلسطينية مرفوعة حتى الآن. ستتخلص غزة في الأثناء من المنّ عليها بسند تاجر بها ولم تختلف نتيجة دوره عمن أدان جهادها، لقد تطهرت غزة مرة أخرى من لعبة الشطرنج المنافقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة لبنان المقاومة لبنان غزة المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا یمکن

إقرأ أيضاً:

صامدون... منتصرون

أي القرار الدولي رقم 1701، وكل الإجراءات التي تتعلّق بتطبيق الاتفاق، منوطة حصراً بالجيش اللبناني، بعيداً عن أي قوات أجنبية أو غير ذلك.
ما يجب أن يعلمه اللبنانيون اليوم، قبل أن تضيع الحقوق غداً في زواريب السياسة، أن العدو الإسرائيلي هو من أرسل - بداية - الأميركيين الى بيروت، طلباً للتفاوض. وكان المقترح التفاوضي الأول يهدف في الحقيقة إلى تطبيق القرار 1559، فأصبح مقترحاً يهدف الى تطبيق 1701، نتيجة لبطولة المقاومين في الميدان وثباتهم الأسطوري حقاً، ولإرادة سياسية صلبة، خاضت المفاوضات بقوة وحكمة، كانت بدايتها في حرص الرئيس نبيه بري، بالتنسيق مع قيادة المقاومة، وثقة بقدرتها على الصمود والتكيّف، بجعل سقف التفاوض هو القرار 1701، والانخراط بالمفاوضات على هذا الأساس. وبينما كان الحديث بداية عن «ترتيب جديد في الشرق الأوسط»، ثم تغيير الواقع السياسي في لبنان، انتهى الى مجرّد تطبيق القرار 1701.
ما يجب تثبيته اليوم، بينما يعود النازحون من أهل المقاومة، إلى قراهم ومدنهم في الضاحية الجنوبية، والجنوب والبقاع ومختلف المناطق، ليدفنوا شهداءهم، ويعمّروا بيوتهم، ويرفعوا رايات النصر الذي يعبّر عنه وجودهم وتمسّكهم في قراهم التي دمّرها العدو، هو أن المقاومة التي صمدت طوال الحرب، رغم الضربات القاسية والعميقة، باقية ومستمرّة

وقف إطلاق النّار:العدوّ لم يحقّق أهداف الحرب

العدوّ لم يحقّق أهداف الحرب بعد شهرين كاملين من الاعتداءات الإسرائيليّة وصمود المقاومين في الميدان وتعافي المقاومة الإسلاميّة من الضربات المتتالية التي لحقت بها، خرج اتفاق وقف إطلاق النّار إلى العلن، ودخل عند ساعات الفجر الأولى حيّز التنفيذ، بحسب ما أعلنه في الوقت نفسه الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومكتب رئيس كيان العدو بنيامين نتنياهو. وإذا كان نتنياهو أوحى بانتصارٍ وهمي بإشارته إلى ترك حريّة الحركة لجيشه في الدّاخل اللبناني، فإنّ نص الاتفاق جاء مغايراً لذلك، إذ نصّ مضمون الاتفاق على أنّ «هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس». وهو ما أشار إليه النائب حسن فضل الله في حديث تلفزيوني بتشديده على أنّ «الورقة الأميركيّة الأساسيّة التي حملها (الموفد الأميركي) عاموس هوكشتين إلى لبنان أدخل عليها لبنان عدّة تعديلات، وعلى أساسها حصل الاتفاق على وقف الأعمال العدائيّة ونحن في مرحلتها الأولى». وعليه، تمكّنت الدولة اللبنانية من رفض ما كان يريده العدو على وقع صمود المقاومين في الميدان، وبدّلت في مضمون الاتفاق الذي كان يريد منه اتفاق هزيمة واستسلام. كما لم يتمكّن العدو من إخضاع لبنان في إدخال بريطانيا وألمانيا كعضوين في لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق، وإنّما أشارت المعلومات إلى أنّ اللجنة ستُشكّل من أميركا وفرنسا فقط بعد استبعاد بريطانيا وألمانيا.
كلّ ذلك يؤكّد أن الميدان أتاح للدولة اللبنانيّة إدخال التعديلات ورفض إرادة العدو بالاستسلام، أو حتى في تنفيذ أهدافه إن كان في تثبيت منطقة عازلة عند الحدود أو حتّى في القضاء على حزب الله، بعدما تأكّد أنّ هذا الأمر مستحيل. وهو ما أخرج العدو عن عقاله، وحاول الإيحاء على مدى السّاعات الماضية بأنّه كسب معركته في لبنان، بعد سلسلة هزائمه في الميدان، حيث لم يتمكّن من تسجيل أي إنجازٍ يُذكر، ليصل الأمر بجنوده إلى اجتياز بلدة دير ميماس الحدوديّة لالتقاط الصور عند نهر الليطاني. ولذلك، حاول تكثيف اعتداءاته في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة، ليضم إليها بيروت التي بقيت تتعرّض لاعتداءات متواصلة حتّى الفجر، وحيث نفّذ عدداً من الغارات على بربور (أكثر من مرة) والنويري والخندق الغميق وزقاق البلاط، وحتّى وصل عدوانه إلى قلب منطقة الحمرا للمرّة الأولى. كما أقدم ليلاً على قصف كل المعابر البرية بين لبنان وسوريا. في هذه الأثناء، صعدت المقاومة الاسلامية من استهدافاتها في اكثر من مستعمرة اسرائيلية وتحشدات للعدو في لبنان، ووصلت صواريخها ومسيراتها الانقضاضية النوعية إلى تل أبيب، حيث استهدفت مقر إقامة قائد سلاح الجو في جيش العدو اللواء تومار بار، وحققت أهدافها بدقة، بحسب أحد بيانات الإعلام الحربي. كذلك أعلنت المقاومة أنها نفذّت هجوماً جوياً بأسراب من الطائرات المسيّرة النوعية على مجموعة من الأهداف العسكرية الحساسّة في تل أبيب وضواحيها وحققت العملية أهدافها كما قصفت بصليات متتالية مدن الشمال ومستعمراته من كريات شمونة إلى حيفا، مع توقعات شبه مؤكدة بأن الكلمة الأخيرة ستكون للمقاومة رداً على استهداف بيروت.
العدو الذي أوحى بأنّه كان يستهدف منشآت عسكريّة وماليّة تابعة لحزب الله، استهدف فعلياً المدنيين الذين نزحوا من العاصمة بيروت، حيث غصّت الشوارع بهم، في غياب الأجهزة الأمنيّة التي ظهرت وكأنّها في «كوما». ولكنّ تكثيف الاعتداءات بهذا الشكل، هدف العدو منه إلى كيّ الوعي وهزم النفوس التي بقيت صامدة على مدى الشهرين الماضيين، مع ترك بصمته الوحشيّة لإرهاب اللبنانيي.
وكان بايدن قد أعلن موافقة لبنان وإسرائيل على وقف إطلاق النار، وشكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولفت، في مؤتمر صحافي، إلى أنّه «لن تكون هناك قوات أميركية في جنوب لبنان والغرض من الاتفاق أن يكون وقفاً دائماً للأعمال القتالية». كما اتصل بايدن بميقاتي الذي شكره على جهوده. وأعلن الإليزيه أيضاً أنّ ممثل ماكرون، جان إيف لو دريان، سيتجه إلى لبنان لحل الأزمة السياسيّة.

الاخبار اللبنانية

مقالات مشابهة

  • هل أسقط اتفاق وقف إطلاق النار المعادلة الثلاثية؟
  • لماذا هذا الاتفاق مختلف؟
  • بعد الاتفاق في لبنان.. بماذا يحتفل أنصار حزب الله؟
  • صامدون... منتصرون
  • بين وصية نصر الله وهدنة هوكشتاين.. كيف علق اللبنانيون على بنود اتفاق وقف إطلاق النار؟
  • بين وصية نصر الله وهدنة هوكشتاين.. كيف علق اللبنانيون على بنود اتفاق لبنان؟
  • بين وصية نصر الله وهدنة هوكشتاين.. اتفاق لبنان في حسابات النصر والهزيمة
  • بايدن يعلن وقف إطلاق النار.. وهذا ما سيحصل إذا خرق الحزب الاتفاق!
  • الأسئلة الاستراتيجية في الاتفاق اللبناني/ الإسرائيلي المحتمل