«عين علي الحرب»: أخطر الأوبئة في زمن الحرب؟!
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
الجميل الفاضل
تقدر تقارير أممية أن (5.8) مليونا من النساء النازحات داخل بلادهن، قد بتن مهددات بخطر العنف والاعتداء الجنسي، والاغتصاب، لا سيما في ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان.
بل إن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر كان قد حذر الاثنين الماضي خلال زيارة إلى بورتسودان من مغبة ما اعتبره وباء عنف جنسي، تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، منبها إلى أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية غير مقبول.
وفي ذات السياق كانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد نشرت في يوليو الماضي تقريرا بعنوان “الجنس مع رجال الجيش السوداني مقابل الطعام بأمدرمان” نقلت خلاله عن 24 امرأة لم يتمكن من الفرار من مناطق القتال بأم درمان قولهن أن الاتصال الجنسي مع رجال من الجيش السوداني كان الوسيلة الوحيدة للحصول علي الطعام أو السلع التي يمكنهن بيعها لجمع المال لإطعام أسرهن.
وقالت النساء اللواتي استطلعتهن الغارديان أن معظم الاعتداءات وقعت في “المنطقة الصناعية” حيث يتوفر معظم الطعام في المدينة.
وفي تقرير مماثل نشرته صحيفة “سودان تربيون” تحت عنوان “الجنس مقابل الطعام.. نساء السودان يدفعن النزاع بأجسادهن” أشارت فتاة لم تتجاوز عمر العشرين أنها بعد مصرع والدتها البائعة بالسوق المركزي جنوب الخرطوم، في غارة جوية علي المنطقة، قد اضطرت لممارسة الجنس مع جنود من الدعم السريع وسكان آخرين، مقابل المال لإعالة أختها وأخيها الصغيرين، وفي أكتوبر الماضي قال عمال إغاثة أن الفتيات في الفاشر يجبرن علي الزواج بالمقاتلين، كما تمارس الشابات الجنس من أجل البقاء، مقابل الغذاء والماء والمال.
هو واقع مأساوي يحاصر النساء في كافة أرجاء البلاد، واقع يعكس صورة لأسوأ ما فينا كشعب، صورة تؤكد انطباق قول الشاعر محمود درويش علي قسوته علينا، قوله “كم كذبنا حين قلنا: نحن استثناء”.
وبالطبع، فإن فداحة مثل هذه الأثمان التي يدفعنها النساء، وكلفتها النفسية العالية عليهن، يعيدنا لا محالة إلى سؤال آخر للشاعر محمود درويش حين يقول:
“هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق،
ونرى دمنا على أيدينا
لنُدْرك أننا لسنا
ملائكة، كما كنا نظن؟”
الوسومالجميل الفاضلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجميل الفاضل
إقرأ أيضاً:
إبراهيم الهدهد: النفاق أخطر أشكال الفساد ويؤدي إلى هلاك الحرث والنسل «فيديو»
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن القرآن الكريم حذر من الفساد ونهى عنه، حيث قال تعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"، مشيرًا إلى أن الفساد من أخطر الظواهر التي تهدد استقرار المجتمعات.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر السابق، خلال حلقة برنامج "ولا تفسدوا"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الأدب الشرعي يقتضي أن يتخلى الإنسان عن الفساد أولًا قبل أن يتحلى بالإصلاح، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد".
وأضاف أن أخطر أشكال الفساد هو النفاق، حيث يعتمد المنافقون على حسن القول وكثرة الحلف باليمين لإقناع الناس بصدقهم، بينما يضمرون الشر في قلوبهم، مشيرا إلى أن من علامات الكذب المبادرة بالحلف بالله، حيث يلجأ الكاذب إلى القسم دون أن يُطلب منه، ليجعل يمين الله ستارًا لكذبه، وهو ما حذر منه القرآن الكريم.
كما بيَّن الدكتور الهدهد أن المنافق يظهر السعي في الخير بينما يضمر الفساد، إذ قال الله تعالى: "وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها"، موضحًا أن كلمة "سعى" تُستخدم غالبًا في الخير، ولكن هنا جاء استخدامها ليكشف زيف هؤلاء الذين يدّعون الإصلاح بينما هم أدوات للفساد.
وأكد أن الله سبحانه وتعالى قدَّر لكل مخلوق رزقه قبل أن يُخلق، مستشهدًا بقوله تعالى: "وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين"، داعيًا الجميع إلى الاعتماد على السعي والعمل والأخذ بالأسباب، والابتعاد عن النفاق الذي يؤدي إلى هلاك المجتمعات بالفساد وهلاك الحرث والنسل.
اقرأ أيضاًبالفيديو.. الدكتور علي جمعة: الكون بأسره على هيئة كرة أعلاها العرش
أشمون تصعد للتصفيات الدولية بمسابقة اليونسكو للمدن الإبداعية