البضاعة الكاسدة ام أصحاب المشروعات الفاسدة ؟
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
كثيرون هم من يبصقون على الإناء الذي طالما أكلوا منه بعدما أصبح فارغا .. وذلك إن دل إنما يدل على فراغ جوفهم من المبادئ والقيم واحترام أنفسهم ، فهم يمارسون أبشع أنواع الانتهازية السياسية التي تجعلهم يتسولون الولائم والغنائم للحصول على المناصب والثروات لإشباع اطماعهم وملء بطونهم التي لا تمتلئ.. فتجدهم يسبون من اكرمهم واشركهم اذا أحسوا أنه لم يعد يمتلك ما يريدونه منه .
هذا ينطبق تماما على شاكلة عقار ومن معه من قادة الحركات والأحزاب الكرتونية والهلامية..
دعونا نسأل السيد عقار :
أيهم كانت بضاعته كاسدة وفاسدة يا عقار ؟
من تمرد ( زهاء الستين أو ثلاثين او عشرين عاما ) يقدم الموت والدمار ويتبنى مشروع علماني يرفض ويصادم قيم ومعتقدات الشعب السوداني .. ويهددون بقبول مشروعهم هذا او تقرير المصير أو تفكيك السودان طوبة طوبة ، ثم يلومون الحركة الإسلامية على فصل الجنوب الذي اختار شعبه الانفصال بمحض إرادته عبر استفتاء شهد عليه العالم أجمع ..
أم من جاء لينقذ السودان من ويلات حرب استمرت لعقود أهلكت الحرث والنسل ، وقدم في سبيل ذلك خيرة دماء وأرواح أبنائه فداء للوطن ووحدته وأمنه واستقراره ،
ينطلق من رؤية ومشروع شامل لنهضة السودان وتوظيف موارده البشرية والطبيعية لتحقيق الرفاهية والسعادة لشعبه .. فافتتح المشروعات التنموية الزراعية والصناعية والخدمية وأقام البنى التحتية وحقق للسودان تقدما ملموسا لم يشهده منذ استقلاله ، وحقق له مكانة عالمية في مؤشرات النمو الاقتصادي رغم الحصار المفروض عليه بسبب ( ابنائه ) العملاء من أحزاب المعارضة التي تجتمع الآن في العواصم الخارجية تحرض ضد جيش السودان وصمام أمانه ..
هذا الجيش الذي لم يعرف التطوير والتحديث الا في عهد الإنقاذ بالاكتفاء الذاتي من الأسلحة والذخائر التي لطالما حرم منها وهو يقاتل المتمردين امثال مالك عقار وقادة الحركة الشعبية وحركات دارفور التي تاجرت بقضية أهالي دارفور ولما حانت اللحظة الحاسمة لحمايتهم من هجمات المتمردين والغزاة الأجانب تخاذلوا واعلنوا الحياد ( تخيل وقف هؤلاء محايدين وامتنعوا عن حماية أهلهم من المعتدين الذين مارسوا التقتيل والتجويع والترويع والنهب والسلب والاغتصاب والتطهير العرقي ) ..!!
شهد الجيش في عهد الإنقاذ بناء منظومة الصناعات الدفاعية التي اكتفت وصدرت للخارج احدث الاسلحة ، واشتغلت في مشروعات الأمن الغذائي ، وإطلاق اول قمر صناعي لأغراض مدينة وعسكرية في تاريخ السودان.
الجيش الذي تصدى ببسالة في عهد الإنقاذ لحرب في أربعة جبهات ( منطلقة من دول الجوار في وقت واحد ) بخلاف حرب عملاء الداخل ومعارضة الفنادق في الخارج.
تصدى الجيش للمعتدين في عهد الإنقاذ لأنه وجد من حكومة الإسلاميين كامل الدعم والمساندة بالمال والرجال والمجاهدين ، ووجد منهم انشاء قوات مساندة ( مثل هيئة العمليات ، والدفاع الشعبي والخدمة الوطنية ) لمواجهة كافة التهديدات ، وبفضل كل ذلك – من بعد الله – تمكن الجيش من تأمين مليون ميل مربع وافشل كافة المؤامرات الخارجية.
وانشأت الإنقاذ قوات الدعم السريع التي كانت قوات فاعلة لم تخرج عن طوع الدولة ولم تتمرد عليها لأنها كانت تحت السيطرة التامة ، ولم يجروء قائدها لمجرد التفكير في أن يحلم بحكم ( محلية ) دعك من حكم السودان بأكمله ، حتى وجد فراغا سياسيا وأمنيا ولم يجد من يتصدى له بعد زوال حكم الإنقاذ ، فأصبح قوة تضاهي الجيش عددا وعتادا ، وأصبح قائد الدعم السريع هو رئيس اللجنة الاقتصادية في عهد د. حمدوك ، وأصبح هو نائب رئيس مجلس السيادة في عهد البرهان.
ونعود للسؤال .. ايهما كانت بضاعته كاسدة يا عقار ؟ من يمارس الإقصاء ( من أحزاب قحت والحركات التي وصلت إلى السلطة باتفاقية جوبا ) ويريد أن يستحوذ على السلطة باسم ( الحرية والديمقراطية ) بدون تفويض شعبي ولا انتخابات حرة نزيهة ، أم الإنقاذ التي وسعت قاعدة المشاركة السياسية وسمحت لكافة الأحزاب والحركات المسلحة للمشاركة في السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية على كافة المستويات الاتحادية والولائية والمحلية..؟
ويبقى سؤال آخر لمن يدعون أن بضاعتهم ( صالحة ) انتم حملتم السلاح ضد نظام الإنقاذ ، ونكثتم عهود السلام معها ؛ فلماذا لم تضعوا السلاح وتنخرطوا في ممارسة حياة مدنية وسياسية لتنمية ونهضة السودان بعد زوال حكمها ؟
اين صلاح بضاعتكم هذه ، وماذا قدمتم للسودان خلال الأربع سنوات الماضية ؟
وماذا تريدون أن تقدموا للسودان خلال السنوات القادمة وانتم لا تملكون مجرد رؤية ولا مشروع غير البقاء في كراسي السلطة واقتسام الثروة ؟
دعك من السودان ماذا قدمتم لمناطقكم الصغيرة من تنمية واستقرار ؟
اين بضاعتكم الصالحة التي حملتم السلاح من أجلها ةينشدها وينتظرها ابناؤكم منذ عقود ؟
إنكم لم تقدموا لهم سوى الافقار والاحتراب والتقتيل والتشريد والتجويع ، تريدونهم مهمشين هكذا حتى تتاجروا باسمهم ومائهم ..
أن ما قدمه مالك عقار في خطابه بالأمس ، وما قدمه البرهان قبله بيوم في خطابه ، وما جاء في مؤتمر القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري في أديس أبابا بالأمس ، كلها توجهات تخرج من كوة واحدة وتعبر عن ملامح رؤية من يتحكم في المشهد السوداني الحالي ويريد أن يرسم ملامح المشهد القادم بدون إسلاميين ..
رسالتنا للجميع اذا كنتم تريدون مستقبلا مستقرا للسودان فيجب أن لا تسوقوا بضاعتكم الفاسدة هذه فإنها لا تصلح للملمة شعث السودان وتطبيب جراحه ولا تبني وطنا يسوده الأمن والأمان والرخاء والازدهار والمصالحة الوطنية ..
لن يسمح الإسلاميون أن يكونوا نسيا منسيا في أي ترتيبات تتعلق بحاضر ومستقبل السودان ، ولن يسمحوا لأي طرف يتسبد المشهد بدون تفويض انتخابي شعبي .
ولن يسمحوا بأي مزايدات تبخسهم حقهم التاريخي ؛ فما قدموه لهذا الوطن وشعبه ليست هناك أي قوى سياسية أو عسكرية قدمت واحد بالمائة منه .. وما قدمه الإسلاميين من إنجازات خلال ٣٠ عاما أنفقه رصفائهم من القوى السياسية والقوى المسلحة الاخرى في تسويق بضاعة فاسدة معبأة بالتخريب والتدمير والعمالة وارتزاق للأجنبي ..
وعلى الاسلاميين أن يكونوا يقظين وان يستعدوا ( لشتاء ساخن ) ومؤامرة كبرى تدبر في الخفاء وتدار بالوكالة برعاية أجنبية ، تستهدف كيانهم وتريد استئصالهم من الوجود ، لتخلوا الساحة لاصحاب البضاعة الفاسدة لترويج مشروعهم العلماني والاستعماري بدون أي مصدات .
في الختام : ان من يتهم الإسلاميين أنهم يسعون للسلطة وأنهم وراء ما يجري الآن نقول أنهم إذا كانوا يريدون العودة للسلطة لما اسلموها طواعية اصلا بدون دماء ، ولما صمتوا طوال الأربع سنوات السابقة وهم يواجهون أبشع أنواع التشريد والفصل من مؤسسات الدولة ومصادرة أموالهم عبر لجنة التمكين ، فكيف يسعون للسلطة الآن وقد أصبح السودان خرابا وأثرا بعد عين .. ؟
مالكم كيف تحكمون !؟
د. عبد المحمود النور
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وزارة الخارجية تلفت نظر المجتمع الدولي للفظائع التي يرتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء
أصدرت وزارة الخارجية بيانا يصادف يوم الإثنين 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة وبهذه المناسبة المهمة تلفت فيه نظر المجتمع الدولي مجددا للفظائع غير المسبوقة وواسعة النطاق التي ترتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء والفتيات في سن الطفولة في مناطق مختلفة من السودان. وتشمل تلك الفظائع جرائم الإغتصاب، والاختطاف، والاسترقاق الجنسي، والتهريب، والزواج بالإكراه، وأشكال أخرى من العنف والمعاملة غير الإنسانية والمهينة و القاسية والحاطة للكرامة للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن وفيما يلي تورد سونا نص البيان التالي .يصادف يوم غد الإثنين 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة . وبهذه المناسبة المهمة تلفت وزارة الخارجية نظر المجتمع الدولي مجددا للفظائع غير المسبوقة وواسعة النطاق التي ترتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء والفتيات في سن الطفولة في مناطق مختلفة من السودان. وتشمل تلك الفظائع جرائم الإغتصاب، والاختطاف، والاسترقاق الجنسي، والتهريب، والزواج بالإكراه، وأشكال أخرى من العنف والمعاملة غير الإنسانية والمهينة و القاسية والحاطة للكرامة للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن.لقد تم توثيق ما لا يقل عن 500 حالة إغتصاب بواسطة الجهات الرسمية والمنظمات المختصة و منظمات حقوق، تقتصر على الناجيات من المناطق التي غزتها المليشيا، ولا شك أن هناك أعدادا أخرى من الحالات غير المرصودة بسبب عدم التبليغ عنها، أو لأن الضحايا لا يزلن في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا. بينما يقدر أن هناك عدة مئات من المختطفات والمحتجزات كرهائن ومستعبدات جنسيا وعمالة منزلية قسرية، مع تقارير عن تهريب الفتيات خارج مناطق ذويهن وخارج السودان للاتجار فيهن .تستخدم المليشيا الإغتصاب سلاحا في الحرب لإجبار المواطنين على إخلاء قراهم ومنازلهم لتوطين مرتزقتها، ولمعاقبة المجتمعات الرافضة لوجودها. كما توظفه ضمن استراتيجيتها للإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تستهدف مجموعات إثنية بعينها، حيث تقتل كل الذكور من تلك المجموعات وتغتصب النساء والفتيات بغرض إنجاب أطفال يمكن إلحاقهم بالقبائل التيينتمي إليها عناصر المليشيا.ظلت حكومة السودان وخبراء الأمم المتحدة وبعض كبار مسؤوليها، وعدد من منظمات حقوق الإنسان الدولية والوطنية تنبه لهذه الجرائم منذ وقت مبكر، بعد أن شنت المليشيا حربها ضد الشعب السوداني وقواته المسلحة ودولته الوطنية في أبريل من العام الماضي. ومع ذلك لم يكن هناك رد فعل دولي يوازي حجم هذه الفظائع التي تفوق ما ارتكبته داعش وبوكو حرام وجيش الرب اليوغندي ضد المرأة. ومن الواضح أنها تمثل أسوأ ما تتعرض له النساء في العالم اليوم. وعلى العكس من ذلك، لا تزال الدول والمجموعات الراعية للمليشيا الإرهابية تتمادي في تقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي لها مما يجعلها شريكة بشكل كامل في تلك الجرائم. وما يزال مسؤولو الدعاية بالمليشيا والمتحدثون باسمها يمارسون نشاطهم الخبيث من عواصم غربية وأفريقية للترويج لتلك الجرائم وتبريرها. ولا شك أن في ذلك كله تشجيع للإفلات من العقاب يؤدي لاستمرار الجرائم والانتهاكات ضد المرأة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب