قبلان: هذا أكبر النصر رغم مرارة الثمن
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في رسالة الجمعة الى شعب لبنان والشعوب العربية والإسلامية قائلاً:" لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط والعالم تدفع واشنطن بأكبر ترسانة لم تكشف عنها بل لم تستعملها من قبل للانتهاء من مقاومة غزة ولبنان، فضلا عن قلب الواقع السياسي للبلد. وكانت عين واشنطن وتل أبيب على اجتثاث المقاومة من جذورها بشراكة غربية إقليمية متعددة الأدوار، وأساليب الدعم والأنماط، وكان الجيش الإسرائيلي بكل ترسانته الأطلسية غير المسبوقة الواجهة الأساسية، وبشراكة علنية من واشنطن وبريطانيا وألمانيا وغيرهم".
أضاف :"ورغم الجهود الأطلسية غير المسبوقة، ورغم شهادة قادة المقاومة الأبرار، ورغم خروج ما يقرب من خمسة آلاف مقاوم إثر تفجير البيجر واللاسلكي، ورغم الشبكات الجاسوسية التي أغرقت لبنان، ورغم الطعن من هنا وهناك، ورغم إغلاق المجال الإقليمي والدولي في وجه المقاومة، ورغم كم ونوع الترسانة التي لم يشهد العالم لها مثيل من قبل لم تستطع إسرائيل التثبيت ولو بقرية واحدة من القرى الحدودية، بل رغم حشد فرق عسكرية إسرائيلية تراكمية من كل الاختصاصات والترسانة في كل من عيتا الشعب والخيام لم يستطع الجيش الإسرائيلي احتلال الخيام أو عيتا الشعب، لينكشف معها الجيش الإسرائيلي عن أكبر فشل ذريع، وهذا عين النصر، بل أكبر النصر رغم مرارة الثمن".
وتابع :"واليوم أعضاء حزب الليكود قالوا لنتنياهو: لا يمكنك الحديث عن نصر أو نصف نصر فيما ترسانة كترسانة إسرائيل غير المسبوقة لم تستطع احتلال بلد مثل الخيام.أما "لابيد" فقد قال لنتنياهو: عن أي نصر تتحدث، وإسرائيل ترفع الرايات البيض في تل أبيب، فيما الشعب اللبناني يرفع رايات المقاومة في بيروت وغيرها!
وللقوى السياسية أقول: ما قدمته المقاومة في هذه الحرب صمود أسطوري وقتال غير مسبوق ومعركة نصر لا تفسير لها إلا مدد الله تعالى. ومع دخوله الحرب بكل هذه الترسانة أصر نتنياهو على تغيير الشرق الأوسط، ومع هزيمة ترسانته الكبرى طلب من جيشه احتلال الخيام فقط، ليعلن نهاية الحرب والانتصار. ومع هزيمة الجيش الإسرائيلي في بلدة الخيام التي أطلقت عليها الصحافة الإسرائيلية اسم "ستالينغراد" طلب نتنياهو من واشنطن الشروع باتفاق وقف إطلاق النار. وقد وقع الإسرائيلي على وقف إطلاق النار وفقا لمرجعية القرار 1701 دون حرف زائد والله تعالى يقول من وراء ذلك (وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لاوْلِي الأَبْصَارِ).
وختم المفتي قبلان : "وللأخ العزيز سماحة الشيخ نعيم قاسم أقول: أنت الأمين على الأمانة، والحمل ثقيل، ويد الله معك... وللأخ العزيز دولة الرئيس نبيه بري: شكرا لشهامتك ومواقفك التاريخية وأنت القامة التاريخية النادرة، وأنت المقاوم السياسي التاريخي، شكرا للمعركة الديبلوماسية التي خضتها والتي لا تقل أهمية عن ملاحم الأرض وانتصاراتهم، وشكرا لحركة "أمل" وتضحياتها الطويلة وشرفها المشهور، شكرا للمجاهدين والجرحى والشهداء وعائلاتهم العظيمة، شكرا لبيئة المقاومة السخية، سخاء التاريخ، وللشارع المسيحي والمسلم ولطريق الجديدة وبيروت وجبل الموحدين الدروز وطرابلس وعكار وجبل لبنان، وشكرا للأستاذ وليد جنبلاط الذي سيج السلم الأهلي بأهم موقف مصيري، وشكرا للنازحين المقاومين".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
رمضانُ الحادي عشر في اليمن… أسواقٌ تفيضُ بالخيرات وبيوتٌ تعاني مرارة الجوع!
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
يحلُ رمضان الحادي عشر على اليمنيين هذا العام في ظل ظروف معيشية قاسية، زادها ضنكًا الانهيار الحاصل في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية والتدهور الاقتصادي غير المسبوق.
وما بين أسواقٍ تفيض بالخيرات وبضاعةٍ مكدسة في المحال التجارية، وبين بيوتٍ يشكو أصحابها من مرارة الفقر والحرامان.. تتجلى الصورة القاتمة للوضع المعيشي المرير الذي يكابده اليمنيون هذا العام بالتحديد.
*تراجع كبير في القدرة الشرائية*
ويشهد الإقبال على شراء المواد الغذائية تراجعًا ملحوظًا في القدرة الشرائية للمواطنين، فبينما ظل عدد الزبائن ثابتًا نسبيًا، فقد انخفضت قيمة مشترياتهم بشكل كبير؛ إذ لم يعد بإمكان أرباب الأسر شراء الأصناف المتنوعة التي اعتاد عليها، واقتصرت مشترياتهم فقط على الضروريات الأساسية وبكميات محدودة.
مواطنون يشكون من عدم مقدرتهم على شراء أساسيات المطبخ الرمضاني، وتجارٌ يشعرون بالإحباط نتيجة قلة الإقبال عليهم، هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، ونتيجة كثرة الديون من قبل الزبائن.
بهذا الشأن يقول المواطن أبو محمد” اسم مستعار” لم استعد لرمضان بشراء حاجيات المطبخ هذا العام على الإطلاق، يوم أمس فقط بعد العصر قمت بشراء القليل من الحليب الدقيق من أجل تحضير الشفوت فيه أما الزبادي فقد قررنا مقاطعته بعد ارتفاع سعره بهذا الشكل، وكيلو من السكر ولتر واحد من الزيت من أجل تحضير الخبز والشاي”.
وأضاف أبو محمد لـ” يمن مونيتور” ذهبتْ ويبدو أنها لن تعود، تلك الأيام التي كنا نملئ فيها بيوتنا من كل أصناف المواد الغذائية قبل رمضان بأكثر من أسبوع، أما في سنوات الحرب فقد أصبح قدوم رمضان يشكل عائقا كبيرا لنا يجعلنا ننسى رواحانية هذا الشهر الفضيل ونبقى في قلق كيف لنا أن نوفر مصاريف هذا الشهر”.
وأردف” هذا العام جاءنا رمضان ونحن غير مستعدين له على الإطلاق، حالاتنا النفسية سيئة للغاية، وحالتنا المادية أسوأ من مجرد وصفها، نحن سعدنا بقدوم هذا الشهر الفضيل فقط تعظيمًا لشعائر الله وأما غير ذلك فنحن في حالة من النكد المعيشي”.
وتابع”عندما أرى الأسواق وهي مكتظة بكل أصناف الطعام وحاجيات المطبخ الرمضاني اسأل نفسي من يا ترى سيشتري كل هذا؟ من الذي يقدر اليوم على شراء كل هذه الأصناف حتى وإن كان بكميات قليلة؟، اليوم نحن فقط نعيش على القليل من الشفوت والقليل من الخبز، والسعيد منا من زاد صنفا آخرًا على هذين الصنفين”.
وواصل” لست وحدي من يعيش هذه الظروف القاسية، فهناك من لم يجد قوت يومه وفي الوقت نفسه يصومون ويجاهدون في صيامهم من أجل نيل رضا الله”.
واختتم” أرسل رسالتي لكل مسؤول في الدولة، لكل من تسبب في هذا الغلاء المعيشي.. نحن في شهر صيام ولن ننساكم من دعواتنا واعلموا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب”.
*غلاء معيشي يفقد الناس لذة رمضان*
في السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي، مروان الشرعبي” جاء رمضان هذا العام على اليمنيين وهم في ظروف اقتصادية هي الأسوأ في حياتهم وهي الأسوأ منذ أكثر من عقد من الزمن؛ نتيجة تزايد معاناة شعبٍ اليوم يفتقد لذة رمضان وروحانيته بسبب ظروفه المعيشية وخلو بيته من أسياسيات رمضان”.
وأضاف الشرعبي لـ” يمن مونيتور” من جهة أخرى الأسواق تتكدّس فيها البضائع من قبل التجار الذين يأملون في المزيد من الربح فيتفاجأون بقلة الإقبال عليهم بسبب ارتفاع أسعارها الذي حال بينهم وبينها”.
وأردف” غلاء الأسعار هذا العام جعل من الصعب على غالبية الأسر شراء التمر الذي يعد من أولويات شهر رمضان، وهذه الحياة الصعبة اليوم تكاد تخنق الجميع لا سيما في الأماكن التي تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية دون أن تجد من يضبط التجار وتلاعبهم في البيع والشراء، فاليوم أصبح المواطن محاربًا حتى من الحكومة واللصوص الذين يأكلون حقوقه دون أن تجد من يردعها”.
وتابع” من الطبيعي أن لا يُقبل الناس على شراء البضائع من الأسواق كما كانوا في السابق فالوضع الاقتصادي اليوم أصبح مزريا حتى الذين كانوا ميسوري الحال أصبحوا في حالة من الفقر وما أصعب الفقر بعد يسر الحال”.
وواصل” جاء رمضان الحادي عشر على اليمنيين في ظل انقطاع الرواتب، وغياب فرص العمل، وانعدام الاستقرار المعيشي والأمن الغذائي، وفي ظل حالة من الفقد والحرمان المرير”.
*ديون متراكمة*
بدوره يقول محمد الإسلامي صاحب محل بهارات في مديرية صالة محافظة تعز”في شهر رمضان، زاد الإقبال على شراء المواد الغذائية، لكن العديد من الزبائن لم يتمكنوا من دفع ثمن مشترياتهم بالكامل، الأمر الذي اضطرنا إلى تلبية احتياجاتهم بالدين، على أمل السداد قريبًا بحسب وعود بعضهم”.
وأضاف” البيع بالدين يلحق بنا أضرارًا كبيرة، خاصة مع استمرار تدهور قيمة العملة المحلية؛ فأسعار البضائع ترتفع باستمرار، وعندما يأتي الزبون لسداد الدين بعد فترة، يكون سعر البضاعة قد زاد بشكل كبير، مما يقلل من نسبة الربح لدينا أو يوصلنا إلى الخسارة”.
وتابع” أغلب الإقبال هذا العام على الأساسيات التي لا غنى عنها على الإطلاق كالدقيق والزيت والأرز ذي النوعية العادية، بالإضافة إلى السكر والملح والعدس، وأما الأمور الأخرى رغم توفرها في المحل إلا أن الالتفات إليها يكون شبه نادر كالعصائر السائلة والمجففة والشوفان وغيره”.