(CNN) – تفاعل مستخدمون لمنصة "إكس"، تويتر سابقا، مع رد فعل نائب يُمثل حزب "القوات اللبنانية"، على حديث برلماني مقرب من حزب الله، عن "نصر ممزوج بالدم" بالنسبة للحزب المدعوم من إيران في حربه مؤخرا ضد إسرائيل. 

وخلال مؤتمر صحفي قال النائب اللبناني عن حزب الله، حسن فضل الله: "أنا قلتها في بنت جبيل وأُعيدها اليوم، ثلاثية أوصلتنا إلى نصر ممزوج بالدم والألم والحزن والدموع لكنه بالنسبة لنا نصر.

فالعدو كان يريد أن يحتل أرضنا ويشطبنا من المعادلة ولم يستطع". 

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

ذاكرة مثقلة بالدم والدموع.. سوريون يبحثون عن العدالة لضحاياهم

حماة- رغم مرور 4 عقود على الإبادة التي تعرض لها سكان حي الزنبقي أو ما يعرف بحي الشيخ عبد القادر الجيلاني التاريخي، في مدينة حماة وسط سوريا عام 1982، ودماره بشكل كامل. لا يزال هناك من يتجرع ذكريات مرّة، مثقلة بالدم والدموع، لفقد أحبابه، ينتظر أن تأخذ العدالة مجراها، بعد أن تجددت الآمال فيها، عشية هروب الأسد من البلاد وسقوط نظامه في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

"نسمة " إحدى الناجيات من المذبحة، تبلغ من العمر اليوم 56 عاما، قضت معظمها خارج البلاد هربا من قمع النظام وبطشه، تستعد حاليا للعودة إلى مسقط رأسها في حماة. وتكاد لا تصدق، حسب حديثها للجزيرة نت، أن حكم عائلة الأسد قد سقط "وانتهت عذاباتنا، فنحن من جيل عاش سنوات القمع والقتل في حماة مرتين، واحدة على يد الأسد الأب، وأخرى على يد وريثه المخلوع ".

 وكان الجيش السوري النظامي قد شن، في الثاني من فبراير/شباط 1982، بمختلف أسلحته، حملة عسكرية واسعة النطاق على حماة، عقب صراع دموي امتد لسنوات، بين نظام الرئيس الأسبق حافظ الأسد والجناح المسلح  لتنظيم الإخوان المسلمين. أسفرت وفق مصادر حقوقية دولية، عن مقتل ما لا يقل عن 30 ألف مدني، وتغييب الآلاف قسرا دون معرفة مصيرهم.

زاوية الشيخ الجيلاني بحي الزنبقي بحماة (مجموعة فوتوغراف حماة) تدمير التاريخ

خلال اقتحامها للمدينة، استهدفت قوات سرايا الدفاع، بقيادة رفعت الأسد الشقيق الأصغر لحافظ الأسد، وقوات الوحدات الخاصة، بقيادة الجنرال علي حيدر، حي الشيخ الجيلاني، بنيران المروحيات والدبابات وراجمات الصواريخ دون توقف مدة 20 يوما، تحول على إثرها الحي إلى أطلال وتلال من الركام، لا تزال شاهدة على المذبحة إلى يومنا هذا.

ويعتبر الحي بنظامه العمراني، من الأحياء القديمة التي تشتهر بها المدينة على المستوى العالمي. وتشير مصادر تاريخية، إلى أن أول من شرع في بنائه هو الشيخ سيف الدين يحيى، أحد أحفاد الشيخ عبد القادر الجيلاني عام 685هـ، قادما من بغداد. ثم استكمل حفيده الشيخ ياسين الكيلاني عمارته في مرحلة لاحقة، حتى أخذ شكله الأخير.

وعلاوة على  زاويته الصوفية، التي تشرف من على نهر العاصي والنواعير، يضم الحي 10 قصور تاريخية، تناوب طرازها بين النموذجين الأيوبي والعثماني، إضافة إلى 3 جوامع قديمة، وحمامات، ومضافات، ومرابض خيول، و120 منزلا سكنيا بمساحات مختلفة.

إعلان

ويقابل الحي على الضفة الأخرى للعاصي، قصر العظم، الذي شيده والي دمشق أسعد باشا العظم في عام 1742م زمن الخلافة العثمانية، وتعرض هو الآخر لدمار طال أجزاء كبيرة منه. وكذلك الجامع النوري، الذي بناه نور الدين زنكي، عام 1162م، مع بيمارستان يجاوره من الناحية الجنوبية.

الأسد هدم الزاوية القادرية وأقام على أطلالها المقاهي (مجموعة فوتوغراف حماة) عبور فوق الجثث

تصف نسمة للجزيرة نت ما تعرض له الحي قائلة "دخلنا منذ الأيام الأولى في حالة يقظة دائمة، لا نعرف كيف ننام ومتى، فقد كنا ننتقل من غرفة لأخرى بعد أن تسقط جدران الأولى، ومن بيت إلى آخر بعد أن يتهدم البيت الذي سبقه".

وتضيف أنهم كانوا يتحركون وسط الدمار والحرائق والأدخنة، وعبروا أزقة محاذية لنهر العاصي، وكانت الجثث ممددة في الطرقات، وبين البيوت، وتحت الأقبية القديمة، وأخرى مدفونة تحت الركام وأطرافها تظهر لهم.

لاحقا لجأت عائلة "نسمة" مع عشرات الأسر إلى إصطبل كبير أعد لتربية الخيول داخل الحي، كانت جدرانه لا تزال قائمة، أمضوا فيه مدة أسبوع تحت نيران القصف المتواصل، حتى تمكنت قوات سرايا الدفاع من السيطرة على الحي.

وكان الجنود، بحسب نسمة، يرتدون بدلات عسكرية مبقعة، ويحملون بنادق آلية، ومخازن رصاص إضافية ملتفة حول أكتافهم. وتضيف أن أحد الجنود طلب، بصوت عال، من الشباب أن يخرجوا جميعا نحو الشارع، فخرج شقيقاها مع 90 شابا من أولاد عمومتهم واقتادهم الجيش إلى مكان مجهول.

وكانت دبابات "تي 72" (T72) التي رأتها لأول مرة، تهدر فوق ركام الحي وتثير دخانا كثيفا، وخلفها مجنزرات مليئة بالجنود، ومئات العناصر حولهم، يراقبون حركاتهم وأيديهم تكاد تضغط على زناد البنادق. لكنها تمكنت مع والدتها وعشرات النساء من مغادرة المكان من خلال محطات تعرضن خلال عبورها، لشتائم ومضايقات وعنف لا مثيل له.

إعلان مقابر جماعية

تقدر اللجنة السورية لحقوق الإنسان عدد ضحايا مجزرة حماة بـ40 ألف مدني، قضى معظمهم رميا بالرصاص بإعدامات جماعية، كانت تنقل جثثهم سيارات شحن عسكرية إلى حفر واسعة أنشأها الجيش على أطراف المدينة.

وتؤكد نسمة وجود 4 مقابر جماعية، استخدمتها قوات الأسد الأب لدفن ضحاياها، كان أكبرها مقبرة سريحين على الجانب الشرقي من المدينة، انهال التراب فيها على جثامين آلاف القتلى.

وفي خطوة لافتة، فتح مكتب المدعي العام السويسري تحقيقا جنائيا في جرائم حرب ارتكبتها وحدات الجيش السوري وقوات سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد في المدينة، بناء على شكوى قدمتها منظمة "ترايل إنترناشيونال السويسرية" مقرها جنيف في مسعى منها لتحقيق العدالة لضحايا المجزرة.

وقالت المنظمة في بيان لها إن المحكمة الجنائية الفدرالية السويسرية ومكتب العدل الفدرالي، أصدرا في أغسطس/آب العام الماضي، مذكرة توقيف دولية بحق رفعت الأسد، لدوره في جرائم الحرب الجسيمة التي ارتكبتها قواته بحماة.

وجاء قرار المحكمة بعد تحقيق مطول بدأ منذ عام 2013، استمع القضاة فيه لعشرات الشهود ممن كتبت لهم النجاة من المذبحة.

وأشار البيان إلى أن سرايا الدفاع متورطة في ارتكاب إعدامات وإخفاءات قسرية واغتصاب وتعذيب، على نطاق لا يمكن تصوره.

بحث عن العدالة

وخلال السنوات الماضية، بقيت عائلات حي الجيلاني المنكوبة تكافح لمعرفة مصير أحبابها، غير أن السلطات الأمنية طلبت منها في فترة سابقة، تثبيت وفاتهم في دوائر السجل المدني.

وترى ياسمين المشعان، مسؤولة التواصل والتنسيق في رابطة عائلات "قيصر"، أن الاختفاء القسري بدأ مع استلام حافظ الأسد الحكم في سوريا، حيث استخدمه كأداة لتصفية معارضيه. وعندما بدأت أحداث الثمانينيات، تخلص الأسد من أكبر عدد من الأشخاص، سواء كانوا يعارضونه أو من الممكن أن يعارضوه في يوم من الأيام، وذلك بطريقة مدروسة وممنهجة.

إعلان

وأوضحت المشعان، في مقابلة صحفية لمؤسسة حقوقية، أن العديد من أسر ضحايا الثمانينيات، أعلنوا أبناءهم المختفين قسرا متوفين، بهدف تخطي العقبات القانونية الناتجة عن إخفائهم، كإقدام زوجات بعضهم على إعلان أزواجهن أمواتا لتحصيل حقوق أولادهن، وحل القضايا المتعلقة بالميراث.

وبهذا الصدد، أكد روبير بوتي رئيس الآلية الدولية المحايدة والمستقلة المنبثقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة  بسوريا، اكتشاف مئات مراكز الاعتقال بعد تحقيقات أُجريت عن بعد. وقال -في تصريح- إن كل مركز أمن، أو كل قاعدة عسكرية، كانت تحتوي على سجن أو مكان احتجاز أو مقبرة جماعية خاصة بها.

وتتولى هذه الآلية مسؤولية المساعدة في التحقيق، ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم  المرتكبة في سوريا، بموجب القانون الدولي منذ بداية الحرب.

وتلفت المشعان إلى ضرورة مراعاة حالات الفقدان السابقة، كحالة الثمانينيات، أثناء التركيز على الأشخاص الذين فقدوا بعد عام 2011. وتساءلت "لنفترض اكتشاف مقبرة جماعية، وتم استخراج جثة شخص منها تعود إلى ما قبل العام المذكور، فماذا نفعل؟، هل نعيد دفن الجثة؟، ولذا فإن حصر الإطار الزمني بسنة 2011 سيخلق إشكالية علينا استدراكها".

تجدد الأمل

وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن تعيين السيدة كارلا كينتانا رئيسة للمؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا.

وتعمل المؤسسة على  توضيح مصير وأماكن وجود جميع الأشخاص المفقودين وتوفير الدعم الكافي للضحايا، بما في ذلك الناجون والناجيات وأسرهم.

ويندرج جميع الأشخاص المفقودين تحت ولايتها، بغض النظر عن جنسيتهم أو انتمائهم السياسي أو أسباب أو توقيت فقدانهم. كما تتمثل ولاية المؤسسة بطبيعة إنسانية، وتسعى إلى كشف الحقيقة ودعم حق الأسر في معرفة ما حدث لأحبائهم.

إعلان

وتقول نسمة للجزيرة نت، "لقد عشنا على أمل أن يأتي هذا اليوم وها نحن نعيشه، وعلينا أن  ننتظر مجددا نتيجة التحقيقات الأممية بهذا الخصوص ليقف القتلة أمام قوس العدالة، ويحاسبوا على جرائمهم، من أجل أن تهدأ أرواح الضحايا حيثما كانت ترقد أجسادهم".

وتشير تقديرات حقوقية، إلى مقتل مئات الآلاف من السوريين في الفترة بين عامي 1970 و 2024، وهي الفترة التي حكمت فيها عائلة الأسد، حيث تتهمها منظمات حقوقية دولية بارتكاب عمليات قتل واسعة النطاق خارج نطاق القانون، تشمل وقائع إعدام جماعي، وممارسة عنف مميت على المعتقلين داخل أقبية السجون.

 

مقالات مشابهة

  • بمناسبة تعيينه حديثًا.. نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة
  • استنفار أمني بعد العثور على جثة رضيع حديث الولادة بأكادير
  • الدفعة الأخيرة.. أمريكا تصرف 3.4 مليار دولار دعمًا لأوكرانيا
  • البرهان يبشِّر الشعب السوداني باقتراب ساعة النصر
  • على متن الطائرة... إعلاميّ لبنانيّ معروف يتعرّض للسرقة وهذا ما كشفه بالفيديو
  • ذاكرة مثقلة بالدم والدموع.. سوريون يبحثون عن العدالة لضحاياهم
  • الإطار التنسيقي: حديث المشهداني عن تأجيل الانتخابات رغبته الشخصية
  • لبنانيًا.. هذه أبرز الأحداث التي شهدها عام 2024
  • ما سر غضب البلابسة من حديث شريف عثمان؟
  • جيش الاحتلال يُعلن النصر العسكري على حزب الله في لبنان