هل ينجح إتّفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
دخل إتّفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل حيز التنفيذ، بعد وساطات وضغوطات فرنسيّة وأميركيّة لإنهاء العدوان الإسرائيليّ على لبنان، فبدأ الجيش بالإنتشار في المناطق الحدوديّة وعاد العديد من النازحين إلى قراهم ومنازلهم، ما يُؤشّر إلى مرحلة جديدة بعد المعارك الداميّة التي طالت لأكثر من سنة، على اثر هجوم "طوفان الأقصى" في غزة.
في المقابل، لا يُعوّل البعض على استدامة هدنة وقف إطلاق النار، مُرجحين أنّ يواصل العدوّ الإسرائيليّ خروقاته، على الرغم من الضمانات الأميركيّة والضغوطات التي مُورِسَت ولا تزال على حكومة بنيامين نتنياهو. وباعتقاد هذا البعض أنّ "حزب الله" سيُعيد تنظيم صفوفه مُستفيداً من الإستقرار في الجنوب، وسيجلب المزيد من الصواريخ والطائرات المسيّرة لتعويض ما استخدمه في الحرب وما دمّره العدوّ خلال القصف، الأمر الذي قد يدفع إسرائيل إلى التحرّك من جديد ضدّ مصالح "الحزب".
غير أنّه يتبيّن أنّ هناك مصلحة كبيرة لكلّ من "حزب الله" وإسرائيل على نجاح الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار واستقرار الوضع الأمنيّ على الحدود الجنوبيّة لعدّة أسباب. فـ"الحزب" خسر في هذه الحرب كثيراً ،من استشهاد أمينه العام حسن نصرالله ورئيس مجلسه التنفيذيّ هاشم صفي الدين، إلى تدمير القرى والمدن والبلدات المحسوبة على "الثنائيّ الشيعيّ" وقطع طرق الإمداد بالسلاح والمُساعدات من سوريا إلى لبنان.
كذلك، فإنّ "الحزب" وافق على فصل الساحات بعدما ظلّ لأكثر من سنة يُشدّد على "إسناد غزة"، لأنّه لم يكن يتوقّع أنّ تتمادى إسرائيل بقصفها واغتيالاتها، ووافق على وقف إطلاق النار من باب إنهاء الأعمال العدائيّة على لبنان وكيّ يُعيد تنظيم نفسه عسكريّاً وسياسيّاً وشعبيّاً. وكل هذه الأسباب التي ذُكِرَت تدلّ على أنّ "حزب الله" سيتمسّك بوقف إطلاق النار ولن يُقدم على خرق الإتّفاق إلّا إذا قام العدوّ بعملٍ عسكريّ خطيرٍ ما، أو خرج عن الـ1701.
أمّا من ناحية إسرائيل، فقد أعلن نتنياهو أنّ أبرز إنجاز تحقّق هو فصل "حزب الله" عن "حماس"، فبهذه الطريقة يستطيع الجيش الإسرائيليّ إكمال مهمّته حتّى النهاية في غزة وتحرير المحتجزين الإسرائيليين أو فرض تسويّة على الفصائل الفلسطينيّة بعد خروج "الحزب" في لبنان من معادلة "الإسناد".
وأيضاً، تُعوّل حكومة نتنياهو على الإتّفاق في لبنان لإعادة المستوطنين إلى بلداتهم الشماليّة، وإحياء القطاعات الإقتصاديّة التي تضرّرت بشدّة بسبب قصف "حزب الله". وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ سندات إسرائيل بالدولار ارتفعت بعد وقف إطلاق النار مع "الحزب".
ولا يختلف إثنان أنّ حرب إسرائيل على غزة ولبنان أدّت إلى زيادة عزلتها الدوليّة، فقامت العديد من البلدان بمنع تصدير السلاح إلى تل أبيب، بينما أصدرت المحكمة الجنائيّة مُذكّرة إعتقال بحقّ نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت لارتكابهما جرائم ومجازر. فالحكومة الإسرائيليّة ستعمل على تقييم وتعزيز علاقاتها الديبلوماسيّة مع الخارج بهدف تلقّي السلاح في المستقبل، والدعم للدفاع عن نفسها.
وبعد وقف إطلاق النار في لبنان، يبقى هناك مشكلة تُواجه إسرائيل وهي تتمثّل بوقوف الحوثيين وفصائل عراقيّة مع "حماس" في الحرب، فالجيش الإسرائيليّ تحرّر من الضغوطات على الحدود الشماليّة، وهو قد يستعدّ لتوجيه ضربات مؤلمة ضدّ شخصيّات وأهداف في العراق واليمن داعمة لغزة، كيّ يُخرج الجميع من "حرب الإسناد" ويُحقّق مشروعه الإستيطانيّ في كلّ من غزة والضفة الغربيّة بغطاء أميركيّ.
إذا، يتّضح أنّ "حزب الله" والحكومة الإسرائيليّة لديهما مصالح كبيرة لإنجاح الهدنة واتّفاق وقف إطلاق النار، وقد لا تحصل مُواجهة بينهما خلال السنوات المُقبلة، بينما يُعوّل الغرب والبلدان العربيّة على أنّ تكون الحرب الأخيرة خاتمة الحروب بين لبنان وإسرائيل، من خلال تعزيز دور الجيش ودعمه وتسليحه، كيّ يكون قادراً على ضبط الحدود مع فلسطين المحتلة، وأيضاً مع سوريا لمنع تهريب السلاح وغيرها من الممنوعات إلى داخل الأراضي اللبنانيّة.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فاق وقف إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله وإسرائيل يصعدّان عسكريا قبل تنفيذ وقف إطلاق النار
صعد كل من حزب الله اللبناني وإسرائيل من الهجمات بالتزامن مع الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي المواجهة المفتوحة بينهما منذ شهرين.
وأعلن حزب الله قصف مناطق في شمال اسرائيل مساء الثلاثاء الثلاثاء مع الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ فجر اليوم وفق ما أعلنت واشنطن.
وتبنى الحزب في بيانات منفصلة قصف مناطق عدة في شمال اسرائيل من ضمنها "تجمع لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة شتولا، بصلية صاروخية"، وكذلك في كريات شمونة، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية شمال مدينة عكا.
كما دوت صفارات الإنذار في الجليل وأعلن الجيش الإسرائيلي تصديه لصواريخ قرب تل أبيب وفوق نهاريا.
وأعلن الحزب أيضا قتل جنود إسرائيليين باستهداف دبابة قرب بلدة الخيام جنوب لبنان وبث صورا لاستهداف جرافات إسرائيلية قرب الجدار الحدودي.
وجاءت الهجمات بالتزامن مع تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في لبنان.
قصف إسرائيلي
بدورها استبقت إسرائيل الوقف المفترض لوقف إطلاق النار بشن سلسلة غارات واسعة النطاق على العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية، وإنذارات غير مسبوقة بقصف مناطق في قلب بيروت.
كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي مساء الثلاثاء عشرات الغارات المدمرة على بلدات في جنوب وشرق لبنان، وأوقعت الغارات 12 قتيلا و14 مصابا في حصيلة أولية أوردتها وزارة الصحة اللبنانية.
وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر صدّق الثلاثاء على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله.
وعقب الاجتماع قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة إنه سيقدم الاتفاق إلى مجلس الوزراء وسيدخل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء. وكشف أن إسرائيل ستحتفظ بما وصفه بالحرية "الكاملة" للتصرف في لبنان، وأنه إذا انتهك حزب الله الاتفاق فإن إسرائيل سترد بقوة.
وبرر نتنياهو قرار وقف إطلاق النار مع لبنان بأنه سيسمح لإسرائيل بإنعاش الجيش، والتركيز على الخطر الإيراني، وعزل حركة "حماس" لفصل الساحات.
بنود الاتفاق
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن حزب الله وكل التنظيمات المسلحة بلبنان سيتوقفون، بموجب الاتفاق، عن مهاجمة إسرائيل في البداية.
وفي مقابل ذلك تتوقف إسرائيل عن تنفيذ أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان جوا وبرا وبحرا.
وأضافت القناة أن الاتفاق ينص على أن قوات الأمن والجيش اللبناني هما الوحيدان اللذان يسمح لهما بحمل السلاح جنوبي لبنان.
كما ينص الاتفاق على أن عمليات استيراد السلاح وصناعته وكل ما يتعلق به سيكون في إطار سيطرة حكومة لبنان.
وحسب القناة يؤكد لبنان وإسرائيل، بموجب الاتفاق، أهمية قرار مجلس الأمن 1701.
يشار إلى أن إسرائيل وسّعت منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق عدوانها على لبنان، الذي بدأ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليشمل معظم مناطق البلاد بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي إجمالا عن نحو 3800 قتيل وأكثر من 15 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية.