لمن لا يدركُون كارثية ما يحدّث في السُودان ويُعاقبون الشعب
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
نضال عبدالوهاب
برُغم كُل ما حدث ويحدّث في السُودان الآن جراء تلك الحرب اللعينة المُندلعة منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣، والمُستمرة إلى شهرها العشرين هذا، إلا أنه وضح تماماً وللأسف الشديد أن هنالك الكثيرين داخل القوى السياسِية والثورية والمدنية، ومن يُفترض أنهم فاعلون لوقف الحرب، والمُساهمة الإيجابية لإيقاف هذه الكارثة غير المسبوقة علي بلادنا، وعلى شعب السُودان، وضح أنهم لا يدركون كارثية وخطورة الوضع الحالِي ومَآلاته مُستقبلاً إن استمرت هذه الحرب، وتلك الأوضاع، وإن استمرت كذلك ذات طريقتهم في التفكير والفِعل للحلول.
فشِلت كُل هذه القوى إلى اللحظة في الوصول لمسار يجمّعها معاً للمُساهمة في وقف الحرّب، وظل بعضها تائهاً وبعيداً تماماً عن إدراك واقع ما يحدث، وظلّ آخرون يُتابعون وينتظرون أن تأتيهم حلول الخارج وبعض من ساهموا ويُساهمون في ذات الحرّب واستمرارها، ولا يدّركون أن من يقتل شعبنا هو ذات السلاح الآتي من بعض هذا الخارج، ومن ذات الأيادي المُتآمِرة لمن يبعثون بعض الإغاثات له، والتي لا تصلهم في الأغلب، ويُقطّع الطريق عليها من طرفي الحرّب ومافيا عصاباتهم!.
البعض ظلّ يُفكر فقط في كراسي السُلطة والصرّاع عليها والوصول، ولأجلها يُفعل كُل شيء حتى وإن كان بجر الاحتلال للبلد أو القبول بتقسيّمها، وفي ذات الوقت رفض التعاون والحُوار مع فصائل ومكونات سياسِية سُودانية والتعاون مع الأجنبي الذي يُريد تحقيق مصلحته هو علي حساب مصالِح بلادنا وشعبها.
ولا يُعقل أن هنالك الكثيرين مِمّن كُنا نحسبهم رصيداً للثورة والتغيير في بلادنا ولتحقيق مصالح الشعب السُوداني قد توقف تفكيرهم عند محطة “فض الاعتصام”، ولا يروا ما حدث في الخرطوم كلها، وليس مُحيط القيادة العامة، ولم يروا ما حدث في الجنينة وزالنجي وكُتم والفاشر وما حولها، ولم يفكروا فيما حدث في كل الجزيرة وفي شرقها من فظائع وإبادة، ولم يستوعبوا أن مدينة كمدني عادت إلى واقع “القرون الأوسطي”، هنالك مُدن وقرى وأحياء كاملة أصبحت مدناً للأشباح وبعض الكلاب الضالة المسعورة؛ بسبب أكل الجثث ونبشها، لن أتحدث عن اقتصاد أو بنية تحتية، أو مرافق صحية ومستشفيات، ومدارس مُغلقة أو مُدمرة، بلد كاملة تنهار وشعب يُباد ويُطرّد ويُهجّر، وما بين نزوحٍ ولجوء، وملايين لا مستقبل أمامهم، والأسوأ أن الدولة نفسها تُجابه خطر التلاشئ، وعلي أقلّ التقدّيرات سوا انقسامها أو احتلالها.
كل هذا الذي ذكرته من وضع كارثي، فقدنا فيه وبدلاً عن مئات في التظاهُرات أيام الثورة للتغيير وتحقيق مصالح السُودانيين فيها، تحولوا إلى ما لا يقل عن ٢٥٠ ألفاً ما بين قتيلٍ ومفقود، ولا تزال الحرّب، وآلتها تحصّد المزيد!
مع كُل هذا الوضع الخطير جداً والمأساوي لا يزال بعض الفصائل والتكوينات السياسِية يرفضون بعضهم البعض، ولا يتفقون حتى علي وقف هذا الموت والإبادة والدمار، بل ولا يتعاونون أو يتنادون حتى للملفات الإنسانية؟؟، عجز كامل عن تفهُّم طبيعة ما وصلنا إليه بلاداً وشعب، لا يزال الكثيرون يُحدثونك عن “انقلاب ٢٥ أكتوبر” والاتفاق الإطارئ، في حين أن واقع البلاد اليوم تجاوز كُل هذا، أصبحنا في مرحلة مُختلفة تماماً، وبدلاً عن التعامل مع الثورة وتضحياتها علي أنها كانت لتحقيق مصالح السُودانيين في التغيير للأفضل، وأن استردادها يتطلب تحقيق جوهرها أولاً في استعادة البلد نفسها، والعيش داخلها والأمان فيها وسد الجوع، وهذا يتطلب التفكير السليّم والتضحيات العظام والتنازلات للوصول إليه.
في هذه اللحظة من تاريخ بلادنا وظروفها كُل من يقول أو يعمل لوقف الحرب غض النظر عن تفكيره ومعتقده السياسِي أتعاون معه واجتمع، لأن بوقف الحرب وهذه الأوضاع الكارثية نُحقق مصالح كُل الشعب السُوداني وأكبر مجمّوع فيه كما ظللت أُردد، عندما نرى شخصاً يموت أمامنا لا نسأل عن السبب، أو من حاول قتله، ولكننا نُسرع لإنقاذه أولاَ، ثم بعد ضمّان حياته ونجاته، يأتي دور المُحققين والباحثين عمن حاول قتله وكيف يُعاقب!
نحن الآن مطلوب مّنا جميعاً إنقاذ بلادنا وشعبنا ووقف هذه الحرب وجميّع مآسيها، وإعادة السُودانيين إلى وضع الأمان والاستقرار أولاً، والمُحافظة علي كيان الدولة نفسها ومجمّوع الشعب.
في هذه الأهداف يلتقي الكثيرون جداً إن لم يكن جمّيعهم عدا قلة قليلة من دُعاة استمرار الحرب وهذا الجنون.
وفي وسائلنا للوصول لتلك الأهداف نستعمل كافة الوسائل والسكك الصعبة وتقديم كافة التنازلات المُمكنة لأجل مصالح شعبنا الحالية.
نحتاج إلى التعاون بين كُل القوى الوطنية والسياسِية والمدنية والثورية وفق الواقع الحالي، نُريد التقاء جميع السودانيين دون إقصاء، أو تعنُّت لأجل وقف هذه الحرب ووقف إبادة الشعب السُوداني وتهجيّره ومُعاناته، ومن لا يريد إيقاف الحرب أو يجعلها وسيلة لامتلاك السُلطة والظفر بها هو الذي يعزل نفسه، ويعمل ضد مصالح الشعب الأساسية، نُريد فتح الحوار والتفاوض حتى مع أطراف الحرب ومن يقفون خلفها من السودانيين، لصالح وقفها وتحقيق اتفاق سياسِي لا يُعيد الماضي، ولكنه يعمل لمُستقبل أفضل في كُل شيء للسُودانيين.
أخيراً علينا التذكير بعدم التغافُل عن الواقع الحالي وإدراك خطورته وكارثيته، والمُضي للحلول الجماعِية والحُوار المُشترك لتحقيق أهداف أولويات مصالح الشعب السُوداني الحالية وعدم القفز علي المراحل.
الوسومنضال عبدالوهابالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: نضال عبدالوهاب ما حدث الحر ب
إقرأ أيضاً:
ماليزيا..ضحايا و80 ألف نازح إثر فياضانات كارثية
ماليزيا-سقط3 ضحايا وتم وإجلاء أكثر من 80 ألف مواطن، جراء فيضانات ضربت عدة ولايات ووُصفت بأنها الأسوأ منذ 10 سنوات.
وتوقع رئيس المركز الوطني لإدارة الكوارث،أحمد زاهد حميدي أن تكون الفيضانات أشد من تلك التي شهدتها البلاد عام 2014 وأجبرت أكثر من ربع مليون شخص على إخلاء منازلهم.
فيضانات كبيرة تجتاح تشيكوك ايبوه، ماليزيا pic.twitter.com/hc1lCCdDNZ
— بوابة طقس العالم (@WordGateWeather) November 29, 2024وقال حميدي،إن الحكومة نشرت أكثر من 82 ألفا من أفراد الأمن، بالإضافة إلى قوارب إنقاذ وسيارات وطائرات مروحية.
وذكر المركز الوطني لإدارة الكوارث في بيان، أن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من المناطق المتضررة نقلوا إلى 467 مأوى موقتا في 7 ولايات.
مع آلاف الضحايا.. تحذيرات من أسوأ فيضانات في #ماليزيا خلال سنوات#اليوم #يوم_الجمعةhttps://t.co/Awp7p5yPnf pic.twitter.com/eysyglCau4
— صحيفة اليوم (@alyaum) November 29, 2024بدورها، أصدرت إدارة الأرصاد الماليزية تحذيرا من استمرار هطول الأمطار الغزيرة في 8 ولايات، بينها كيلانتان وترنغانو، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند ماليزيا..ضحايا و80 ألف نازح إثر فياضانات كارثية مسلسل القلب الأسود الحلقة 11: تصاعد في الأحداث.. هل تظهر الحقيقة قريبا؟ أسعار الذهب اليوم في السعودية الجمعة 29 نوفمبر 2024.. صعود طفيف أسعار الذهب اليوم في العراق الجمعة 29 نوفمبر 2024.. بكم عيار 21؟ أسعار الذهب اليوم في الأردن الجمعة 29 نوفمبر 2024.. عيار 21 الآن Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter