ما مصير حماس بعد خسارة أفضل حلفائها؟
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
اعتقدت حماس دائماً أن حرباً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط من شأنها أن تساعدها تحقيق النصر في حربها مع إسرائيل.
لا تزال "حماس" منقسمة بشأن قضايا رئيسية
لكن صحيفة "نيويورك تايمز" قالت في تقرير لها إن اتفاق وقف إطلاق النار لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله ترك هذه الاستراتيجية في حالة مزرية مما قد يؤدي إلى إزاحة أهم حليف لحماس من القتال، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
وقد يكون الاتفاق خطوة إلى الأمام لإدارة بايدن، التي حاولت احتواء تلك الحرب الأوسع نطاقاً وزيادة الضغط على حماس لإبرام صفقة مع إسرائيل وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم في غزة.
لكن حتى قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار اللبناني الثلاثاء، قال مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون إنهم يعتقدون أن القيادة السياسية لحماس مستعدة لإبرام صفقة والتخلي عن الاستراتيجية التي صاغها زعيمها يحيى السنوار، الذي قتلته القوات الإسرائيلية الشهر الماضي.
And whats wrong with this?
Hamas Faces a Future Without Its Most Important Ally https://t.co/hsWJpLCzOh
وبعدما شنت حماس هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ركز السنوار على محاولة هزيمة إسرائيل من خلال إدخالها في حرب شاملة مع حزب الله وإيران.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه طالما بدا أن هذه الاستراتيجية لديها فرصة، فإن السنوار سيمنع أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون إنهم يعتقدون أن حماس مستعدة للتخلي عن الاستراتيجية التي صاغها السنوار، والتي تهدف إلى إثارة حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.
لكن الهجوم الإسرائيلي على حزب الله، الذي دمر قيادته ومخزوناته من الأسلحة بعيدة المدى، ولاحقاً اتفاق وقف النار، تركا حماس معزولة بشكل متزايد.
ويرى تامر قرموط، أستاذ السياسة العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا أن "حماس وحيدة الآن. لقد ضعف موقفها بشكل خطير".
ويبدو أن إيران، التي تدعم حماس وحزب الله، حريصة على تجنب القتال المباشر مع إسرائيل، على الأقل في الوقت الحالي، ودمرت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية في هجوم إسرائيلي في أكتوبر(تشرين الأول)، وبعد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يبدو أن الإيرانيين ألغوا هجوماً انتقامياً.
ووصلت حماس إلى مفترق طرق مؤلم بعد أكثر من عام من هجوم 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص وأدى إلى احتجاز أكثر من 250 رهينة. وقتلت حرب إسرائيل اللاحقة في غزة عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتركت الكثيرين مشردين.
ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار في غزة قد لا يزال بعيداً.
وقبل الاتفاق مع لبنان، قال مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون إن المجلس السياسي لحماس يبدو راغباً في التحرك نحو وقف إطلاق النار إذا كانت إسرائيل راغبة في تقديم تنازلات، وخاصة فيما يتعلق بإخراج قواتها من غزة.
ويقول بعض المسؤولين الأمريكيين إن حماس قد تتخلى عن مطالبها وتمضي قدماً في اتفاق وقف إطلاق النار المقبول من حكومة إسرائيل.
“It’s absolutely crucial to get rid of UNRWA.”
Hamas leader Yahya Sinwar is dead. Former IDF lieutenant colonel @jconricus on the future of the war and what comes next.
Watch: https://t.co/NGwlzxW1dk pic.twitter.com/gnh3khB6X6
لكن المسؤولين الغربيين أكدوا أن إسرائيل لا تبدو مهتمة بالتنازلات.
ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ينتظر تولي ترامب منصبه قبل تغيير موقفه بشأن المحادثات مع حماس، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
وفي حين حض ترامب إسرائيل على "إنهاء" الحرب في غزة، فمن غير المرجح أن يمارس ضغوطاً كبيرة على نتانياهو أو الجيش الإسرائيلي من خلال التهديد بوقف المساعدات العسكرية.
ويقول المسؤولون الغربيون إن إسرائيل لا تزال متشككة في الأفكار الأمريكية والعربية لإدارة غزة بعد الحرب، ونتانياهو يعتقد أن الخطط الرامية إلى جلب السلطة الفلسطينية لإدارة غزة محكوم عليها بالفشل وأن حماس ستستعيد السيطرة بسرعة.
البقاء في السلطةكذلك، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن حماس تسعى إلى البقاء في السلطة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وتزايد إحباط إدارة بايدن تجاه حماس منذ أواخر أغسطس (آب) عندما أعدم مقاتلوها مجموعة من الرهائن، بما في ذلك الأمريكي هيرش غولدبرغ بولين.
وغادر العديد من أعضاء القيادة السياسية لحماس قطر الآن، وانتقلوا إلى تركيا.
وقال موسى أبو مرزوق، أحد كبار مسؤولي حماس، في مقابلة مع التلفزيون الروسي، إن السنوار كلف قبل مقتله في أواخر أكتوبر، المجلس المكون من خمسة أعضاء من المسؤولين في قطر بإدارة شؤون المجموعة.
لكن أبو مرزوق قال إن السنوار فوض صلاحياته للمجلس لأنه "كان على الجبهة يقاتل" ويواجه صعوبة في التواصل مع قادة حماس خارج غزة.
وقبل أسبوعين من وفاته، أرسل السنوار رسالة إلى قادة حماس يطلب منهم الاستعداد لمعركة طويلة، وفقاً لأسامة حمدان، أحد كبار مسؤولي حماس.
يتذكر حمدان أن السنوار قال: "كلما طالت مدة المعركة، كلما اقتربنا من التحرير. جهزوا أنفسكم لحرب استنزاف طويلة ضد هذا الاحتلال".
ولكن بعد وفاة السنوار، بدأ الواقع يتبدل، نظراً لتردد إيران في بدء حرب أكثر كثافة مع إسرائيل والدمار الذي عانى منه حزب الله في الهجوم الإسرائيلي.
واعتقدت حماس أن نتانياهو يطالب باستسلامها الكامل، وهو الأمر الذي لن تستسلم له المجموعة. ولكن بعض الزعماء ناقشوا التنازلات المحتملة التي يمكنهم تقديمها إذا أظهرت إسرائيل اهتماماً حقيقياً بإنهاء الحرب والانسحاب من غزة.
ووفقاً لشخصين مطلعين على التفكير الداخلي للحركة، فإن أحد المقترحات التي ناقشها بعض قادة حماس من شأنه أن يسمح لإسرائيل بالحفاظ على وجودها، مؤقتاً على الأقل، في المنطقة الحدودية بين مصر وغزة. وقد رفض مسؤولو حماس علناً أي سيطرة إسرائيلية طويلة الأمد على المنطقة، المعروفة باسم ممر فيلادلفيا.
وفي بيان صدر يوم الأربعاء، أشادت "حماس" بحزب الله وقالت إنها ملتزمة بالجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة على أساس المعايير التي وافقت عليها في وقت سابق. وقالت حماس إن هذه المعايير تشمل وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل، وعودة النازحين إلى شمال غزة، وتبادل الأسرى الفلسطينيين بالرهائن.
ولفتت أجهزة الاستخبارات في ثلاث دول في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، إلى أن حماس تبدو أكثر استعداداً لتقديم التنازلات، وفقاً لمسؤول من كل من هذه الدول، تحدث الثلاثة دون الكشف عن هوياتهم لمناقشة دبلوماسية حساسة.
وقال المسؤولون إن الضغوط من قطر وتركيا، الدولتين اللتين تربطهما علاقات وثيقة بالجماعة المسلحة، ربما ساهمت في التغيير.
وقال المسؤولون إن المسؤولين القطريين والأتراك، الذين تحدثوا مع خليل الحية، كبير مفاوضي حماس، خلال الشهر الماضي، تركوا انطباعاً بأن المجموعة مستعدة لأن تكون أكثر مرونة.
ولا تزال "حماس" منقسمة بشأن قضايا رئيسية أخرى، بما في ذلك الدور الذي ينبغي أن تلعبه في غزة بعد الحرب والتنازلات التي ينبغي لها أن تتوصل إليها مع إسرائيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله لحماس غزة إيران إسرائيل وحزب الله حماس عام على حرب غزة غزة وإسرائيل إيران وإسرائيل عودة ترامب بین إسرائیل وحزب الله وقف إطلاق النار قال مسؤولون حزب الله فی مع إسرائیل اتفاق وقف أن حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: محمد السنوار والحية هما الشخصيتان الرئيسيتان في محادثات غزة
أفادت قناة "كان" العبرية بأن الشخصيتين الرئيسيتين في المحادثات المتعلقة بغزة داخل حماس حاليا هما الآن محمد السنوار شقيق القائد السابق للحركة يحيى السنوار، والقيادي خليل الحية.
ووفق القناة العبرية، قال مصدر فلسطيني إن محمد السنوار هو المسؤول الوحيد عن قضية المختطفين داخل قطاع غزة وهو الرجل الذي تجري معه المحادثات في القطاع.
وأضاف المصدر ذاته أن محمد السنوار هو الشخصية الرئيسية في المجلس الذي أنشأته حماس لإدارة الحركة بعد الاغتيالات في صفوف قياداتها وأغلب أعضاء يقيمون في الخارج.
وفي السياق، ذكرت "كان" نقلا عن مصادر إسرائيلية أنه الممكن تنفيذ المرحلة الأولى على الأقل من الاتفاق ذات المراحل الثلاثة وهي المرحلة الإنسانية دون الالتزام بإنهاء الحرب.
وأوضحت أن ثقل الاتصالات الخاصة بصفقة المختطفين انتقل من الدوحة إلى القاهرة مرة أخرى ومن المنتظر ان يتوجه وفد من حركة حماس إلى القاهرة لبحث المبادرة المصرية لتجديد المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية لم يجر أي نقاش مهم في إسرائيل حول مسألة إطلاق سراح المختطفين، فيما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حماس خففت من مواقفها بشأن الصفقة.
وأكدت "نيويورك تايمز" أن تل أبيب غير متفائلة بشأن احتمال حدوث انفراج في المحادثات قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض، لكن مصادر إسرائيلية أشارت إلى أنه من الممكن إحراز تقدم في المفاوضات إذا تنازل الجانبان.