عمرو موسى: القضية الفلسطينية لن تحل بالتطبيع والنسيان و7 أكتوبر ليست النهاية
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
مصر – شدد أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى على أن 7 أكتوبر لم يأت من فراغ ولا الحياة بدأت عقبه بل هي ردة فعل على ظلم إسرائيل والدموية والدمار وإهانة الفلسطينيين المستمرة.
وقال موسى خلال مقابلة تلفزيونية لبرنامج “حوارات أصيلة” عبر قناة “الثقافية” المغربية إن الاحتلال قائم على أساس باطل وهو محو قضية عادلة كالقضية الفلسطينية من على طاولة العالم، ودفع الشعوب لنسيان وجود احتلال عسكري.
وأوضح أن 7 أكتوبر عبرت عن غضب مكتوم تجاه ما كان يحدث ويحدث في الضفة الغربية والقدس وغزة، مؤكدا أن القضية الفلسطينية وإن اختفت ظاهريا في لحظة ما فإنها ستظهر مجددا في اللحظة التالية.
وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة، صرح الدبلوماسي الأسبق بأنها القوة العظمى في هذا العصر ولها سياستها الخاصة إزاء قضايا العالم والتي قد نتفق أو نختلف معها، متابعا بالقول: “أما فيما يخص القضية الفلسطينية فلنا حق الاختلاف، وأن نطلب ونصر على التحدي في مصير القضية”.
وأردف بالقول: “نسمع أن القضية الفلسطينية ستحل عن طريق الضغط وتطبيع كل العرب مع إسرائيل ونسيان ما حدث.. لن يحصل ولا يمكن نسيان ما حصل”.
ودعا عمرو موسى إلى الحوار مع الولايات المتحدة بدلا من الصدام معها حيث صرح بأنه “يجب الجلوس مع الولايات المتحدة وليس من الحكمة أن ندخل في صدامات وحروب مع دولة عظمى، وإنما من الحكمة أن نكون صرحاء ونقول لا يمكن استمرار ما يحدث، القضاء على حركة الفصائل الفلسطينية ممكن، إنما القضاء على المقاومة والقضاء على رفض المهانة والوقوف مع كرامة الناس؛ يجب أن نتكلم عنه”.
وطالب موسى بتوحيد الصف العربي وإنهاء الخلافات العربية العربية وكذلك الخلافات الفلسطينية الفلسطينية، والتي رأى أنها تشكل خطرا يضاهي خطر وجود الاحتلال.
واستبعد أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق إمكانية إقامة سلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأفاد بأنه “لا يمكن إقامة سلام مع نتنياهو ولكن من الممكن أن يستفيق المجتمع الإسرائيلي خاصة وأن تل أبيب بدأت تعاني من الهجرة.. ويقال إن ما يقرب من ثلث الإسرائيليين هاجروا لأنهم أدركوا أن استمرار السياسة الإسرائيلية الحالية لن تؤدي إلى خير، ولا يمكن هزيمة شعب فلسطيني يطالب بحقه في الأرض”.
وذكر “أن إسرائيل قد تنجح في قمع الشعب الفلسطيني في لحظة ما، ولكن هذه المرة كانت 7 أكتوبر.. المرة القادمة ستكون 8 أكتوبر وإذا لم تنجح ستكون 9 أكتوبر.. وإذا لم تكن الفصائل الفلسطينية ستكون بالكفاح والنضال طالما هناك احتلال عسكري غير مشروع”.
هذا، وأعرب وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى عن قلقه إزاء الوضع الراهن بالمنطقة قائلا: “المشهد اليوم غير صحي وينبئ بأمور كثيرة قد لا تكون في صالح الاستقرار في المنطقة”.
ورد ذلك إلى عدم استقرار النظام العالمي وسياساته، مؤكدا أن القانون الدولي لم يعد معمولا به، ومجلس الأمن مشلول، والقوى العظمى باتت لا تهتم بالقانون الدولي، ولا بحقوق الإنسان أو عدالة أي قضية.
ورأى أن تقاعس القوى الكبرى عن تطبيق القانون الدولي يجعلها في موقف ضعيف لنقد أي أوضاع لحقوق الإنسان في أي دولة عربية أو إفريقية، متسائلا عن موقفها من “الذبح في غزة” الذي يجري على مرأى العالم، ومنع مجلس الأمن من اتخاذ القرارات لوقف إطلاق النار.
واستنكر ما وصفه بالانفصال التام للقوى العظمى عن النظام الدولي قائلا: “لا أريد القول إن الدول العظمى الضامنة للنظام الدولي طلقت النظام الدولي ولكن انفصلوا عن النظام الدولي بالكامل.
وتوقع موسى تدهور الأوضاع لا سيما في ظل دعوة نتنياهو إلى نظام إقليمي جديد، حيث صرح بأن “الأمور ستتدهور أكثر بسبب ما نسمعه اليوم عن منطقة غرب آسيا والشام بالكامل، وحديث نتنياهو عن نظام إقليمي جديد تقوده إسرائيل شيء مستحيل.. يقود إيه هل هي أمم من الأغنام ليقودها؟”.
وجدد استنكاره دعوات نتنياهو للتطبيع وقيادة العالم العربي من المحيط إلى الخليج، قائلا: “بعد كل ما حدث ويطالب بالتطبيع وقيادة إسرائيل للمنطقة والعالم العربي المتصل إلى المغرب وموريتانيا والخليج، والصومال والسودان والقرن الإفريقي!”.
وأكد أن إسرائيل صغيرة مهما علا صوتها فقد انكشفت أمامنا فلا هي جيش يخيف ولا هي قوى عظمى، ولولا الحماية الغربية المباشرة ما استطاعت أن تقاوم أحدا”.
المصدر: قناة “الثقافية” المغربية + “الشروق”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة عمرو موسى لا یمکن
إقرأ أيضاً:
متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
تنطلق خلال ساعات جوائز أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة المعروفة اختصارا باسم جوائز "الأوسكار - Oscars"، لتتويج أهم الأفلام المنتجة في عام 2024، وهي تعتبر أهم جائزة تمنح في مجال صناعة الأفلام حول العالم.
وطوال سنوات سيطر اللوبي المؤيد لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة على إنتاجات هوليوود، مع تهميش أو إزاحة أي إنتاج يعتبر "معادٍ للسامية" أو "مناهض لليهود" أو حتى الاحتلال الإسرائيلي.
وتظهر السيطرة الإسرائيلية اليهودية على هوليوود في فاصل ساخر خلال جوائز "الأوسكار" في عام 2013، عندما قدّم الممثل مارك واينبرغ مع الدمية الشهيرة "تيد" بعض الممثلين المتواجدين في الحفل، لتقول الدمية إن "المثير للاهتمام أن هؤلاء كلهم يهود، وأنت يا مارك هل أنت يهودي".
ليرد الممثل واينبرغ: "لا أنا كاثوليكي"، فيرد عليه: "إجابة خاطئة جرّب مرة أخرى، هل لا تريد العمل في هذه البلدة؟، أنا يهودي، وأود التبرع بالمال لإسرائيل والعمل هنا إلى الأبد، شكرا".
خطاب غير مسبوق
شهد حفل الأكاديمية عام 1978، موقفا تضامنيا بارزا مع القضية الفلسطينية، وإدانة شديدة اللهجة لجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ذلك الوقت، أعلن الفنان الصاعد حينها، جون ترافولتا، فوز الممثلة المسرحية والسينمائية المرموقة والناشطة السياسية، فانيسا رديغريف، بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلمها "جوليا - Julia" عام 1978.
وفي ذلك الوقت، صعدت فينيسا خشبة المسرح لتتلقى جائزتها، وهي التي كان فوزها مستبعدا، وذلك ليس لضعف موهبتها؛ بل بسبب القوة التي حملتها آراؤها السياسية المؤيدة لفلسطين.
وهذا الأمر الذي لم يعجب المنظمات واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مع العمل بشكل مكثف لحرمانها من الجائزة عندما جرى إعلان ترشجحها لنيلها.
وتعود قصة ذلك إلى وثائقي "الفلسطيني - The Palestinian" الذي أنتجته فينيسا قبلها بعام واحد، والذي يحمل وجهة نظر تدين الممارسات الإجرامية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وقادت منظمة "الدفاع اليهودية" حملة عنيفة ضد فوز رديغريف بالأوسكار في ذاك العام، وقد وصل الأمر إلى حرقهم لدمى على هيئتها ومحاولة تفجير إحدى السينمات، حيث كان يعرض فيلمها الذي يدين النازية.
ورغم ذلك، فازت رديغريف بالجائزة، وعندما وقفت فوق خشبة المسرح لتلقي خطابها اختارت المواجهة، ملقية خطابها الذي فتح عليها أبواب حملة تحريض وكراهية لا نهاية لها.
وفي خطابها بعد الفوز بالجائزة قالت رديغريف: "أنا أحييكم وأعتقد أنه يجب أن تكونوا فخورين للغاية بأنكم وقفتم بحزم في الأسابيع القليلة الماضية".
وأضافت "رفضت الخوف من تهديدات مجموعة صغيرة من السفاحين الصهاينة الذين يعتبر سلوكهم إهانة لمكانة اليهود في جميع أنحاء العالم ولسجلهم العظيم والبطولي في النضال ضد الفاشية والقمع".
وأكدت "أنا أحيي هذا السجل وأحييكم جميعًا على وقوفكم بحزم وتوجيه ضربة قاضية ضد تلك الفترة عندما أطلق نيكسون ومكارثي حملة مطاردة ساحرات في جميع أنحاء العالم ضد أولئك الذين حاولوا التعبير في حياتهم وعملهم عن الحقيقة التي آمنوا بها".
ويذكر أن "مطاردة الساحرات" هو مصطلح يشير إلى محاولة للعثور على مجموعة معينة من الأشخاص ومعاقبتهم مع إلقاء اللوم عليهم بسبب شيء ما، وغالبا ما يكون ذلك ببساطة بسبب آرائهم وليس لأنهم ارتكبوا بالفعل أي خطأ.
وختمت رديغريف خطابها بالقول: "أحييكم وأشكركم وأتعهد لكم بأنني سأواصل الكفاح ضد معاداة السامية والفاشية، شكرًا لكم".
وبعد سنوات طويلة من هذا الخطاب، حافظت فانيسا رديغريف على دعمها للقضية الفلسطينية، وحيّت في 2009 أهل فلسطين لصمودهم في وجه العدوان الإسرائيلي، كما أكدت أنها لن تتراجع عن تصريحاتها ومواقفها، كاشفة أنه كلفها العديد من الأدوار والتعاقدات في هوليوود.
وقالت في ذلك الوقت في "لم أكن أدرك أن التعهد بمكافحة معاداة السامية والفاشية كان مثيرًا للجدل، كان عليّ أن أقوم بدوري، وكان على الجميع القيام بواجبهم لمحاولة تغيير الأشياء للأفضل والدفاع عن الصواب وعدم الشعور بالفزع".
وبعد هذه الموقف جرى قمع واستعاد أي حراك واضع يعدم القضية الفلسطينية حتى حفل العام الماضي الذي جاء خلال حرب الإبادة ضد قطاع غزة، بعدما ارتدى عدد من النجوم، بينهم بيلي إيليش ومارك روفالو ورامي يوسف وسوان أرلو، دبابيس حمراء ترمز لدعم وقف إطلاق النار.
وأفاد بيان صادر عن مجموعة "Artists4Ceasefire"، التي تقف وراء الحملة، بأن "الدبوس يرمز إلى الدعم الجماعي لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن وتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في غزة"، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
At the 1978 Oscars, the audience booed after a speech by British actress Vanessa Redgrave, winner of the Best Supporting Actress award, in which she criticized Zionism.
After 46 years, British director Jonathan Glazer stood at the same ceremony and condemned the occupying state… pic.twitter.com/WWa2ZB5s3S — Suppressed News. (@SuppressedNws) March 11, 2024
من جهته قال الممثل الكوميدي من أصل مصري رامي يوسف حينها: "ندعو أيضاً إلى السلام والعدالة الدائمة لشعب فلسطين".
وجاء ذلك فيما خرج مئات المتظاهرين حينها إلى شوارع لوس أنجلوس قرب مسرح دولبي لتوجيه أيضا دعوة لوقف إطلاق النار في غزة.
Billie Eilish, Ramy Youssef, Ava DuVernay and other celebrities wore red pins at the Oscars in support for a cease-fire in Gaza. The design featured a single hand holding a heart and was organized by the group Artists4Ceasefire. pic.twitter.com/sj6HBzsoYi — The Associated Press (@AP) March 11, 2024
يشار إلى أن Artists4Ceasefire، التي تضم أعضاء من صناعة الترفيه، كانت حثت الرئيس الأميركي حينها، جو بايدن، على الدعوة إلى وقف إطلاق النار بغزة، وذلك في رسالة مفتوحة وقعها عدد من النجوم، بما في ذلك المرشحان لجائزة الأوسكار لعام 2024 برادلي كوبر وأميركا فيريرا.