سودانايل:
2025-01-03@00:30:23 GMT

من هنا لهناك: ماهو البديل (١)

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

دائما نواجه بهذا السؤال في اللحظات المفصلية عندما يبدأ المجتمع في الشعور ان هناك تغيير مقبل وهو تاريخي. بمعنى ان سؤال البديل يرتبط دائما بالتجربة التاريخية الماثلة. في اكتوبر كان المطروح تاريخيا في الستينات هو نموذج قائم على فكر اليسار الشيوعي أو الاشتراكي وهكذا جاءت حكومة اكتوبر الأولى، اغلبها من اليسار، لكن البنية الموروثة من الاستعمار وقوته استطاعت قلب الموازيين بسرعة.

في انتفاضة أبريل ١٩٨٥ كانت النماذج شحيحة وغير متوفرة لذلك تم التوصل لحل وسطي هو حكومة التكنوقراط ومهام بسيطة أهمها تهيئة الوطن للانتخابات اي معبر من الديكتاتورية إلى الديمقراطية بدون تحقيق اي تغييرات حقيقية.

كان سؤال البديل اكثر الحاحا قبل وأثناء ثورة ديسمبر ، وكان فشل تجارب ثورات الربيع العربي والوضع في ليبيا وسوريا بعد الثورات ماثلا. حتى اكبر المساهمات ضخامة وهو البرنامج الإسعافي وقف بعيدا عن الإجابة على هذا السؤال. وكان اخف الأضرار ان نكرر تجربة الانتفاضة مع تعديلات هنا وهناك. الملاحظ أننا في كل تغيير ورغم أننا نثور على الهيمنة المحلية والعالمية، إلا أننا نقترب اكثر من برنامج الهيمنة العالمية ونطبقها بشكل أوسع.

جاءت الحرب وهي حرب لم تكن في التاريخ البشري إلا قليلا, وفي السودان القديم والحديث كانت مذبحة المتمة رغم محدوديتها، هي الكابوس الذي كان يستقر في الوجدان السوداني. كانت هذه الجرائم ترتكب بين الجيوش وحاملي السلاح على مستويات محدودة، لكنها أخذت مجالها الكبير في دارفور في هجوم الجنجويد على القرى والبلدات وتنفيذ نفس القتل والاغتصاب والقتل، لكن السودانيين في باقي السودان كانوا بعيدين عن مايحدث ولم نواجهها لذلك انتقلت الينا.

الجنجويد تاريخيا هو تنظيم مليشياوي تم انشائه من دولة الإنقاذ بعد تمردات دارفور ٢٠٠٣وتحولت في سياق تاريخي إلى احلال مجموعات عربية سكانية ذات امتدادات غرباً مكان السكان الأصليين ( قضت الحرب على نصف مليون دارفوري وحوالي ٣ مليون نازح ولاجيء تركوا مناطقهم في انحاء دارفور وحل مكانهم مهاجرين من دول عديدة، هذا مثبت في أضابير المنظمات الدولية العاملة في مثل هذه القضايا) أتاحت سنوات الحرب ووضعها السياسي والتمويل المستمر في حرب اليمن ودخول أطراف إقليمية ودولية في تمويل وتبني الدعم.

برغم وجود سياقات تاريخيّة في ترافق مناطق الجنجويد السوداني الجنسية بالتهميش الاقتصادي خاصة ونقص التعليم والخدمات عموما، إلا ان تعبيرها الاحتجاجي (التي حدثت في تحولات السنوات الأخيرة وصورتها في أنها ممثل المهمشين في السودان) لم يكن مشابها لأي حركات تمثل حواضن اجتماعية، فقد تحولت إلى تنظيم عصابي فالت ترك لها المواطنون كل بيوتهم وممتلكاتهم وحياتهم وذكرياتهم ولايودون سوى ان يصحوا ويجدوهم قد محو من تاريخهم.

هناك أجانب وسط الجنجويد ربما نالوا الجنسية السودانية، لكن هناك كثير منهم من دول مجاورة،اي مرتزقة، كانت دولة الإنقاذ تستجلبهم في إطار الجنجويد منذ بدايات حرب دارفور عام ٢٠٠٣ وقد كانت جزءا من استراتيجيات تنظيم قريش او التجمع العربي منذ ربما الثمانينات احلال عرب الشتات مكان الزرقة.

ازمة البديل تعمقت اكثر منذ الحرب وكعادة أزمات البدائل فهي تقود لفوضى الخيارات وأخذ قطاعات من النخبة لخيارات تبدو غير معقولة في الازمنة العادية. فقد انخرط جزء من النخبة السياسية المهمة في تاييد من يقوم بتحطيم بلادها أمامها. ان ما تقوم به تقدم في تحركاتها وتصريحات قادتها تبدو واقعاً سريالياً من غير المعقول ان تصدقها.

لقد أشار معتصم الاقرع لظاهرة نقص النماذج عند اليسار وتاثيرها على موقف جزء منه على الحياد واظن ان هذا يمكن ان يفتح اتفاقات وتحالفات مع على الأقل من يدينون الجنجويد ويقفون ضد جرائمه.

في نفس الوقت فان ماتقوم به حكومة جنرال البرهان رئيس حكومة الانقلاب في ظل تأييد جزء من النخبة للدولة ولمؤسساتها، اخذها البرهان كانّها تفويض بالشرعية وهي ليست كذلك، فحكومته هي نتاج انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢٠ وعبر الشعب السوداني في احتجاجاته الضخمة عن رفضها. ان الأولوية الآن لهزيمة الجنجويد تماماً وكل ما يحدث هو جزء من امتداد أزمة الحكم في السودان والتي كانت ثورة ديسمبر المستمرة تعبيرا عن تفجرها والوصول لدولة حرية عدالة سلام.

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جزء من

إقرأ أيضاً:

المؤتمر السوداني يرفض مقترح تشكيل حكومة موازية

 

أعلن المجلس القومي لحزب المؤتمر السوداني عن رفضه القاطع لمقترح تشكيل الحكومة الذي قدمته بعض القوى السياسية في الآونة الأخيرة.

الخرطوم _ التغيير

وقد أثار هذا المقترح، الذي طرحته الجبهة الثورية لتشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، جدلاً واسعاً في أروقة تنسيقية القوى المدنية.

وأكد المجلس في البيان الختامي لاجتماعه الذي عُقد  الجمعة الماضية على موقف الحزب الثابت بعدم الانحياز لأي من الأطراف المتصارعة، محذراً من المخاطر المتزايدة التي تهدد وحدة البلاد.

وقال الأمين الإعلامي لحزب المؤتمر السوداني، نور الدين بابكر، إنه لا شرعية لأي سلطة في السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر. كما جدد المجلس رفضه لشرعية سلطة بورتسودان، معبراً عن إدانته للخطوات التي بدأت تُنفذ في إطار تقسيم البلاد. وأشار إلى أن هناك تصاعداً مقلقاً في خطابات الكراهية والعنصرية، مما يزيد من خطر تقسيم السودان ويهدد السلم الاجتماعي.

و أدان الاجتماع الانتهاكات التي ارتكبها طرفي النزاع، بما في ذلك القتل والنهب والعنف الجنسي، بالإضافة إلى القصف المدفعي والجوي الذي يستهدف المدنيين.

ودعا الاجتماع إلى ضرورة وقف هذه الانتهاكات على الفور ومحاسبة مرتكبيها. وشدد على أهمية اتخاذ تدابير صارمة لحماية المدنيين وإنصاف الضحايا، مع ضرورة جبر الضرر الذي لحق بالملايين من السودانيين.

كما دعا إلى إنهاء الحرب والعمليات العسكرية من خلال الحوار السياسي كوسيلة بديلة للعنف، والعمل على تخفيف المعاناة عن المواطنين.

وشدد على الحزب ضرورة إنهاء النزاع المسلح والعمليات العسكرية من خلال اعتماد الحوار السياسي كخيار بديل للعنف. وأكد على أهمية العمل من أجل تخفيف معاناة المواطنين، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود الإنسانية في هذا السياق، وحذر من أن استمرار الحرب يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، مما ينعكس سلباً على حياة الأبرياء سواء في مناطق النزاع أو في المناطق المجاورة.

قطع الحزب بأن الحلول العسكرية لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والخراب، ما يستدعي ضرورة البحث عن طرق سلمية لحل النزاعات. وأكد  أن الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام والاستقرار، مما يساهم في إعادة بناء المجتمعات المتضررة. وأوضح أن العمل الإنساني يجب أن يكون في مقدمة الأولويات، حيث أن هناك حاجة ملحة لتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين.

وشدد الحزب على أهمية التعاون بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق السلام الدائم. وأكد على أن التوصل إلى اتفاق سياسي شامل هو الطريق الوحيد لإنهاء المعاناة الإنسانية المستمرة. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم هذه الجهود من خلال تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة والمساهمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة.

الوسومالقوى السياسية المؤتمر السوداني حكومة منفى

مقالات مشابهة

  • دفن أكثر من (٤٦٢) جثة من منسوبي مليشيا الجنجويد بشمال دارفور
  • حكومة السوداني تدين الغارات الإسرائيلية وتدعو لتفادي التصعيد بالمنطقة
  • الحرب الأوكرانية: كيف كانت في 2024 وإلى أين تتجه في 2025؟
  • تهنئة رئيس تشاد للبرهان: بداية نهاية الجنجويد الذين أتي بهم الكيزان لقلب نظام تشاد.
  • ائتلاف النصر:حكومة السوداني “صامتة” أمام الاحتلال التركي لشمال العراق
  • مصدر أمني:إلقاء القبض على الإعلامي(علي الخيال) لإنتقاده حكومة السوداني
  • الجنجويد يشعرون بأن الجميع سيتخلى عنهم.. لو كنت مكان البرهان سأفتح خط تفاوض معهم
  • جبريل يحذر من مشروع قرار بريطاني جديد ضد السودان
  • البرهانلا وجود للقتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى
  • المؤتمر السوداني يرفض مقترح تشكيل حكومة موازية