حول مدونة متحف تراث السودان الحيّ
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
إن هذه المدونة ليست مجرد منصة رقمية تتسع للتوثيق، بل هي عمل فكري جريء يستلهم جوهر التراث بوصفه كيانًا حيًا لا يقبع في أقبية الماضي، بل يتحرك في فضاءات الحاضر ويتجدد مع نبض الحياة. إنها تأمل عميق في قدرة الإنسان على صنع ذاكرة متجاوزة للحدود، ذاكرة تتحدى حتمية المكان وتنفتح على الزمن بوصفه تجربة دائمة التشكل.
فالمدونة تحمل في بنيتها فلسفة ثرية، تُعيد قراءة التراث لا كأثر ساكن، بل كحالة مستمرة من الإنتاج والتفاعل.
إن تناولها للقصص والمفاهيم باعتبارها موضوعات متحفية يُجسد رؤية فريدة، حيث يتحول التراث من مادة للاستعراض إلى حوار مفتوح بين المعرفة التقليدية والتأملات المعاصرة. هنا، يصبح التراث مرآة للإنسانية، ليس فقط في تنوعها، بل في قدرتها على إعادة صياغة ذاتها في ضوء الحاضر.
وما يضفي على هذه المدونة عمقها الفكري أنها لا تتعامل مع المجتمعات كمواضيع للدراسة، بل كمنتجين للمعرفة، كحملة لأسرار الزمان وخيوط الهوية. إنها تعيد صياغة العلاقة بين القارئ والتراث، حيث لا يعود هذا الأخير مجرد سرد للأحداث أو الممارسات، بل خطابًا حيًا يفتح نوافذ للتساؤل والنقد وإعادة النظر.
وفي ظل غياب المتحف المادي بسبب الحرب، تقف هذه المدونة كرمز لانتصار الروح الثقافية على المحن، وكدليل على أن التراث ليس حكرًا على الجدران والأسقف، بل هو طاقة تتدفق في العقول والقلوب، وفي المساحات الرقمية التي تحمل وعدًا بذاكرة إنسانية متجددة.
هكذا، تصبح المدونة أكثر من مجرد سجل؛ إنها منصة للتفكير، ومسرح للتفاعل، ومختبر تتجلى فيه عبقرية الإنسان في تحويل موروثه إلى أفق لا ينضب.
zoolsaay@yahoo.com
إبراهيم برسي
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بدافع الملل..مدونة نيجيرية تختلق قصة اختطافها
أثارت عارضة أزياء نيجيرية جدلاً واسعاً على مواقع التواصل بعدما افتعلت قصة اختطافها في منشور على حسابها على إنستغرام. وخرجت في اليوم التالي لتبرير فعلتها، مبرّرة بأنها فعلت ذلك بدافع الملل ليس أكثر.
نشرت فيكتوريا روز تغريدات عبر حسابها، تضمنت مزاعم بأنها تم اختطافها في نيجيريا وأن الخاطفين يطالبون بفدية قدرها مليون دولار للإفراج عنها.
وسرعان ما أثار منشورها قلقاً كبيراً بين متابعيها، فعمدت فجأة إلى حذف التغريدات، مما أثار موجة من التساؤلات حول مصيرها.
اضطرت إلى توضيح الموقف.خلال بث مباشر على إنستغرام يوم الأحد، حيث برّرت أنها كانت مجرد مزحة لكنها لم تكن تتوقع "خروج المزحة عن السيطرة". وأردفت: "هذه هي الطريقة التي أجد بها التسلية لأنني لا أذهب إلى النوادي الليلية أو أشرب الكحول".
وأقرّت بأنها لم تكن الطريقة الأفضل لملء وقت فراغها، لكنها أأحياناً تشعر برغبة في "الاستمتاع ببعض المرح"، على حد قولها لمتابعيها.
وأكدت أنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن تصرفاتها، مقدمةً اعتذارها لكل من تضرر بسببها، واختتمت بعبارة: "لكن كل شيء ينبع من المحبة".
وحسب صحيفة نيويورك بوست، واجهت فيكتوريا انتقادات لاذعة من متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر العديد منهم أن كذبها حول اختطافها أمر غير مقبول ويفقد مصداقيتها أمام متابعيها.
بالمقابل، بسّط آخرون الموقف معتبرين أنها تشكل نموذجاً جديداً على المدونات اللواتي يبجثن عن رفع المشاهدات على حساباتهن بأقل جهد وتكلفة ممكنة.