سودانايل:
2025-04-26@10:37:24 GMT

مطر بدون براق (عن حرب الجنجويد في السودان)

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

عندما استخدم حميدتي زعيم الجنجويد في 2022 عبارة مطر بدون براق في إحدى خطبه في دارفور صفق له البعض، وسخر منه البعض الآخر، ولم يفقه مراده البعض الثالث حتى وقعت الفأس على الرأس ودارت رحى الحرب التي اشعلها الجنجويد في أبريل من العام الماضي، عندها رأى السودانيون الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها ضحايا لعنف هذا الميليشي وعدوانية أتباعه، رأوا بأم عيونهم أن حلول الجنجويد بلا سابق إنذار، في ديارهم، والتحكم في حياتهم يعادل حلول قدر مرعب، ويترجم بدقة عبارة مطر بدون براق إلى سلسلة من الأفعال الاجرامية يقتحم فيها الجنجويد الحواضر والأرياف، يستبيحون فيها المال والعرض والدماء وكل شيء.



الجنجويد كالأشباح: كائنات مرعبة قادرة على الهبوط والانسراب من كل مكان. وهم في هذا كالغبار العطبراوي
الدقيق الذي يتسلل إليك عبر الشقوق مهما دقت، تفيق من النوم وتفرك عينيك فترى مذهولاً كيف يبدو بدنك وثياب نومك وأغطية فراشك وكل ماهو حولك مكفناً بالغبار. غبار اللعنة الجنجويدية.

يهبط الجنجويد على دور السودانيين الآمنة كأنما تقذفهم السماء. بخترقون الأبواب يفلّون حديدها بزخات الرصاص المعتوه، يدكون كل مايعجزهم ويتحداهم ويجدونه منيعاً
وحصيناً محدثين الأنفاق والحفر في الأسوار القائمة مابين البيوت، حتى إذا ملوا من لعبة الموت وشبعوا من القتل والنهب والاغتصاب وازمعوا الرحيل إلى مكان جديد إنهالوا على كل شيء بالهدم أو اضرموا فيه النيران.

أخبرني أحد المعارف عندما نما إليه خبر وصول الجنجويد قبل أشهر إلى مصنع سكر سنار وما أحدثوه هناك من خراب أن الجنجويد ماعايزين يخلوا لينا حاجة نعيش بيها ومعنى هذا أن الجنجويد هم رسل الموت الجماعي للسودانيين. ومنذها لاحظت في المتواتر من استحلال الجنجويد للمحرمات انهم إذا دخلوا بلدة لم يفسدوها فحسب، بل واقتحموا مطابخ الدور لينبهبوا منها كل ماتطاله أياديهم الملوثة بالدماء، لايسلم من شرهم ولهفتهم للاستيلاء على أملاك الغير، وتعطشهم للنهب والدمار وعاء فارغ أو ملآن ، لايتركون ما يقع تحت بصرهم، ولايستحون حتى من نهب آنية الشاي والملح والسكر والدقيق وزيت الطعام، إفراغ كامل وتدمير شامل لفحوى المطابخ والمخازن التي يحتفظ فيها الناس بمؤن الغلال العزيزة يصونونها زاداً لأيام الشدة والجوع.

عندما استباح الجنجويد قرى شرق الجزيرة وارتكبوا فيها المجازر انتقاماً لانشقاق أبوعاقلة كيكل من جماعتهم وانضمامه للجيش السوداني، كانوا في حال من الجنون كدأبهم فجعلوا يدلقون كل مايصلح للطعام ممايحتفظ به أهل تلك المناطق على الأرض وهم يرددون: موتوا يا أهل كيكل!. ولأن الجنجويد خبثاء ومنافقون فقد تعمدوا فيما قالوه لأهالي شرق الجزيرة اخفاء العبارة التي تلخص غاية حربهم على السودانيين :
! موتوا يا أهل السودان.

عثمان محمد صالح،

28-11-2924

osmanmsalih@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أين اختفى نجوم الجيل الذهبي؟



 

في زمنٍ كانت فيه الشاشة تتلألأ بأسماء لامعة من نجوم الجيل الذهبي، أصبح الغياب هو العنوان الأبرز اليوم. ففنانون كانوا جزءًا لا يتجزأ من وجدان المشاهد العربي، اختفوا فجأة بلا مقدمات، تاركين وراءهم علامات استفهام كثيرة.

هل هو تغيّر ذوق الجمهور؟ أم أن المنتجين باتوا يلهثون فقط وراء الوجوه الشابة و"الترندات"؟ أم أن المرض وتقدّم العمر أجبر البعض على التواري خلف الكواليس بصمت؟

أسماء مثل حسين فهمي، صفية العمري، نبيلة عبيد، محمود قابيل، ليلى طاهر، وفاء سالم، حسن عثمان، جمال عبد الناصر، لبنى عبد العزيز، حسان العرابي، وآخرين، كانوا أيقونات للشاشة الصغيرة والكبيرة. واليوم، لا نراهم إلا في مناسبات تكريم، أو في منشورات قديمة يتداولها الجمهور على مواقع التواصل من باب الحنين.

بعض هؤلاء الفنانين صرّحوا في لقاءات نادرة بأنهم يشعرون بالتجاهل، وأن "صنّاع الدراما لم يعودوا يهتمون بالتاريخ والخبرة، بل بالأرقام وعدد المتابعين". آخرون فضلوا الابتعاد بهدوء، إما لأسباب صحية أو شخصية، دون أن يشرحوا أسباب انسحابهم.

بينما يرى البعض أن الجمهور نفسه بات شريكًا في هذا التغييب، حيث انجرف وراء موجة الأعمال الخفيفة ونجوم السوشيال ميديا، متناسيًا من صنعوا له أجمل الذكريات.

الغياب لا يعني النسيان، لكن في زمن السرعة والاستهلاك، يبدو أن الذاكرة الفنية أصبحت قصيرة جدًا. فهل آن الأوان لإعادة النظر في الطريقة التي نتعامل بها مع رموزنا الفنية؟ أم أن قطار الزمن لا ينتظر أحدًا؟

ربما لا نملك إجابة واحدة، لكن المؤكد أن هذا الغياب يترك فراغًا لا يملؤه أحد.
 

مقالات مشابهة

  • الخارجية تندد بالجريمة الإرهابية التي ارتكبتها مليشيا الجنجويد ضد مركز إيواء المقرن بعطبرة ومحطة الكهرباء
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • أين اختفى نجوم الجيل الذهبي؟
  • (سودانية 24) تدعم أجندة مليشيا الجنجويد
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • سفيرة الجامعة العربية أمام جثمان البابا فرانسيس: «تأثرت بشدة وذكرت اللحظة التي تحدثت فيها عن معاناة الفلسطينيين»
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • الهادي إدريس قال حكومة الجنجويد ستتجول من مدينة إلى أخرى. طبيعي جدا لأنهم شفشافة