تأملات في مسارات الفشل .. حينما تُرهق الأقدار كاهل الثورات!!
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
د. الهادي عبدالله أبوضفائر
الثورات التي ضحى من أجلها القرشي وست النفور وعبدالعظيم ونفر كريم، نقشت في الذاكرة وشماً من نار اكتوى به الشعب: لم تكن سوى منعطفات في مسيرة الأمة التي كانت تحلم بالعلو، لكنها وجدت نفسها فجأة تحت وطأة الخيبات والانكسار. لحظاتٌ تخُيّل فيها الشعب أنها مهد الانعتاق والتحرر وأنشد فيها (على أجنحة الفجر ترفرف، فوق أعلامك، ومن بينات أكمامك، تطلع شمس أعراسك، يا شعباً لهبك ثوريتك، تلقى مرادك والفى نيتك، وعمق إحساسك بى حريتك، يبقى ملامح فى ذريتك، ماكَ هوين سهل قيادك، سّيد نفسك مين أسيادك)، لكنه سرعان ما اكتشف الوجه الآخر، وانطفأت الأحلامٌ الكبيرة وتبددت الطموحاتٌ العريضة، وتناثرت كأوراق في مهب عواصف من الفوضى السياسية والارتباك التنظيمي.
حالة أشبه بسفينة تائهة في بحر هائج، وحدها العقول التي تجمع بين التنوع المدروس والرؤية الاستراتيجية التي تصنع التوازن وتقود إلى بر الأمان.
بدلاً من أن تكون الثورة جسراً منيراً بالأمل، يفتح لنا نوافذ الانتصار ويقودنا إلى غدٍ مشرق، أصبحت أبواب حرب تطل على مصائر غامضة، متشابكة كخيوط العنكبوت، وسدوداً منيعة شيدت نفسها أمام الأحلام، وعوائق تعترض الطريق نحو التغير المنشود. لقد ضاعت البوصلة في زحمة الاستقطابات المتناقضة، وتاهت المسيرة بين أقطابٍ تتصارع على الهوية والانتماء. يمينٌ ويسار، مدنيٌ وعسكري، أميٌ وختمي، إسلاميٌ وعلماني، عربيٌ وأفريقي، شماليٌ وجنوبي، جلابيٌ وغرباوي، جاهزيةٌ وفلنقاى. اصطفافات متقابلة، تتصادم وتتفكك بدلاً من أن تضع رؤية واحدة تبني مستقبلًا مشتركاً. الثورة التي كان يجب أن توحدنا تحت راية الوحدة (يا العنصري المغرور كل البلد دارفور)، تحولت إلى ساحة لتناحر المصالح الشخصية والانتماءات الضيقة. ومع كل انقسام، يضيع جزء من الحلم، ويغدو الطريق إلى التغيير أكثر غموضاً.
سُلب الوطن فرصته العظيمة، بدل أن تحول تنوعه إلى قوة ونعمة تثري الهوية وتعزز التماسك، تحولت إلى نقمةٍ مزقت النسيج الاجتماعي واشعلت الحروب وأدمعت المقل. كان يمكن لهذا التنوع الثقافي والعرقي أن يكون كالنيل الذي احتضن بعدهما في مقرن النيلين لتغذي أرضاً خصبةً بالسلام والإبداع، لكن، بفعل ضيق الأفق وسوء الإدارة أمسى أبواباً مؤصدة تبعثر أمامها أحلام شعب يفترض أن يبنى وطنا على أسسٍ راسخة، مواطنة متساوية وتنمية متوازنة. تلك الثورات تستحق التأمل، لأنها تحمل في طياتها حكمة مرة: الطريق إلى النهضة لا يُعبد بالهتافات الجوفاء، ولا يتحقق بالانقياد الأعمى خلف الشعارات، بل يحتاج إلى وعيٍ يقرأ الماضي بعين ناقدة، ويتعلم من السقوط كيف يُعيد بناء الحاضر، بإرادةٍ تتغذى على التجربة، وإيمانٍ يصنع من الألم أجنحةً للتحليق نحو فضاءات ارحب.
التاريخ يروي شواهدٌ مؤلمة تُذكّرنا أن الحرية ليست شعلةً توقدها ثورة تهدم بلا بناء، بل هي ثمرةُ وعيٍ عميق يتأسس على قيم صلبة يبدأ في العقول، تُضيء الطريق برؤية تجمع الحلم بالاستراتيجية والعمل الدؤوب. الحرية لا تخرج من فوضى الهدم، بل من نظام بناء متين، حيث تلتقي جيل التضحيات بجيل البطولات، لتُبني وطناً يستحق ما بُذل لأجله، تتناغم فيه الطموحات مع الأفعالٍ لتُرسخ العدالة والكرامة في وجدان الأمة. فهي ليست أعياداً تُزيّن بها الطرقات، بل جراحات مفتوحة لا تزال تنزف دماً تستحق أن يُعاد ذكراها كل عام بدموع تنساب من عيون صادقة وقلوب تنزف ألماً اكراماً للشهداء. ليست مجرد احتفالات وتواريخ تسود صفحات التاريخ، بل هي دروسٌ دامية وإشارات تحذيرٍ على طريق الوطن، ينبغي أن نحملها في وعينا نستذكرها لا لنغرق في الأحزان، بل لنمنحها قوةً، لنُعيد بناء الحاضر والمستقبل بحكمة المستنير، ونتجنّب تكرار الأخطاء التي جعلت الوطن يئن تحت وطأة الابتلاءات.
التغيير الثوري ليس مجرد أحلام عابرة تُلقي بها رياح الزمن حيث تشاء، بل صرخة عميقة في وجه الواقع، ومشاهد صارخة كشفت الستار عن ابتلاءاتٍ عصفت بأركان الوطن وهزّت جذوره. وفتحت صفحات من الألم والدموع، سُطرت بدماء الشهداء الذين ارتقوا من أجل كرامة الشعب، تاركين خلفهم أسئلة ثقيلة ألقتها الأقدار على عاتق أجيالٍ لم تكن على قدر من الآستعداد لصياغة إجابات تليق بحجم التحديات. هل كانت أغانينا الحماسية وأحلامنا الكبرى مجرد أوهام نخدّر بها وجدان الشعوب، (باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني والحقول اشتعلت قمحاً وعداً وتمني)، فلا قمحاً رأينا يُثمر الحقول، ولا وعداً تحقق، ولا تمنياً أصبح واقعاً. هل كانت مجرد شعارات لم تكتمل، عكّر صفوها غياب الرؤية والعمل المدروس؟ لقد أراد الثوار أن يبنوا وطناً يُصان فيه الكرامة الوجودية للأنسان، لكنها اصطدمت بواقع الانقسامات وصراعات المصالح. هل اليوم نمتلك الشجاعة لإعادة قراءتها، ونستخلاص الحكمة من آلامها، لنصنع وطنا بخطواتٍ ثابتة، ونقدّر تضحيات الأجيال، وطن يستحق أن نغني له: “باسمك الشعب انتصر، حائط السجن انكسر”. وطنٌ نصوغ مستقبله بوعيٍ ومسؤولية. لكن. بمشاكسة الأبناء انتهى بنا الحال إلى انتصارٍ غامض، أفضى إلى سؤالٍ معلق والكل يتهم الآخر من فتح السجن؟ ولكن هل الحرب تحريرًا من الكيزان، أم ديمقراطيةً مزعومة صاغتها الميليشيات، أم بدايةً لفوضى جديدة تهدد الوطن ؟ تساؤلاتٌ ثقيلة تتركنا في مواجهة تاريخٍ يحتاج إلى قراءةٍ أعمق، لا لنمجّده بأوهام الماضي، بل لنفهمه بوعيٍ حقيقي يُضيء الطريق.
النهضة لا تُبنى على بهجة مؤقتة بانتصاراتٍ زائفة ولا على ضجيج الشعارات، بل على وعي وحكمة تُستخلص من تحت رماد التجارب الأليمة، وإرادة تتجاوز الخيبة لتُحول آلام الماضي إلى طاقة بناءة تصنع أجنحةً للتحليق في الآفاق، تقودها قلوبٌ مخلصة بوعي وهمة لا تنخدع بسطحية الشعارات، بل تؤمن بأن البناء يبدأ من إدراك المعنى العميق للتضحية، ورؤيةٍ ثاقبة تُعيد للوطن عزته وكرامته ومكانته بين الأمم. وإلا سيأتي يومٌ نتذكر فيه أن للوطن حقا علينا، لكن الذكرى حينها لن تجدي نفعاً، وستكون أشبه بصدى كلمات ضاعت في الآفاق. يوم نندم على ما فرطنا فيه من وفاءٍ لهذا التراب، ونرى كيف الفرص ضاعت بين أيدينا وفرطنا في وحدتنا، وأهدرنا الطاقات في نزاعات لا تزيدنا إلا بعدا. وكيف استبدلنا لغة الحوار بلغة التناحر، فبعثرنا حلم الوطن وأوصدنا الأبواب أمام مستقبلٍ كان يمكن أن يجمعنا.
لن تُعيد لنا الأيام ما انكسر، ولن تُصلح الندامة ما أفسدناه بأيدينا. فالفرص التي ضاعت لن تعود مرة أخرى. لكن السؤال الذي يلح علينا اليوم: هل نستطيع أن ندرك، قبل فوات الأوان، أن الوطن ليس مجرد مساحةٍ نعيش عليها، بل كيانٌ حي يستحق منا الولاء، والإخلاص، والعمل حينها فقط، يمكن للوطن أن يكون البيت الذي يحتضن التنوع.
abudafair@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الإعلام اللبناني: بين الفشل في تظهير قوة المقاومة وعجز العدو
يمانيون – متابعات
كل الذين خبروا الحروب الإسرائيلية يعرفون أن العدو الإسرائيلي يتقن التأثير الكبير في أي بيئة تحاول دعم مقاومتها في صد اعتداءاته وهمجيته، فتبدأ المعارك في حدود الحروب التقليدية، وترتفع حدّتها حسب الوقائع الميدانية، التي دائماً تثبت العقيدة الانهزامية لـ”جيش” الاحتلال، وتراجع الروح المعنوية في ساحة القتال والمواجهة، وفي معظم المراحل التاريخية للحروب التقليدية للعدو على أكثر من جبهة عربية، كانت السيطرة واضحة لهذا العدو، نتيجة التفوق العسكري، والدعم الغربي في حال احتاج أي مساعدة تحقق أهدافه، في فترة زمنية قصيرة، نظراً إلى ضعف جبهته الداخلية في إطالة أمد الحروب، ولتجنب الخسائر وتحديداً البشرية منها، وأخطرها وقوع جنوده في الأسر، لما يشكله هذا الأمر من ضغط داخلي، لا يمكن لأي سلطة سياسية أو عسكرية تحمّله.
ناهيك بمبدأ أساسي لدى الكيان، المحافظة على الحياة اليومية داخل “إسرائيل”، لتشجيع المقيمين فيها على البقاء وتأسيس أعمالهم داخلها، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، العمل على استيعاب الأعداد الجديدة من المهاجرين إلى “إسرائيل”، في عملية مستمرة لتوسيع الاستيطان، وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتسليح المستوطنين للقيام باعتداءاتهم المستمرة، لمنع أي محاولة تتصدى للتهويد المتواصل، بهدف محو الهوية الفلسطينية، وتركيع الشعب الفلسطيني وإذلاله، عبر ضرب مقومات الصمود، نتيجة فقدان إمكانيات العيش، والسعي لتهجير الفلسطينيين في اتجاهات مختلفة، لما يشكله ذلك من مخططات استراتيجية وضعها العدو، للحصول على مكاسب إضافية، فنجاح التهجير القسري أو نتيجة صعوبة استمرار الحياة في المناطق الفلسطينية، ينتج منه توطين الفلسطينيين في أماكن وجودهم، وخصوصاً في لبنان والأردن وسوريا والكثير من الدول العربية، وأيضاً في الدول الأجنبية، حيث ينتشر الفلسطينيون، الذين يحاولون ترتيب معيشتهم في تلك الدول.
والخطورة هنا تكمن في متابعة الاحتلال للمزيد من الضغط، لإنشاء بؤر استيطانية جديدة، وما يثبت نجاح المخطط الإسرائيلي، التزايد المخيف لعدد المستوطنين في الضفة الغربية، التي لم تخف السلطات في “إسرائيل” اقتراب موعد إعلان السيادة عليها، بعد الانتعاش في وصول المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض دونالد ترامب، والمعروف بمواقفه وسياسته في دعم “إسرائيل”، والذي سيحاول متابعتها في ولايته الثانية التي تبدأ في كانون الثاني عام 2025، كونه توج تلك السياسة في ولايته الأولى، بخطوات عديدة قام بها، أخطرها قرار نقل السفارة الأميركية من “تل أبيب” إلى القدس عام 2017، والاعتراف بضم الجولان السوري إلى “إسرائيل” عام 2019، وتصريحاته المتكررة بضرورة توسيع مساحتها، التي تعيش وسط محيط عدائي للكيان يهدد وجوده.
وهذا مبدأ ثابت بالنسبة إلى “تل أبيب” وواشنطن، ومعها دول غربية داعمة لوجود كيان غاصب، قادر على تنفيذ الأجندة الغربية، وفتح المزيد من الأبواب، بغية الهيمنة على تلك المنطقة الغنية بثرواتها الطبيعية ومواردها البشرية والمادية، وموقعها الاستراتيجي، الذي يشكل ممراً للقارات الأخرى، وسوقاً اقتصادياً يمكن لـ”إسرائيل” التكنولوجية والاقتصادية والسياحية والعسكرية قيادته، والاندماج مع شعوبه، في ظل دعاية إعلامية متبوعة بترهيب استخباري وعدواني دائم، ما يمنع الاعتراض على أي خطط أو برامج مشتركة في المستقبل، سيكون العدو الرابح الأكبر فيها، ما يعطي للتطبيع بعداً شاملاً يتخلص من عقدة الرفض الشعبي، والدخول في علاقات طبيعية، تشكل الفرصة الحقيقية للتوسع في أي لحظة مناسبة، يستطيع العدو تبريرها تحت ذرائع عديدة، مدعوماً من الدول الغربية وإعلامها المنحاز، لترويض شعوب تلك الدول، التي تحاول في كل مرة أن تعترض على سياسات دولها المتعلقة بدعم الكيان الإسرائيلي المحتل للأراضي الفلسطينية، لكنها تسقط نتيجة الضخ الهائل للمعلومات المضللة، التي غالباً ترمي المسؤوليات الثقيلة على عاتق حركات التحرر والمقاومة، والتغييب الكامل لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، والتي تكفلها المواثيق الدولية، بالرغم من أنها نتاج التطور الحضاري للغرب، حسب زعمه.
لكن ما يثير القلق عدم تفعيل تلك المواثيق لوقف الحروب والاعتداءات، بالإضافة إلى تهميش المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة، واستخدام مجلس الأمن لمنع محاسبة الدول المعتدية، التي تتصدر قائمتها “إسرائيل”، وتعطيل المحاكم الدولية، وخصوصاً محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية، بغية إفلات المسؤولين عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية والعدوان والجرائم ضد الإنسانية، والمؤسف أن الحروب الإسرائيلية تنسف حتى اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها، وتقوم بجرائم إبادة لا تحتاج إلى أي براهين أو أدلة أو تحقيقات لإثباتها، كل ذلك يحصل والوسائل الإعلامية المحلية والدولية، تمارس دوراً تضليلياً في تبرير تلك الجرائم، وتحميل المسؤولية للمقاومة، من دون النظر إلى الهمجية غير المسبوقة في التدمير والقتل، بداية في قطاع غزة، وصولاً إلى العدوان الخطير على لبنان، والتصعيد الممنهج للضغط على الشعب اللبناني، وأيضاً على بيئة المقاومة، بهدف إخضاعها للشروط الإسرائيلية والأميركية، الهادفة إلى تغيير الشرق الأوسط، ونسف موازين القوى الداخلية، والاستثمار في ضرب المقاومة لتكوين سلطة لا تمانع التطبيع مع العدو الإسرائيلي مستقبلاً.
وما نشهده من محاولة الترويج لضعف المقاومة بغية تحقيق مآرب سياسية، يأتي في سياق البناء على نزع سلاح المقاومة، وفرض التطبيق الشامل للقرار 1701، والتغاضي عن مندرجاته المتعلقة بالعدو الإسرائيلي، والإيحاء بأن هذا القرار يشكل فرصة ذهبية للتخلص من فائض القوة لدى المقاومة، وتغيير قواعد الاشتباك الداخلي، تمهيداً لفرض وقائع جديدة، تعكس تراجع قوة المقاومة، وتنزع عنها الدعم الخارجي، وحصر اللاعب الإيراني في حدوده الجغرافية، وتهديد إيران بالعقوبات القاسية وضرب برنامجها النووي، في تكرار لمشهدية تراجع الدور السوري، بداية من استغلال جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتي أدت إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان، وصولاً إلى حرب تموز 2006 لمتابعة الضغط على الداخل اللبناني، وفك الارتباط مع سوريا، وانتهاءً بالحرب على سوريا، التي أخرجتها من المعادلة الإقليمية، وجعلتها غير قادرة على فرض سلطتها على كامل أراضيها.
وفي ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ الثالث والعشرين من أيلول 2024، وبعد أكثر من 45 يوماً من الإعلان عن العملية البرية، والتدمير المتواصل للمدن والقرى اللبنانية، وسقوط آلاف الشهداء والجرحى، فشل الإعلام اللبناني في طريقة التعاطي مع هذا العدوان، وهذا الفشل ساعد في إحباط الشعب اللبناني، والخطير أنه يسعى لضرب بيئة المقاومة وصمودها، المطلوب لملاقاة صمود المقاتلين على الحدود اللبنانية، وقوة إدارة المعركة من قبل قيادة المقاومة، وعجز العدو عن احتلال أي قرية لبنانية، أو تحقيق أي هدف من أهداف الحرب، سوى التدمير الوحشي وقتل المدنيين.
فهل يعقل أن تدار الحرب بعقلية الانهزام؟ وكيف تخلى الإعلام عن دوره في التصدي للعدوان؟ وهل حصل ذلك بخطة مدروسة أم نتيجة الجهل الفكري لدى وسائل الإعلام؟
في ظل غياب السلطات اللبنانية لمواجهة محاولات إشعال الفتنة في أكثر من منطقة لبنانية، كما عجزها عن مواكبة تداعيات الحرب، والتلهي في قطف ثمارها، والغريب أن وسائل الإعلام ومعها وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها كافة، تنقل حجم الدمار في لبنان، وتتجاهل الخسائر البشرية والمادية للعدو، والتداعيات الخطيرة على مستقبل كيانه، وعدم التطرق إلى ما يعانيه على الصعيد الداخلي، والعزلة الشعبية الدولية.
——————
الميادين محمد حسن خليفة