في بورتسودان لا توجد منطقة وسطي مابين الجنة والنار ( ٦ ) !!..
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
عدنا من الريف البورتسوداني الجميل الاصيل وتمتعنا بكرم واريحية اهلنا الهدندوة وشبعنا حد التخمة من ( السلات ) هذا اللحم الذي ينام علي حجارة ملساء من ( الصوان ) ساخنة كأنها فرن كهربائي وسرعان ما يتصبب الدهن من تحت اللحم مشكلا له وسائد حريرية ناعمة من فوق قطع ( الساسوي ) التي من فرط نظافتها تبدو مثل المرآة المجلوة !!.
عاد بنا اللوريان المحترمان الي مقر اقامتنا في الفندق بعد نهارية ما شهدنا بمثلها في تاريخنا القريب وقد غمرنا القوم ليس بالطعام المتفرد الذي ينفردون به بين الأمم ويضعون عليه بصمتهم وخاتمهم وطابعهم الخاص بحيث يستعصي عليه التقليد والتزوير !!..
تعرفنا علي بعضنا البعض وبدانا للمراقبين أسرة واحدة تفرقت بها السبل وعادت للقاء من غير ترتيبات أو بروتوكولات بل يكفي أن يلتقي عدد من السودانيين لأول مرة في أي محفل داخل البلاد وخارجها سرعان مايتم الاندماج بينهم في زمن قياسي وتزول كل التحفظات ويتصرف الجمع بقانون العشرة والطيبة والمحنة الماركة المسجلة السودانيين أينما رحلوا وحيثما حلوا !!..
طبعا ذلك الطعام الاصلي الصميم وتوابعه من القهوة فواحة العبير ذات الطعم الحصري بكل مافيها من سحر وأناقة وطلاقة كان يستلزم أن يخلد المرء بعده الي نوم هاديء واحلام وردية لشحذ بطارية النشاط من جديد للخروج للاضواء لسبر أغوار أمسيات وسهرات مدينة ذات موقع فريد تضم شعبا لم يزده التنوع إلا قوة ومتانة وتضامن وابتكار وفنون شعبية وفروسية أذهلت شعراء الإنجليز الامبراطوريين وحملة أقلامهم من الصحافيين الذين تطوروا الي ساسة نابهين ودخلوا ( Ten Down Street ) !!..
خرجنا للشارع بعد المغيب بمدة تجنبا لضربات الشمس الموجعة في وقت تكون الحرارة قد خفت حدتها بعض الشيء ويمكن بعد ذلك التجول هنا وهنالك لمزيد من اكتشاف المعالم والمواقع التي سمعنا بها ولم نراها راي العين .
لفت نظرنا أن مدينة بورتسودان قد سحرتنا بنظافتها وأناقتها فالشوارع جيدة الرصف والترتوارات أنيقة السبك والحدائق هي الرئة بها المدينة تتنفس وقد دخلنا في إحداها واحسسنا بالهواء الرطب يداعب خياشيمنا ويتسرب ليغطي عموم أجسادنا وهنا فقط قلنا ( باي باي ) مؤقتا للسخانة التي ليس معها حيلة إلا أن يذهب الإنسان الي المسكن حبيسا ويظل قيد الإقامة الجبرية حتي المساء !!..
في داخل الحديقة ترفع راسك لتري غراب بورتسودان يحتل جانب كبير من الفضاء يطير هنا وهنالك يلهو ويلعب في حرية ويصدر أصواتا عالية لكن أهل المدينة تعايشوا معه وصاروا له اصدقاء ولا غرو فقد أصبح هذا الغراب الصغير الحجم الأنيق نوعا ما مقارنة مع الغربان الكبيرة في شتي البقاع جزءا من معالم البلدة !!..
جلسنا علي الكراسي الوثيرة ومع التأمل في جمال المكان وجاذبيته واعتدال الجو فيه وكنا نسمع خرير المياه وجاءنا النادل ب ( المنيو ) واخترنا ونحن في أشد حالات الاستغراب والترغب والتلهف مشروب ( يخلط فيه الشعير بالحليب ) وسعر الكوب ( الجانبو ) منه خمسة قروش فقط .
وتذوقنا هذه الخلطة العجيبة اللذيذة ذات النكهة الفريدة والطعم الذي لا ينسي وفوق ذلك أن سعرها مناسب ويمكن شرب أكثر من كوب في الجلسة الواحدة !!..
نواصل المسلسل إن شاء الله سبحانه وتعالى في الحلقة القادمة .
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مسؤولون إسرائيليون: لا يوجد جهة قادرة على دخول غزة لتكون بديلاً سياسيًا
قال اللواء احتياط بالجيش الإسرائيلي الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي يعقوب عميدرور، صباح اليوم الخميس 2 يناير 2025، إن "من يتوقع استسلامًا في غزة فهو يعيش في عالم من الأوهام".
وأوضح عميدرور في تصريح له، أنه "يجب علينا مواصلة الضغط على حماس حتى نفقدها تأثيرها كقوة فاعلة في قطاع غزة".
وأضاف أن "هذا الأمر قد يستغرق عاماً على الأقل وقد ذكرت ذلك سابقًا، علينا الاستمرار في هذه الجهود لأنني لا أرى أي جهة أخرى مستعدة وقادرة على دخول غزة لتكون بديلاً سياسيًا".
وأشار إلى أن "من يتوقع استسلامًا في غزة على غرار الحرب العالمية الثانية، فهو يعيش في عالم من الأوهام"، مؤكداً انه "لن يكون هناك استسلام من هذا النوع من قبل غزة".
بدوره قال المراسل العسكري للقناة 13 أور هيلر، "كنت قبل يومين في مخيم جباليا، وأعتقد أن الصورة الواضحة هي أن هناك الكثير من القوات داخل غزة، ولكن بالمقابل كل شيء عالق، ولا توجد أي إشارة على أن حماس تريد صفقة، ولا يوجد بديل سياسي لحكم حماس، في كل مكان يقتل فيه الجيش مسلحين، وتنجح حماس في تجنيد آخرين من أعمار مختلفة".
من جهته قال وزير الامن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير "دعونا نوقف تزويد غزة بالوقود، لا توجد دولة تزود عدوها بالوقود، وعلينا تعليق المساعدات الإنسانية، فإذا أرادوا الطعام، عليهم تسليم الأسرى".
وأضاف بن غفير "كذلك، يمكننا السيطرة على 1 كلم يوميًا مقابل كل يوم لا يعيدون فيه أسيرًا أو أسيرة، بالإضافة إلى ذلك، يجب تشجيع الهجرة الطوعية، أعتقد أن هذه الخطوات ستزيد الضغط وقد تساهم في استعادة الأسرى".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,553 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 108,379 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
المصدر : وكالة سوا