عدنا من الريف البورتسوداني الجميل الاصيل وتمتعنا بكرم واريحية اهلنا الهدندوة وشبعنا حد التخمة من ( السلات ) هذا اللحم الذي ينام علي حجارة ملساء من ( الصوان ) ساخنة كأنها فرن كهربائي وسرعان ما يتصبب الدهن من تحت اللحم مشكلا له وسائد حريرية ناعمة من فوق قطع ( الساسوي ) التي من فرط نظافتها تبدو مثل المرآة المجلوة !!.

.
عاد بنا اللوريان المحترمان الي مقر اقامتنا في الفندق بعد نهارية ما شهدنا بمثلها في تاريخنا القريب وقد غمرنا القوم ليس بالطعام المتفرد الذي ينفردون به بين الأمم ويضعون عليه بصمتهم وخاتمهم وطابعهم الخاص بحيث يستعصي عليه التقليد والتزوير !!..
تعرفنا علي بعضنا البعض وبدانا للمراقبين أسرة واحدة تفرقت بها السبل وعادت للقاء من غير ترتيبات أو بروتوكولات بل يكفي أن يلتقي عدد من السودانيين لأول مرة في أي محفل داخل البلاد وخارجها سرعان مايتم الاندماج بينهم في زمن قياسي وتزول كل التحفظات ويتصرف الجمع بقانون العشرة والطيبة والمحنة الماركة المسجلة السودانيين أينما رحلوا وحيثما حلوا !!..
طبعا ذلك الطعام الاصلي الصميم وتوابعه من القهوة فواحة العبير ذات الطعم الحصري بكل مافيها من سحر وأناقة وطلاقة كان يستلزم أن يخلد المرء بعده الي نوم هاديء واحلام وردية لشحذ بطارية النشاط من جديد للخروج للاضواء لسبر أغوار أمسيات وسهرات مدينة ذات موقع فريد تضم شعبا لم يزده التنوع إلا قوة ومتانة وتضامن وابتكار وفنون شعبية وفروسية أذهلت شعراء الإنجليز الامبراطوريين وحملة أقلامهم من الصحافيين الذين تطوروا الي ساسة نابهين ودخلوا ( Ten Down Street ) !!..
خرجنا للشارع بعد المغيب بمدة تجنبا لضربات الشمس الموجعة في وقت تكون الحرارة قد خفت حدتها بعض الشيء ويمكن بعد ذلك التجول هنا وهنالك لمزيد من اكتشاف المعالم والمواقع التي سمعنا بها ولم نراها راي العين .
لفت نظرنا أن مدينة بورتسودان قد سحرتنا بنظافتها وأناقتها فالشوارع جيدة الرصف والترتوارات أنيقة السبك والحدائق هي الرئة بها المدينة تتنفس وقد دخلنا في إحداها واحسسنا بالهواء الرطب يداعب خياشيمنا ويتسرب ليغطي عموم أجسادنا وهنا فقط قلنا ( باي باي ) مؤقتا للسخانة التي ليس معها حيلة إلا أن يذهب الإنسان الي المسكن حبيسا ويظل قيد الإقامة الجبرية حتي المساء !!..
في داخل الحديقة ترفع راسك لتري غراب بورتسودان يحتل جانب كبير من الفضاء يطير هنا وهنالك يلهو ويلعب في حرية ويصدر أصواتا عالية لكن أهل المدينة تعايشوا معه وصاروا له اصدقاء ولا غرو فقد أصبح هذا الغراب الصغير الحجم الأنيق نوعا ما مقارنة مع الغربان الكبيرة في شتي البقاع جزءا من معالم البلدة !!..
جلسنا علي الكراسي الوثيرة ومع التأمل في جمال المكان وجاذبيته واعتدال الجو فيه وكنا نسمع خرير المياه وجاءنا النادل ب ( المنيو ) واخترنا ونحن في أشد حالات الاستغراب والترغب والتلهف مشروب ( يخلط فيه الشعير بالحليب ) وسعر الكوب ( الجانبو ) منه خمسة قروش فقط .
وتذوقنا هذه الخلطة العجيبة اللذيذة ذات النكهة الفريدة والطعم الذي لا ينسي وفوق ذلك أن سعرها مناسب ويمكن شرب أكثر من كوب في الجلسة الواحدة !!..
نواصل المسلسل إن شاء الله سبحانه وتعالى في الحلقة القادمة .

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

 

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

استغاثة إلى محافظ الجيزة.. أهالي قرية المفارق بالبدرشين: لا توجد مياه نظيفة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وردت إلى البوابة نيوز استغاثة أهالى قرية الشوبك الغربي بمركز البدرشين، بمحافظ الجيزة المهندس عادل النجار، لحل أزمة المياة والصرف الصحي لديهم .
‎يعيش أهالي قرية الشوبك الغربي وتحديدا منطقة كمين مفارق كوبري المرازيق ، الشوبك الغربي - المدخل الجديد الشارع الزراعي ، من معاناة حقيقية بسبب عدم وجود مواسير ولا خط أو شبكة للصرف الصحي بالمنطقة مما دفعهم إلى مناشدة المسؤولين للتدخل العاجل لحل هذه الأزمة التي تؤثر على حياتهم اليومية.

بيارات مياة ملوثة

 

غياب خدمات مياة الشرب والصرف الصحي

وأكد أحد الأهالي أن المنطقة تفتقر الخدمات من مياة شرب نظيفة أو شبكة صرف صحي والمواطنين يعتمدون علي شراء مياه الشرب من محطات التحلية و"الجركن" بخمسة جنيه .

بالإضافة الي كل بيت يعتمد علي بناء طرنش أو بيارة صرف صحي وبنية تحتية خطر علي المنازل وتصدع للبيوت وتسبب طفح مستمر في الشوارع وبين الجيران مؤدية الي أمراض وتلوث واوبئة في بيئة غير نظيفة تسبب التهابات وكورونا وفشل كلوي بين الأطفال 

 وأضاف أن القرية تعاني من غياب خدمات الصرف الصحي ورغم تقديمهم العديد من الشكاوى إلى مجلس المدينة والمسؤولين المختصين إلا أنهم لم يتلقوا أي استجابة فعلية حتى الآن.

مطالب بالاستجابةالي محافظ الجيزة

ويطالب أهالي القرية بسرعة إيجاد حل لمشكلتهم قبل فوات الأوان خاصة مع اقتراب أيام مباركة يحتاجون فيها إلى توفر الصرف الصحي بشكل أساسي لحياتهم وحياة أسرهم. 
‎كما أشاروا إلى أن القرى المجاورة والمدن تتلقى دعما وخدمات منذ سنوات طويلة في تنفيذ مشروعات توصيل المياه والصرف الصحي. متمنين أن تمتد هذه الخدمات لتشمل قريتهم أيضا .

‎ويأمل أهالي قرية"الشوبك الغربي " منطقة كمين مفارق كوبري المرازيق- المدخل الجديد الشارع الزراعي ، أن يصل صوتهم إلى المهندس عادل النجار محافظ الجيزة  والجهة التنفيذية و المسؤولين في قبل مجلس المدينة من أجل حل مشكلتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حصولهم على حقهم الأساسي في عيش حياة كريمة.

 

 

شراء الأهالي مياه الشرب من محطة التحلية 

مقالات مشابهة

  • "القاهرة الإخبارية": الوضع الإنساني في المدن الآمنة بالسودان ما زال كارثيًا
  • القاهرة الإخبارية: الوضع الإنسانى في المدن الآمنة بالسودان ما زال كارثيًا
  • رئيس حزب الأسود الحرة يدافع عن اقتحام الدعم السريع معسكر زمزم ويؤكد: لا توجد حرب بدون انتهاكات
  • جنازة شعبية لوداع معاذ وأحمد ضحايا حادث حريق ورشة مراتب المحلة.. فيديو وصور
  • عصفوران في الجنة.. معاذ وأحمد يفارقان الحياة إثر حريق ورشة تصنيع مراتب بالمحلة
  • السودان يدشن تطبيق جديد للتحويلات المالية في 15 ألف موقع.. تعرف على التفاصيل
  • هل توجد ملابس ممنوعة على النساء أثناء الإحرام؟.. أمينة المرأة توضح
  • استغاثة إلى محافظ الجيزة.. أهالي قرية المفارق بالبدرشين: لا توجد مياه نظيفة
  • الأهلي: استخرجنا تأشيرات الفريق بالكامل لجنوب أفريقيا ولا توجد أزمة
  • دعاء لأمي بالرحمه والمغفرة