ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "المواجهة المستمرة منذ 14 شهراً بين حزب الله وإسرائيل، والتي تصاعدت إلى حرب مفتوحة في الشهرين الماضيين، أسفرت عن مقتل 3800 شخص وإصابة أكثر من 15 ألف في لبنان. وبعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في وقت مبكر من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النصر.

ولكن هل خسر حزب الله هذه الحرب؟"
وبحسب الموقع، "في وقت مبكر من الفجر، بعد ساعتين فقط من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ، بدأت آلاف العائلات النازحة رحلتها عائدة إلى قراها المدمرة في جنوب لبنان، ووادي البقاع، والضاحية الجنوبية لبيروت. ورغم الدمار والدموع وفقدان الأحبة، بدا الحشد مبتهجا. فلم ينتظر السكان انسحاب القوات الإسرائيلية ليعودوا إلى أرضهم، ولم يستمعوا إلى نصيحة الجيش اللبناني الذي أصدر بيانا صباحيا حث فيه السكان على عدم العودة إلى منازلهم حتى تغادر قوات العدوّ. وبدلا من ذلك، اتبعوا مشاعرهم، كما عبر عن ذلك ببلاغة رئيس مجلس النواب نبيه بري في خطاب متلفز: "عودوا إلى قراكم، وابحثوا عن أشجار التين والزيتون، وعودوا بفخر إلى قراكم لأنكم هزمتم العدوّ". فهل خرج حزب الله حقا منتصرا من هذه الحرب ليُحتفل به كبطل؟"

الخسائر والمكاسب
وبحسب الموقع، "في خطابه مساء الثلاثاء، الذي أعلن فيه قبول إسرائيل لوقف إطلاق النار، ادعى نتنياهو النصر: "لقد أعدنا حزب الله إلى الوراء عقداً من الزمن. قبل ثلاثة أشهر، كان هذا ليبدو وكأنه من الخيال. لكننا نجحنا. حزب الله لم يعد كما كان". لقد اغتالت إسرائيل كبار القادة السياسيين والعسكريين لحزب الله، ودمرت مؤسساته الاجتماعية والمالية والطبية، وقصفت بنيته التحتية العسكرية، وقتلت وأصابت الآلاف من مقاتليه. كما وتم محو عشرات القرى من على الخريطة، وتحولت آلاف المنازل إلى أنقاض، ودُمرت أعداد لا حصر لها من الشركات. ولكن "النصر لا يمكن قياسه بعدد الشهداء أو حجم الدمار، بل يجب أن يستند إلى الأهداف الأولية للحرب"، بحسب أحمد نور الدين، أستاذ التاريخ في جنوب لبنان.
وأوضح: "لقد دمرت ستالينغراد ودُمرت لندن خلال الحرب العالمية الثانية، ولقي أكثر من عشرين مليون سوفييتي حتفهم. ومع ذلك، انتصرت روسيا وإنكلترا في الحرب"."
وتابع الموقع، "قال إلياس فرحات، وهو جنرال متقاعد في الجيش، أن إسرائيل فشلت في تحقيق أي من أهدافها. وأضاف: "بعد اغتيال نصر الله وغيره من القادة الرفيعي المستوى، صرح نتنياهو أنه يريد إعادة تشكيل الشرق الأوسط. وخلال جولة على الحدود اللبنانية، قال: "سواء تم التوصل إلى اتفاق أو لم يتم التوصل إليه، فإن مفتاح إعادة شعبنا إلى الشمال هو دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني ومنعه من إعادة التسلح". لكن إسرائيل لم تحقق أيًا من هذه الأهداف". إن عودة المستوطنين إلى "الجليل الشمالي" كانت مجرد هدف معلن، ووفقًا للعديد من الخبراء والمحللين، فإن الهدف الحقيقي لإسرائيل كان تفكيك ترسانة حزب الله من الصواريخ الباليستية، والتي تشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل.وقال المحلل وليد شرارة "لم يتم تحقيق هذا الهدف فحسب، بل واجهت إسرائيل أيضًا تحديًا جديدًا: الطائرات من دون طيار، التي لم تتمكن القبة الحديدية من تحييدها"."

أهداف فاشلة
وبحسب الموقع، "قال عبد الحليم فضل الله، مدير المركز الاستشاري للأبحاث والتوثيق، وهو مركز أبحاث تابع لحزب الله: "هذه الحرب الإسرائيلية لم تكن لها أهداف عسكرية فقط لم تتحقق بل كانت لها أهداف سياسية أيضاً". وأضاف: "لقد عبر نتنياهو بوضوح عن أهدافه عندما أخبر حلفاءه الغربيين أن هذه الحرب ستكون مقدمة لتغييرات سياسية جذرية في لبنان. لقد فشل هذا الهدف، وكان حزب الله، ولا يزال، الحزب الأكبر في لبنان من حيث التمثيل الشعبي، كما أظهرت الانتخابات النيابية الأخيرة. وسيظل الحزب الأكبر من حيث المؤسسات، كما أثبت من خلال ملء المناصب العسكرية والسياسية بسرعة".
ورأى الموقع أن "حزب الله سيظل لاعباً أساسياً في السياسة الداخلية اللبنانية، وستفشل كل المحاولات الرامية إلى تهميشه سياسياً. وقال فضل الله: "إن حزب الله، إلى جانب حركة أمل، يحتفظ بكل المقاعد البرلمانية المخصصة للطائفة الشيعية في المجلس النيابي. ولديه حلفاء في الطوائف الأخرى، المسيحية والإسلامية، بسبب رؤيته الإصلاحية والتزامه بالمقاومة ضد إسرائيل. ونظراً للتركيبة السياسية الطائفية في لبنان، فإن حزب الله وحركة أمل سيحتفظان بدور مهم في عملية صنع القرار الوطني"."

وبحسب الموقع، "إن النقاط الثلاث عشرة التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار تظهر بوضوح أنه يستند إلى حد كبير إلى القرار 1701 الذي وافق لبنان على تنفيذه منذ الأيام الأولى للحرب دون "أي تعديل"، كما أكد بري. وعلى النقيض من ادعاءات نتنياهو، فإن الاتفاق لا يمنح الجيش الإسرائيلي حرية الحركة في الأراضي اللبنانية، كما ويضمن أحد بنوده "الحق الطبيعي لإسرائيل ولبنان في الدفاع عن النفس". من جانبه، حذر النائب في حزب الله حسن فضل الله في مقابلة تلفزيونية الأربعاء من أن "المقاومة لها الحق في الدفاع عن نفسها" في حال تعرضها لهجوم إسرائيلي".
وأضاف الموقع، "لا يذكر الاتفاق صراحة نزع سلاح حزب الله، بل ينص على "تفكيك كل المرافق غير المرخصة المرتبطة بإنتاج الأسلحة والمواد ذات الصلة". ويضيف أيضا أن "كل البنى التحتية والمواقع العسكرية غير الملتزمة سيتم تفكيكها، ومصادرة كل الأسلحة غير المرخصة". إن هذين البندين غامضان، حيث أن حزب الله وأمل ممثلان داخل السلطة التنفيذية، ومبدأ "المقاومة" تم إضفاء الشرعية عليه من قبل كافة الحكومات اللبنانية منذ نهاية الحرب الأهلية في عام 1990. ومن خلال هذا الخرق الذي يدعو إلى تفكيك البنى التحتية العسكرية ومصادرة الأسلحة، من المرجح أن ينتهز خصوم حزب الله داخل لبنان، الذين غالباً ما يرتبطون بأجندات سياسية خارجية، الفرصة".

وبحسب الموقع، "رغم خيبة أمل خصوم الحزب من نتائج هذه الحرب، فإنهم لا يعتبرون أنفسهم مهزومين وهم يستعدون بالفعل للاشتباك مع حزب الله وحلفائه في قضايا داخلية، وخاصة في مايتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية. ويعتقد معارضو حزب الله أن الحزب، في ظل ضعفه وانشغاله بمعالجة جراحه وجراح قاعدته الشعبية، سوف يسحب دعمه لترشيح الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية. أما مرشحهم المفضل فهو قائد الجيش العماد جوزاف عون المدعوم من الولايات المتحدة".

الأسئلة المتبقية
بحسب الموقع، "هناك سؤال آخر بالغ الأهمية يتعلق بدور الجيش في الفترة المقبلة. فهل يقبل الجيش المواجهة مع حزب الله الذي يدعمه أكثر من نصف سكان لبنان، بالتحول إلى حرس حدود؟ أم أنه سيستمر في أداء مهمته الأساسية المتمثلة في الحفاظ على النظام الاجتماعي في لبنان ومنع تبلور الظروف المؤدية إلى حرب أهلية؟ من المبكر جداً الإجابة على هذه الأسئلة. كما وإن التحدي الرئيسي الآخر الذي سيواجهه حزب الله هو إعادة إعمار المناطق ذات الأغلبية الشيعية، والتي تعرضت لأضرار كبيرة. إذاً، ستحمل الأشهر المقبلة الإجابات على كل هذه الأسئلة".
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إطلاق النار هذه الحرب فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

تقرير: الصين تبني مركزا عسكريا ضخما غرب بكين للقيادة في زمن الحرب

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الصين تبني مجمعًا عسكريًا ضخمًا في غرب العاصمة بكين أكبر بكثير من البنتاغون، مشيرة إلى أن الاستخبارات الأمريكية أنه سيكون مركز قيادة في زمن الحرب، وذلك وفقا لما نقلته عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين.

وأشارت الصحيفة إلى أن صور الأقمار الصناعية، التي حصلت عليها وقامت الاستخبارات الأمريكية بفحصها، أظهرت موقع بناء تبلغ مساحته نحو 1500 فدان، يقع على بعد 30 كيلومترًا جنوب غرب بكين، مع وجود حفر عميقة يُقدر خبراء عسكريون أنها ستحتوي على مخابئ محصنة لحماية القادة العسكريين الصينيين في أي صراع، بما في ذلك حرب نووية محتملة.

وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين إن مجتمع الاستخبارات يراقب عن كثب الموقع، الذي سيكون "أكبر مركز قيادة عسكري في العالم"، وحجمه "يفوق حجم البنتاغون بعشرة أضعاف على الأقل".



ووفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية، فقد بدأ البناء الرئيسي في منتصف عام 2024. وأوضح ثلاثة مصادر مطلعة أن بعض محللي الاستخبارات أطلقوا على المشروع اسم مدينة بكين العسكرية.

يأتي هذا التطور في وقت يعمل فيه الجيش التحرير الشعبي الصيني على تطوير أسلحته ومشاريعه الجديدة قبل الذكرى المئوية لإنشائه عام 2027. وأشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أصدر توجيهات للجيش بتطوير القدرة على مهاجمة تايوان بحلول ذلك الوقت.

كما شددت التقارير الاستخباراتية على أن الجيش الصيني يعمل على توسيع ترسانته النووية بسرعة، ويسعى إلى تحسين التكامل بين فروعه المختلفة، وهو ما يعتبره الخبراء العسكريون أحد أبرز نقاط ضعفه مقارنة بالقوات المسلحة الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن دينيس وايلدر، الرئيس السابق لتحليل الصين في وكالة المخابرات المركزية، قوله "إذا تم تأكيد ذلك، فإن هذا المخبأ القيادي الجديد يشير إلى نية بكين بناء ليس فقط قوة تقليدية عالمية المستوى، ولكن أيضًا قدرة متقدمة على الحرب النووية”.


من جانبه، لم يعلق مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، الذي يشرف على مجتمع الاستخبارات، على المشروع، في حين قالت السفارة الصينية في واشنطن إنها "ليست على علم بالتفاصيل"، لكنها أكدت أن الصين "ملتزمة بمسار التنمية السلمية وسياسة دفاع ذات طبيعة دفاعية".

وأوضحت تحليلات صور الأقمار الصناعية أن ما لا يقل عن 100 رافعة تعمل في موقع البناء، الذي يمتد على مساحة خمسة كيلومترات مربعة، لتطوير بنية تحتية تحت الأرض. وقال ريني بابيارز، محلل الصور السابق في وكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية: “تشير الصور إلى بناء العديد من المرافق المحتملة تحت الأرض، المرتبطة عبر ممرات، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لتقييم هذا البناء بشكل أكثر دقة".



وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن الموقع في غرب بكين يشهد نشاط بناء مكثف، على عكس التباطؤ الذي يعانيه قطاع العقارات في الصين، لافتة إلى عدم وجود أي صالات عرض تسويقية أو إشارات رسمية على الإنترنت حول المشروع، ما يعزز الغموض المحيط به.

ورغم عدم ظهور وجود عسكري واضح في الموقع، فإن اللافتات حذّرت من تحليق الطائرات بدون طيار أو التقاط الصور. وقال الحراس عند إحدى البوابات إن الدخول محظور ورفضوا تقديم أي معلومات عن المشروع. كما تم تقييد الوصول إلى المناطق القريبة منه، والتي وصفها صاحب متجر محلي بأنها "منطقة عسكرية".

في هذا السياق، قال مسؤول استخباراتي أمريكي كبير سابق إن "المقر الحالي لجيش التحرير الشعبي في وسط بكين جديد نسبيًا، لكنه لم يُصمم ليكون مركز قيادة قتاليًا آمنا".

وأضاف، بحسب الصحيفة، أن "مركز القيادة الرئيسي للصين يقع في التلال الغربية شمال شرق المنشأة الجديدة، وقد تم بناؤه في الحرب الباردة، لكن المنشأة الجديدة قد تحل محله كمركز قيادة أساسي في زمن الحرب".

وأكد المسؤول أن "الصين قد ترى في هذا المجمع الجديد وسيلة لتعزيز الحماية ضد الذخائر الأميركية الخارقة للتحصينات، وحتى ضد الأسلحة النووية، إلى جانب تحسين الاتصالات العسكرية وتوسيع قدرات جيش التحرير الشعبي".


وفي السياق ذاته، قال باحث صيني مطّلع على صور الأقمار الصناعية إن الموقع "يحمل جميع سمات منشأة عسكرية حساسة، بما في ذلك الخرسانة المسلحة والأنفاق العميقة تحت الأرض"، لافتا إلى "حجمه أكبر بعشر مرات من البنتاغون، وهو يتناسب مع طموحات شي جين بينغ لتجاوز الولايات المتحدة".

وفي الصين، تداول مستخدمو الإنترنت تكهنات حول المشروع، حيث تساءل أحدهم على منصة Baidu Zhidao: "هل سيبنون البنتاغون الصيني في Qinglonghu؟".

من جهته، قال هسو ين تشي، الباحث في مجلس الدراسات الاستراتيجية وألعاب الحرب في تايبيه، إن "الموقع أكبر بكثير من معسكر عسكري أو مدرسة عسكرية عادية، لذا لا يمكن إلا افتراض أنه سيكون مقراً لمنظمة إدارية كبرى أو قاعدة تدريب ضخمة".

مقالات مشابهة

  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • حزب الله كان يستعدّ لـغزو إسرائيل.. اكتشفوا آخر تقرير!
  • عدوان ممنهج : إسرائيل تواصل «التضييق» على «حزب الله» بغارات في شمال لبنان والبقاع
  • إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقد
  • تقرير: الصين تبني مركزا عسكريا ضخما غرب بكين للقيادة في زمن الحرب
  • تقرير: الصين تبني مركز عسكري ضخم غرب بكين للقيادة في زمن الحرب
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب
  • إسرائيل تضرب أهدافًا لحزب الله.. وتقدّم شكوى ضد إيران لمواصلة تمويلها الجماعة
  • بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان
  • مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار