القتال يهدأ في لبنان ويشتعل بسوريا.. ما العلاقة بين الحربين؟
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
لا تزال منطقة الشرق الأوسط تعيش تبعات هجوم 7 أكتوبر 2023 وما تلاه من حرب شنتها إسرائيل على جبهات عدة، يرى مراقبون أنها غيرت موازين القوى وتعيد رسم خريطة التوازنات بها.
فلم يكد غبار الحرب يهدأ على الأراضي اللبنانية بعد مواجهات دامت نحو 14 شهرا بين إسرائيل وحزب الله، حتى اشتعلت من جديد جذوة صراع كان خامدا تحت الرماد في بقعة ليست بالبعيدة، وتحديدا في سوريا، بينما لا يمكن النظر لكل تطور فيهما بمنأى عن الآخر.
وبدأت فصائل مسلحة، بزعامة هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقا، في محافظة حلب شمال غربي البلاد، أكبر هجوم لها منذ سنوات ضد القوات الحكومية، راح ضحيته أكثر من 200 قتيل، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى استيلاء المسلحين على عدة قرى جديدة وسيطرتهم على عشرات الكيلومترات وقاعدة عسكرية رئيسية تابعة للجيش السوري.
فما العلاقة بين الحربين؟
يرى مراقبون أن الجماعات المسلحة ربما تسعى لاستغلال الفراغ الذي تركه حزب الله في سوريا، بعد الضربة القوية التي تلقاها من إسرائيل على مدار الأشهر الماضية.
فحزب الله فقد أمينه العام حسن نصر الله وجميع قيادات الصف الأول تقريبا من خلال مواجهة هي الأعنف مع إسرائيل.
وترغب الفصائل السورية المسلحة في التقدم لاستعادة مناطق فقدت السيطرة عليها عام 2016، بعد هجوم للقوات الحكومية السورية بدعم من حليفتها روسيا.
وذكر معهد "تشاتام هاوس" البريطاني أن حزب الله، الذي دخل على خط المواجهة مع إسرائيل اعتبارا من 8 أكتوبر من عام 2023 إسنادا لقطاع غزة، يواجه انتقادات لاذعة من قبل معظم أطياف المجتمع اللبناني بسبب "قراره الأحادي".
ويرى المعهد أن "العملية أتت بنتائج عكسية، وأدت إلى اندلاع نزاع مدمر أسفر عن مقتل حوالي 4 آلاف شخص في لبنان، ونزوح جماعي وأضرار جسيمة في البنية التحتية في جنوب هذا البلد".
ويقول المعهد إن حزب الله وداعمته الأساسية إيران "لن يعترفا أبدا بذلك، لكنهما تعرضا لانتكاسة استراتيجية، فقد كان هدفهما ربط جميع ساحات القتال الإقليمية التي كان لإيران نفوذ فيها لاستنزاف إسرائيل وإرباكها، لكن هذا لم يحدث".
انتكاسة لإيران
في أول تحد خطير منذ 4 سنوات لسوريا وداعمتيها الأبرز روسيا وإيران، تقدم المسلحون شرقا من منطقة إدلب المتبقية تحت سيطرة الفصائل السورية، التي كانت في حالة من الجمود منذ اتفقت موسكو وأنقرة على وقف إطلاق النار عام 2020.
واعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن هذا التقدم يعد أكبر انتكاسة لسوريا وداعمتها إيران منذ سنوات.
وقتل في المعارك الدائرة في سوريا ضابط بارز في الحرس الثوري الإيراني، وعدد كبير من مسلحي الفصائل الموالية لطهران.
ووصف الجيش السوري الهجوم المستمر بأنه "هجوم إرهابي ضخم وواسع النطاق باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة"، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
ورأت "فايننشال تايمز"، أن "هذا التقدم يظهر كيف تغيرت موازين القوى في سوريا التي مزقتها الحرب خلال عام من الصراع في الشرق الأوسط الأوسع، فبينما أخمدت الاحتجاجات وما تلاها من مظاهر مسلحة في سوريا بقوة، باتت دمشق تتعرض لضغوط على جبهات متعددة، وأصبحت ساحة لتنافس القوى العظمى".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل حزب الله سوريا هيئة تحرير الشام الجماعات المسلحة حسن نصر الله الفصائل السورية المسلحة لبنان إيران إدلب الحرس الثوري الإيراني سوريا لبنان حزب الله إيران إسرائيل إسرائيل حزب الله سوريا هيئة تحرير الشام الجماعات المسلحة حسن نصر الله الفصائل السورية المسلحة لبنان إيران إدلب الحرس الثوري الإيراني أخبار إسرائيل فی سوریا
إقرأ أيضاً:
مختص بالشأن السوري يوضح لـCNN سبب هجوم فصائل المعارضة شمال سوريا
(CNN)-- يقول محللون إن فصائل المعارضة يستغلون الفراغ الذي خلفه حزب الله الضعيف للتقدم في سوريا، وذلك بعد أن شنت هجوما مفاجئا في شمال سوريا تمكنت عبره من الاستيلاء على حوالي 40 بلدة وقرية كانت تحت سيطرة القوات الحكومية، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية سورية.
وقال ننار حواش، أحد كبار المحللين المختصين بالشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل: "يرى المتمردون فرصة لاختبار الخطوط الأمامية مع إضعاف حزب الله، وضغوط على إيران وانشغال روسيا بأوكرانيا.. إلا أن المتمردين فوجئوا بالنجاح الذي حققوه والذي فاق ما كانوا يتوقعونه ليبدأوا بعدها بالضغط بقوة".
ولفت حواش إلى أن فصائل المعارضة أقدمت على ذلك بعد أن رأت "تحولا بميزان القوى".
وخلال العام الماضي، حولت قوات حزب الله المقاتلة تركيزها نحو إسرائيل، وسحبت قواتها من سوريا إلى لبنان، في محاولة لتعزيز خسائرها مع اقتراب الأسد من دول الخليج العربية وأصبح أقل انخراطا مع "محور المقاومة" الإيراني، وفقا لحواش.
وكان لحزب الله، وكيل إيران، دور فعال في مساعدة الأسد على استعادة الأراضي التي فقدها أمام الميليشيات والجماعات المتمردة، وقاتل مقاتلوها نيابة عن الأسد ضد جماعات المعارضة المسلحة السورية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وكانت سوريا بمثابة العمود الفقري اللوجستي الأساسي للحزب لبناء ترسانتها الصاروخية في وطنها لبنان.
وتقوم إيران وروسيا منذ أكثر من عقد بتزويد القوات والأسلحة لمساعدة الأسد على البقاء في السلطة، ودعمت تركيا تحت قيادة الرئيس، رجب طيب أردوغان، جماعات متمردة ونشرت قوات تركية للاحتفاظ بالقيادة على المعاقل التي يسيطر عليها المتمردون في شمال سوريا.
من جهتها حافظت إيران على وجودها العسكري في سوريا كجزء من جهد موسع لإبقاء الأسد في السلطة وحماية بصمة إقليمية استراتيجية، في حين استهدفت إسرائيل الحرس الثوري الإيراني على مدى السنوات الماضية، بما في ذلك غارة جوية على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق في أبريل/ نيسان أدت إلى مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، ودفعت طهران إلى توجيه أول ضربة مباشرة على الإطلاق لإسرائيل.