عوامل بيئية تزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا طويل الأمد
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
يعاني الكثيرون من "فيروس كورونا طويل الأمد"، وهو حالة تتضمن أعراضا، مثل التعب الشديد وضيق التنفس والمشاكل الإدراكية والتي تستمر لفترة طويلة بعد الشفاء من عدوى "كوفيد-19".
وما تزال الأسباب الدقيقة لـ"كوفيد طويل الأمد" غير مفهومة بشكل كامل، ما دفع الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات لفهم العوامل التي قد تساهم في ظهور هذه الحالة.
وفي دراسة حديثة، قادها المعهد الباريسي للصحة العالمية (ISGlobal)، وهو مركز مدعوم من مؤسسة "لا كايسا" بالتعاون مع معهد الأبحاث "غيرمانس ترياس إي بوغول" (IGTP)، وتم نشرها في مجلة Environmental Health Perspectives.، وجد الباحثون أن التعرض لجسيمات الهواء الملوث PM2.5 وPM10 مرتبط جزئيا بزيادة خطر الإصابة بأعراض "كوفيد طويل الأمد" المستمرة، بسبب تأثيره على شدة الإصابة الحادة بالفيروس.
ورغم أن العدد الحقيقي لحالات "كوفيد طويل الأمد" ما يزال غير واضح، إلا أنه يُقدّر أن الملايين في جميع أنحاء العالم يعانون من هذه الحالة. كما أن عوامل الخطر المرتبطة بها غير مفهومة بشكل جيد، حيث يمكن حتى للأشخاص الذين مروا بإصابة خفيفة أو لم تظهر عليهم أي أعراض أثناء الإصابة الحادة أن يصابوا بـ"كوفيد طويل الأمد".
وقال مانوليس كوغيفيناس، الباحث في المعهد الباريسي للصحة العالمية: "لقد وجدنا سابقا أن التعرض لتلوث الهواء مرتبط بزيادة خطر الإصابة بكوفيد-19 الشديد وانخفاض استجابة اللقاح، ولكن هناك عدد قليل جدا من الدراسات حول كوفيد طويل الأمد والبيئة".
وفي هذه الدراسة، قام كوغيفيناس وزملاؤه بالتحقيق في ما إذا كان تلوث الهواء والعوامل البيئية الأخرى مثل الضوضاء، والضوء الاصطناعي ليلا، والمساحات الخضراء، مرتبطة بخطر أو استمرار الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد".
وتابعت الدراسة أكثر من 2800 شخص بالغ من دراسة COVICAT، تتراوح أعمارهم بين 40 و65 عاما ويعيشون في كتالونيا، والذين أكملوا خلال فترة الجائحة ثلاثة استبيانات عبر الإنترنت (2020، 2021، 2023).
وتتعلق هذه الاستبيانات بمعلومات حول إصابات "كوفيد-19"، والتطعيم، والحالة الصحية، والبيانات الاجتماعية والديموغرافية للمشاركين.
وقام الباحثون بتقدير تعرض المشاركين للضوضاء، وجسيمات الهواء، والأوزون، وثاني أكسيد النيتروجين، والمساحات الخضراء، والضوء ليلا
وأظهرت التحليلات أن ربع الذين أصيبوا بـ"كوفيد-19" شعروا بأعراض مستمرة لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، مع وجود 5% منهم يعانون من الأعراض المستمرة لمدة سنتين أو أكثر. وكانت النساء، والأفراد ذوو التعليم المنخفض، وأولئك الذين يعانون من حالات مزمنة سابقة، وأولئك الذين مروا بحالة شديدة من "كوفيد-19"، الأكثر عرضة للإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد".
من جهة أخرى، كان للتطعيم تأثير إيجابي، حيث أن 15% فقط من المشاركين الذين تم تطعيمهم أصيبوا بـ"كوفيد طويل الأمد" مقارنة بـ 46% من غير الملقحين.
وكان التعرض لجسيمات الهواء PM2.5 وPM10 ارتباط بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد".
وزاد خطر الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد" بشكل تدريجي مع زيادة التعرض لجزيئات الهواء. بالمقابل، لم تظهر العوامل مثل المساحات الخضراء القريبة أو ضوضاء المرور تأثيرا كبيرا على "كوفيد طويل الأمد".
وأشار الباحثون إلى أنه بينما قد لا يتسبب تلوث الهواء بشكل مباشر في الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد"، إلا أنه قد يجعل الإصابة بفيروس كورونا أكثر شدة في البداية، ما يزيد من احتمال استمرار الأعراض لفترة طويلة بعد الشفاء من العدوى، وهو بالتالي ما يزيد من خطر الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ضيق التنفس كوفيد 19 كوفيد طويل الأمد فيروس كورونا فيروس كورونا طويل الأمد کوفید طویل الأمد خطر الإصابة الإصابة بـ کوفید 19
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: بوادر تحسن في الاقتصاد السوري وطريق التعافي طويل
بعد أكثر من عقد من الحرب التي دمرت سوريا اقتصاديًا، تحاول القيادة الجديدة إعادة بناء البلاد وسط تحديات تشمل العقوبات الدولية، ونقص الخبرة وانعدام السيطرة على الموارد النفطية بحسب ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير حديث.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، فإن بوادر انتعاش أولية بدأت بالظهور، لكن الطريق نحو التعافي لا يزال طويلًا ومعقدًا.
تحديات اقتصادية كبرىوتشير الصحيفة إلى أن الحرب التي استمرت لأكثر من 10 سنوات تركت الاقتصاد السوري في حالة انهيار، حيث فقدت البلاد مليارات الدولارات من عائدات النفط، والتي كانت تشكل تقريبًا نصف إيرادات التصدير السنوية، وبلغت ما تتراوح من 3 إلى 5 مليارات دولار قبل الحرب.
الحرب التي استمرت لأكثر من 10 سنوات تركت الاقتصاد السوري في حالة انهيار (الفرنسية)ومع تراجع قيمة الليرة السورية، ارتفعت تكلفة السلع الأساسية، وأصبح المواطنون يضطرون إلى حمل أكوام من النقود لدفع ثمن الاحتياجات اليومية.
وحاليًا، يحتاج الدولار الأميركي إلى 13 ألف ليرة سورية، مقارنة بـ 50 ليرة فقط قبل الحرب، مما يبرز تأثير التضخم الهائل بحسب الصحيفة.
ووفقًا للبنك الدولي، يعيش 75% من السكان على أقل من 3.65 دولارات يوميًا، بينما يعيش 33% في فقر مدقع بأقل من 2.15 دولار يوميًا.
وقد أدى ذلك -وفق وول ستريت جورنال- إلى اعتماد متزايد على السوق السوداء لتأمين الوقود والمواد الأساسية.
قطاع النفط والتحديات السياسيةوبحسب الصحيفة فقد خسرت سوريا السيطرة على معظم حقولها النفطية، التي تقع الآن تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي.
إعلانوأكد طارق عصفور، المسؤول عن إدارة الوقود في الشركة الحكومية المخصصة لتوزيع الوقود، أن استعادة السيطرة على هذه الحقول يمثل أولوية قصوى.
وقال عصفور في حديث للصحيفة: "إذا استعدنا السيطرة على حقول النفط، يمكننا تحقيق قدر من الاستقلال في الطاقة بدلا من الاعتماد شبه الكامل على الواردات".
وترى الصحيفة صعوبة في مسار سوريا الجديدة لرفع العقوبات مع استمرار تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وهو ما يعقد جهود استقطاب الاستثمارات الدولية.
ويشير محمد حلاق، نائب رئيس غرفة تجارة دمشق إلى أن رفع العقوبات أمر ضروري لإعادة تشغيل النظام المصرفي وتحفيز النمو الاقتصادي، قائلا: "نحتاج إلى الخبرة التقنية، التكنولوجيا، والأهم من ذلك رفع العقوبات لكي نتمكن من المضي قدمًا".
تحسن نسبي في بعض القطاعاتورغم التحديات، لاحظت وول ستريت جورنال بعض بوادر التحسن في الاقتصاد السوري. على سبيل المثال، أسهمت إزالة الرسوم والرشاوى التي فرضها النظام السابق في خفض الأسعار، كما أصبحت الأدوية المستوردة أكثر توفرًا وأقل تكلفة.
وقالت ريما صبيح، صيدلانية في دمشق: "العملاء سعداء بالحصول على الأدوية الأجنبية بأسعار معقولة الآن. الأدوية السورية كانت تعاني من سمعة بأنها أقل فعالية، لكننا الآن قادرون على توفير خيارات أفضل".
وكما يشير التقرير إلى أن المنتجات الأجنبية، التي كانت تُهرب وتباع سرًا في السابق، تُعرض الآن بشكل علني في المتاجر.
وقال صالح مصطفى، صاحب متجر لبيع التبغ في دمشق، "يمكنك الاختيار مما تشاء، ولم يعد هناك خوف من عرض المنتجات الأجنبية".
مستقبل الاقتصاد السوريوتجعل التحديات الاقتصادية والسياسية الهائلة من إعادة الإعمار عملية معقدة. حيث يتطلب الأمر احتياطيات نقدية أجنبية لتثبيت العملة وتمويل الرواتب الحكومية، وهو ما يفتقر إليه البنك المركزي السوري حاليًا.
إعلانوأشارت رندا سليم، زميلة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إلى أن "احتياطات البنك المركزي منخفضة للغاية، مما يعرقل جهود إعادة الإعمار ودعم العملة".
رغم ذلك، هناك تفاؤل حذر بشأن المستقبل. حيث تعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على تقديم مساعدات إنسانية محدودة دون رفع العقوبات بالكامل، بينما أبدت تركيا اهتمامًا كبيرًا بالمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار لتعزيز صناعاتها ومصالحها الجيوسياسية.
وأشار عمر ضاحي، أستاذ الاقتصاد في كلية هامبشاير إلى أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى ظهور "قطاعات عامة متعددة" حيث تمول الدولة مشاريع كبيرة بشكل مستقل عن الحكومة المركزية.
وأضاف ضاحي: "السلام في سوريا هش للغاية، خاصة بالنظر إلى الاحتياجات الاقتصادية الملحة".
ورغم التفاؤل النسبي ببعض التحسن الاقتصادي، فإن استقرار سوريا يتطلب جهودًا دولية منسقة، وتخفيف العقوبات، وتعزيز الشفافية في إدارة الموارد، بحسب الصحيفة.