سوريا .. ماذا يجري في ريفي حلب وإدلب
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
سرايا - تتواصل بين جيش النظام السوري ومجموعات مسلحة على رأسها "هيئة تحرير الشام"، معارك في ريفي حلب وإدلب مع تقدم للفصائل إلى مواقع إستراتيجية قرب طريق حلب-دمشق الدولي وسط إطلاق متبادل للنيران أسفرت عن مقتل أكثر من 200 حتى الآن.
وبحسب حصيلة جديدة صدرت الخميس، عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل أكثر من 200 جندي في جيش النظام السوري ومقاتل من "هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين في شمال غرب البلاد.
وبحسب المصدر، فإن من بين القتلى 80 من "هيئة تحرير الشام"، و19 من "فصائل الجيش الوطني"، و54 عنصرا من قوات جيش النظام السوري في الاشتباكات التي اندلعت بعد شنّ الهيئة وفصائل متحالفة معها "عملية عسكرية" على مناطق النظام في حلب.
وتعدّ هذه المعارك التي تدور في ريفي إدلب وحلب "الأعنف" في المنطقة منذ سنوات، وفق المرصد، وتدور في مناطق تبعد قرابة 10 كيلومترات من أطراف مدينة حلب.
وأشار المرصد إلى أن الفصائل تمكنت من تحقيق تقدّم في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي حيث سيطرت على "قرى ذات أهمية إستراتيجية لقربها من طريق حلب-دمشق الدولي" في محاولة لقطعه.
وبحسب المرصد، سيطرت الفصائل على "قريتي داديخ وكفربطيخ، إضافة إلى قرية الشيخ علي" في ريف إدلب الشرقي، وعلى قريتين في ريف حلب الغربي. وأفادت مصادر محلية أن المعارك العنيفة متواصلة منذ صباح الأربعاء شرق مدينة إدلب، ترافقت مع غارات جوية.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن غارات روسية على بلدة دارة عزة في الريف الغربي لمحافظة حلب شمال سورية، أسفرت عن مقتل 4 مدنيين، وذكرت أن مقاتلات روسية أقلعت من قاعدة حميمين العسكرية في محافظة اللاذقية، شنت غارات على دارة عزة.
وبحسب الوكالة، سيطرت قوات "هيئة تحرير الشام"، الخميس، على خمس قرى شرق مدينة إدلب، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري. وقالت إن عدد القرى التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، الأربعاء، زاد عن 30 قرية في ريف حلب الغربي شمال سورية.
وفي تطور جديد، فتحت المعارضة جبهة قتالية بمنطقة سراقب شرق إدلب، حيث استولت على قرى ترنبة وداديخ وكفر بطيخ وجوباس وشابور، التي كانت خاضعة لسيطرة قوات النظام. وشنت القوات هجومًا بطائرات مسيرة على مطار النيرب العسكري في حلب، ما أدى إلى تدمير مروحية في الساعات الأولى من صباح الخميس.
وذكرت "الأناضول" أن "المعارضة باتت تسيطر على منطقة تقدر مساحتها بنحو 250 كيلومترًا مربعًا، مقتربة إلى مسافة خمسة كيلومترات فقط من مدينة حلب". وفي المقابل، كثفت قوات النظام استهداف المناطق السكنية بصواريخ أرض-أرض مع استمرار الاشتباكات.
وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وشهدت جبهات ريف حلب في شمال سورية هدوءًا لأشهر طويلة قبل هذه المعارك.
ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/ مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو، الداعمة للنظام في دمشق، وأنقرة، الداعمة لفصائل ومجموعات معارضة، وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة اشهر.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفًا متبادلاً تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو. لكنّ وقف إطلاق النار لا يزال صامدًا إلى حدّ كبير.
وأعلن الجيش السوري أن تنظيمات مسلحة تشن منذ الأربعاء هجوما كبيرا على قرى آمنة وبلدات في ريفي حلب وإدلب الجنوبي.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان: "قامت التنظيمات المسلحة المنضوية تحت ما يسمى "جبهة النصرة" والموجودة في ريفي حلب وإدلب بشن هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح يوم الأربعاء 27 / 11 /2024/ بأعداد كبيرة من الإرهابيين وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق".
وأضاف البيان "قد تصدت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمرا حتى الآن، وكبدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح".
وختم البيان: "تقوم قواتنا بمواجهة التنظيمات الإرهابية بمختلف الوسائط النارية وبالتعاون مع القوات الصديقة".
من جهتها، تحدثت عدة مصادر عن تفاصيل اشتباكات الجيش السوري مع مقاتلي "جبهة النصرة" في ريف حلب الغربي الأربعاء.
وخاض الجيش السوري طوال نهار الأربعاء اشتباكات عنيفة مع تنظيم "جبهة النصرة" وحلفائه شمال غرب محافظة حلب، وتمكن من إيقاع خسائر بشرية وعسكرية كبيرة بهم.
وأكدت مصادر ميدانية بريف حلب الغربي لصحيفة الوطن "السورية"، أن وحدات الجيش السوري وبالتزامن مع تصديها لهجوم الإرهابيين منذ فجر الأربعاء، استهدفت خطوط إمدادهم الخلفية بالمدفعية الثقيلة وبسلاح الصواريخ الموجهة، واستطاعت تدمير تحصينات ومواقع لهم مع آلياتهم بمن فيها من الإرهابيين على طول جبهات القتال.
وقالت المصادر إن "صواريخ الجيش السوري ومدفعيته الثقيلة، دكت خطوط مقاتلي "النصرة" الخلفية في محيط بلدات تقاد والأبزمو وكفر عمة وكفر تعال وتديل غرب حلب، وكذلك في محيط مدينتي الأتارب ودارة عزة، وخصوصا في محور الفوج (111) شرق الأخيرة، حيث سقط عدد كبير من المسلحين بين قتيل وجريح".
وبالتزامن، شن سلاح الجو في الجيش السوري والطيران الحربي الروسي، غارات مكثفة طالت مواقع ونقاط تمركز المسلحين عند محاور الهجوم وفي محيط الأتارب وقرب بلدة الواسطة غرب حلب، ودمر أهدافا لهم عند دارة عزة وغرب قبتان الجبل، في وقت شلت راجمات الصواريخ حركتهم في قطاعات الجبهات على طول محاور القتال.
وأشارت المصادر إلى أن "التنظيمات المسلحة أطلقت وابلا من الصواريخ باتجاه بلدتي نبل والزهراء شمال حلب"، حيث أفادت مصادر طبية لـ"الوطن" بسقوط جرحى في صفوف المدنيين في البلدتين نقلوا إلى النقاط الطبية لتلقي العلاج.
وأوضحت مصادر محلية بريف حلب الغربي، أن "السكان نقموا على "النصرة" وباقي التنظيمات المتحالفة معه، لإرغامهم على النزوح من قراهم وبلداتهم إلى مناطق أكثر أمنا في ريف إدلب الشمالي بعد اشتداد المعارك في محاور سكنهم إثر تنفيذ الفرع السوري لتنظيم القاعدة عملية عسكرية برية شملت كل جبهات القتال غرب حلب".
ولفتت المصادر إلى أن "النصرة" أجبر أهالي بعض القرى والبلدات على هجرها الاربعاء بعد استقدامه تعزيزات إليها لشن العملية العسكرية، إذ أرغم جميع سكان مدينة الأتارب على النزوح غربا قبل بدء المعركة.
ونوهت إلى أن التنظيم "حول كل قرى وبلدات خطوط التماس إلى ثكنات عسكرية وأغلق معبر الغزاوية الذي يصل إدلب بريف عفرين الجنوبي الغربي، كما حول حركة المسافرين فيه إلى معبر دير بلوط، على حين ألغى العمليات الباردة في المشافي الميدانية ومشفى باب الهوى، واقتصرت العمليات على الجراحية بعد ازدياد أعداد المصابين في صفوف إرهابييه".
في غضون ذلك، استهدفت مدفعية الجيش السوري تجمعات "النصرة" بالقرب من بلدات آفس وسرمين وسان والنيرب ومعربليت بريف إدلب الشرقي، وفي محيط بلدات البارة وفليفل والفطيرة ودير سنبل في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وقرب بلدات العنكاوي والقرقور ومشيك وخربة الناقوس بسهل الغاب غرب حماة، وحققت إصابات مؤكدة في صفوف المسلحين.
وفي السياق استهدف الجيش الخميس، بطيرانه المسير والحربي وبمدفعيته الثقيلة مواقع "النصرة" وحلفائه من الميليشيات المسلحة في ريفي حماة وإدلب.
وبين مصدر ميداني أن الجيش استهدف بالطيران القتالي المسير مواقع المسلحين في آفس بريف إدلب، وبالمدفعية الثقيلة تحركاتهم ونقاط ارتكازهم في الزيارة والمشيك بسهل الغاب الشمالي الغربي، وفي البارة وكنصفرة وديرسنبل والفطيرة ومعربليت في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح مصدر ميداني أن كل المحاور في أرياف إدلب وحلب اشتعلت الخميس، بضربات الجيش السوري والقوات الرديفة، مؤكدا أن زمن خفض التصعيد "انتهى" وعادت المعارك إلى جبهات حلب وإدلب، وأن المسلحين يتكبدون خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، رغم ادعائهم بالسيطرة على نقاط عسكرية.
تركيا تعلّق
وعلقت وزارة الدفاع التركية على الاشتباكات التي حصلت الأربعاء بين تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي والجيش السوري في ريفي محافظتي حلب وإدلب.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة اليوم الخميس: "نتابع عن كثب (النفير) الذي بدأته بعض المجموعات المسلحة المحلية، والاشتباكات بين فصائل المعارضة السورية وقوات الأسد، شمالي سوريا، والتطورات المتعلقة به".
من جهتها، قالت مصادر أمنية من وزارة الدفاع التركية إن "عملية فصائل المعارضة السورية باتجاه حلب تقع (ضمن حدود منطقة خفض التصعيد بإدلب) التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019.
وأشارت إلى أن "العملية المحدودة لجماعات المعارضة السورية المسلحة، قد توسعت بعد أن غادرت قوات النظام السوري مواقعها".
سهيل الحسن النمر وإغلاق الطريق الدولي
واغلق الجيش السوري الطريق الدولي من وباتجاه حلب على خلفية العمليات العسكرية ضد المسلحين على طول محاور ريف حلب الغربي.
وذكر الجيش العربي السوري، أنه أغلق مؤقتا الطريق الدولي من وباتجاه حلب وطلب من شركات النقل توقيف حركة الحافلات بالوقت الحالي، نظرا لوجود عمليات عسكرية بالقرب من طريق حلب دمشق ولحماية أرواح المدنيين.
وتزامنا مع ذلك، تداولت وسائل إعلام سوريا صورا تظهر وصول القائد في الجيش السوري سهيل الحسن الملقب بـ"النمر" إلى حلب.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1227
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 29-11-2024 10:27 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی ریفی حلب وإدلب فی ریف حلب الغربی هیئة تحریر الشام النظام السوری الجیش السوری قوات النظام جبهة النصرة بریف إدلب ریف إدلب فی محیط إلى أن
إقرأ أيضاً:
مقتل 400 مسلح من جبهة النصرة في محافظتي حلب وإدلب
صرح النقيب أوليغ إيغناسيوك، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، أن مسلحين مرتبطون بـ"جبهة النصرة" الإرهابية (المحظورة في روسيا) هاجموا الأراضي التي تسيطر عليها السلطات السورية في محافظتي حلب وإدلب منذ 27 نوفمبر، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 400 مسلح.
عودة المعارك إلى سوريا.. مقتل ١٣٢ من جنود «الأسد» ومعارضيه هجوم صاروخي على قاعدة كونيكو الأمركية شرق سورياوبحسب سبوتنيك، أضاف إيغناسيوك، في مؤتمر صحفي، أنه "منذ الساعة 7.50 يوم 27 نوفمبر، هاجمت المجموعات المسلحة غير الشرعية المرتبطة بتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية في محافظتي حلب وإدلب، ويقاتل الجيش العربي السوري بشراسة بدعم من القوات الجوية الروسية".
وأوضح إيغناسيوك أنه خلال الـ 24 ساعة الماضية، تكبدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر كبيرة في المعدات والأفراد، كما قُتل ما لا يقل عن 400 مسلح.
بالإضافة إلى ذلك، تم خلال الـ 24 ساعة الماضية تسجيل 13 هجوماً على مواقع القوات الحكومية السورية من قبل جماعة "جبهة النصرة" الإرهابية في منطقة خفض التصعيد بإدلب: 12 هجوماً في محافظة إدلب، وقصف واحد في محافظة حلب.
وتشهد المنطقة معارك طاحنة تزامنا مع غارات جوية مكثفة نفذها الطيران الحربي السوري الروسي المشترك، مستهدفا أرتال المجموعات المسلحة القادمة من عمق معقل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب، ومن عمق مناطق سيطرة الجيش التركي في ريف حلب الشمالي.