#ترامب مسعّر حـرب..
#الشيخ_كمال_الخطيب
✍️خلال حملته الانتخابية للفوز بمنصب رئيس أمريكا، كان دونالد ترامب يرفع شعارًا أنه في حال فوزه فإنه سينهي كل الحروب الموجودة في العالم خاصة الحرب في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا، وأنه لن يسمح بفتح حروب جديدة.
لكن وما أن بدأ ترامب يعلن عن أسماء مرشحين لشغل المناصب المهمة في إدارته الجديدة، حتى بدا واضحًا أن ترامب يشكّل حكومة حرب، بل إن مسؤولين كبارًا قد وصفوها بأنها “إدارة تدمير الولايات المتحدة”.
وقد بدا ذلك واضحًا باختيار ترامب لوزير خارجيته “ماركو روبيو” ووزير الدفاع “بيتر هيغست” وسفيرة
أمريكا في الأمم المتحدة “إليزا ستيفاني” وسفير أمريكا في
إسرائيل “مايك هاكابي” وغيرهم.
✍️إن الوقوف عند شخصية كل واحد من هؤلاء وغيرهم من المرشحين، ليدل بشكل واضح على وجهة ترامب المستقبلية عمومًا ووجهته وسياسته في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية خصوصًا، وأنها ستكون سياسة دموية، وعليه فإننا نقف عند شخصية وزير دفاعه “بيتر هيغست” وسفيره في إسرائيل “مايك هكابي” ورئيس مجلس النواب “مايك جونسون” ليتبين لنا خلال شخصية كل واحد من هؤلاء أنهم متدينون ومتعصبون وعنصريون كارهون للإسلام والمسلمين، وأن وظيفة كل واحد منهم ستكون صبّ مزيد من البنزين على النار المشتعلة في الشرق الأوسط. وصدق الشاعر إذ يقول:
وفي السماء طيور اسمها البجع إن الطيور على أشكالها تقع
???? بيتر هيغست وزير الدفاع
✍️ من خلال مفاخرته بأنه لم يغسل يديه منذ 10 سنوات لا بعد الطعام ولا بعد الخروج من الحمام، لأنه لا يؤمن بوجود شيء اسمه الجراثيم، وكل شيء لا يراه فهو بالنسبة له غير موجود. فمن خلال هذه الشخصية المتطرفة والغريبة ندرك أن الغرابة والجنون والارتجالية ستكون هي من تحكم سياساته.
✍️”بيتر هيغست” شخص دموي وهو
الذي سبق ترشيح ترامب له لمنصب وزير الدفاع، فإنه في صيف 2024 فقد أصدر كتابًا طالب فيه الرئيس الأمريكي القادم بتغيير اسم وزارة الدفاع ليصبح اسمها وزارة الحرب الأمريكية. وهو الذي رسم ونقش على صدره سيفًا وبندقية رشاشة، وكتب عبارة دينية تُنسب إلى السيد المسيح نبي الله عليه السلام أنه قال: “ما جئت لألقي سلامًا على الأرض بل سيفًا”.
✍️ وأما كراهيته للإسلام والمسلمين والدعوة لحربهم، فقد ظهر ذلك جليًا في كتابه الذي صدر في العام 2022 وكان بعنوان -الحملة الصليبية الأمريكية- وفي الكتاب دعا بشكل واضح للقيام بحملة صليبية لحماية القيم المسيحية واليهودية. وإذا كانت الحملات الصليبية الأولى قد قامت بها دول أوروبا حيث لم تكن أمريكا قد اكتشفت بعد “اكتشفت أمريكا عام 1492” ولم يهاجر إليها ولم يُطرد إليها المجرمون الذين كانت دولهم تريد أن تتخلص منهم، فكانوا يرسلونهم إلى العالم الجديد ليقتلهم المرض والوحوش، ولعل أجداد بيتر هيغست كانوا من هؤلاء، وها هو يدعو لحملات صليبية تقودها أمريكا وليست أوروبا.
✍️بيتر هيغست كان في غاية الوضوح لما قال: “الإسلام ليس دينًا ولم يكن كذلك”. وكيف لا يكون كارهًا للإسلام وهو الذي أظهرت صور كثيرة له وقد جعل جسده لوحة نقش عليها بالوشم صورًا وكلمات تعبّر عن حقيقته، وأنه كان يحاول إخفاءها تحت البدلة وربطة العنق الرسمية الزاهية. على صدره نقش صليبًا كبيرًا وبداخله رسم أربعة صلبان صغيرة وهذا هو شعار الحملات الصليبية وكان يُعرف “بصليب القدس” أي الصليب الذي رُفع خلال حملات تطهير القدس من المسلمين. وليس هذا وحسب، بل إنه كتب على صدره بالوشم وبأحرف عبرية كلمه “ישוע-يشواع” المقصود اليسوع وهي العبارة التي يطلقونها على نبي الله عيسى. واللافت أنه كتب “ישוע-يشواع” ولم يكتب “ישו-يشو” كما يطلق اليهود الوصف على نبي الله عيسى وهي الأحرف لاختصار “يمحى اسمه وذكره”.
✍️ أما موقفه من القضية الفلسطينية فهو في غاية الوضوح والجلاء، حيث قال في العام 2018 ودعا لهدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاضه. وليس أنه فقط دعا كذلك بشكل صريح لتدمير غزة، بل إنه كما أوردت ذلك صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في عددها الذي صدر يوم الخميس 14/11/2024، فقد دعا لإقامة أهرامات وأكوام من الجثث في غزة، حيث كل قناعاته هذه مصدرها عقيدته الدينية حيث يقول: “لو فتحت الإنجيل لوجدت أن الرب يقول لإبراهيم إن أرض إسرائيل ملكك”.
????مايك هاكابي: السفير في إسرائيل
✍️إنه سفير أمريكا الجديد في إسرائيل الذي اختاره ترامب. وإذا كان سفراء أمريكا في إسرائيل منذ العام 2010 كلهم يهود، كان آخرهم السفير “جاكوب لو” وقبله كان السفير اليهودي “ديفيد فريدمان” وكذلك وزير الخارجية اليهودي “أنتوني بلينكن، فإن السفير الجديد ليس يهوديًا وإنما هو قسيس ومبشّر إنجيلي معمداني قال عنه ترامب: “هاكابي يحب شعب إسرائيل وشعب إسرائيل يحبه”. ولشدة حبه لإسرائيل وشعبها فإنه يفاخر بأنه زار إسرائيل مئة مرة خلال 50 سنة أي بمعدل زيارتين في كل سنة.
✍️ إن أفكار وقناعات وطروحات السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل مايك هاكابي، هي نفس قناعات بن غفير وسموطريتش، فقد نقلت عنه صحيفة “بولوتيكو” الأمريكية في العام 2017 بعد تسلم رئاسته الأولى وبداية الحديث عن صفقة القرن قوله: “أعتقد أن إسرائيل لديها سند ملكية ليهودا والسامرة”، مستخدمًا المصطلحات العبرية للضفة الغربية. فهو يقول بشكل واضح، أنه لا يوجد شيء في الجغرافيا والتاريخ اسمه الضفة الغربية وإنما هناك ما يسمى يهودا والسامرة. وليس أنه ينكر مصطلح الضفة الغربية، بل إنه ينكر وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني، وبالتالي فهو يرفض فكرة ما يسمى حلّ الدولتين دولة إسرائيل ودولة فلسطين لأنه لا يوجد شعب اسمه الشعب الفلسطيني حتى تكون له دولة، وأن يهودا والسامرة هي جزء من دولة إسرائيل التي أعطاها الله للشعب اليهودي.
✍️ السفير الأمريكي الجديد في إسرائيل القسيس والمبشّر مايك هاكابي داعم كبير للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وغزة، ولذلك كان موقفه واضحًا وداعمًا للإجلاء القسري والتهجير الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
✍️ إن دعمه للاستيطان هو كذلك من منطلق ديني إنجيلي حيث أوردت صحيفة هآرتس في عددها يوم الجمعة 15/11/2024، أن هاكابي يعمل لدعم الاستيطان اليهودي في أرض إسرائيل التناخية، لأن هذا الاستيطان هو الشرط الضروري لوقوع ملحمة وحرب يأجوج ومأجوج التي هي شرط لعودة ونزول المسيح الذي ينتظره الإنجيليون الأصوليون الأمريكيون حيث أن السفير هاكابي هو من أبرز رموزهم.
✍️ووفق ملحق صحيفة هآرتس الإسرائيلية في التحقيق الذي نشرته يوم 5/1/2024 وكان حول قناعات الإنجيليين من أن حرب غزة ستقرّب نزول المسيح، لأن في قتل الفلسطينيين وطردهم إزالة لعائق تجميع اليهود واستيطانهم في هذه الأرض، وعندها سيتم قتل كل اليهود لأنهم يكفرون بالمسيح ويعتقدون أنهم صلبوه ومات وأنه في جهنم وأن أمه مريم زانية والعياذ بالله تعالى. وأنه لن ينجو من اليهود بعد عودة المسيح إلا 144 ألفًا وهم الذين سيُنَصّرون بينما يُقتل الباقون وتكون طريقهم قصيرة إلى جهنم.
✍️ أما ملحمة يأجوج ومأجوج فيعتقد الأصوليون الإنجيليون أنها ستقع في سهل مجدّو عند الأطراف الجنوبية لسهل بن عامر ويسمونها “هرمجدون” عندما يجتمع اليهود في هذه الأرض فتهاجمهم قوى الشرّ فتبدأ المعركة الكبرى، ولذلك كانت حماستهم كبيرة بعد أحداث السابع من أكتوبر حيث يعتبرون ذلك الحدث مقدمة للملحمة الكبرى هرمجدون وبالتالي قرب نزول المسيح المخلص.
✍️فوجود اليهود وفق نظرية الإنجيليين الصهيونيين في أرض إسرائيل وتجمعهم فيها من أصقاع الأرض، هو ضمان عودة المسيح لأنه لن ينزل إلا في أرض يحكمها اليهود وهذا غير موجود في أي بقعة في الكرة الأرضية إلا في فلسطين، فمن هنا ينبع دعمهم المجنون والخيالي للاستيطان اليهودي ليس حبًا باليهود ولكن لضمان تحقق شرط من شروط عودة ونزول المسيح المخلص الذي ينتظره الأصوليون الإنجيليون.
✍️ ولا زلت أذكر المقابلة التي أجريت مع “إيهود أولمرت” رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يوم كان يشغل منصب رئيس بلدية القدس قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء، حيث عاد من جولة جمع تبرعات في ولاية فلوريدا الأمريكية لصالح مشاريع استيطانية في القدس، وكانت تلك الحملة قد نظمتها جماعات وقساوسة من الإنجيليين الأصوليين أمثال السفير “مايك هاكابي” وقد جمع عشرات الملايين من الدولارات. وعند عودته هاجمه شركاؤه في إدارة البلدية من الأحزاب الدينية وعابوا عليه أنه يجمع أموالًا من أصوليين مسيحيين يؤمنون أنه عند نزول المسيح فإنهم سيقتلون كل اليهود الذين لا يتنصّرون، فكان جواب أولمرت مبتسمًا وساخرًا: “سأظل أحلبهم حتى يأتي المسيح”.
???? مايك جونسون رئيس مجلس النواب
✍️ في شهر أكتوبر العام الماضي 2023 أي بعد أحداث طوفان الأقصى، انتُخب النائب عن الحزب الجمهوري مايك جونسون رئيسًا لمجلس النواب الأمريكي وهو من الإنجيليين الأصوليين الذين يحملون نفس قناعات المبشّر السفير مايك هاكابي.
✍️”مايك جونسون” اعتبر انتخابه لرئاسة مجلس النواب في نفس فترة اندلاع الحرب على غزة بأنه توقيت رباني وأن دعمه لمواقف إسرائيل بالاستيطان سيكون سببًا لبركة الله على إسرائيل وأمريكا، حتى أنه اعتبر ووصف المحادثات حول وقف الحرب في غزة أنه فضيحة مخزية داعيًا لاستمرار الحرب هناك.
✍️ مايك جونسون ذهب لأبعد من ذلك حيث قال إن الله تعالى يوحي إليه ويكلّمه عن قادم الأيام وضرورة الاستعداد فقال: “أنا لا أريد أن أخيفكم، لكن الله يحدّثني وقد قال لي بوضوح وصراحة عليكم الاستعداد والتجهز، التجهز لأي شيء، لا أدري”.
لا بل إنه ذهب لأبعد من ذلك في تطرفه لجهة انحيازه لاسرائيل ومواقفها قائلًا في نفس التحقيق الذي أوردته صحيفة هآرتس في عددها يوم الجمعه 5/1/2024: “هناك اتصال وخط مفتوح بين الله في السماء وبين مكتبه في الكونجرس وبين הקריה בתל אביב مقر وزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب”، في إشارة واضحة إلى أن سياساته ومواقفه هي بوحي إلهي وليس مجرد اجتهادات منه.
✍️اختتم تقرير صحيفة هآرتس عن نشوة الإنجيليين الأصوليين في أمريكا بحرب غزة بالقول: “عندما كان ترامب يتقدم على بايدن في استطلاعات الرأي، وعندما كانت المؤشرات تزداد باستمرار الحروب وزيادة حدتها في الشرق الأوسط، كان الانفعال والهيجان المسيحي الإنجيلي يزداد ويعظم”.
✍️ وإذا كانت هذه العبارة قد قيلت قبل يوم الانتخابات في 5/11/2024 والتي أسفرت عن فوز ترامب على كاميلا هاريس، فإن نشوة الأصوليين الإنجيليين ومعهم اليمين الإسرائيلي قد بلغت ذروتها، وكان ذلك واضحًا باختيار ترامب للسفير هاكابي ولوزير الحرب هيغيست اللذيْن يعتبران من أشد حلفاء إسرائيل، حتى أن بعض الكتّاب في أمريكا قد أخذوا يتندّرون بالقول إن ترامب قد شكّل حكومة إسرائيلية في أمريكا، أي أنه اختار فريقه الرئاسي ممن يحرصون على مصالح إسرائيل أكثر من مصالح أمريكا.
✍️لا بل إن الكاتب الصحفي الاسرائيلي “رامي رسمني” قد كتب في صحيفة يديعوت أحرنوت يوم الثلاثاء 19/11/2024 وقال: “يبدو أن يوسف الصديق وأحلامه التي تجاوزت الخيال ولكنها تحققت لم تكن لتصل لأن يحلم بعظمة قائمة أسماء فريق ترامب الذي سيدير العالم”.
✍️وعليه فإن قادم الأيام ولعلها ليست بعيدة، سترينا كيف ستكون سياسة أمريكا داعمة لإسرائيل أكثر مما كانت عليه خلال رئاسة بايدن، وأن نتنياهو وفريقه اليميني الديني سيستغل وجود الفريق الانجيلي الأصولي في إدارة ترامب لتلتقي مصلحة اليمين التوراتي في إسرائيل مع اليمين الإنجيلي في أمريكا وإن كان مؤقتًا على الأقل حتى نزول المسيح وفق قناعات وزير حرب وسفير أمريكا في إسرائيل.
✍️إن مقصد ترامب إذن بالقول إنه سينهي الحروب في الشرق الأوسط ليس عبر فرض حلّ عادل وإعادة الحق لأصحابه، وإنما يقصد أنه سيدعم إسرائيل ويزوّدها بكل ما تريد عسكريًا وماديًا واقتصاديًا وسياسيًا لضمان حسمها المعركة وانتصارها على أعدائها وجعلهم يرفعون الراية البيضاء والقبول بالشروط الإسرائيلية والاستسلام.
✍️ فأمام وبين يدي هذا التصعيد فلن يكون ترامب رجل سلام وإنما سيكون ترامب مسعّر حرب، ولكنها الحرب التي ستكون شرًا ووبالًا عليه وعلى كل حلفائه بإذن الله وتعالى وسيطفئ الله نارهم {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}َ آية 64 سورة المائدة، وسيتم الله نوره {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} آية 8 سورة الصف. وإن غدًا لناظره قريب.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية:
ترامب
الشيخ كمال الخطيب
فی الشرق الأوسط
صحیفة هآرتس
مایک جونسون
مایک هاکابی
فی إسرائیل
فی أمریکا
أمریکا فی
رئیس ا
واضح ا
بل إنه
إقرأ أيضاً:
أمر أساسي أبقى إسرائيل في لبنان.. معهد في تل أبيب يكشف
نشر معهد "ألما" الإسرائيلي للدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدث فيه عن الساحات التي تواصل إسرائيل خوض حربٍ فيها لاسيما في غزة ولبنان وسوريا. ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنهُ "على الرغم من الاختلافات الكبيرة في السياسة الإسرائيلية تجاه ساحات غزة وجنوب
لبنان وجنوب سوريا، هناك خط منطقي مشترك يوحّد خطوات العمل الإسرائيلية في كل هذه الساحات وهو حرمان العدو من قدراته ومنع الحشد العسكري، وذلك لضمان عدم ظهور جيش مُسلح منظم قادر على الغزو الشامل للأراضي الإسرائيلية، إلى جانب إطلاق الصواريخ المكثف". وأكمل: "في الأشهر الأخيرة، اختارت إسرائيل تطبيق ثلاثة نماذج مختلفة على الساحات الثلاث المذكورة أعلاه. في غزة، حيث يُحافظ الجيش الإسرائيلي بالفعل على محيط أمني بعمق كيلومتر تقريباً على طول الحدود مع القطاع - وهي منطقة خالية تقريباً من أي منشآت - وحيث منع الجيش الإسرائيلي أي غزاويّ من الدخول، يبدو أن إسرائيل اختارت مسار العودة التدريجية إلى السيطرة الأمنية الإقليمية المباشرة". وتابع: "يبدو أن احتلال الأراضي، وتفكيك آليات العدو والبنية الأساسية (الأذرع العسكرية والحكومية لحماس)، وإقامة حكومة عسكرية مؤقتة بحكم الأمر الواقع، تشكل أهدافاً واقعية لإسرائيل في غزة". وقال: "بحلول كتابة هذه السطور، كان الوجود البري للجيش الإسرائيلي في جنوب ووسط وشمال القطاع يتوسع تدريجياً، مع توقف مؤقت محتمل في النشاط العسكري لفحص ما إذا كان من الممكن التوصل إلى صفقة جديدة مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن. كذلك، تعاونت الحكومة الإسرائيلية رسمياً مع دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسماح بالهجرة الطوعية لسكان غزة. وفي 30 آذار الماضي، أعلن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، تعيين نائب المدير العام لوزارة الدفاع، العقيد (احتياط) يعقوب بليتشتين، رئيساً لهيئة المغادرة الطوعية لسكان غزة". وبحسب بيان وزارة الدفاع، "ستعمل المديرية، من بين أمور أخرى، على إعداد وتمكين المغادرة الآمنة والمراقبة لسكان غزة للهجرة الطوعية إلى دول ثالثة، بما في ذلك تأمين عبورهم، وإنشاء طريق عبور وتفتيش المشاة عند المعابر المحددة في قطاع غزة، بالإضافة إلى تنسيق إنشاء البنية التحتية للسماح بالمرور عبر البر والبحر والجو إلى دول المقصد". وأردف: "ليس من الواضح ما هي نسبة سكان غزة الذين سيختارون الهجرة في نهاية المطاف، لكن إصرار إسرائيل على تولي السيطرة الأمنية وحرية العمليات في كل أنحاء القطاع واضح. ويبدو أن سيطرة إسرائيل على المساعدات الإنسانية، لمنع حماس من الاستيلاء عليها لاستخدامها الخاص - وهو العامل الذي سمح لنظام حماس بالبقاء حتى الآن - مطروح على الطاولة أيضاً". ووفق التقرير فإنه "في ما خصّ لبنان، اختارت إسرائيل حالياً نموذجاً مختلفاً تماماً، وهو غارات جوية ومدفعية عن بُعد على أهداف لحزب الله، بهدف منعه من إعادة بناء بنيته التحتية. وفعلياً، يقترن هذا بوجود بري محدود قرب الحدود، يتمثل في خمس نقاط عسكرية منتشرة في أنحاء القطاع". وتابع: "في سوريا، تحتفظ إسرائيل بوجود بري في شكل 9 نقاط مراقبة في المنطقة العازلة، ووجود انتقائي خارج المنطقة العازلة من خلال الغارات، وتنفذ ضربات جوية عبر الأراضي السورية لمنع قدرات نظام الأسد السابق من الوقوع في أيدي عناصر مسلحة مُتحالفة مع النظام الجديد، في حين تعمل على تنمية تحالف مع السكان الدروز في جنوب البلاد". وقال: "ما تشترك فيه الساحات الثلاث هو مبدأ إنكار القدرات: لا مزيد من إدارة الصراع، ولا مزيد من الردع المتبادل، ولا مزيد من الاحتواء، بل عمليات نيران منسقة ومنهجية واضحة لمنع إعادة بناء العدو وحشده وإعادة تنظيمه". وأردف: "تتعلَّق الاختلافات في المقام الأول بطبيعة العدو، ومساحة الأرض، وطبيعة السكان، ومستوى السيادة في المنطقة المعنية، والصلة بالدول الأجنبية. كل هذا، بالإضافة إلى أن أعنف هجوم على الشعب اليهودي منذ المحرقة انطلق من غزة، دفع الحكومة الإسرائيلية إلى إعطاء الأولوية لغزة من حيث الموارد العسكرية ومواصلة المناورات البرية المكثفة هناك". واستكمل: "في كل المجالات، تعمل إسرائيل على منع إعادة تأهيل القوى ذات الفكر المتطرف، انطلاقاً من إدراكها أن مفهوم الردع غير موجود لديها. مع هذا، ليس هناك ما يضمن قبولها لهذا المفهوم مستقبلاً، وليس هناك ما يضمن حتى أن تتمكن إسرائيل من فهم نواياها". وقال: "لقد دفع فشل المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية ومجتمع الاستخبارات في السابع من تشرين الأول 2023 القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين إلى إعادة التفكير في منع التهديدات من جذورها، والالتزام بالقضاء على القدرات العملياتية للعدو على نطاق واسع بالقرب من الحدود - كما انعكس في استنتاجات التحقيقات التي أجراها جيش الدفاع الإسرائيلي مؤخراً". واعتبر التقرير أنَّ "قطاع غزة ساحة استثنائية"، وقال: "لقد اختارت إسرائيل اقتلاع نظام حماس أيضاً، وهو قرارٌ تجسّد منذ 21 شباط بسلسلة غارات جوية استهدفت القيادة السياسية لحماس، في إطار مبدأ تفكيك جميع بنى حماس التحتية. ويجري القضاء على قيادة حماس الإدارية المدنية وقواتها الداخلية بالتزامن مع هجمات على أهداف عسكرية معروفة. كذلك، يُعدّ منع شاحنات المساعدات الإنسانية جزءًا من تفكيك نظام حماس في قطاع غزة". وأضاف: "على النقيض من ذلك، يُمثل لبنان الطرف الآخر من الطيف السياسي، إذ تشن إسرائيل حملة غارات جوية هناك - دقيقة ومتكررة، ولكن بحضور محدود للغاية على الأرض حتى كتابة هذه السطور. وحزب الله، الذي قاد المحور الإيراني في المنطقة قبل الحرب، لا يزال صامتاً ولا يرد على سلسلة من التصفيات والقصف التي استهدفت أهدافه، بما في ذلك استهدافان في الضاحية الجنوبية ببيروت خلال الأيام الأخيرة. ففي 28 آذار، قُصف مبنى تابع لوحدة حزب الله 127 (الوحدة الجوية) رداً على إطلاق صواريخ على كريات شمونة، وفي 1 نيسان، قُتِل عنصر بارز في حزب الله من الوحدة 3900 ، المسؤول عن التخطيط لهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين بالتعاون مع حماس". ويقول التقرير إن "الوضع في لبنان قبل 7 تشرين الأول 2023 - حيث ترددت إسرائيل في استئصال قدرات حزب الله الهجومية، بل وترددت في القيام بما هو أقل من ذلك في أماكن مثل جنوب لبنان وبيروت - لم يعد قائماً. ورغم أن الوجود العسكري للجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية لا يزال محدوداً، إلا أنه ذو أهمية، إذ يُشكل شريطاً أمنياً ضيقاً ورداً فورياً على خطر غزو واسع النطاق للجليل". وأضاف: "هل ستصل إسرائيل إلى حدّ اضطرارها لشنّ غارات برية في جنوب لبنان، على غرار ما تفعله في المنطقة (أ) من الضفة الغربية أو جنوب سوريا؟ مع مرور الوقت، قد يكون الجواب نعم. في الوقت نفسه، يُكافح الجيش اللبناني حالياً لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يُلزم حزب الله بالابتعاد عن جميع المناطق جنوب نهر الليطاني. أما قوة اليونيفيل الدولية، فهي عاجزة تماماً وغير فعّالة في المساعدة على تطبيق القرار 1701، تماماً كما كانت قبل الحرب". وأردف: "إذا فشلت هذه المهمة، فمن المرجح أن تضطر إسرائيل إلى تطبيق نموذج الغارات المتكررة كما تفعل في الضفة الغربية وسوريا. مع ذلك، من المرجح ألا تحتل إسرائيل أراضٍ أو توسّع سيطرتها لتشمل منطقة أمنية كما فعلت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. ستفضل تركيز جهودها البرية واسعة النطاق على غزة، حيث لا توجد دولة ذات سيادة، ومساحتها أصغر بكثير من مساحة لبنان. في الوقت نفسه، تفضل إسرائيل منح الدولة اللبنانية ذات السيادة والحكومة الجديدة فرصةً لتكوين ضغط داخلي على حزب الله وتنميته". واستكمل التقرير بالقول: "يُمثل جنوب سوريا نموذجاً ثالثاً. فبعد انهيار نظام الأسد في كانون الأول 2024 وصعود النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع، بدأت إسرائيل سياسةً مختلطة وهي مزيج من النشاط الجوي المكثف، والتواجد البري في تسع نقاط على الجانب السوري من المنطقة منزوعة السلاح، والغارات الانتقائية، وبناء علاقات مع الجهات الفاعلة المحلية". وبحسب التقرير، لقد لوحظ أنه "في هذه المرحلة، لا توجد جهة مسؤولة من الجانب السوري تعمل على حفظ الأمن في منطقة الحدود مع إسرائيل"، وأضاف: "بناءً على ذلك، أنشأت إسرائيل 9 مواقع في جنوب سوريا، وتعمل في الوقت نفسه على تحديد مواقع الأسلحة والمعدات العسكرية من النظام السابق وتدميرها قبل وصولها إلى أيدي العناصر المعادية". وأردف: "لا تسعى إسرائيل إلى زعزعة استقرار النظام السوري الجديد أو إضعافه، بل تراقب التطورات عن كثب وتحافظ على علاقاتها مع الطائفة الدرزية في جنوب سوريا. وفي شباط 2025، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستحمي المدنيين الدروز في سوريا من أي تهديد، وفي ذلك الشهر، كرّر وزير الدفاع يسرائيل كاتس هذا الالتزام في عدة تصريحات علنية". المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة قوة لـ"حزب الله" تُرعب إسرائيليين.. معهد في تل أبيب يكشف مكانها
Lebanon 24 قوة لـ"حزب الله" تُرعب إسرائيليين.. معهد في تل أبيب يكشف مكانها

09/04/2025 22:58:33 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا كشف تقرير إسرائيليّ بشأن لبنان؟ نصيحة جديدة لـ"تل أبيب"! Lebanon 24 ماذا كشف تقرير إسرائيليّ بشأن لبنان؟ نصيحة جديدة لـ"تل أبيب"!

09/04/2025 22:58:33 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "حركة التغيير": تبقى الفكرة اللبنانية الأساس والمنطلق لكل مقارباتنا السياسية Lebanon 24 "حركة التغيير": تبقى الفكرة اللبنانية الأساس والمنطلق لكل مقارباتنا السياسية

09/04/2025 22:58:33 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير من تل أبيب: إسرائيل تصرّ على التطبيع مع لبنان Lebanon 24 تقرير من تل أبيب: إسرائيل تصرّ على التطبيع مع لبنان

09/04/2025 22:58:33 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص صحافة أجنبية قد يعجبك أيضاً

لمن لديه دولار في لبنان.. عملة أخرى مناسبة لـ"الإدخار"

Lebanon 24 لمن لديه دولار في لبنان.. عملة أخرى مناسبة لـ"الإدخار"

15:36 | 2025-04-09 09/04/2025 03:36:17 Lebanon 24 Lebanon 24 فرنجية: نرفض "حرب الإسناد" وندعم رئيس الجمهورية

Lebanon 24 فرنجية: نرفض "حرب الإسناد" وندعم رئيس الجمهورية

15:00 | 2025-04-09 09/04/2025 03:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 طائرة "آباتشي" تقصف ياطر الجنوبية.. صواريخ تطال المنازل

Lebanon 24 طائرة "آباتشي" تقصف ياطر الجنوبية.. صواريخ تطال المنازل

14:56 | 2025-04-09 09/04/2025 02:56:23 Lebanon 24 Lebanon 24 أبو الحسن بحث مع وزير الأشغال العامة في ملفات إنمائية مهمة

Lebanon 24 أبو الحسن بحث مع وزير الأشغال العامة في ملفات إنمائية مهمة

14:55 | 2025-04-09 09/04/2025 02:55:17 Lebanon 24 Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية

Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية

14:52 | 2025-04-09 09/04/2025 02:52:28 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة

"شيف" لبنانيّة شهيرة تُعلن عن خطوبتها... من هو عريسها؟ (فيديو)

Lebanon 24 "شيف" لبنانيّة شهيرة تُعلن عن خطوبتها... من هو عريسها؟ (فيديو)

07:08 | 2025-04-09 09/04/2025 07:08:02 Lebanon 24 Lebanon 24 "خرابة بيوت".. إعلامية لبنانية باعترافات مُفاجئة عن حياتها المهنية والشخصية (فيديو)

Lebanon 24 "خرابة بيوت".. إعلامية لبنانية باعترافات مُفاجئة عن حياتها المهنية والشخصية (فيديو)

02:45 | 2025-04-09 09/04/2025 02:45:07 Lebanon 24 Lebanon 24 النائب للعميد المتقاعد: اتمنى ان تنسحب

Lebanon 24 النائب للعميد المتقاعد: اتمنى ان تنسحب

01:45 | 2025-04-09 09/04/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "خانني 17 مرة واعترف بذلك يوم الطلاق".. ممثلة تركية شهيرة تُفجر مُفاجأة عن زوجها السابق

Lebanon 24 "خانني 17 مرة واعترف بذلك يوم الطلاق".. ممثلة تركية شهيرة تُفجر مُفاجأة عن زوجها السابق

02:01 | 2025-04-09 09/04/2025 02:01:58 Lebanon 24 Lebanon 24 وكأنها في العشرينات.. فنانة لبنانية معروفة تُفاجئ الجمهور بإطلالتها الأخيرة شاهدوا كيف أصبحت (صور)

Lebanon 24 وكأنها في العشرينات.. فنانة لبنانية معروفة تُفاجئ الجمهور بإطلالتها الأخيرة شاهدوا كيف أصبحت (صور)

02:11 | 2025-04-09 09/04/2025 02:11:43 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب

ترجمة "لبنان 24" أيضاً في لبنان

15:36 | 2025-04-09 لمن لديه دولار في لبنان.. عملة أخرى مناسبة لـ"الإدخار" 15:00 | 2025-04-09 فرنجية: نرفض "حرب الإسناد" وندعم رئيس الجمهورية 14:56 | 2025-04-09 طائرة "آباتشي" تقصف ياطر الجنوبية.. صواريخ تطال المنازل 14:55 | 2025-04-09 أبو الحسن بحث مع وزير الأشغال العامة في ملفات إنمائية مهمة 14:52 | 2025-04-09 مقدمات نشرات الأخبار المسائية 14:47 | 2025-04-09 إليكم الرقم.. كم بلغت كلفة "مطبوعات" الانتخابات البلدية؟ فيديو اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُطلق صيحة استغاثة بشأن الاعتداءات على المستشفيات في مناطق النزاع

Lebanon 24 اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُطلق صيحة استغاثة بشأن الاعتداءات على المستشفيات في مناطق النزاع

04:11 | 2025-04-09 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "جزيرة صغيرة في اليونان".. فنانة لبنانية تكشف عن مهر تلقته لقاء عرض زواج (فيديو)

Lebanon 24 "جزيرة صغيرة في اليونان".. فنانة لبنانية تكشف عن مهر تلقته لقاء عرض زواج (فيديو)

03:34 | 2025-04-09 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "خرابة بيوت".. إعلامية لبنانية باعترافات مُفاجئة عن حياتها المهنية والشخصية (فيديو)

Lebanon 24 "خرابة بيوت".. إعلامية لبنانية باعترافات مُفاجئة عن حياتها المهنية والشخصية (فيديو)

02:45 | 2025-04-09 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24

Download our application

مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات أخبار عاجلة

Download our application

Follow Us

Download our application

بريد إلكتروني غير صالح Softimpact

Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24