موقع وثروات ونشاط مميز.. شينغيانغ الأسرع نموا بين أقاليم الصين
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
تشوان تيان- عند الدخول إلى منزل في إقليم شينغيانغ الإيغوري الذاتي الحكم شمال غربي الصين، يكون السجاد أكثر الأثاث الداخلي تميزا ولفتا للأنظار، مصنوعا من صوف فائق الجودة، ومنسوجا بأنماط معقدة بألوان تنبض بالحياة، ويغطي الأرضيات والأرائك كما يزين الجدران، وفق ما ترصد صحيفة (تشاينا ديلي).
وباعتبار شينغيانغ مفترقا رئيسيا في طريق الحرير القديم فإنه ينتج سجادا يعكس تأثيرات ثقافية متنوعة ويتميز بزخارف تشبه نباتات وزهورًا وفواكه وفروع وأوراق شجر وحيوانات، ويتم تحويلها إلى أنماط هندسية، حسب تقرير للصحيفة.
ويضيف التقرير أن إقليم شيغنيانغ هو أحد مراكز العالم الشهيرة بالنسج اليدوي لسجاد (نقشوان) وأن الاكتشافات الأثرية أظهرت أن وجود هذا الفن في الإقليم يعود إلى نحو ألفي عام.
ويشكل الإيغور المسلمون نحو 45% من سكان إقليم شيغنيانغ اليوم وإذا ما أضفنا لهم الكازاخ والقِيرغِيز والهُوُي وغيرهم من القوميات المسلمة فإنها تشكل معا نحو 58% من سكان الإقليم.
ويأتي الحديث عن تراث صناعة السجاد في شينغيانغ ضمن اهتمام حكومي واضح بالإمكانات الاقتصادية فيه خلال السنوات الماضية، فهو أولًا وقبل كل شيء أكبر الأقاليم الصينية الـ33 مساحة التي تقدر بنحو 1.66 مليون كيلومتر مربع، مشكلة 17.31% من المساحة الكلية للصين، يليه مساحةً إقليما التبت ثم منغوليا الداخلية.
ويتميز الإقليم بموقعه الإستراتيجي المهم تجاريا بين شرق آسيا ووسطها وجنوبها، حسب التقسيم الأكاديمي لقارة آسيا، إذ له حدود مع 8 دول هي أفغانستان والهند وباكستان، وكازاخستان وقيرغزستان وطاجيكستان ومنغوليا وروسيا، وهو موقع لا يتمتع به أي إقليم صيني أو حتى أي من دول شرق آسيا الأخرى، وهذا ما جعل منتجات شينغيانغ ومنها السجاد قديما تصل إلى أوروبا منذ القرن الـ16، عبر دول آسيا الوسطى تلك.
ويفسر هذا الموقع المهم تجاريا جزئيا ما نشرته صحيفة (تشاينا ديلي) في تقرير آخر قبل أيام من أن التجارة لمنطقة شينغيانغ الإويغورية الذاتية الحكم خلال الأشهر الأولى العشرة من العام الجاري بلغ 362.79 مليار يوان (50 مليار دولار)، بزيادة 28.9% على العام الماضي، وهي أعلى نسبة نمو بين الأقاليم الصينية هذا العام.
وتشير الأرقام إلى نمو متواصل للعام الـ28 على التوالي وفق تقرير لوكالة شينخوا الصينية الرسمية للأنباء صدر أول أمس.
الصادراتنمت التجارة الخارجية للشركات الخاصة في هذه الفترة بالإقليم بنسبة 26.8%، وتشكل 92.4% من التجارة الأجنبية للإقليم حسب مصلحة الضرائب فيه، واللافت هنا أن التقرير أشار إلى ما وصفه بتغير في وجهات صادرات إقليم شينغيانغ وأنه صار "أكثر تنوعا" باستمرار بتراجع الاعتماد على سوق دول آسيا الوسطى الخمس، وفي المقابل زيادة التصدير إلى دول جنوب شرق آسيا الأعضاء في رابطة (آسيان) بنسبة 243.7% خلال 10 أشهر من هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
يأتي ذلك بعد 11 عاما من إطلاق مبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي يعد شينغيانغ من عناصر نجاحها، ما استلزم تعزيز البنى التحتية والمرافق التي تسهّل من حركة التصنيع والإنتاج والتصدير للأقاليم الصينية، من بينها نشاط المناطق التجارية الحرة التي أسهمت بنحو 40.2% من التجارة الخارجية لشينغيانغ حسب أرقام مصلحة ضرائب مدينة أورومجي عاصمة الإقليم، التي تجاوز عدد سكانها 4 ملايين ما يجعلها كبرى مدن منطقة آسيا الوسطى.
وتسهم منطقة أورومجي التجارية إلى جانب 3 مناطق إيداع تجارية شاملة أخرى (قاشغر، وقورغاس، وآلاشانكو) بـنحو 40.7% أخرى من قيمة التجارة الخارجية للإقليم.
وتتماشى هذه الأرقام مع ما نشره الإعلام الرسمي الصين في شهر مارس/آذار الماضي من أن إقليم شينغيانغ، 26 مليون نسمة حسب الأرقام الرسمية، سجل نموا في ناتجه المحلي بنسبة 6.8% خلال عام 2023، وهي أعلى من متوسط نسبة النمو على المستوى الوطني للصين العام الماضي والتي كانت 5.2%.
وضمن أرقام العام الماضي يبرز إسهام قطاع السياحة في ذلك النمو الاقتصادي بدخل بلغ 41.2 مليار دولار، وذلك بجذب ملايين السياح، وارتفعت قيمة الاستثمارات في الأصول بنسبة 12.4%، كما ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 18.8% مقارنة بعام 2022، ونمت التجارة الخارجية من استيراد وتصدير بنسبة 46% مقارنة بعام 2022، شكلت منها التجارة مع دول آسيا الوسطى 79.4% من تجارة شينغيانغ الخارجية طوال عام 2023.
ثروات طبيعيةوبالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي ومساحتها الشاسعة، تمثل شينغيانغ أهمية كبرى في مجال الطاقة والمعادن والزراعة، وهي مصادر تحتاجها دول عديدة في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا التي ارتفعت تجارة بعضها مع الصين خلال العقد الماضي، وقد اكتسبت منتجات الإقليم ثقة عالمية، وجودةً وقيمةً، وفق تحليل الباحث في معهد دراسات الاقتصاد والسياسة الدولية في أكاديمية الصين للدراسات الاجتماعية، لين شين.
وحسب أرقام وزارة التجارة الصينية الصادرة مطلع العام الجاري فإن إقليم شينغيانغ يعد موطنا مهما لموارد الطاقة والمعادن الثمينة، حيث يقدر احتياطيه بنحو 23 مليار طن من النفط، وهو ما يمثل نحو 22% من الموارد النفطية في البر الصيني، فيما تبلغ موارد الغاز الطبيعي المقدرة بـ17.5 تريليون متر مكعب، وهو ما يمثل 28% من موارد الغاز في الصين، كما تبلغ موارد الفحم المقدرة 2.19 تريليون طن، وهو ما يمثل حوالي 40% من الاحتياطات الإجمالية للدولة.
ولدى الإقليم إمكانات الطاقة المولدة بالرياح والتي تشكل نحو خُمس إمكانات إنتاج الصين منها والثانية بين أقاليمها، وشينغيانغ الثاني أيضًا بين أقاليم الصين من حيث مصادر الطاقة الشمسية.
وزراعيا، تبلغ مساحة الأراضي الغابية في شينغيانغ 12.2 مليون هكتار، والمناطق العشبية 52 مليون هكتارا، وهو ما يجعلها واحدة من المناطق الرعوية الخمس الرئيسية في الصين، ويمثل إنتاج القطن في شينغيانغ 90.2% من إجمالي إنتاج الصين، وفي العام الماضي بلغ حصاد شينغيانغ من القطن 5.12 ملايين طن، فهو الأول في إنتاج القطن في الصين ولـ29 عاما متواصلة، وتشكل الزراعة نحو 14% من الناتج المحلي للإقليم.
وتسهم هذه الموارد في مجموعة من الصناعات الإستراتيجية في مجال النفط والغاز ومعالجتهما، وإنتاج الفحم وتوليد الطاقة الحرارية والمواد الكيميائية الفحمية، والتعدين الأخضر، والحبوب والزيوت، والقطن والمنسوجات، والملابس، والفواكه والخضروات، ومنتجات الثروة الحيوانية والطاقة المتجددة.
ويشير تقرير آخر ضمن سلسلة منشورات (تشاينا بريفينغ) لشركة استشارات اقتصادية في هونغ كونغ إلى أنه يوجد في شينغيانغ أكثر من 130 نوعا من الموارد المعدنية النادرة والمهمة اقتصاديا، ومنها احتياطيات البيريليوم والميكا أو اللكاث وهي الأعلى في الصين، ولذلك تعد معالجة المعادن واحدة من أهم الصناعات في شينغيانغ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التجارة الخارجیة العام الماضی آسیا الوسطى شرق آسیا فی الصین من سکان وهو ما
إقرأ أيضاً:
بعد فرض رسوم جمركية جديدة.. من المستفيد الأكبر من اشتعال الحرب التجارية؟ أمريكا أم الصين!!
أعلنت الصين عن فرض رسوم جمركية إضافية على عدد من المنتجات الأمريكية، وجاء هذا القرار في إطار تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وكرد فعل على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الصينية، كجزء من سياسة حماية الصناعة المحلية الأمريكية.
وأشارت الصين إلى أن هذه الإجراءات تأتي للحفاظ على مصالحها الاقتصادية، ورداً على السياسات الأمريكية التي تعتبرها غير عادلة.
ومن بين المنتجات الأمريكية التي شملتها الرسوم الإضافية: السيارات، والمنتجات الزراعية مثل فول الصويا، بالإضافة إلى بعض المواد الكيميائية والمنتجات الصناعية الأخرى.
وتعكس هذه الخطوة استمرار التوتر في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وقد تؤثر على الأسواق العالمية بسبب حجم الاقتصادين الكبيرين وأثرهما على التجارة الدولية. يُتوقع أن تستمر المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى حلول وسط، لكن الوضع يبقى معقداً في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الحالية.
قرارات رسميةوأفادت وزارة المالية الصينية، بأنه سيتم فرض رسوم جمركية إضافية على بعض السلع المستوردة من الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الرسوم شملت 15% على القمح و10% على اللحوم البقرية والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان.
من جهتها، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن بكين رفعت دعوى قضائية أمام منظمة التجارة العالمية بسبب زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية.
وأكدت التجارة الصينية، في بيان لها، أن الصين ستدافع بقوة عن حقوقها ومصالحها المشروعة وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية، وستحافظ على النظام التجاري المتعدد الأطراف والنظام التجاري والاقتصادي الدولي.
كما أعلنت وزارة التجارة، أن بكين أدرجت 15 شركة أمريكية ضمن قائمة مراقبة الصادرات ذات الاستخدام المزدوج لحماية الأمن القومي، مشيرة إلى حظر استيراد أجهزة التسلسل الجيني لشركة إيلومينا الأمريكية.
المستفيد الأكبروالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لها تأثيرات معقدة ومتعددة الأوجه على كلا البلدين وعلى الاقتصاد العالمي بشكل عام.
وتحديد «المستفيد الأكبر» يعتمد على الزاوية التي ننظر منها وعلى المؤشرات الاقتصادية والسياسية التي نركز عليها، ومع ذلك، يمكن تحليل بعض الجوانب الرئيسية:
الولايات المتحدة:
وقد تستفيد بعض الصناعات الأمريكية من الرسوم الجمركية العالية على الواردات الصينية، حيث تصبح المنتجات المحلية أكثر تنافسية، وقد تساهم الحرب التجارية في تقليل العجز التجاري الأمريكي مع الصين، خاصة إذا تم تحويل سلاسل التوريد إلى دول أخرى، وقد تكون الحرب التجارية مفيدة سياسيًا للإدارة الأمريكية، حيث يتم تقديمها كإجراء لحماية المصالح الأمريكية.
الصين
قد تدفع الحرب التجارية الصين إلى تسريع جهودها لتنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على التصدير إلى الولايات المتحدة، وقد تستثمر الصين أكثر في البحث والتطوير لتطوير تقنيات محلية وتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكية، وقد تستخدم الصين الحرب التجارية كفرصة لتعزيز علاقاتها التجارية مع دول أخرى، خاصة في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
اقرأ أيضاًترامب يعلن مضاعفة التعريفة الجمركية على جميع البضائع الصينية
عاجل| «الخارجية الصينية» ترد على تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات
ترامب يعتزم بدء تطبيق الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين الأسبوع المقبل