بمنارتها التكريمية المتنقلة بين مختلف دول العالم؛ أضاءت الشارقة العاصمة الفرنسية باريس خلال حفلٍ تكريميٍ للفائزين في الدورة العشرين من جائزة الشارقة- اليونسكو للثقافة العربية، التي تنظمها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
وكرّمت الدورة الحالية الفنانة آية طارق من جمهورية مصر العربية، والناشط في التراث التاريخي علي جي توري من جمهورية مالي.


شهد حفل التكريم الذي أُقيم في مقر (اليونسكو) في باريس سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة ، بحضور سعادة فهد سعيد الرقباني سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى فرنسا، وسعادة السفير علي الحاج آل علي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وسعادة غابرييلا راموس المدير العام المساعد للعلوم الاجتماعية والإنسانية في منظمة (اليونسكو)، وعدد كبير من المثقفين والفنانين والسفراء والديبلوماسيين المعتمدين في المنظمة الأممية.
وألقى عبد الله العويس كلمة أشار في بدايتها إلى الشراكة الممتدة منذ سنوات بين الشارقة والمنظمة الأممية، وما نتج عنها من مشاريع إنسانية وثقافية، وقال: “تشرف جائزة الشارقة – اليونسكو للثقافة العربية على عامها الخامس والعشرين منذ انطلاقة الدورة الأولى في العام 2001، حيث وجّه بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بمناسبة اختيار الشارقة عاصمةً للثقافة العربية في العام 1998، وهي أعوامٌ شهدت تعاوناً ثقافياً مميزاً بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة التربية والثقافة والعلوم – اليونسكو، وقد كانت الشراكة بين الشارقة والمنظمة قد نتج عنها العديد من المشاريع الثقافية التي تصبُّ في خدمة الإنسانية”
وأضاف العويس معبّراً عن السعادة في استكمال مشوار الجائزة: “ففي كلّ دورةٍ من دورات الجائزة، تتجدّد مشاعر السعادة والاعتزاز باستمرار مسيرة الجائزة واعتلاء المبدعين والمفكرين منصة التكريم”.
وتحدث رئيس دائرة الثقافة مبيناً أبرز محطات الشارقة الثقافية، كما نقل تحيات وتمنيات صاحب السمو حاكم الشارقة للفائِزيْن وقال: “لقد اتخذت الشارقة من العام 1998، محطة انطلاق جديدة، استكمالاً لدورها في إبراز الثقافة العربية وحضارتها، وإيماناً من صاحب السموّ حاكم الشارقة بالثقافة وأثرها، فهي جسر التواصل بين الشعوب، الأمر الذي أكدته إسهامات سموّه الأدبية ومشاركته الشخصية في المحافل الثقافية والعلمية الدولية، ولقد عبّر حضور سموّه عن مدى اهتمامه بتلك المحافل التي تشكل حلقة وصلٍ هامة بين الثقافات، كما أنها تمثّل سانحةً قيّمةً لتقديم الحضارة العربية المشرقة، وأتشرف في هذه المناسبة بأن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق”.
وتحدثت غابرييلا راموس في بداية كلمتها عن مسارات تعاون منظمة (اليونسكو) مع العديد من دول العالم، مبينة في هذا الإطار أن التعاون الهادف لإبراز الإبداع والثقافة يحقق خطىً مهمة في العالم، وهو ما تبني عليه المنظمة الكثير من الآمال، مؤكدة أن التعاون الثقافي مع الشارقة يمثّل صورة حضارية وإنسانية عالمية مميزة، ولفتت أن الفضل يعود إلى صاحب السمو حاكم الشارقة.
وعمّقت راموس، في كلمتها، من أهمية وصول الجائزة إلى الدورة العشرين، قائلة في هذا السياق إن بلوغ عشرين دورة في جائزة عالمية مرموقة تحظى باهتمام رسمي وإبداعي واسع إنما يعكس أهميتها في كافة المستويات، مشيرة إلى أن الجائزة باتت جزءاً أصيلاً في برامج منظمة (اليونسكو) لتسليط الضوء على الإبداع بوصفه جانباً حضارياً وإنسانياً يبث المزيد من النور في كافة أنحاء العالم.
وهنّأت المدير العام المساعد للعلوم الاجتماعية والإنسانية في منظمة (اليونسكو) الفائزين في الجائزة، معبّرة عن سعادتها بفوزهما في جائزة يرعاها “حاكم مثقف ونبيل”، وتأمل أن يظلَّ الإبداع هو السبيل والغاية المثلى للتواصل البشري.
وفي كلمته، قال علي الحاج آل علي إن الجائزة بعد ما يقارب 30 عاماً أصبحت رمزاً للاعتزاز بالثقافة العربية وأصالتها، وأداة لتوطيد الحوار الثقافي وتعزيز التبادل المعرفي بين مختلف الشعوب والثقافات، مشيراً إلى أن الاحتفال يعكس مكانة الثقافة العربية، ويفتح آفاقا للترابط الإنساني عبر الفنون والمعرفة.
ولفت آل علي أن جائزة الشارقة للثقافة العربية – اليونسكو تمثل إحدى إبرز المبادرات الثقافية المشتركة التي تجسد التعاون بين دولة الإمارات ومنظمة اليونسكو، مضيفاً “ولا يمكننا إلّا أن نحيي الرؤية السامية لصاحب السمو حاكم الشارقة، والتي شكّلت حجر الزاوية في تأسيس هذه الجائزة، وترسيخ الدور الريادي الذي تلعبه الإمارة في احتضان ودعم التراث العربي”.
وسلّط المندوب الدائم لدى (اليونسكو) الضوء على الجائزة، قائلاً: “كرمت الجائزة 40 مبدعاً ومبدعة قدموا مساهمات فاعلة في خدمة الثقافة العربية، وفي هذا العام تحتفي بفائزين اثنين جديدن، ينضمان إلى نخبة من المبدعين أثروا المشهد الثقافي العربي، وساهموا في بناء جسور التواصل بين ثقافات العالم”. مهنئاً الفائزين بالجائزة.
وفي نهاية الحفل؛ قدّم العويس والقصير ترافقهما غابرييلا راموس، جائزة الشارقة- اليونسكو للثقافة العربية الـ20، لكل من آية طارق الفائزة بالجائزة المخصصة للشخصية العربية، وعلي توري الفائز بالجائزة المخصصة للشخصية غير العربية.
المصرية آية طارق، فنانة تشكيلية وناشطة ثقافية، أنهت دراستها بدرجة البكالوريوس في الفنون الجميلة في جامعة الإسكندرية. استحدثت وسائط مبتكرة للواقع الإفتراضي ونماذج للمراسم والورش الفنية، مركّزة في الوقت نفسه على إرثها الفني الأصيل، كما تشير سيرتها الفنية أن لها العديد من المساهمات الفنية الدولية.
أما المالي علي جي ألڨن توري فهو ناشط في التراث التاريخي، ومنتج أفلام سينمائية وثائقية، له اهتمام واسع بالتراث الثقافي العربي في مدينة تومبكتو شمالي مالي، وهي من أهم العواصم الإسلامية في غرب أفريقيا. وتلقب بجوهرة الصحراء المتربعة على الرمال، كما أسّس مهرجان الأفلام في المدينة نفسها في العام 2021.
يشار إلى أن جائزة الشارقة- اليونسكو للثقافة العربية، تأسّست في العام 1998 وهي تكافئ سنوياً اثنين من الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات يسعيان من خلال أعمالهما وإنجازاتهما البارزة إلى توسيع نطاق المعرفة بالفن والثقافة العربيين.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

باريس.. المملكة تؤكد دعمها مشاريع منظمة اليونسكو وبرامجها

أكدت المملكة العربية السعودية التزامها أمام الدول الأعضاء في منظمة اليونسكو بمواصلة دعم مشاريع وبرامج المنظمة التي تسهم في تنفيذ أولوياتها، وتصب في مصلحة الدول الأعضاء لتحقيق أهدافها التنموية.
جاء ذلك خلال كلمة المملكة في أعمال الدورة 221 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، التي ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى اليونسكو د. عبد الإله بن علي الطخيس.وفد المملكة في اليونسكووتُشارك المملكة العربية السعودية ممثلةً بوفدها الدائم لدى اليونسكو، التي انطلقت جلساتها الافتتاحية أمس الاثنين في مقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة من اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، وعدد من الجهات الوطنية ذات الاختصاص، وتستمر الدورة حتى يوم 17 أبريل الحالي.
أخبار متعلقة 5 مجالات.. اعرف أسماء التخصصات المتاح تراخيصها في الأرصادطقس السعودية.. هطول أمطار غزيرة على محافظة العقيقويرأس وفد المملكة في أعمال الدورة الـ221 للمجلس التنفيذي لليونسكو مندوب المملكة الدائم لدى اليونسكو د. عبد الإله بن علي الطخيس، الذي ألقى كلمة المملكة بحضور الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، وكل من رئيسة المجلس التنفيذي ورئيس المؤتمر العام لليونسكو والمديرة العامة لليونسكو.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المملكة تُشارك في أعمال الدورة 221 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو - واس (1)التعاون بين المملكة واليونسكووأشار د. الطخيس إلى العلاقة طويلة الأمد التي تجمع المملكة العربية السعودية مع منظمة اليونسكو، وأنها من أوائل الدول التي انضمت إلى ميثاق الأمم المتحدة في سنة 1945.
وثمن التعاون المشترك والمستمر بين المملكة والمنظمة ممثلةً بمعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، الذي انبثق عنه استضافة المملكة للمؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بعنوان "مدن التعلم في طليعة العمل المناخي.
وأشار إلى دور المملكة الرئيس في حماية التراث الثقافي عبر الصندوق السعودي لدعم وحماية وتعزيز الثقافة والتراث لدى اليونسكو، وستُطلق منصتان رقميتان خلال النصف الأول من هذا العام بالتعاون مع منظمة اليونسكو وهما: المتحف الافتراضي للقطع المسروقة، ومنصة التراث الرقمية.عضوية المملكةيُذكر أن المجلس التنفيذي لليونسكو الذي تتمتع المملكة بعضويته يعد أحد الأجهزة الثلاثة الرئيسة للمنظمة، إضافة إلى المؤتمر العام والأمانة العامة للمنظمة.
ويضم 58 دولة تنتخب من قبل المؤتمر العام لمدة 4 سنوات، ويتولى المجلس التنفيذي تحت إشراف المؤتمر العام بتقييم أداء عمل منظمة اليونسكو، وتقييم برامجها وتقديرات الميزانية للمنظمة.

مقالات مشابهة

  • الأعلى للثقافة يستضيف تكريم الشارقة لأربعة مثقفين مصريين غداً
  • 51 فائزاً بجائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي
  • تحت رعاية رئيس الدولة.. جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن أسماء الفائزين والشخصية الثقافية في دورتها الـ 19
  • 51 فائزًا بجائزة الشارقة للتّفوق والتّميّز التّربويّ
  • باحثان مغربيان يتوجان بجائزة الشيخ زايد للكتاب
  • غدًا.. ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي في دورته الـ21 بالأعلى للثقافة
  • «زايد للكتاب» تعلن أسماء الفائزين والشخصية الثقافية في دورتها الـ 19
  • باريس.. المملكة تؤكد دعمها مشاريع منظمة اليونسكو وبرامجها
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. تكريم الفائزات بجائزة الأميرة نورة للتميز النسائي
  • تحت رعاية الملك.. تكريم الفائزات بجائزة الأميرة نورة للتميُّز النسائي الأربعاء المقبل