موقع 24:
2025-04-07@07:53:34 GMT

لبنان على مفترق طرق.. حزب الله في مواجهة فراغ السلطة

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

لبنان على مفترق طرق.. حزب الله في مواجهة فراغ السلطة

في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، لقي ما يقرب من 4 آلاف لبناني مصرعهم وأصيب 16 ألفاً آخرون وقُصفت البنية التحتية المدنية وسويت عشرات القرى الحدودية.

الهدنة ستولد أيضاً مساحة لمحاولات إعادة تشكيل الحكومة والرئاسة

وبحسب تقرير نشرته "فايننشال تايمز"، يعكس هذا الدمار ما تحمله حزب الله على مدى الأسابيع العشرة الماضية.

فقد قُتل كبار قادته وفي مقدمتهم حسن نرالله، زعيم الحزب لثلاثة عقود. كما دمر الغزو البري الإسرائيلي والضربات الجوية الكارثية طرق الإمداد والبنية التحتية الحيوية للحزب.

ولضمان وقف إطلاق النار الأخير، تراجع حزب الله أيضاً عن ادعائه القديم بأنه لن يتوقف عن القتال حتى تنتهي حرب إسرائيل مع حماس في غزة.

فراغ

لكن الهدنة تؤسس مساحة للتنفس لحزب الله، كما يقول خبراء ومحللون، مما يسمح له بإعادة تجميع صفوفه ووضع الاستراتيجيات قبل معركة سياسية فوضوية محتملة، حيث يتطلع المعارضون المحليون إلى استغلال فراغ السلطة الذي خلفه القصف.

نتانياهو يأمر الجيش بالاستعداد لقتال شرس رغم الهدنة في لبنان - موقع 24أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، أنه أمر الجيش بالاستعداد لـ "قتال ضار" مجدداً في لبنان، حال انتهاك وقف إطلاق النار.

وقال مهند حاج علي، المحلل في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "لا أعتقد أن هذا الفراغ مفيد لحزب الله أو لأي أحد في لبنان".

وأضاف أن حزب الله سيستخدم الهدنة التي ستستمر لمدة 60 يوماً مبدئياً، لتجميع صفوفه.

وأضاف أن الهدنة ستولد أيضاً مساحة لمحاولات إعادة تشكيل الحكومة والرئاسة والمؤسسات اللبنانية في أعقاب الجمود السياسي الذي كان حزب الله أساسياً للحفاظ عليه. وأعلن البرلمان اللبناني يوم الخميس أنه سينتخب رئيساً في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل. 

Whether they loved or loathed him, Hassan Nasrallah held Lebanon captive, its fractured politics revolving around him and Hizbollah. What's next for Lebanon? https://t.co/YrUmdE8PSc pic.twitter.com/HNKptkYxGn

— Financial Times (@FT) September 30, 2024

ولا يُعرف الكثير حالياً عن كيفية عمل حزب الله واتخاذ قراراته، فبعد قطع رأس قيادته حافظت الجماعة على ظهور أقل، بطريقة تعيد المراقبين إلى أيامها السابقة كحركة حرب عصابات.

توترات في الحزب

وأضاف التقرير أن حزب الله سيحاول استعادة توازنه في غياب نصرالله، الرجل الذي كان لمدة 30 عاماً مرادفاً للحركة الشيعية المسلحة وساعد في صياغة صورتها وروايتها وعلاقاتها الإقليمية، ورفعها إلى ما هو أبعد من مجرد وكيل إيراني.

ومع مقتل العديد من قادته العسكريين على يد إسرائيل، يقول خبراء ومحللون إن الجناح السياسي للحزب والذي كان تابعاً في السابق لذراعه العسكرية قد يكون له دور أكبر يلعبه.

وتقول الخبيرة في شؤون حزب الله في مؤسسة كلينجندايل الهولندية للأبحاث نانسي عز الدين إنه في حين تم الإبقاء على الجناحين منفصلين عمداً تحت قيادة نصرالله، "الآن، سوف يضطران إلى العمل معاً لأن هذا مشهد جديد تماماً".

وأضافت أن القيادة السياسية كانت "دائماً مجرد واجهة للسماح لحزب الله بالحصول على مقعد في الدولة. ولم يكن لديهم الاستقلالية أو القدرة على قيادة المنظمة. لذلك، مع توليهم هذا الدور الأكبر، يمكننا أن نتوقع توترات على الأقل في الأسابيع القليلة الأولى". 

IDF announced they got the last guy standing from the chart. The Hizbollah leadership board has been wiped clean. pic.twitter.com/sdJKzebUJt

— Marina Medvin ???????? (@MarinaMedvin) November 4, 2024

ويساعد زعيم قوي في حل هذه التوترات الناشئة. لكن الاختيار الحالي لقيادة الجماعة، نائب نصرالله المفتقر إلى الكاريزما نعيم قاسم الذي كان في السابق محصوراً إلى حد كبير في الأنشطة الثقافية للجماعة، هو في حد ذاته انعكاس لعدد الشخصيات المؤثرة التي قتلتها إسرائيل.

قدرات لم تُستخدم

ويهدف اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة إلى التسبب بتآكل قدرة حزب الله على العمل بحرية في معقله جنوب لبنان، ومنع الجماعة من إقامة وجود عسكري جنوب نهر الليطاني.
ويقول مقربون من حزب الله إنه من غير الواضح ما إذا كان هذا يعني أن مقاتليه، وكثر منهم من سكان القرى والبلدات في الجنوب، سيكونون قادرين على العودة. ويقول خبراء إنه من الصعب قياس مدى ضعف الجماعة عسكرياً.
وتظهر قدرة حزب الله على مواصلة إطلاق قذائف أثقل في عمق إسرائيل، بما فيها الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار، أنه لا يزال يمتلك قدرات عسكرية قوية.

هل سيصمد اتفاق وقف النار في لبنان؟ - موقع 24دخل وقف إطلاق النار المعلن بين إسرائيل وحزب الله في لبنان حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، ومع ذلك، يشوب القرار العديد من العيوب، حسبما أفاد كايل أورتون، محلل مستقل مختص في شؤون الإرهاب.

ويشير مقربون من الجماعة أيضاً إلى قدرتها على منع إسرائيل من التقدم في عمق لبنان، الأمر الذي أسفر عن مقتل نحو 50 جندياً إسرائيلياً.

وقال قاسم قصير، محلل لبناني مقرب من حزب الله، إنه في حين لم تكن هناك معلومات عما تبقى من ترسانة حزب الله، فإن قادته أكدوا أن "لديهم قدرات لم يتم استخدامها".

لكن إسرائيل ألحقت الضرر بجميع نقاط العبور الرئيسية مع سوريا، مما أدى إلى تقويض طرق الإمداد التي تربط حزب الله بإيران ووكلاء آخرين والتي سيتم استخدامها للمساعدة في إعادة إمداده.

رواية النصر محاولة تشتيت

وقالت إسرائيل إنها تنوي فرض الاتفاق عسكرياً إذا رصدت حزب الله وهو يحاول إعادة التسلح، بينما قال محللون إن هذا هو السبب الرئيسي وراء انتشار رواية النصر: للتغطية على مدى هزيمتهم.

وعلى عكس 2006 عندما تمكن حزب الله من تجاهل صفقة مماثلة أنهت حرباً في تلك السنة، سيتعين على الجماعة أن تظهر أنها تمتثل بنشاط لشروط وقف إطلاق النار، فالدولة اللبنانية الضعيفة والتي أنهكها صراع دام عاماً وأزمة اقتصادية متفاقمة قد تدفع الثمن إذا لم تفعل ذلك.

ومن شأن ذلك أن يفتح الباب أمام المعارضين للمطالبة بتفكيك حزب الله الذي يظل ممثلاً قوياً للشيعة، إحدى أكبر الطوائف في لبنان، وهم يتمتعون بنفوذ واسع في مفاصل الدولة.

إسرائيل تواجه مخاطر "الجبهات المفتوحة" بعد اتفاق لبنان - موقع 24ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أنه مع انتقال إسرائيل من الحرب ضد تنظيم حزب الله في لبنان على الجبهة الشمالية، إلى وقف إطلاق النار المتفق عليه مؤخراً، تتصاعد المخاطر على جبهات أخرى، فيما فيها العنف في الضفة الغربية، وتهديد الحوثيين في اليمن، والميليشيات المدعومة من إيران في العراق، ...

وبحسب الصحيفة فإن رواية النصر التي يروج لها حزب الله ستتقبلها دوائره الانتخابية في الوقت الحالي، وسيشعر العديد منهم بالارتياح لتمكنهم من البدء في العودة إلى ديارهم، لكن الرسالة ستتقوض في غياب إعادة الإعمار الشامل والتعويضات واستئناف الرعاية الاجتماعية في مواجهة الدمار والنزوح على نطاق واسع.
ولا تستطيع الدولة اللبنانية أن تتحمل الفاتورة، وسيكون توزيع المساعدات الدولية معقداً في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة حزب الله اسمياً، ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كان سيتوفر المال أيضاً لدى حزب الله أو إيران أو شبكته من الوكلاء.

فرصة لمنافسي الحزب في لبنان وفق التقرير نفسه، قد يؤسس هذا فرصة لمنافسي حزب الله المحليين، بمن فيهم الزعماء المسيحيون الذين يحرصون على تحويل ميزان القوى في نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان لصالحهم. وغالباً ما يتم حل التحديات التي تواجه السلطة في لبنان من خلال العنف.
وحتى لو أرادت الجماعة أن تظل بعيدة عن الأنظار لفترة، تقول عز الدين من مركز كلينجندايل إن معارضيها قد يسعون إلى "دفع حزب الله إلى حافة الهاوية، وزعزعة قبضة الجماعة على السلطة التي أظهرتها منذ فترة طويلة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله حماس في غزة لبنان حزب الله نعيم قاسم إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل حزب الله لبنان حسن نصرالله نعيم قاسم حزب الله فی الذی کان فی لبنان

إقرأ أيضاً:

اجتماع بنّاء بين عون وأورتاغوس بشأن جنوب لبنان

عقد الرئيس اللبناني جوزيف عون اجتماعا اليوم السبت مع مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط بحثا خلاله الوضع في جنوب لبنان.

وأفاد بيان الرئاسة اللبنانية بأن "أجواء بناءة" سادت اللقاء الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا، مضيفا أنهما بحثا "ملفات الجنوب اللبناني، وعمل لجنة المراقبة الدولية، والانسحاب الإسرائيلي والوضع في الجنوب".

كما ناقشا الوضع على الحدود اللبنانية السورية إضافة إلى الإصلاحات المالية والاقتصادية ومكافحة الفساد غداة تسلّم الحاكم الجديد لمصرف لبنان كريم سعيد منصبه الجمعة متعهّدا بمكافحة "غسيل الأموال" و"تمويل الإرهاب".

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تأتي زيارة أورتاغوس الثانية إلى لبنان على وقع عودة الجدل بشأن نزع سلاح حزب الله إلى الواجهة وفي وقت تواصل فيه إسرائيل شن غارات على جنوب وشرق لبنان رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني.

ومنذ بدء سريان اتفاق وقف النار ارتكبت إسرائيل 1384 خرقا له.

وأثارت أورتاغوس غضب حزب الله في فبراير/شباط الماضي بعدما أعلنت أن "زمن ترهيب حزب الله في لبنان وخارجه قد انتهى"، داعية في الوقت نفسه إلى التوصل "لحل سياسي" على الحدود.

إعلان

وتترأس الولايات المتحدة مع فرنسا لجنة للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، تضم أيضا الأمم المتحدة الى جانب لبنان وإسرائيل.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، وقتلت خلاله أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت 17 ألفا آخرين، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

مقالات مشابهة

  • قتيلان إثر غارة إسرائيلية في جنوب لبنان
  • خبير شؤون إسرائيلية: تملص إسرائيل من الاستحقاقات تسبب بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار
  • غارة إسرائيلية تقتل شخصين وتصيب عاملين سوريين بجنوب لبنان
  • قتيلان في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان  
  • إصابات جراء استهداف إسرائيلي لحفارة ومركبة في زبقين جنوبي لبنان
  • روبرت باتيلو: إسرائيل لا تنوي الالتزام بوقف إطلاق النار في لبنان أو غزة
  • اجتماع بنّاء بين عون وأورتاغوس بشأن جنوب لبنان
  • فجر اليوم... إطلاق نار على مقهى في طرابلس
  • هل تحقق إسرائيل ما تريد عبر سياسة الاغتيالات في لبنان؟
  • خبير عسكري: لبنان على مفترق طرق وتصعيد إسرائيل يستهدف تفكيك محور المقاومة