البوابة نيوز:
2025-03-03@22:10:53 GMT

منير أديب يكتب: سيادة لبنان ما بعد الحرب

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دائمًا ما تبحث لبنان عن نفسها وسط الحروب والصراعات؛ سواء كانت الحرب الأهلية التي استمرت ما بين عامي 1975 و1990 أو حتى الحروب الإسرائيلية على لبنان بدءًا من الهجوم الأول في العام 1978 واجتياحها في العام 1982 أو حتى حرب عام 2006 وأخيرًا وليس آخرًا حرب أكتوبر عام 2004.

الحقيقة أنّ إسرائيل وراء جزء كبير من نكبات لبنان المتسامح رغم وجود عدد كبير من الطوائف بداخله؛ صحيح كانت هناك حرب أهلية استمرت قرابة خمسة عشر عامًا ولكنها انتهت بعد اتفاق الطائف في العام 1989 ومن قبله تسامح اللبنانيين، فهم أكثر الشعوب تسامحًا وحبًا للحياة، وهو ما يبدو مع كل صراع أو حرب.

بداية الحرب الأهلية في لبنان كان له علاقة بوجود الفلسطينين المهجرين؛ وهنا تبدو إسرائيل في جملة مفيدة حتى في الخلافات اللبنانية والحرب التي استمرت بين طوائفة عقد ونصف من الزمان، إلى أنّ انتهت الحرب، ولا أحد يستطيع أنّ يُزايد على الدور اللبناني التاريخي في دعم القضية الفلسطينية ولا في إيواء الفلسطينين واحتضانهم.

الاجتياح الثاني للبنان من قبل القوات الإسرائيلية كان في العام 1982 وسيطرت وقتها على أجزاء من العاصمة بيروت وقتلت قرابة 14 ألف لبناني، ولم تنسحب إلا في العام 1985، وهنا كانت بدايات تشكل حزب الله عسكريًا، ثم وقعت مجزرة إسرائيل الأشهر صبرا وشاتيلا في نفس العام ونفس الشهر أيضًا.

السيادة اللبنانية تبدو منقوصة من حيث عدم وجود رئيس للجمهورية قبل أكثر من عامين، وبالتالي عدم وجود حكومة، فالقانون اللبناني يربط تشكيل الحكومة باختيار رئيس الجمهورية، وهو ما لم يحدث قبل أكثر من 720 يومًا.

الأزمة تبدو في اتفاق القوى السياسية والتي تُشكل الطوائف في الداخل، ومن أبرزها حزب الله اللبناني، وهو موال في سياسته لإيران، أعلنها ومازال بوضوح شديد، حيث قال السيد حسن نصر الله في احدى خطاباته،: إنّ أموال الحزب وأسلحته وتدريبه من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأننا نعتبر لبنان ليست جمهورية إسلامية ولكن جزء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يحكمها الولي الفقيه.

ولذلك مثل حزب الله فيتو قويا ضد اختيار رئيس الجمهورية، بل أراد أنّ يفرض رئيسًا للجمهورية، ولهذا عطل الاختيار فعطل الدولة وأضعف من بنيتها، وهنا نُشير بوضوح أنّ نشأة الحزب جاءت على خلفية الاجتياحات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية!

الأمر لا يختلف كثيرًا عن نشأة داعش، مع الفارق في التسمية، والتي جاءت على خلفية الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 عندما أُعلن عن نشأة الدولة الإسلامية في العراق ثم في العراق والشام كقوة معارضة ومقاومة للإحتلال الأمريكي في هذا الوقت.

ومنذ هذا التاريخ وحتى هذه اللحظة فإنّ لبنان والعراق تبدو سيادتهما منقوصة بسبب الإحتلال الإسرائيلي والأمريكي، وكل منهما عملا على تفتيت الوحدة الداخلية كقوة محتلة، بل وإثارة القلاقل والفوضى والإختلاف بين أبناء الشعب الواحد.

استعادة لبنان لسيادتها الحقيقية ليس في وقف الحرب الإسرائيلية ولا في هذه الهدنة التي تخترقها إسرائيل ومتوقع أنّ تفشلها في أي وقت، ولكن في تحقيق البناء الداخلي بحيث تستعيد لبنان نفسها من داخلها، وتُدرك الأحزاب والقوى السياسية بأنه لا يمكن مواجهة العدو الخارجي إلا بالإتفاق على أجندة واحدة، فيعمل الجميع وفق هذه الأجندة لا غيرها بحيث يكون فيها القرار داخلي.

حدد رئيس مجلس النواب اللبناني جلسة برلمانية موعدها 9 يناير المقبل لاختيار رئيسًا للجمهورية، ويبدو أنّ حزب الله والقوى السياسية المتحالفة معه سوف تبدي رغبتها في انجاز المهمة والاستقرار على اختيار الرئيس، وهو ما تستحقه لبنان بدون حرب ولا هدنه لتحقيقة.

التحرير وامتلاك القوة لابد أنّ يكون من الداخل أولًا بحيث تتحرر القوى السياسية من أي تبعيه خارجية مهما كانت، وأنّ يتم تقوية الجيش اللبناني ومؤسساته الداخلية، فهي التي تُعبر عن اللبنانيين لا غيرهم، وهي القادرة على أخذ قرار الحرب والسلم وفق المصلحة العربية واللبنانية في نفس الوقت.

صحيح شعر اللبنانين بارتياح شديد بعد قرار الهدنة وبدأت عملية عودة للنازحين الذين تركوا ديارهم في الجنوب، ولكن لابد أنّ يستغل هؤلاء اللبنانيين والقوى السياسية ما حدث في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، من أجل بناء مؤسسات قوية ودولة عميقة تستطيع أنّ تدافع عن مصالحها وسيادتها في نفس الوقت، ولابد أنّ يكون التحدي في مواجهة الداخل أولًا قبل مواجهة الخارج.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هدنة لبنان الحرب الأهلية في لبنان لبنان حزب منير أديب فی العام حزب الله رئیس ا

إقرأ أيضاً:

في أول محطة خارجية.. رئيس لبنان يزور الرياض

يتوجه الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الإثنين، الى السعودية، على ما أفاد مصدر في الرئاسة، في أول زيارة خارج البلاد منذ انتخابه قبل نحو شهرين بدعم خارجي من دول عدة على رأسها الولايات المتحدة والمملكة.

وعادت السعودية مؤخرا الى المشهد السياسي في لبنان بعد انكفاء طويل، اعتراضاً على تحكّم حزب الله بالقرار اللبناني.

وقال مصدر في القصر الرئاسي لوكالة "فرانس برس" إن الرئيس جوزيف عون "سيغادر اليوم الاثنين الى السعودية".

وكان عون أعلن بعد يومين على انتخابه أن السعودية ستشكل وجهته الخارجية الأولى، إثر تلقيه دعوة لزيارتها خلال اتصال هاتفي أجراه به ولي العهد محمّد بن سلمان، انطلاقاً من دورها "التاريخي" في دعم لبنان وتأكيداً "لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الإقليمي".

وفي مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، نوّه عون الجمعة بـ"العلاقة القديمة" بين البلدين.

وقال "آمل وأنتظر من السعودية وخصوصاً ولي العهد.. أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان".

وأوضح عون أن الزيارة ستشكل مناسبة لشكر السعودية على دورها في إنهاء الشغور الرئاسي الذي استمر لعامين، لم يتمكن خلاله حزب الله أو خصومه من فرض مرشحهم لعدم تمتع أي منهما بأكثرية تخوله فرض مرشحه.

السبع: الرئيس جوزيف عون يتوجه إلى الرياض لبحث ملفات حيوية مع القيادة السعوديةhttps://t.co/nCqTVI7dwq@NidalSabeh pic.twitter.com/jY41pUb1yr

— صوت كل لبنان vdlnews 93.3 (@sawtkellebnen) March 3, 2025

وأتاح تراجع نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة، وفق محللين، بانتخاب عون رئيساً.

وحظي انتخاب عون رئيساً بدعم خمس دول تعاونت في حلّ الأزمة الرئاسية اللبنانية، بينها السعودية التي شكلت خلال عقود داعماً رئيسياً للبنان، قبل أن يتراجع تباعاً اهتمامها بالملف اللبناني على وقع توترات إقليمية مع طهران، داعمة حزب الله.

وجاء انتخاب عون رئيساً للبلاد في 9 يناير (كانون الثاني)، على وقع تغيّر موازين القوى في الداخل. إذ خرج حزب الله من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل، أضعف في الداخل بعدما كان القوة السياسية والعسكرية الأبرز التي تحكمت بمفاصل الحياة السياسية، وبعد سقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.

عون يبحث استئناف "حزمة المساعدات" في زيارته للسعودية - موقع 24يصل إلى الرياض الأحد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، في أول زيارة خارجية له، إلى المملكة السعودية، يلتقي خلالها مع ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لبحث إمكانية استئناف حزمة المساعدات السعودية، والبالغ مقدارها 3 مليارات دولار.

وفي خطاب القسم، تعهد عون اعتماد "سياسة الحياد الإيجابي"، بعيداً عن سياسة المحاور الإقليمية، وبإقامة "أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة انطلاقاً من أن لبنان عربي الانتماء والهوية".

ويعول لبنان على دول الخليج، خصوصاً السعودية، من أجل دعمه في التعافي من انهيار اقتصادي غير مسبوق يعصف بالبلاد منذ خريف 2019، وللحصول على مساعدات لتمويل مرحلة إعادة الإعمار، بعدما خلفت الحرب الاسرائيلية دماراً واسعاً في أجزاء من جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.

مقالات مشابهة

  • منير أديب يكتب: سوريا بلا حوار
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • ماذا تعني المناطق الإسرائيلية في لبنان وسوريا وغزة؟
  • في أول محطة خارجية.. رئيس لبنان يزور الرياض
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارج البلاد منذ انتخابه  
  • احمد شموخ يكتب: مسرحية فكّ الارتباط وخارطة الطريق السياسية!
  • رئيس المجلس العام الماروني عايد اللبنانيين بعيد مار يوحنا مارون
  • حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على لبنان تلامس 6 آلاف شخص أفادت تقارير صحفية لبنانية بأن حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان مع استمرار عمليات رفع الانقاض، اقتربت من 6 آلاف شخص.
  • رئيس لبنان يؤكد العمل على حصر “السلاح وقرار الحرب” بيد الدولة
  • الرئيس اللبناني: نسعى لحصر السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة