طاع غزة بمساحته التي لا تتعدى واحد في المئة من مساحة فلسطين أي ما يقارب ال340 كيلو متراً مربعاً ويعيش عليه أكثر من مليوني نسمة بما فيها المساحة المخصصة للبناء والزراعة، أي إن في غزة هناك مناطق يعيش فيها أكثر من مئة ألف نسمة في الكيلومتر الواحد. قطاع غزة هذا تحول إلى أسطورة تاريخيه تحكي قصة نضال شعب يقاوم من أجل حريته، وحكاية عالم فقد إنسانيته.
والسؤال: هل تحولت غزة اليوم إلى أسطورة وقصة تحكى للأجيال؟ أسطورة نضال وصمود وأسطورة ظلم الإنسانية، وأسطورة غياب العدالة الدولية، وأسطورة حرب الكل؟ تساؤلات كثيره تثار، والسؤال التقليدي إلى أين غزة ذاهبة؟ وما هي خياراتها؟ وما مستقبل أبنائها وشبابها وأطفالها؟ وهل تستطيع حماس أن تنفرد بحكم غزة؟ وهل من مستقبل لغزة من دون بقية ألأرض والشعب الفلسطيني؟ وقبل محاولة الإجابة السريعة على هذه التساؤلات نثير سؤالاً مهماً: ما هو وضع غزة في القانون الدولي؟ هل تعدّ محتلة؟ وهل ما زالت إسرائيل مسؤولة كسلطة احتلال؟
الإجابة مهمة لأنها تحدد مستقبل غزة ومسؤولية إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية، وما يترتب على ذلك من تداعيات سياسية وأمنية.
وهنا قد يبرز أكثر من رأي، أحدها تؤيده إسرائيل بالقول: إنها ليست مسؤولة عن غزة، وبانسحابها منها عام 2005 انسحاباً أحادياً أخلت مسؤوليتها عنها، وهذا الرأي غير صحيح لأنه يرفع عن إسرائيل المسؤولية عن كل حروبها وحصارها لغزة، بل إن هذا الرأي يذهب أبعد من ذلك ويحمّل حماس والمقاومة كل المسؤولية عن الحرب والحصار وعما تعانيه غزة وسكانها من مشاكل اقتصادية واجتماعية وفقر وبطالة، وإن حماس هي المسؤولة مسؤولية كاملة. والرأي الآخر يرى عكس ذلك، إذ إن إسرائيل مسؤولة كسلطة ودولة احتلال، وتقع عليها كل المسؤولية وفقاً للقانون الدولي واتفاقات لاهاى 1899 إزاء سكان القطاع، وهي معنية بتوفير كل الخدمات لهم. وهذا الرأي هو الأكثر منطقية وقبولاً قانونياً انطلاقاً من فرضية أساسية وهي أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وحيث إن الاحتلال لا يجزأ، فإسرائيل تعدّ مسؤولة.
والسؤال ثانية، وماذا بالنسبة للحروب ومن هو المسؤول عنها؟ المسؤول عنها إسرائيل أساساً بسب الحصار المفروض على القطاع، لكن في الوقت ذاته طالما أن هناك سلطة مسؤولة في غزة تمثلها حماس فهنا المسؤولية تقتضي ضرورة التوصل لاتفاق تهدئه شاملة في إطار السلطة الفلسطينية العامة. وهذه التهدئة هي التي تحكم العلاقة. بعيداً عن هذين الرأيين وحجج كل منهما، فلا شك أن العلاقة بين غزة وإسرائيل شائكة ولا يمكن النظر إليها من زاوية واحدة، ولا يمكن حصر العلاقة في إطار منفصل عن الكل الفلسطيني.
غزة وعلى مدار تاريخها تحكي وتجسد كل القضية الفلسطينية. فغزة بعد النكبة استقبلت الآلاف من اللاجئين لتجسد مخيماتها قضية اللاجئين ولتصبح مركزاً لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهذا ما يفسر لنا اليوم لماذا إسرائيل تحاول طمس كل المخيمات فيها. وفى غزة نشأت حكومة عموم فلسطين، وبقيت غزة وفي كل مراحل المأساة تعبر عن المعاناة والحصار والاحتلال.
إن هذه الحرب التي فشلت حتى الآن في اقتلاع وتهجير سكان غزة وكل قصة فيها تحكي صمود أهلها وتمسكهم بالأرض والبقاء. وفى جانب آخر ومن مظاهر أسطورة غزة، أنها حركت كل الشعوب الرافضة للظلم والاحتلال، وكشفت ضعف الشرعية الدولية أمام قوة السلاح الذي تمارسه إسرائيل، كشفت عيوب النظام الدولي.
ولعل من أبرز صور أسطورة هذا الجزء الصغير والأصغر في العالم، أنه عرّى إسرائيل من ديموقراطيتها وكشف الجانب المتشدد والرافض للحياة المشتركة والتعايش والسلام.
ويبقى للأسطورة صورة أخرى، وهي غزة ما بعد الحرب، وبناء غزة الجديدة التي قد تذكرنا بالنموذج الألماني والياباني، غزة في حاجة إلى كتابة أسطورة جديدة ليس في إعادة إعمارها ولكن في إنسانها الجديد القادر على مواصلة الحياة وحمل قيم الإنسانية والقفز على كل ما خلفته الحرب من قيم الكراهية والحقد والثأر. والسؤال أخيراً من يقف مع غزة لبناء هذا النموذج الأسطوري الجديد؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية تستهدف تجمعات لجنود الكيان بقذائف الهاون في بيت لاهيا
أعلنت كتائب المجاهدين، عن استهداف قواتها تجمعات لجنود العدو وآلياته في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بقذائف "الهاون" من عيار 60 ملم.
وزير الزراعة الإسرائيلي
وفي وقت سابق، قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر، عضو مجلس الوزراء الأمني ورئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي (شين بيت): "لن تشكل غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى، سنحقق نصرا حاسما هناك و لبنان مختلف".
وقال لمجموعة من المراسلين الأجانب هذا الأسبوع: "هل نحن في بداية النهاية (للحرب على غزة)؟ بالتأكيد لا. لا يزال أمامنا الكثير لنفعله".
ولا يزال نحو 101 من الرهائن في غزة، وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادتهم جميعا والقضاء على حماس.
وتعثرت المفاوضات بين الجانبين لفترة طويلة، إذ ألقى كل جانب باللوم على الآخر في الوصول إلى طريق مسدود.
والأربعاء اتهم سامي أبو زهري القيادي في حماس، إسرائيل بعدم المرونة، قائلا إن الحركة لا تزال تريد التوصل إلى اتفاق.
وقال لـ"رويترز": "نتمنى أن يكون هذا الاتفاق (مع حزب الله) مقدمة لإبرام اتفاق ينهي حرب الإبادة على شعبنا في غزة".
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة حماس بعدم التفاوض بحسن نية.
وقال مستشار الأمن القومي الأميريكي جيك سوليفان إن بايدن سيبدأ جهودا جديدة لوقف إطلاق النار في غزة، الأربعاء، من خلال محادثات لمبعوثيه مع تركيا وقطر ومصر وغيرها من الجهات الفاعلة في المنطقة.
ويتولى دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة في يناير، وقال إنه سيعمل على إنهاء الحرب لكنه لم يقدم أي خطة حول كيفية القيام بذلك.