قلنا أكثر من مرة أن هدف النظام الدولي من تفكيك النظام العام والطبيعي في المنطقة العربية، هو عودة الشعوب إلى مرحلة اللا دولة حتى يسهل على المستعمر التحكم بمصادر الطاقة، والتحكم بالسياسات، ومصادر الغذاء، من أجل تركيع الشعوب لثنائية الهيمنة والخضوع وهو أمر أصبح واقعا معاشا في الكثير من الدول العربية.
هذا المسار ستحد منه ومن تداعياته نتائج حدة التوتر في الخليج بين إيران وأمريكا في الحالين .
وكما هو واضح للعيان اليوم أن أمريكا وربيبتها إسرائيل قد اتخذت خيار المواجهة غير المباشرة من خلال الحد من فاعلية محور المقاومة، وقد بدأت ذلك من غزة وصولا إلى لبنان الذي عملت على شن عدوان غاشم عليه وحاولت تصفية قيادات الصف الأول والثاني لحزب الله ومن ثم الضغط من خلال التدمير وسياسة التجويع الأمر الذي أفضى إلى اتفاق وقف العمليات العسكرية.
ما يحدث اليوم في المنطقة العربية قاطبة هو السيطرة على مقاليد المستقبل برؤى وأهداف واستراتيجيات ذات أبعاد متعددة، فنحن سوف نشهد عودة صفقة القرن مع تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب لمقاليد الحكم في البيت الأبيض مطلع العام 2025م.
لقد فرض واقعا جديدا منذ تفرد بحكم العالم، وهو القوة الاقتصادية الوحيدة القادرة على صناعة ثروات الأمم، أو تعطيلها، للوصول إلى ثنائية الهيمنة والخضوع للشعوب التي تقاوم مشروع التطبيع، وفكرة ابراهام، أو ما يسمى بصفقة القرن، وقد عملت أمريكا – وفق سياسات واستراتيجيات منذ عقود – على محو فكرة الاقتصاد الوطني، ليكون نجما في مدار العولمة، ووفق الحدود المسموح بها، فالقمح كغذاء عالمي مثلا تتحكم به أمريكا ومن دار في فلكها حتى تفرض قيودها على الشعوب من خلال التحكم في غذائها، وهذا أمر أعلن عن نفسه في حرب روسيا مع أوكرانيا، حيث تداعت الدول الست إلى تلك الحرب بكل عتادها وقوتها، كون أوكرانيا تحتل المركز السابع في تصدير القمح، والرابع في تصدير الشعير، وفي المركز الأول في تصدير بذور عباد الشمس، وخروج أوكرانيا عن نطاق السيطرة الرأسمالية يعني فقدان النظام الرأسمالي لواحد من أهم أسلحته في السيطرة والهيمنة على الشعوب، ولذلك قاومت روسيا بكل ما أوتيت من قوة وما تزال الحرب قائمة إلى اليوم.
الموضوع الاقتصادي من أسلحة النظام الرأسمالي في السيطرة والهيمنة على شعوب العالم، لأن سياسة النظام الرأسمالي تقوم على مبدأ فرض عادات تكون سببا في خلق ثروات الأمم، ويرى هذا النظام الرأسمالي أن الاقتصاد الرأسمالي سوف يوحد العالم في سوق واحد كبير، وقد ساعدها في ذلك الثبوت في اليقين لدى المفكرين في العلوم الاجتماعية كونها قادرة على توحيد العالم والتحكم في مقاليده.
ما يسعى اليه النظام الرأسمالي من خلال نشاطه العسكري والثقافي والسياسي في كل بقاع الأرض هو فرض هيمنته على الاقتصاد العالمي وتوحيده ومقاومة كل العناصر التي تحول دون الحرية الكاملة لتدفقه، سواء كانت سلعا أو رأسمالا أو عمالة أو تكنولوجيا وصولا إلى فكرة الاقتصاد العالمي الواحد في كوكب الأرض، ما يعني انتفاء فكرة الوطنية الاقتصادية في زمن العولمة والانفتاح الكوني.
فالدول الرأسمالية تشجع الاستثمارات وتتنافس حول جذبها وتخلق البيئات والمناخات للاستقرار للمستثمر ما عمل على تمتين عناصر القوة فيها في حين تذهب الدول النامية إلى القلق وتشكيل بيئات طاردة لرأس المال ما انعكس ذلك على حياة المجتمعات وعلى حركة الاقتصاد وشيوع البطالة وارتفاع نسبها وتفشي الفقر وتردي مستوى الخدمات، وتأخر برامج التنمية.
ولعل الصراع في واقعنا اليمني واختلاف الرؤى بين الجماعات والكيانات بمعزل عن حركة العالم والواقع من حولنا قد حاصر الجوانب الجوهرية للتنظيم والتفاعل بحيث عزل التنظيم والترتيب الحقيقي عن حركة العالم والمستويات الحضارية الجديدة ولم يصل إلى معدل متكافئ من المسؤولية الجماعية، ومن التنمية والرفاه واقتلاع الفقر، فالاقتصاد مسؤولية مشتركة ولا تصدر تلك المسؤولية إلا عن قناعة مشتركة بالوحدة الوطنية وبالشراكة في الثروة والسلطة بين كل المكونات السياسية وفق أطر ومحددات دستورية جامعة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أيمن الجميل : نجاح تطوير مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى يدعم الاقتصاد الوطنى.. لدينا أكبر مصنع غزل فى العالم ومصدر للعملة الأجنبية
قال رجل الأعمال أيمن الجميل إن النجاح الكبيرفى تطوير ورفع كفاءة مصانع شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، يعتبر أكبر دليل على صحة الرؤية المصرية للإصلاح الاقتصادى الشامل والتوجه لتنفيذ رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم قطاع الصناعة باعتباره قاطرة التنمية سواء الصناعات ذات التكنولوجيا العالية فى المجالات الجديدة مثل الإلكترونيات أو الصناعات كثيفة العمالة والتى تمتد لعشرات السنين فى مصر وفى مقدمتها صناعة الغزل والنسيج ، مشيرا إلى أهمية المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج وإعادة هيكلة الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، خاصة وأن المشروع يستهدف مضاعفة الطاقات الإنتاجية في الغزول بما يعادل 5 أضعاف الطاقات الحالية لتصل إلى 130 ألف طن سنويًا، ومضاعفة طاقات النسيج 8 أضعاف لتصل إلى 198 مليون متر سنويًا، وتعظيم إنتاج الوبريات من 1.2 ألف طن إلى 115 ألف طن سنويًا، وفي الملابس حوالي 5 أضعاف الطاقة الحالية لتصل إلى 40 مليون قطعة، إلى جانب إعادة تأهيل المصانع القائمة ورفع كفاءتها، مما يسهم في استعادة الريادة المصرية من خلال بدء الإنتاج من أكبر مصنع للغزل فى العالم ، وتعزيز تنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق العالمية.
وأكد رجل الأعمال أيمن الجميل، رئيس مجلس إدارة مجموعة "Cairo3A" للاستثمارات الزراعية والصناعية، أن المحلة الكبرى مدينة صناعية مهمة وتعتبر من أكبر القلاع الصناعية في مصر، تميزت عبر مراحل مختلفة بصناعة الغزل والمنسوجات التي حظيت بسمعة عالمية، وما يحدث فيها من تطوير وإعادة هيكلة وإنشاء مصانع جديدة، هدفه النهوض بصناعة الغزل والنسيج وتعظيم الاستفادة من القدرات المصرية بما يدعم الاقتصاد الوطني ، خاصة وأن مشروع التطوير بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، يشمل إنشاء 5 مصانع جديدة وتطوير 3 مصانع أخرى ، بما فى ذلك الأعمال الإنشائية وتوريد الماكينات الحديثة من كبرى الشركات العالمية وبرامج تدريب العاملين للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ويمثل 45% من استثمارات المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج
وأوضح رجل الأعمال أيمن الجميل، إن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تسعى بكل السبل إلى الحفاظ على القطاعات الصناعية الأساسية وإعادة تطويرها بأحدث المعدات والتكنولوجيا حتى يمكنها المنافسة فى السوق المصرى والأسواق العالمية ، وفى مقدمة هذه الصناعات صناعة الغزل والنسيج لأنها من الصناعات العملاقة كثيفة العمالة ويمكنها توفير مئات الآلاف من فرص العمل سنويا، مشيرا إلى أن المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج، يشمل نحو 65 مصنعًا ومبنى خدميا على مستوى الجمهورية ما بين إنشاء وتطوير وإعادة تأهيل في عدد 7 شركات ، مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، مصر للغزل والنسيج وصباغي البيضا بكفر الدوار، دمياط للغزل والنسيج، شبين الكوم للغزل والنسيج، الدقهلية للغزل والنسيج، مصر حلوان للغزل والنسيج، والوجه القبلي للغزل والنسيج بالمنيا، وهذا المشروع القومى يحظى باهتمام ومتابعة من الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا ووفق الجدول الزمنى للتطوير.
وأضاف رجل الأعمال أيمن الجميل أن السوق المصرى كبير وواعد وقادر على اجتذاب العديد من الاستثمارات الأجنبية الموجهة إلى التصنيع والإنتاج وفق أحدث التكنولوجيات فى العالم، مما يضيف إلى المنتجات المصرية قيمة مضافة ويمكن تصديرها بأضعاف قيمتها حال تصديرها كمادة أولية غير مصنعة، مشيرا إلى أن توجه الدولة المصرية لإعادة تطوير القلاع الصناعية التقليدية ، يعمل على تهيئة المجال لدخول القطاع الخاص باستثمارات فى عشرات الصناعات المرتبطة بمصانع الغزل والنسيج التابعة لقطاع الأعمال لتحويل خامات الغزول والأقمشة والأقطان إلى منتجات ذات قيمة مضافة وصادرات عالية القيمة تحمل شعار صنع فى مصر، بما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطنى وعلى مؤشر الصادرات المصرية