الثورة نت:
2025-03-06@20:15:43 GMT

الاقتصاد.. وحركة العالم

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

الاقتصاد.. وحركة العالم

 

قلنا أكثر من مرة أن هدف النظام الدولي من تفكيك النظام العام والطبيعي في المنطقة العربية، هو عودة الشعوب إلى مرحلة اللا دولة حتى يسهل على المستعمر التحكم بمصادر الطاقة، والتحكم بالسياسات، ومصادر الغذاء، من أجل تركيع الشعوب لثنائية الهيمنة والخضوع وهو أمر أصبح واقعا معاشا في الكثير من الدول العربية.

هذا المسار ستحد منه ومن تداعياته نتائج حدة التوتر في الخليج بين إيران وأمريكا في الحالين .

.أي حال الحوار، أو حال المواجهة، فالتراجع الأمريكي عن ضرب ايران ترك أثرا إيجابيا عند الشعوب الحرة والرافضة للغطرسة الأمريكية، كما ترك أثرا سلبيا على حلفاء أمريكا في منطقة الخليج، وهم الذين يدعمون مشروع التفكيك للأنظمة، وقد فاح أثر ذلك من خلال شبكة التواصل التي أصبحت تنال من أمريكا واضطرت – تحت ضغط اللحظة – أن تدعو للحوار مع ايران ظاهرا بعد إعلان أمريكا عن تراجعها عن الرد على التصعيد في الخليج وإعادة صياغة منظومة العلاقات بما يضمن التكافؤ وحسن الجوار وتبادل المصالح .

وكما هو واضح للعيان اليوم أن أمريكا وربيبتها إسرائيل قد اتخذت خيار المواجهة غير المباشرة من خلال الحد من فاعلية محور المقاومة، وقد بدأت ذلك من غزة وصولا إلى لبنان الذي عملت على شن عدوان غاشم عليه وحاولت تصفية قيادات الصف الأول والثاني لحزب الله ومن ثم الضغط من خلال التدمير وسياسة التجويع الأمر الذي أفضى إلى اتفاق وقف العمليات العسكرية.

ما يحدث اليوم في المنطقة العربية قاطبة هو السيطرة على مقاليد المستقبل برؤى وأهداف واستراتيجيات ذات أبعاد متعددة، فنحن سوف نشهد عودة صفقة القرن مع تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب لمقاليد الحكم في البيت الأبيض مطلع العام 2025م.

لقد فرض واقعا جديدا منذ تفرد بحكم العالم، وهو القوة الاقتصادية الوحيدة القادرة على صناعة ثروات الأمم، أو تعطيلها، للوصول إلى ثنائية الهيمنة والخضوع للشعوب التي تقاوم مشروع التطبيع، وفكرة ابراهام، أو ما يسمى بصفقة القرن، وقد عملت أمريكا – وفق سياسات واستراتيجيات منذ عقود – على محو فكرة الاقتصاد الوطني، ليكون نجما في مدار العولمة، ووفق الحدود المسموح بها، فالقمح كغذاء عالمي مثلا تتحكم به أمريكا ومن دار في فلكها حتى تفرض قيودها على الشعوب من خلال التحكم في غذائها، وهذا أمر أعلن عن نفسه في حرب روسيا مع أوكرانيا، حيث تداعت الدول الست إلى تلك الحرب بكل عتادها وقوتها، كون أوكرانيا تحتل المركز السابع في تصدير القمح، والرابع في تصدير الشعير، وفي المركز الأول في تصدير بذور عباد الشمس، وخروج أوكرانيا عن نطاق السيطرة الرأسمالية يعني فقدان النظام الرأسمالي لواحد من أهم أسلحته في السيطرة والهيمنة على الشعوب، ولذلك قاومت روسيا بكل ما أوتيت من قوة وما تزال الحرب قائمة إلى اليوم.

الموضوع الاقتصادي من أسلحة النظام الرأسمالي في السيطرة والهيمنة على شعوب العالم، لأن سياسة النظام الرأسمالي تقوم على مبدأ فرض عادات تكون سببا في خلق ثروات الأمم، ويرى هذا النظام الرأسمالي أن الاقتصاد الرأسمالي سوف يوحد العالم في سوق واحد كبير، وقد ساعدها في ذلك الثبوت في اليقين لدى المفكرين في العلوم الاجتماعية كونها قادرة على توحيد العالم والتحكم في مقاليده.

ما يسعى اليه النظام الرأسمالي من خلال نشاطه العسكري والثقافي والسياسي في كل بقاع الأرض هو فرض هيمنته على الاقتصاد العالمي وتوحيده ومقاومة كل العناصر التي تحول دون الحرية الكاملة لتدفقه، سواء كانت سلعا أو رأسمالا أو عمالة أو تكنولوجيا وصولا إلى فكرة الاقتصاد العالمي الواحد في كوكب الأرض، ما يعني انتفاء فكرة الوطنية الاقتصادية في زمن العولمة والانفتاح الكوني.

فالدول الرأسمالية تشجع الاستثمارات وتتنافس حول جذبها وتخلق البيئات والمناخات للاستقرار للمستثمر ما عمل على تمتين عناصر القوة فيها في حين تذهب الدول النامية إلى القلق وتشكيل بيئات طاردة لرأس المال ما انعكس ذلك على حياة المجتمعات وعلى حركة الاقتصاد وشيوع البطالة وارتفاع نسبها وتفشي الفقر وتردي مستوى الخدمات، وتأخر برامج التنمية.

ولعل الصراع في واقعنا اليمني واختلاف الرؤى بين الجماعات والكيانات بمعزل عن حركة العالم والواقع من حولنا قد حاصر الجوانب الجوهرية للتنظيم والتفاعل بحيث عزل التنظيم والترتيب الحقيقي عن حركة العالم والمستويات الحضارية الجديدة ولم يصل إلى معدل متكافئ من المسؤولية الجماعية، ومن التنمية والرفاه واقتلاع الفقر، فالاقتصاد مسؤولية مشتركة ولا تصدر تلك المسؤولية إلا عن قناعة مشتركة بالوحدة الوطنية وبالشراكة في الثروة والسلطة بين كل المكونات السياسية وفق أطر ومحددات دستورية جامعة.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المرض الخبيث يتفشى .. فمتى تستفيق الشعوب العربية؟

 

 

بدأ سرطان الشرق الأوسط يتفشى في الجسم العربي، بعد أن كان محصوراً في كبدِ الأمة العربية (فلسطين)، لأن الأطباء الذين كانوا يداوونه ويمنعونه من الانتشار، انتقلوا إلى جوار ربهم شهداءَ ومضحين.
عندما اختفى هؤلاء الأطباء وأصبحوا خارج غرفة العمليات، استغيبهم هذا المرض وبدأ يوزع خلاياه جنوبًا وشمالاً وشرقاً، ولا دواء يقف في وجهه.
(راشيتات) كثيرة وُصِفَت من قبل أطباءٍ دوليين، يسعون في سرهم للقضاء على المريض لا على هذا المرض.
المستشفى العالمي أصبح مشرحة جثثٍ يغلب عليها العظام والجماجم الصغيرة الحجم لأنها تخص طفولةً منكوبةً.
ملامحُ عبثٍ في سورية أصبحت واضحةً، والعابثون واضحون أيضاً. المروجون لهذا العبَثِ واضحون والمتفرجون على العبثِ واضحون هم أيضاً. والذين سيطاولهم العبثُ وهم غاشون بالتأكيد واضحون.
أما ما هو غير واضحٍ فهو متى ستستفيق الشعوب العربية لتقف بوجه هذا العبث والعابثين.
تفلُّت أمني في معظم أنحاء سورية وآخرها في جرمانا في ضواحي العاصمة دمشق ذات الغالبية الدرزية، حيث هددت إسرائيل على لسان عدة مسؤولين فيها بمنع السلطة السورية الحالية من الدخول إلى هذه المنطقة، منصِّبةً نفسها في الظاهر شرطي المنطقة، بينما عبثها واضحٌ والغرض منه التوسع رويداً رويداً.
حلم “إسرائيل” الكبرى بدأ يتحقق ولا مانع لدى الجيش “الإسرائيلي” من دخول العاصمة دمشق والسيطرة على معبر المصنع الحدودي بين سورية ولبنان وذلك بحجة أو بأخرى، فها هي لبست ثوب الحامي لدروز سورية كما فعلت في جنوبها.
تقسيم سورية هدف استراتيجي أساسي لدى “إسرائيل”، وفي حال نجح فستنتقل العدوى إلى كل دول الجوار وبشكل متسارع، لكي تكبر “إسرائيل” وتتوسع.
مسؤولون “إسرائيليون” صرحوا بأنهم تلقوا الضوء الأخضر من الرئيس ترامب للبقاء في عدة نقاط في لبنان، لم يعرف عددها حتى الآن وإلى أي مدى ستصل.
أمريكا شريك أساسي في العدوان على لبنان وفي المجالات كافة، فهي تضغط على السلطة السياسية في التعيينات الإدارية المرتقبة لاستكمال حصار المقاومة وابتزازها بورقة إعادة الإعمار مقابل تدفيعها أثماناً باهظة في السياسة.
التعيينات الإدارية هي من أولويات الحكومة اللبنانية التي نالت الثقة منذ أيام بمعدل 90 صوتاً، فمن ذا يكون قائد الجيش المرتقب؟ ومن سيكون حاكم مصرف لبنان؟ ومن سيكون المدير العام للأمن العام؟ وماذا عن الجسم القضائي وكثير من وظائف الفئة الأولى الشاغرة منذ سنوات والتي يتخطى عددها المئة وثلاثين وظيفة؟ وهل ستكون أمريكا هي الآمر الناهي في هذا المجال؟
فريق لبناني يتماهى مع هذا الحصار، وهدفه تجريد المقاومة من سلاحها وجعل لبنان عارياً لا يستطيع ردع “إسرائيل” عن أي عدوان تقوم به، لا بل يجاهر بالسعي للسلام مع إسرائيل وبالتطبيع!
الجواب جاء واضحاً على لسان النائب أبو فاعور الذي قال بصريح العبارة موجهاً الرسالة للقاصي والداني بأنه أبعد ما يمكن أن نصل إليه في العلاقة مع “إسرائيل” هو اتفاقية هدنة على غرار هدنة 1949، فالرؤوس الحامية في لبنان عليها أن تكف عن تكبير حجرها، لأن ذلك سيؤدي إلى اقتتال داخلي ولا يراهن أحد على السلام أو التطبيع مع “إسرائيل”. آلاف الشهداء روت دماؤهم أرض الوطن منذ النكبة حتى اليوم لنصل إلى سلام أو تطبيع مع هذا الكيان؟!
ضغط أمريكي على كل المنطقة تجعل هيمنتها لا منازع فيها. زلنسكي مُسح بكرامته الأرض في البيت الأبيض. استُدعي للتوقيع على اتفاقية المعادن الأوكرانية فوصل بهم الأمر لتفتيش ثيابه.
درسُ كرامة لقنه الأمريكيون لزيلنسكي. هذا الدرس الذي شاهده العالم سيكون درساً لكل حلفاء أمريكا، بمعنى أن تعاملنا مع الرؤساء حلفائنا سيكون على هذا النحو، فكل زعيم عربي أو أجنبي يجب أن يأخذ العبرة من مشهد ذل زيلنسكي!
مرحلة سوداء تنتظر منطقتنا، ستظهر معالمها في الخطوات القادمة التي ستقدم عليها “إسرائيل” في المنطقة، لنرى ولادة طفلة الصهاينة التي طال انتظارهم لها، وهي “إسرائيل الكبرى”!.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: النظام الإيراني تحت أقصى الضغوط مجددًا
  • عاجل | إصابة مصور الجزيرة رياض الحسين خلال تغطيته للاشتباكات بين قوات الأمن وفلول النظام في ريف اللاذقية
  • المرور: أمطار خفيفة إلى متوسطة على الطرق.. وحركة السيارات تسير بانتظام
  • "إنفستوبيا" تعلن موعد نسختها الخامسة في أبوظبي
  • باحث: مفاوضات غير معلنة بين أمريكا وحماس وترامب يتبنى سياسة خطيرة تجاه غزة
  • محافظ بنك إنجلترا: العالم سيعاني حال انسحاب واشنطن من صندوق النقد
  • نشرة أخبار العالم | الصين تعزّز قوتها العسكرية وتزاحم أمريكا.. وترامب يهاجم بايدن ويعين طفلا بالخدمة السرية.. وزير الخارجية: إعمار غزة في 5 سنوات
  • السعودية ثاني أسرع اقتصاد في العالم
  • وزير الأوقاف: أعداء الشعوب يسعون لزرع الخلاف والانقسام
  • المرض الخبيث يتفشى .. فمتى تستفيق الشعوب العربية؟