ماكرون اتصل ببري وميقاتي ودلالات رئاسية مهمة لزيارة لودريان
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
اكتسب الحضور السريع للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت بعد ساعات من إعلان وقف النار دلالات مهمة إذ اندفعت باريس بالتنسيق مع واشنطن لاستعجال انجاز الاستحقاق الرئاسي، ويبدو أن أجندة لودريان، بدفع قوي وشخصي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كانت تهدف إلى انجاز الاستحقاق في أقرب موعد ممكن.
ولكن رئيس مجلس النواب نبيه بري سارع إلى إعلان تحديد التاسع من كانون الثاني موعداً للجلسة الانتخابية الرئاسية فيما كان العديد يميلون إلى توقع موعد أقرب نظراً إلى الاعتبارات الكارثية التي خلفتها الحرب.
وكتبت" الشرق الاوسط":حدَّد رئيس المجلس النيابي نبيه برّي موعداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، قائلاً إنها ستكون «مثمرة»، وإنه سيدعو لحضور السفراء المعتمدين لدى لبنان.
وأكد برّي لـ"لشرق الأوسط" أن أولويته بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل ستكون انتخابات الرئاسة، مشدداً على أنها "ضرورة وطنية".
وكتبت" النهار":مع أن الأنظار في اليوم الثاني لسريان اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، ظلت مسمّرة على رصد الخروقات التي سُجلت في الجنوب، كما على عودة النازحين التي حافظت على وتيرة عالية من الزخم والكثافة، قفزت مفاجأة سياسية بارزة في اليوم الثاني إلى الواجهة مع تصدّر ملف انتخابات رئاسة الجمهورية المشهد الطالع من الحرب. ولعل ما حصل في هذا السياق أكد المعطيات التي واكبت ولادة اتفاق وقف النار، والتي أشارت إلى أن مقدمات الجهود الأميركية والفرنسية لإنهاء الحرب استبطنت مشاورات سرية وضغوطاً لاستكمال إعلان وقف النار باستعجال انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ايذاناً بترميم الوضع المؤسساتي الدستوري وقيام حكومة بحيث يتعذر بل يستحيل المضي في تحصين التسوية التي أنهت الحرب والحصول بعدها على مساعدات خارجية لاعادة الإعمار ودعم تسليح الجيش اللبناني وتقويته إلا بوضع مؤسساتي كامل.
يمكن إيراد أسباب ودلالات أساسية ارتسمت وراء تحديد بري لهذا الموعد، وأبرزها، أولاً أنه أراد ترجمة تعهداته في الفترة الأخيرة بإنجاز الانتخاب لاحتواء زلزال سياسي يُدرك تماماً أن البلد سيقبل عليه إذا تمادت تداعيات الحرب من دون احتواء، فكان أن أعلن غداة إعلان وقف النار الموعد لانتخاب الرئيس. ثم إن بري أعلن الموعد في مطلع جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون والقادة الأمنيين والعسكريين مستبقاً اجتماعه بالموفد الفرنسي الذي وصل إلى المجلس وحضر جانباً من المناقشات، لئلا يُفسر تحديد الموعد لاحقاً بأنه جاء تحت إلحاح وضغط الموفد الفرنسي. أما إطالة أمد موعد الجلسة الانتخابية إلى التاسع من كانون الثاني، فبدا بمثابة رسالة حمّالة أوجه، أولاً لجهة افساح المجال لمدة أربعين يوماً للتوافق على الرئيس العتيد، وثانياً، وهنا الأهم للإيحاء بأن الثنائي الشيعي راغب في فتح صفحة توافقية ولكنه لا يريد الظهور في موقف ضعيف أو متراجع.
أما لودريان، فأكد الذين التقوه من النواب أنه استعجل انتخاب رئيس الجمهورية خصوصاً في ظل تداعيات الحرب، ولكنه لم يفصح عن أي أسماء لمرشحين ولو أن "طيف" المرشح التوافقي طغى على معظم اللقاءات التي عقدها. وشدد في أحاديثه على أن الطريق أصبح معبداً لاعادة بناء الدولة وأنها فرصة تاريخيّة.
وبعد لقائه الرئيس بري عقب جلسة التمديد، اجتمع لودريان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشدد على أنه "بعد كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنّ استعادة سيادة لبنان تتطلّب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير، أردت القيام بهده الجولة لاستطلاع الاوضاع والبحث مع مختلف الأطراف في إمكان التفاهم على انتخاب رئيس، خصوصاً وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إلى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل". وهو عقد سلسلة لقاءات في بيروت شملت كتلة "تجدد" ونواب معارضين و"اللقاء التشاوري المستقل" والنائب نعمة افرام واتصل برئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الموجود في الخارج، ثم زار معراب والتقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ثم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط .
واتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء بكل من الرئيسين بري وميقاتي وعرض معهما مجريات تنفيذ اتفاق وقف النار والوضع اللبناني.
وكتبت" نداء الوطن": الملف الرئاسي بدوره تصدر المشهد السياسي الداخلي بعد تحديد الرئيس بري التاسع من كانون الثاني موعداً لجلسة رئاسية، تزامن ذلك مع اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيسين بري وميقاتي لمواكبة تنفيذ بنود وقف إطلاق النار والتحضير للملف الرئاسي، الذي كان الحاضر الأبرز في زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ولقائه المسؤولين اللبنانيين ومن ثم اجتماعه باللجنة الخماسية في قصر الصنوبر.
مصادر متابعة للزيارة لفتت لـ «نداء الوطن» إلى أن «توقيت زيارة الدبلوماسي الفرنسي إشارة بحد ذاتها إلى أولوية انتخاب رئيس». تضيف المصادر «وصل في اليوم التالي لوقف إطلاق النار ليقول، حان الوقت لانتخاب رئيس من ضمن التسوية والتي تتطلب سلطة جديدة لقيادة البلد». وتعتبر المصادر أن «لودريان سيمارس الدور المطلوب منه لتسريع انتخاب رئيس من منطلق أن لبنان أمام فرصة تاريخية».
وعن مرشح المعارضة للرئاسة تقول المصادر «دخلنا مرحلة جديدة» تستدعي التفاهم على مساحة مشتركة، وفي هذا السياق بدأت المعارضة اتصالاتها للتوصل إلى إنتاج اسم وإن لم تنتجه ستكون المعارضة أمام سلة من الأسماء عناوينها السيادة والالتزام بتطبيق القرارات الدولية».
وكتبت" اللواء": حسبما نقلت مصادر التقت لودريان فإن «فرنسا ستساعد في ترميم الدولة عبر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتطبيق برنامج إصلاحي وترميم الإدارات والمؤسسات، وان أوساطا فرنسية أبلغت مرجعيات سياسية لبنانية أنّ زيارة لودريان هذه المرّة «تحمل منحى حاسماً في الملف الرئاسي»..
وقال النائب سيمون ابي رميا لـ«اللواء» بعد لقائه لودريان مع وفد من «اللقاء التشاوري النيابي المستقل: ان الموفد الفرنسي لم يطرح اي مقترحات جديدة بل جاء مستطلعاً مواقف الكتل النيابية مما جرى على صعيد وقف اطلاق النار وعلى صعيد الدفع لانتخاب رئيس للجمهورية. وبعدما اعلن الرئيس بري موعداً جدياً لجلسة انتخابية اعتقد ان زيارته لن تكون الاخيرة للبنان، لا سيما وان كل الكتل بدأت تتحرك بعد اعلان بري وزيارة لودريان، واعتقد انه سيكون لنا رئيس في 9 كانون الثاني.
واوضح اننا لم نطرح اسماء مرشحين للرئاسة برغم أن لدينا كوسطيين على علاقة جيدة مع كل الاطراف مرشحاً تنطبق عليه المواصفات المطلوبة هو النائب ابراهيم كنعان لكن تركنا امر التسمية للنقاشات والتوافق.
وكتبت" الديار":لم يحمل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان جديدا، بل جاء لاستمزاج الاراء حول الاستحقاق وسأل من التقاهم، ماذا يمكننا ان نفعل الان لتحريك الملف؟ اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فقد اكدت مصادره انه كان مرتاحا لأجواء الجلسة التشريعية التي مددت لقادة الاجهزة الامنية وفي مقدمتهم قائد الجيش جوزاف عون، وقد جدد التاكيد ان الرئيس الجديد يجب ان يكون ضمن معادلة «لا رابح ولا خاسر»، وان تكون كل الكتل او معظمها موافقة على اسمه.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس الفرنسی إیمانویل ماکرون انتخاب رئیس للجمهوریة وقف النار ی موعدا
إقرأ أيضاً:
ماذا تحمل زيارة ماكرون للبنان بعد انتخاب عون؟
بيروت- وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صباح اليوم الجمعة، إلى العاصمة اللبنانية العاصمة اللبنانية في أول زيارة له منذ انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية بعد فراغ لهذا المنصب استمر أكثر من عامين.
وتأتي هذه الزيارة بعد 4 سنوات من زيارته السابقة التي أعقبت كارثة انفجار مرفأ بيروت. وتهدف -بحسب مراقبين- إلى دعم لبنان في مواجهة أزماته المتفاقمة، وتعكس حرص باريس على تعزيز الشراكة مع القيادة اللبنانية الجديدة.
وتستمر الزيارة يوما واحدا، وبحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه، سيجري ماكرون محادثات مع عون ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري، تركز على دعم سيادة لبنان وضمان وحدته وازدهاره، كما ستتناول النقاشات تسريع تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية، وفتح الباب أمام إعادة الإعمار.
ومن أبرز الملفات المدرجة على جدول الأعمال، التشديد على الالتزام بوقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في 26 نوفمبر/تشرين الثاني بين حزب الله وإسرائيل بوساطة مشتركة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن وإيمانويل ماكرون.
وتأتي الزيارة في ظل انقسام سياسي في لبنان، بعد مقاطعة كتلتي حركة أمل وحزب الله الاستشارات الحكومية. وفي هذا السياق، كثفت فرنسا اتصالاتها مع القيادات اللبنانية، بما في ذلك اتصال أجراه ماكرون برئيس مجلس النواب قبيل زيارته في محاولة لخفض التوتر وحث الأطراف كافة على المشاركة في جهود إعادة بناء الدولة.
زيارة ماكرون (يمين) هي الأولى بعد انتخاب جوزيف عون رئيسا (الفرنسية) دعم دولييعتقد المحلل السياسي جورج علم أن ماكرون -بصفته رئيس دولة كبرى وعضوا دائما في مجلس الأمن الدولي– يمثل دائما شخصية بارزة في إطلاق المبادرات التي تهدف إلى مساعدة لبنان في مواجهة أزماته المتعددة.
إعلانوأشار علم -خلال حديثه مع الجزيرة نت- إلى أن ماكرون سبق أن دعا إلى عقد مؤتمرات دولية لدعم لبنان والجيش اللبناني، إلا أن بعض تلك المؤتمرات لم يُنفذ بسبب عوامل مختلفة، منها الصراعات السياسية الداخلية والأزمات المتراكمة التي أعاقت الدول المانحة عن الوفاء بتعهداتها.
ورأى أن زيارة ماكرون تلك تكتسب أهمية خاصة لعدة أسباب، من بينها:
دعم العهد الجديد. تسريع تشكيل حكومة برئاسة سلام. إضافة إلى التأكيد على تنفيذ وقف إطلاق النار بالجنوب وانسحاب إسرائيل وفق الاتفاق المبرم. إمكانية أن تمهد الزيارة لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى إعادة إعمار الجنوب.وأوضح علم أن هذه الزيارة تعد دعما واضحا للمرحلة الجديدة التي يشهدها لبنان، حيث يُعوَّل عليها كثيرا في ظل تعاطف ماكرون مع بيروت، ونظرا لدوره كرئيس لدولة مؤثرة وعضو دائم بمجلس الأمن فإنه يُنظر إليه كشخصية قادرة على تحريك المجتمع الدولي لدعم لبنان بشكل إيجابي.
كما ذكر أن معلوماته تشير إلى أن الثنائي الشيعي سيشارك بالحكومة المرتقبة، موضحا أن اجتماعا سيعقد اليوم بين سلام وبري لبحث سبل معالجة العقبات. واعتبر أن الثنائي يدرك أن العودة إلى كنف الدولة تمثل مصلحة إستراتيجية، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية والمحلية، وأشار إلى أن هذا الاجتماع قد يكون حاسما في تحديد معالم المرحلة المقبلة.
تأييد فرنسيمن جهته، اعتبر الأستاذ الجامعي والناشط السياسي علي مراد أن الهدف الأساسي من الزيارة هو تعزيز الدعم الفرنسي للبنان، مع الإشارة إلى أن علاقات البلدين تاريخية وأن باريس حريصة على مصلحة بيروت، ووفقا له فإن زيارة فرنسية بعد ما مر به لبنان لتقديم التهنئة للرئيس الجديد أمر طبيعي، ولا يمكن اعتبارها تدخلا في تشكيل الحكومة.
وأوضح الناشط السياسي -للجزيرة نت- أن موعد الزيارة تم تحديده منذ انتخاب رئيس الجمهورية، أي قبل نحو أسبوع، وبالتالي فإن التحضير لم يكن مرتبطا أو مشروطا بمن سيكلف برئاسة الحكومة.
إعلانوتمثل الزيارة الحالية -حسب مراد- دعما للمسار الجديد الذي بدأ مع انتخاب الرئيس وتكليف رئيس الحكومة، معتبرا أن زيارة ماكرون تؤكد احترام فرنسا لإرادة اللبنانيين، لا سيما في ما يتعلق بانتخاب عون، رغم الضغوط التي مورست على الأحزاب اللبنانية، وأضاف أن "عون يحظى بدعم شعبي واسع من جهة، في حين أن تكليف سلام لرئاسة الحكومة يحظى بتأييد دولي".
واعتبر مراد أن الزيارة تشكل دعما لعون وسلام، مما يعكس موقفًا فرنسيًا يعزز العهد اللبناني ويدعم الخيارات الإصلاحية التي ستتجسد من خلال الحكومة المقبلة.
من ناحيته، يرى المحلل السياسي توفيق شومان أن زيارة ماكرون تحمل عدة رسائل. فبالإضافة لتهنئة عون، تأتي في سياق يتعلق بسلام الذي يرى أنه يتمتع بعلاقة جيدة مع الفرنسيين.
ويعتبر شومان أن الزيارة تحمل بُعدا يرتبط بمتابعة الأوضاع اللبنانية، مستندا إلى العلاقة التاريخية والوجدانية التي تجمع البلدين. كما يرى أن أحد أهدافها قد يكون الوساطة بين باريس والثنائي الشيعي لا سيما عبر التواصل مع بري والسعي لإزالة العقبات.
ويخلص شومان إلى أن العلاقات الفرنسية الجيدة مع مختلف الأطراف السياسية، بما في ذلك حزب الله، تمنح باريس هامشا واسعا للعب دور الوسيط في المشهد اللبناني.