شرطة دبي وهيئة المعرفة تتعاونان لتعزيز بيئة تعليمية آمنة ومستدامة
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
وقّعت القيادة العامة لشرطة دبي وهيئة المعرفة والتنمية البشرية مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز البيئة التعليمية في مدارس دبي من خلال مبادرات تُركّز على الاستدامة والأمان، مثل مبادرة “نسيج” التي تُعنى بتقويم السلوكيات السلبية بشكل استباقي عبر برنامج تربوي يركّز على التدريبات العسكرية والرياضية والتوعوية، ومبادرة أمن المدارس التي تهدف إلى ضمان إجراءات الأمن والسلامة، بالإضافة إلى برامج مركز حماية الدولي التي تسعى لإشراك الطلبة في الأنشطة والدورات الطلابية.
وقّع المذكرة عن القيادة العامة لشرطة دبي معالي الفريق عبدالله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، وعن هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي سعادة عائشة عبد الله ميران مدير عام الهيئة، وذلك خلال حفل أُقيم في نادي ضباط شرطة دبي بحضور مسؤولين من الجانبين.
وأكد معالي الفريق عبدالله خليفة المري أن توقيع المذكرة يأتي في إطار الحرص على تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين لتحقيق بيئة تعليمية آمنة ومستدامة تُسهم في بناء أجيال قادرة على قيادة المستقبل مع الحفاظ على القيم المجتمعية والهوية الوطنية.
وأشار إلى أن شرطة دبي تسعى دائماً لتعزيز الشراكات البنّاءة مع الجهات المختلفة لتنفيذ برامج ومبادرات مشتركة تهدف إلى تحقيق التوجهات الحكومية في تعزيز جودة الحياة وتعزيز الأمن والسعادة لأفراد المجتمع.
ومن جهتها، أكدت سعادة عائشة عبد الله ميران أن التعاون مع شرطة دبي يأتي في سياق الجهود المشتركة لتطوير قطاع التعليم في الإمارة، مشيدة بالدور الفعّال الذي تقوم به الشرطة في غرس السلوكيات الإيجابية والقيم المجتمعية في البيئة التعليمية.
وأضافت أن المذكرة تُعزز الالتزام بضمان بيئة تعليمية آمنة ومستدامة تتماشى مع “استراتيجية التعليم 33” وأهدافها الرامية إلى رفع جودة حياة المتعلم في جميع مراحل رحلته التعليمية.
وتهدف المذكرة إلى توفير بيئة تعليمية آمنة ومستدامة وفق أفضل المعايير العالمية التنافسية، وتوحيد الجهود في معالجة التحديات السلوكية، وتعزيز مكانة الإمارات في مجال الحماية والتعليم عبر إطلاق برامج تدريبية للكادر الإداري والتعليمي.
كما تشمل الأهداف تنفيذ الأنشطة والفعاليات المشتركة، وتبادل البيانات والإحصائيات لتطوير المبادرات التي تخدم مصالح الطرفين، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ القيم الوطنية والمجتمعية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
القراءة وتراكم المعرفة
إذا كنت قد وصلت إلى قناعة بأهمية القراءة، ثم قررت القراءة لكنك سوف تؤجل البدء بها مدة من الزمن، فأنت على خطأ لعدة أسباب؛ منها أن قراءتك للكتب اليوم تختلف عنها بعد مدة، طالت أو قصرت.
فحينما تقرأ اليوم ولو صفحة واحدة، فإن معلومات هذه الصفحة سوف تلتقي وتتلاقح بمعلومات أخرى شفهية أو كتابية تكون لها محصلة معلوماتية جديدة، هي بدورها تلتقي وتتلاقح مع أخرى لتخرج بنتيجة تراكمية. فإذا قرأت في موضوع ما كالاحتباس الحراري مثلًا، ثم استمعت إلى برنامج تلفازي يتحدث عن هذا الموضوع، أو حتى استمعت إلى خبر عنه، فإن استيعابك إياه وفهمك له يختلف عما إذا لم تكن قد اطلعت عليه سابقًا.
وقد أطلق الملياردير الأمريكي وارن بافت نصيحة قال فيها: اذهب إلى فراشك أكثر ذكاء كل يوم؛ بقدر ما يبدو الأمر بسيطًا فإنه يعمل على قوة الفائدة المركبة. وهنا يقصد بافت بالفوائد المركبة تلك التي تعتمدها البنوك في التعامل مع الإقراض والاقتراض وتتراكم وتتزايد بسرعة كبيرة حين تضاف الفوائد الناتجة منها إلى المبلغ الأصلي، خلاف ما يسمى بالفوائد البسيطة. ويضيف بافت: هذه هي الطريقة التي تتراكم بها المعرفة.
هذه الفكرة هي التي تدعو المقولة العربية الشهيرة “من استوى يوماه فهو مغبون” إلى تبنيها، وهي ذاتها التي تحدث عنها الكاتب الكبير ول ديورانت حين فسّر التقدم العلمي بأنه “لحظة وقوف الأقزام على أكتاف العمالقة” حين لا يبدأ العلماء من الصفر بل من حيث انتهى الآخرون، وهو أيضًا ما قاله الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل: إن النهضة الأوروبية قامت على نتاج الجهود الفكرية لأكثر من مئة مفكر.
وهنا يجدر بنا تأكيد أهمية الكتابة والتوثيق في عملية التراكم الثقافي من دون إغفال أهمية الثقافة الشفهية التي قد لا تصمد أمام عواصف الزمن في حال عدم توثيقها، كما حدث ويحدث في كثير من المجتمعات في الشرق والغرب.
وتعد التراكمية قدرًا للمعرفة، إن على الصعيد الفردي أو المجتمعي. فكما أن ثقافة ومعرفة أي مجتمع تتراكم وتتزايد مع الوقت مع توافر الشروط اللازمة، فإنها كذلك على الصعيد الفردي أيضًا حين يقرأ الواحد منا كتابًا بعد آخر وكأنه يضع طوبة فوق أخرى لكي يبني دماغه الذي يتحكم في تفكيره وقراراته وخياراته وتصرفاته. وهكذا فإن تأجيل القراءة يعني تأجيل عملية البناء التراكمي الضرورية للحاق بسباق الأمم في مختلف ميادين العلم والفكر والتقنية.