هل النار مخلوقة الآن؟ وهل الكفار يخلدون فيها؟
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
في إطار العقيدة الإسلامية، يثير البعض تساؤلات حول وجود النار والجنة منذ بداية الخلق، وهل هي مخلوقة الآن أم لا؟ كما يظل موضوع الخلود في النار بالنسبة للكفار محل نقاش وفهم في الإسلام. وقد وردت في القرآن الكريم والحديث الشريف إشارات واضحة حول وجود النار والجنة منذ الأزل، كما أقر العلماء في تفسيرهم لهذه المسائل، مشيرين إلى أن النار والجنة موجودتان بالفعل الآن، وأن مصير الكافرين سيكون الخلود في النار.
وسنتناول هذه القضية وفقًا للمفاهيم الإسلامية الصحيحة، مع دعمها بالأدلة الشرعية، حسب ما جاء في موقع دار الإفتاء.
هل النار موجودة الآن؟وفقًا للعقيدة الإسلامية التي يتبناها أهل السنة والجماعة، فإن النار والجنة مخلوقتان الآن، أي أنهما موجودتان بالفعل منذ وقت بعيد، قبل خلق آدم وحواء. وهذا يتفق مع ما ذكره الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه "مقالات الإسلاميين" حيث قال: "ويقرون أن الجنة والنار مخلوقتان"، مؤكدًا أن هذا هو رأي أهل السنة والجماعة، بينما كان بعض الفرق الأخرى ينكرون ذلك. (مقالات الإسلاميين، ص/296).
وقد ثبتت هذه الحقيقة في القرآن الكريم، حيث ذكر الله تعالى في كتابه الكريم في قوله: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) (البقرة/35)، وهو دليل على وجود الجنة منذ خلق آدم. كما أن العديد من الأحاديث النبوية الشريفة تدل على أن النار والجنة موجودتان حاليًا، ومنها ما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ" (متفق عليه). وهذه النصوص تؤكد بوضوح أن النار والجنة موجودتان منذ الأزل، وتقدران الاستمرار إلى يوم القيامة.
هل يخلد الكفار في النار؟وفيما يتعلق بمصير الكافرين، فإن القرآن الكريم قد بين بشكل قاطع أن الكافرين سيكون مصيرهم الخلود في النار، وهي سعيرٌ لا تهدأ ولا تخمد. حيث قال الله تعالى في سورة الأحزاب: "إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا. خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا" (الأحزاب/64-65).
وقد اتفق العلماء على أن الخلود في النار هو مصير الكافرين، وقد ورد هذا الإجماع في العديد من التفاسير والكتب الإسلامية التي تشرح أن الكفار، بسبب كفرهم وإنكارهم لربهم، سيعيشون في النار أبدًا، ولن يجدوا مخلصًا أو نجاة من هذا العذاب. ليس هناك تراجع عن هذا الحكم إلا إذا شاء الله ذلك في مشيئته الخاصة، ولكن المبدأ العام في الإسلام هو أن الكفار يخلدون في النار.
الحكمة في الخلودلماذا يُقدّر للكفار أن يخلدوا في النار؟ يعود ذلك إلى حكم الله عز وجل، حيث أن الكفر والإصرار عليه يتطلب العقوبة الأبدية. كما قال الله تعالى في سورة الأنعام: "وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (الأنعام/28). فلو كان الكفار يعيشون في الدنيا خالدين، لاستمروا في كفرهم، ولكن الله في حكمته قضى بأن يكون جزاؤهم في الآخرة هو الخلود في النار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: النار الجنة مخلوقة الان الخلود الكفار اهل السنة العقيدة الإسلامية الكفر دار الافتاء القرآن الكريم الاحاديث النبوية الأئمة الأنعام الاحزاب تفسير القرآن مشيئة الله
إقرأ أيضاً:
هذا ما ستفعله إسرائيل في لبنان.. تصريحٌ جديد!
قال مسؤول سياسي إسرائيلي في حديث عبر القناة الـ"14" الإسرائيلية إنه "إذا لم يلتزم حزب الله والجيش اللبناني باتفاق وقف إطلاق النار كما هو منصوص عليه، فإن إسرائيل لن تلتزم بدورها أيضاً"، وأضاف: "لن نترك جنوب لبنان لحزب الله مرة أخرى".وتأتي هذه التصريحات في وقت يثار فيه الحديث في الاجتماعات المغلقة عن إمكانية بقاء الجيش الإسرائيلي جزئياً في لبنان بعد مرور 60 يوماً من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويُتوقع أن يستمر الجيش الإسرائيلي في السيطرة على بعض النقاط الإستراتيجية جنوب لبنان بالقرب من الحدود، ما يسمح له بتنفيذ غارات في حال الضرورة على أهداف داخل لبنان.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن "الجيش الإسرائيلي سيظل متمركزاً في بعض المواقع الحيوية لضمان أمن مستوطني الشمال"، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تسمح لحزب الله بالهيمنة على جنوب لبنان"، وأضاف: "تل أبيب ستتخذ كافة التدابير لحماية مستوطنيها، في حال لم يتخذ الجيش اللبناني خطوات فعّالة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وتضيف القناة 14 الإسرائيلية أن هذا التحرك، إذا تم تنفيذه، سيكون بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة، مع التركيز بشكل خاص على إدارة الرئيس دونالد ترامب التي ستتولى مهامها في الأسبوع الذي يسبق الانسحاب الإسرائيلي المقرر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي وقت لاحق، زار رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي القيادة الشمالية على الحدود اللبنانية، إذ أكد بأن النصر النهائي على حزب الله لن يتحقق إلا بتوفير الأمن لمستوطني الشمال وعودة الحياة إلى المنطقة كما كانت سابقًا، دون أن يتطرق إلى موقف الجيش الإسرائيلي بشأن الانسحاب أو الاستمرار في تواجد قواته في جنوب لبنان. (إرم نيوز)