“نحو الداخل”.. رؤية فنية مبتكرة في “بنان” الدولي تُبرز جماليات تراث المملكة
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
استحوذ العمل الفني “نحو الداخل” 2024 في معرض الأسبوع الدولي للحرف اليدوية “بنان” على اهتمام الزوار، مقدّمًا رؤية إبداعية تُبرز جماليات التراث السعودي وتعيد صياغته بمنظور معاصر.
ويجّسد العمل المصنوع من الصوف القطني والخشب بأبعاد 6×8 أمتار، رحلة إنسانية تتعمق في المشاعر والتجارب، مستلهِمًا أفكاره من رمزية النسيج التقليدي وتنوع حضارات المملكة.
ويأخذ العمل الزوار في تجربة فريدة تربط بين التراث والممارسات اليومية، حيث تستحضر خطوط التصميم المبتكرة قصص البدو التي يحكيها السدو، بينما تبرز الخطوط الحادة المستوحاة من أشرعة الخيام؛ لتروي رحلة التطور عبر الزمن والمكان. كما تضفي شمس الصحراء وأهازيجها بُعدًا عاطفيًا يعيد إحياء ذاكرة الإنسان المرتبطة ببيئته، ليُصبح هذا العمل جسرًا بين الماضي والمستقبل، وبين الإنسان والكون.
وقدمت هذا العمل “خيوط الثقافة”، بهدف إحياء التراث السعودي عبر تجارب مبتكرة تمتد إلى مجالات الفنون، المتاحف، والفعاليات الثقافية، باستخدام لغة الفنون المعاصرة لتعزيز التبادل الثقافي بين دول العالم. كما عملت على إعادة صياغة الهوية الثقافية السعودية بأسلوب مُلهم، مستندة إلى جذورها الراسخة.
ويواصل معرض “بنان” دوره كمنصة تحتفي بروائع الحرف اليدوية وتراث المملكة، حيث يجمع بين الأصالة والحداثة، ويقدّم أعمالًا تُجسّد روح الابتكار وتروي قصصًا ملهمة تعكس الهوية السعودية بتجلياتها المتنوعة, “نحو الداخل” يُبرز في هذا السياق كأيقونة فنية تعبر عن العلاقة العميقة بين الإنسان وتراثه الممتد عبر الزمن.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
صدور كتاب "معالم الهوية" لتوثيق أبراج العصر البرونزي ودلالتها الاجتماعية والعسكرية
مسقط- الرؤية
صدر عن وزارة التراث والسياحة النسخة المحلية لأحدث كتبها العلمية ضمن سلسلة التراث الأثري العُماني بعنوان "معالم الهوية: أبراج العصر البرونزي في شبه الجزيرة العُمانية"، لمؤلفته البروفيسورة ستيفاني دوبر، عالمة الآثار المرموقة والمتخصصة في شبه الجزيرة العربية.
ويسلط الكتاب الضوء على ما يقرب من 100 برج من الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث يقدم هذا المجلد الشامل والثري بالصور والرسوم التوضيحية رؤىً جديدة في تاريخ هذا الهياكل المعمارية الضخمة ووظائفها وأهميتها الثقافية والحضارية.
وتدحض المؤلفة ستيفاني دوبر في هذا الكتاب المُعتقد السائد قديمًا بأنَّ هذه الأبراج ما هي إلا مُجرد أبنية مُراقبة وتحصينات دفاعية مصغرة، حيث إن التنقيبات الأثرية الحديثة دحضت ذلك المُعتقد بالكشف عن أن هذه الأبراج لها مجموعة متنوعة من الأغراض التي تستخدم من أجلها في العصور القديمة. وأجرت المؤلفة دراسة عميقة ومفصلة لكيفية بناء هذه الأبراج وتطورها، وكيف تمت إعادة توظيفها مع تنوع طرق استخدامها عبر قرون من النشاط البشري.
ويشرح هذا الكتاب كيف تناسبت هذه الأبراج مع التطورات الأوسع للأنشطة والمجتمعات في العصر البرونزي، والتي تشمل شبكات التجارة لمسافات طويلة، وإنتاج النحاس على نطاق واسع، وتطور أشكال البناء والعمارة الضخمة.
ويُعد هذا الإصدار أكثر من مجرد مرجع علمي متخصص، بل هو أيضا دليل للزوار والباحثين، ويضم في طياته خرائطًا ورسومًا توضيحية وصورًا فوتوغرافية توثق موقع كل برج على حدة وبالتفصيل، كما يقوم "معالم الهوية" بتحديث وإثراء فهمنا للتقاليد الثقافية للمنطقة وارتباطها بالعمليات التاريخية الأوسع من خلال جمع وتحليل أحدث البيانات.
وكرست ستيفاني دوبر سنوات عُمرها لدراسة عمارة العصر البرونزي والمشاهد الثقافية، وشملت مسيرتها الأكاديمية العديد من الدراسات الأثرية والمسوحات والتنقيبات في سلطنة عُمان، مما يجعلها ضليعة في هذا العِلم، وقد جاء هذا الكتاب كتتويج لعملها المكثف والدؤوب وخبرتها في هذا المجال حيث يقدم نظرة شاملة لواحدة من أهم الظواهر الأثرية في المنطقة.
ويُعد هذا الإصدار الذي طبعت نسخته الدولية دار الآركيوبرس أكسفورد للنشر شهادةً على التراث الثقافي الثري لسلطنة عُمان بصفة عامة وعلى الأهمية التاريخية لأبراج العصر البرونزي بصفة خاصة.
يشار إلى أن هذا المشروع هو الإصدار الثالث عشر لوزارة التراث والسياحة ضمن سلسلة التراث الأثري العُماني التي تصدرها الوزارة دوريا، في إطار جهودها الرامية إلى توثيق وتأليف وطباعة وترجمة مختلف الإصدارات العلمية في قطاع التراث العُماني، والكتاب متوفر للاقتناء مطبوعا وإلكترونيا عبر منصة الآركيوبرس البريطانية ومطبوعا عبر منفذ بيع ديوان عام وزارة التراث والسياحة.