وقف طلاق النار في لبنان.. مرحلة اختبار تشوبها خروقات
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
تبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبناني الاتهامات، الخميس، بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين، والذي تم التوصل إليه بعد جهود مكثفة قادتها الولايات المتحدة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو استهدف منشأة تستخدمها جماعة حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان. وفي المقابل، اتهم حسن فضل الله، النائب البرلماني عن حزب الله، إسرائيل بانتهاك نفس الاتفاق.
الدبلوماسي الأميركي السابق، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، أدموند كليمينتس، قال في حديث لقناة "الحرة" إن هذه الأيام هي "مرحلة اختبار" لحزب الله والجيش الإسرائيلي. "الطرفان يختبران بعضهما البعض، وكل طرف يريد أن يتأكد من أن الطرف الآخر سيحترم الاتفاق".
وأضاف أنه في "مرحلة الاختبار" من المهم أن يكون دور الولايات المتحدة منصبا على الضغط على الطرفين، وتوفير المعلومات الاستخاراتية لمعرفة من ينتهك وقف إطلاق النار.
وأوضح كليمينتس إنه بعد إعلان وقف إطلاق النار، هناك "مؤشرات إيجابية ودعم سياسي في لبنان وإسرائيل للاتفاق، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يكون هنا انتهاكات واتهامات من الطرفين بخرق الاتفاق".
وأكد في حديثه لقناة "الحرة" أن "المهم هو التنظيم الذي سيقوم به الطرق الثالث لضمان تطبيق وفق إلاطق النار".
وشدد كليمينتس أن الدعم للقوات المسلحة اللبنانية في المرحلة الحالية مهم جدا، "فالجيش اللبناني حتى وإن كان مدربا فإنه سيجد تعقيدات وتحديات في جنوب لبنان".
وبين كليمينتس أن من المهم لأميركا وفرنسا "دعم الجيش اللبناني ودفع مرتبات عناصره، وتقديم الدعم الأمني والتدريب الذي يحتاجه، كي يضمن سلامة الجنوب وعودة السكان. ومن مصلحة إسرائيل أن ينجح الجيش اللبناني".
وسلط تبادل الاتهامات الضوء على هشاشة وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا لإنهاء القتال الذي اندلع بالتوازي مع حرب غزة. ويستمر اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما على أمل التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية.
والضربة الجوية الإسرائيلية اليوم الخميس هي الأولى منذ بدء سريان الاتفاق صباح أمس الأربعاء. وقالت مصادر أمنية لبنانية وقناة الجديد التلفزيونية إن الغارة وقعت قرب منطقة البيسارية شمالي نهر الليطاني.
ويشترط اتفاق وقف إطلاق النار تفكيك المنشآت العسكرية غير المصرح بها جنوبي نهر الليطاني لكنه لا يذكر المنشآت العسكرية شمالي النهر.
وقالت وسائل إعلام رسمية ومصادر أمنية لبنانية في وقت سابق إن الدبابات الإسرائيلية قصفت خمس بلدات وحقولا في جنوب لبنان مما أدى إلى إصابة شخصين على الأقل.
وتقع جميع المناطق على بعد كيلومترين من الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل في نطاق أعلنه الجيش الإسرائيلي منطقة محظورة على طول الحدود، حتى بعد الاتفاق.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه رصد عددا من الأنشطة المشتبه بأنها تشكل تهديدا وتنتهك شروط اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال رئيس هيئة الأركان للجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي "أي انحراف عن هذا الاتفاق سيُقوم بالنار".
وفي وقت لاحق من اليوم الخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أمر الجيش بالاستعداد لقتال ضار إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
كيف علق الإعلام الإسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان؟
ركز الإعلام الإسرائيلي على إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موافقة المجلس الأمني المصغر على وقف لإطلاق النار مع لبنان بوساطة أميركية. وفي حين عارض سياسيون الاتفاق واعتبروه استسلاما، رحب به محللون وصحفيون، وقالوا إن ثمة ظروفا سياسية وعسكرية تدفع إلى التوقيع عليه مع كل سلبياته وثغراته بحسب وصفهم.
وقال مراسل الشؤون السياسية في قناة كان 11، سليمان مسودة "إن هناك ظروفا ليست سياسية فقط، بل عملياتية (عسكرية) تدفع إلى التوقيع على هذا الاتفاق، نحن ندخل فصل الشتاء، والولايات المتحدة منذ مدة ليست قصيرة لا تزود إسرائيل بكل الذخيرة التي تطلبها، وهناك حظر تصدير أسلحة واسع".
ووصف مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش، دورون كدوش، الاتفاق بـ"السيئ وبأن به سلبيات وثغرات"، لكنه قال إنهم في الجيش يطالبون بالاتفاق.
غير أن المراسل الإسرائيلي أوضح "أن هناك إيجابيات على المدى الفوري فيما يتعلق بالذخائر وبقضية جنود الاحتياط الذين ينهارون تحت ضغط الخدمة العسكرية ولم يعودوا قادرين على التحمل، بالإضافة أن هناك ضرورة لتركيز الجهد على قطاع غزة واستعادة المخطوفين".
ومن جهته، أوضح محلل الشؤون العسكرية في قناة 13، ألون بن دافيد أنهم في المنظومة الأمنية يعترفون بأن الاتفاق مع لبنان" ليس اتفاقا مثاليا، لكن من البداية لم يدع الجيش أنه سيقضي على القوة العسكرية لحزب الله، لأن ذلك يعني احتلال كل دولة لبنان".
أما رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، آموس مالكا، فقال إن الحرب في لبنان يمكن أن تنتهي بـ3 طرق، الأولى هي: "بالاتفاق المطروح، والثانية بحزام أمني، والثالثة بحرب حتى الرمق الأخير في محاولة -كما قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير– لمحو حزب الله".
وأشار إلى أن الاحتمال الثالث غير وارد "لأنها ستكون حربا مختلفة، ولا أعتقد أن لدينا دعما دوليا، ولا أعتقد أن لدينا خططا عسكرية لذلك".
وعلق موشيه سعدا، وهو عضو الكنيست عن حزب الليكود، على موضوع الاتفاق مع لبنان بالقول: "إن الوضع معقد جدا، وهناك تهديدات بحظر تزويدنا بالسلاح، وهناك تهديدات بقرارات أممية ضد إسرائيل".
أما رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان فقال "إن هذا وقف إطلاق نار قصير لـ5 أو 6 سنوات، حتى تندلع حرب لبنان الرابعة"، مشيرا إلى أنه خلال 5 أو 6 سنوات "سيكون لديهم في بعلبك (حزب الله) 40 ألف طائرة مسيّرة".
ومن جهته، وصف يائير جولان، وهو زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض ونائب رئيس أركان سابق، الاتفاق بأنه "اتفاق مرحلي بتبرير واضح، وصلنا إليه بجيش منهك جدا".
ويذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل دخل حيز التنفيذ الساعة الرابعة فجر اليوم الأربعاء بتوقيت بيروت (الثانية بتوقيت غرينتش) لينهي المواجهات العسكرية التي اندلعت منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.