رئيس لجنة الخارجية بالبرلمان يبحث تعزيز التعاون مع مسؤولين من الخارجية الإيطالية
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
الوطن|متابعات
ضمن إطار تعزيز العلاقات الثنائية مع جمهورية إيطاليا، التقى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب، يوسف العقوري، مع مسؤولين من إدارة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإيطالية، وهم السادة أندريا كولمبو، إيوني كارلوسي، وجيوفاني بايسي.
جاء اللقاء على هامش مشاركة العقوري في منتدى البحر المتوسط المنعقد في العاصمة الإيطالية روما، حيث تم تبادل وجهات النظر حول التطورات السياسية في ليبيا ومنطقة البحر المتوسط، إضافة إلى مناقشة ملف الهجرة وأهم القضايا المشتركة.
وخلال الاجتماع، استمع العقوري إلى موقف الجانب الإيطالي بخصوص تنفيذ اتفاقية تبادل السجناء، مع التركيز على قضية اللاعبين الليبيين المحتجزين في إيطاليا، مؤكداً أهمية التعاون المشترك لمعالجة هذا الملف.
كما شدد العقوري على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية، موضحاً أن مجلس النواب الليبي أنجز مسؤولياته المتعلقة بإصدار القوانين الانتخابية البرلمانية والرئاسية، بالإضافة إلى قانون الاستفتاء على الدستور، وتمت إحالتها إلى المفوضية العليا للانتخابات.
وفيما يتعلق بملف الهجرة، أشار العقوري إلى أن ليبيا لا تستطيع تحمل أزمة الهجرة بمفردها نيابة عن دول المنطقة والاتحاد الأوروبي، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لمعالجة هذه الأزمة. وأضاف أن ليبيا استضافت النازحين السودانيين وقدمت لهم الخدمات، إلا أن استمرار الأزمة في السودان يشكل ضغطاً إضافياً على البلاد، مما يتطلب دعماً من المجتمع الدولي.
من جهة أخرى، ناقش العقوري تنفيذ الاتفاقية الليبية-الإيطالية المتعلقة بإنشاء الطريق الساحلي، مشيداً بجهود الحكومة الإيطالية والسفارة والقنصلية الإيطالية في ليبيا، خاصة في دعم المتضررين من إعصار دانيال. كما دعا الشركات الإيطالية إلى المشاركة في إعادة إعمار المدن الليبية نظراً لسمعتها الجيدة في هذا المجال.
بدوره، أكد كولمبو على أهمية التعاون بين إيطاليا ومجلس النواب الليبي، معرباً عن سعادته باستضافة عدد من موظفي ديوان مجلس النواب للتدريب مع نظرائهم في البرلمان الإيطالي.
واختُتم اللقاء بالاتفاق على مواصلة التنسيق وتبادل الزيارات لتعزيز التعاون ووضع أسس مشتركة للعمل في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
الوسوم#العلاقات الثنائية إيطاليا الزيارات ليبيا مجلس النواب
المصدر: صحيفة الوطن الليبية
كلمات دلالية: العلاقات الثنائية إيطاليا الزيارات ليبيا مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
النويري والدعوة لإجراء انتخابات برلمانية في ليبيا
فاجأ النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي، فوزي النويري، المنتظم الليبي بالدعوة إلى التعجيل بالانتخابات البرلمانية، ودون إشارة إلى الانتخابات الرئاسية، التي من المفترض أن تجري بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية، وفق ما هو متداول ومعلوم.
لم يوضح النويري ملابسات دعوته لإجراء انتخابات برلمانية وعدم الإشارة للأخرى الرئاسية، إلا إنه برر موقفه هذا بالوضع الخطير الذي تمر به البلاد ويواجه المواطن الليبي، وتمترس مسؤولوا الداخل حول مناصبهم، وتغريد البعثة الأممية خارج السرب وبعيدا عن المصلحة الوطنية وبشكل يطيل من عمر الأزمة، كما أوضح في بيانه.
والحقيقة أن الفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية هو مطلب الكتلة السياسية العريضة المناوئة لمجلس النواب، والتي نقطة ارتكازها المنطقة الغربية، فهؤلاء يرون أن تصاعد وتيرة التأزيم اقترن بالانتخابات الرئاسية، وأن التجديد في الأجسام الراهنة سيكون أيسر من خلال انتخاب مجلس نواب جديد.
موقف النويري قد يكون منفردا ومعزولا ضمن مجلس النواب، وتحديدا الكتلة المؤثرة فيه والتي تدور حول رئاسة المجلس وتشد عضد رئيسه، وهؤلاء يصرون على التزامن بين الانتخابات، بل كانوا خلف مسألة إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية في حال فشلت الأخرى الرئاسية، وقد كانت هذه النقطة المضمنة في قوانين الانتخابات التي مررها مجلس النواب أحد أهم أسباب الخلاف الراهن بين أطراف النزاع.
دعوة النويري قد لا تجد صدى واسعا يجعلها قابلة للتطبيق في المدى القصير، إلا أن صدورها عن شخصية سياسية محسوبة على الطرف الرافض للفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية له دلالته ووزنه، وإذا استطاع الرجل التحرك بها داخل مجلس النواب وشكل رأيا له وضعه في المجلس، فساعتها قد يتغير الوضع، وسيكون الموقف التفاوضي للكتلة الداعية لإجراء انتخابات برلمانية منفردة أقوى، وقد نرى تعديلا في قوانين الانتخابات يعزز هذا التوجه.إلا أن الموقف الجديد للنويري يمكن أن يكون بمثابة رمي حجر في الماء الراكد، والظاهر أن امتداد الأزمة واتساعها إنما اقترن بالانتخابات الرئاسية الموجهة والمصممة بشكل يلائم أبرز شخصية سياسية وعسكرية في الشرق الليبي، وهو خليفة حفتر، حتى بات التبرير لتخطي ما هو معلوم بطلانه موقفا للكتلة المؤثرة في مجلس النواب ومن خلفها شريحة من النشطاء وغيرهم، والذين يقبلون بترشح مزدوج الجنسية للانتخابات الرئاسية، بعد أن كانوا يعتبرون حملة الجنسيات الأجنبية من الساسة الليبيين المعارضين للنظام السابق والذين شاركوا في الحياة السياسية بعد العام 2011م ، سببا في إفسادها.
قد يكون في كلام النويري اتجاها لقطع الطريق على مبادرة البعثة الأممية التي كلفت لجنة استشارية لإعداد مقترح للخروج من الأزمة الراهنة، أو هكذا بدا الأمر للبعض، وقد يكون موقفه ردة فعل على تدافع داخل ضمن مجلس النواب، إلا إنه اتجه إلى خيار يمكن أن يكون الحل الأكثر قابلية للتنفيذ في ظل التخندق الراهن واستعصاء الأزمة عن الحل.
النويري استند إلى سير العملية الانتخابية للمجالس البلدية، ورأى أنها تشكل حافزا للتقدم خطوات على المسار الانتخابي وإجراء الانتخابات البرلمانية، وهذه مسألة لا خلاف حولها، إلا إن الوضع أكثر تعقيدا من أن تتجاوزه دعوة النويري وصداها محليا، ولا يقتصر التعقيد على المسار السياسي ومخرجاته والتي جعلت الربط بين البرلمانية والرئاسية لازما، فالتعقيد يكمن في التدافع ذاته، والتطور الذي وقع في اتجاهات وأدوات الصراع، فمنذ فشل عملية السيطرة على طرابلس من قبل حفتر وقواته العام 2019م، صار الاهتمام بالانتخابات الرئاسية أكبر، وانطلقت الحملات الانتخابية مبكرة، واحتدم التنافس على كسب المؤيدين عبر مشروعات التنمية، وقد كان عبد الحميد ادبيبة واضحا وهو يدشن مشروعات تنموية وخدمية في فهمه لطبيعة المرحلة بقوله أن زمن الحروب قد انتهى، ويؤكد القول بأن الراهن على الأنصار بات سلمي كلام حفتر بعد افتتاح ملعب بنغازي، فالرجل الذي كان اعتماده على القوة لفرض الإرادة، تحول إلى ما يفعله الساسة المدنيين الذين يخطبون ود الرأي العام بالبناء والتشييد والاحتفالات والزينة.
دعوة النويري قد لا تجد صدى واسعا يجعلها قابلة للتطبيق في المدى القصير، إلا أن صدورها عن شخصية سياسية محسوبة على الطرف الرافض للفصل بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية له دلالته ووزنه، وإذا استطاع الرجل التحرك بها داخل مجلس النواب وشكل رأيا له وضعه في المجلس، فساعتها قد يتغير الوضع، وسيكون الموقف التفاوضي للكتلة الداعية لإجراء انتخابات برلمانية منفردة أقوى، وقد نرى تعديلا في قوانين الانتخابات يعزز هذا التوجه.