صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-07@05:53:56 GMT

فتوى الشيخ عبد الحي

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

فتوى الشيخ عبد الحي

حديث المدينة

عثمان ميرغني

فتوى الشيخ عبد الحي

انتشرت أمس في وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية فتوى منسوبة للشيخ عبد الحي يوسف.. وضع لها عنوان “جواز نشر صور هلكى المليشيا” وفي نَصها أن الشيخ أفتى (إذا توفرت المصلحة فإنه يجوز نشر الصور).

سبق لي أن علقت أن مثل هذه الفتاوي تمنح اختصاصا واسعا لشيوخ ليس بوسعهم أن يدركوا كل العلوم والمعلومات في جوانب الحياة المعقدة الممتدة.

. وكتبت هنا أكثر من مرة عن ضرورة تحديد “اختصاص” الفتوى.

ولتوضيح الفكرة سأخذ مثلا فتوى الشيخ عبد الحي هذه.. فهو أرجع الأمر لأهل الاختصاص بقوله (إذا توفرت المصلحة فإنه يجوز نشر الصور).. انظر بالتحديد لعبارة (إذا توفرت المصلحة)..!

الشيخ عبد الحي هنا ارتكب خطأين:

الأول: أن هذه العبارة (إذا توفرت المصلحة) في غاية الخطورة.. لأنها تترك تحديد المصلحة للاجتهاد الممتد الذي قد يتسع تقديره ليشمل كل من تقع في يده هذه الصور، فيقدر أنها للمصلحة وينشرها.. وهنا تصبح فتوى الشيخ عبد الحي باب مفتوحا على مصراعيه لفوضى عارمة.. محروسة بفتوى شرعية.

الثاني: الشيخ عبد الحي، بحكم كونه ليس خبيرا في الإعلام، تصور أن الصور شيء واحد قابل لتحديد وجود أو غياب المصلحة فيه.. بينما “الصور” لا تتشابه ولا يربطها سياق واحد يجعل حكمها متحدا.. فتقدير المصلحة هنا على كل صورة منفردة.. وليس كل الصور مجتمعة.. مما يعني عمليا أن أول ضوابط هذا الأمر هو حتمية أن تخضع لمعايير مؤسسية لا فردية.. تحكم على كل صورة بمضمونها وظرفها ووقتها وتأثيرها المتوقع.

شاب يحمل في يده هاتفا متطورا له قدرة عالية على التصوير الدقيق.. وجد الفرصة أن يلتقط صورا لقـتلى بعد معركة.. هنا حسب الفتوى عليه أن يجتهد رأيه في تقدير المصلحة في كل صورة ثم نشرها.. وقد يتسبب النشر في ضرر بليغ غير قابل للجبر.

إذا قبلنا  أن الشيخ عبد الحي هنا أمر بإحالة الفتوى لأهل الاختصاص فهنا الخطأ أكبر.. لأنه حاز على حق تحديد جهة الفتوى فاحتكر بذلك المرجعية.

في تقديري؛ بصورة عامة، لم يعد من حاجة لالتماس الفتوى في علماء الدين إلا في المسائل المباشرة المتصلة بعلوم الدين المختلفة حسب تخصصاتهم. بينما توجه الأسئلة دون أن تسمى فتوى، لأهل الاختصاص مباشرة.. الطبيب أو المهندس أو ضابط الجيش أو الشرطة أو الأمن أو القانوني أو الزراعي إلى آخر التخصصات مهما كثرت.

من المثال موضوع هذا العمود، لم يكن صواباً أن يوجه طلب الفتوى للشيخ عبد الحي، ولم يكن صواباً أن يرد هو حتى بالإحالة إلى أهل الاختصاص.. بل كان الأوجب أن توجه المسألة مباشرة لخبير في الإعلام أو لمختص في الحرب النفسية أو كلاهما معا.

وتنتفي الحاجة لأي غطاء ديني يمنح الاجابة أي إلزام أو قدسية.

وبصفتي خبير في الإعلام فلو وجه لي السؤال لكانت اجابتي، أنه لا يجوز نشر أي صور تختص بالمعارك مهما كان نوع الصور الا عبر ادارة الإعلام العسكري المختصة.. وأن على هذه الإدارة وضع لوائح وأسس تعتمد عليها في السماح أو عدم السماح بنشر هذه الصور.

وبالضرورة هذه الإدارة المختصة ستصدر قرارها لكل صورة منفردة وليس بصورة عامة لكل الصور.

وتسمح بالنشر حسب الظرف والتوقيت المحيط بالصورة، وحسب تأثيرها المتوقع ايجابا أو سلبا.

الخميس 28 نوفمبر 2024

الوسومالحرب السودان عبد الحي يوسف عثمان ميرغني علماء الدين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب السودان عبد الحي يوسف عثمان ميرغني علماء الدين کل صورة

إقرأ أيضاً:

مركز الأزهر العالمي: إصدار 71 ألف فتوى خلال شهر رمضان 2025

أعلن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن حصاد أعماله وأنشطته الدعوية خلال شهر رمضان المبارك.

حكم صلاة الرجال إلى جوار النساء في صلاة العيد.. مركز الأزهر يجيبمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: غزوةُ بدر الكُبرى هي نَصرُ الفُرقان الخالد

وأكد مركز الأزهر في بيان، أن الفتاوى الإلكترونية تصدرت قائمة إنجازات المركز، بإجمالي «71,354 فتوى»، غطت أسئلة شرعية واجتماعية من مختلف أنحاء العالم، عبر منصاته التفاعلية.

كما سجلت «وحدة لم الشمل» نجاحًا في إصلاح 500 حالة خلاف أسري ومجتمعي، إلى جانب تنظيم 50 لقاء توعويًّا وندوة في محافظات مصر، ركزت على ترسيخ الاستقرار الأسري.  

وفي إطار مكافحة الأفكار الهدامة، نفذت «وحدة بيان لمحاربة الإلحاد والفكر اللاديني» 323 نشاطًا، تضمنت ورش عمل وحوارات مفتوحة، بينما قدمت «وحدة الدعم النفسي» 380 خدمة لدعم الأفراد في تجاوز الأزمات النفسية.

كما أصدر المركز 243 محتوى علميًّا متخصصًا، إلى جانب 2,500 محتوى توعوي على منصات التواصل الاجتماعي، استهدفت تثقيف الشباب حول قضايا العصر.  

وخلال شهر رمضان المبارك برز مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بقوة على الساحة الإعلامية، حيث سجل 1,170 مشاركة إعلامية (مرئية، مسموعة، مقروءة)، بالإضافة إلى 23 بثًّا مباشرًا، ناقش قضايا دينية واجتماعية ملحة.

كما رصد فريق التحليل بالمركز 3,560 تقريرًا ومتابعةً لتحليل المحتوى الديني المنشور إلكترونيًّا، فيما لاقت أنشطة المركز تفاعلًا واسعًا عبر 4,580 مشاركة إعلامية تناولت أعماله.  

كما نظم المركز 46 مشاركة ولقاءً حواريًّا في الجامع الأزهر الشريف، جمعت أعضاء المركز مع الجمهور لتعزيز الحوار المجتمعي.

ووزع 136 ألف نسخة من مطبوعاته التثقيفية في المحافظات المصرية، بهدف نشر الوعي الديني والاجتماعي.  

مقالات مشابهة

  • علاقة غير شرعية انتهت بأشلاء جثته في الديب فريزر.. ماذا حدث لرجل أعمال الحي الراقي؟
  • مركز الأزهر العالمي: إصدار 71 ألف فتوى خلال شهر رمضان 2025
  • جريمة الحي الراقي.. أسرار العثور على جثة مقطعة داخل فريزر
  • رعب في الحي الراقي.. العثور على جثة مسن مقطعة إلى أجزاء داخل ثلاجة
  • الأزهر للفتوى: أصدرنا 71 ألف فتوى إلكترونية متنوعة خلال شهر رمضان
  • بن حبتور: اليمن يقدم النموذج الحي من الصمود والتحدي على كافة المستويات
  • إنقاذ طفلة من الغرق في شلال بني مطر
  • إنقاذ طفلة من الغرق في شلال بني مطر 
  • تحذيرات من السباحة في البحر هذه الأيام
  • لا يجوز.. فتوى الداعية عثمان الخميس عن تريند انتشر بين الناس تثير تفاعلا