صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-23@07:17:40 GMT

إيمان يوسف.. قصة نجاح سودانية في مصر

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

إيمان يوسف.. قصة نجاح سودانية في مصر

تؤمن إيمان يوسف وهي صاحبة مشروع مصغر للوجبات الإثيوبية بمصر أن المرأة بصبرها وقوة تحملها يمكن أن تصل لأي نقطة، وتقول في حوار مع (التغيير) إن الحرب أظهرت بوضوح أن نساء السودان مبدعات.

إيمان يوسف خريجة تكنولوجيا المعلومات وربة منزل تعشق المطبخ،  كشفت عن أن أسرتها وقفت معها بقوه وتحلم بأن يكون لديها براند عالمي موجود في كل مدينة، وتحدثت في هذا الحوار بنكهة النجاح والتحدي.

حوار: عبد الله برير

* متى اهتديت لفكرة عمل الطعام وبالذات اتجاهك نحو المطبخ الإثيوبي؟

بدأت في العام 2018م، اهتديت للفكرة عقب عودتي إلى السودان بعد 11 سنة من الغربة، وقتها سئمت من  جو الوظيفة والروتين الخاص  بالدوام، وفكرت بأنني  يجب أن  أبدأ شيئاً خاصاً بي، فأنا مؤمنة بضرورة إنجاز شيء خاص بي فيه بصمتي، وفعلاً وبما أنني أحب المطبخ وبالذات الأكل الإثيوبي فكرت في التجربة، دخلت على الفيسبوك وكتبت منشوراً ووضعت رقمي الشخصي للاتصال، كان يوم الخميس وسبحان الله كمية الطلبات التي أتتني لم تكن طبيعية مع أنني اعتقدت أن البوست تجريبي، وبنهاية اليوم لم أستطع تلبية كل الطلبيات، ومن هنا بدأت يومياً بذات المنوال، الحمد لله والشكر لله أصبح لدي زبائن ثابتين.

المرأة بصبرها وقوة تحملها يمكن أن تصل لأي نقطة تريدها

* كيف كان دور الأسرة في مشروعك، هل كانت داعمة أم متحفظة؟

أكرمني  ربي بأسرة لا تضاهى، طوال عمري وهم كانوا من الداعمين لي في أي شئ وهذا له دور كبير في شخصيتي، بمجرد أن أخبرتهم بمشروعي وقفوا معي، شقيقي أصبح يساعدني بسيارته يوم الجمعة للتوصيل، الوالدة معي في المطبخ، أما أختي فهي كانت تنظم العمل وهي صاحبة الأفكار المبدعة والأسلوب الحلو مع الزبائن، والدي رحمه الله كان دائماً إلى جانبي وأكثر كلمة كان يقولها لي “أساعدك بشنو؟”..

* هل لدراستك علاقة أو تأثير في حبك للمطبخ؟

درست تكنولوجيا معلومات، وفي العام 2007م تزوجت وهاجرت إلى مصر، درست كورسات في تربية الأطفال وتخصصت في منهج منتسوري المريكي، عملت مدرسة لمدة ثماني سنوات.

* هل هنالك اختلاف في عملك بين مصر والسودان؟

لا أشعر  بفرق كبير على اعتبار أن عملائي الذين كانوا في السودان معظمم أتوا إلى مصر، البداية هنا كانت صعبة بسبب تجهيز المواد، واجهتني صعوبة في تجهيز الكميات، صراحة السودان خيراته كبيرة وكل شئ متوفر بالكمية وهنالك مكان لتخزن فيه، عكس الوضع هنا فالشقق ضيقة والجيران لا يحتملون الروائح.

الحرب أظهرت بوضوح أن نساء السودان لديهن القدرة على الإبداع وخلق بدايات جديدة

* في اعتقادك، هل المرأة السودانية قادرة على منافسة الرجل في سوق البزنس؟

بالتأكيد لكن نجاح كل طرف يختلف عن الثاني، المرأة بصبرها وقوة تحملها يمكن أن تصل لأي نقطة تريدها، الحرب أظهرت أن كمية من نساء السودان لديهن القدرة على الإبداع وخلق بدايات جديدة رغم التحديات.

* ما هي أحلامك على الصعيد المهني؟

حلمي كسيدة أن يكون لدي براند عالمي (ماركة تجارية) متواجدة في كل مدينة، وأفكر في الدخول إلى قسم الحلويات.

* هل العائد مجز ويغطي التكلفة؟

صراحة الدخل يغطي التكلفة، والحمدلله علي أي عائد، لكن أكبر لي ربح هو العلاقات التي اكتسبتها وإثبات جودة عملي من خلال ردود الأفعال، الغربة مصنع النجاح، أكتثر شئ يعطيك الحافز هو أن تنجح في بلد غريب، معظم الناس لا يحبون التعب.

الوسومإثيوبيا إيمان يوسف الحرب السودان مصر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إثيوبيا إيمان يوسف الحرب السودان مصر إیمان یوسف

إقرأ أيضاً:

السودان… حرب تُدار بالذهب والولاءات لا بالبنادق

تتسم الأزمة السودانية بقدر هائل من التعقيد، ليس فقط بسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل لأن جذورها تمتد إلى شبكة واسعة من الفساد والتحالفات غير المعلنة التي تشكّل المحرّك الحقيقي لاستمرار الحرب. في هذا المقال نُحلل الدور الخفي للفساد في تغذية الصراع، ونُقيّم تأثير التدخلات الإقليمية والدولية من خلال إشارات رمزية، لتقديم قراءة أعمق لما يجري.

أولًا: الفساد كعامل حاسم في إدامة الصراع
الجيش واقتصاد الظل
استحوذ الجيش السوداني خلال العقود الماضية على قطاعات اقتصادية استراتيجية، من التعدين إلى الخدمات، عبر شبكة شركات لا تخضع لرقابة الدولة. هذا "الاقتصاد العسكري" يُستخدم في تمويل الحرب، وشراء الولاءات، وإدارة شبكة نفوذ تمتد داخل وخارج مؤسسات الحكم.
قوات الدعم السريع وثروات الأطراف المهملة
بالمقابل، بنت قوات الدعم السريع قوتها الاقتصادية عبر السيطرة على مناجم المعادن النفيسة في غرب السودان، وارتباطها بشبكات تصدير خارجية، مما منحها استقلالًا ماليًا مكّنها من التوسّع عسكريًا وسياسيًا، بل والتحوّل إلى لاعب إقليمي.

الفساد كمنهج وليس استثناء
ما يجعل الصراع أكثر خطورة هو أن الفساد لم يعد سلوكًا فرديًا، بل تحول إلى منهج متجذّر في بنية الحكم. وهذا ما يفسّر تعنّت الأطراف في وقف الحرب، لأن السلام سيكشف البنية التي يقوم عليها اقتصاد السلطة، بما فيها المحسوبيات والنهب المؤسسي.

ثانيًا: التحالفات الإقليمية غير المعلنة وتأثيرها على الحرب
الداعم المالي البعيد جغرافيًا
ثمة طرف إقليمي ثري ذو نفوذ اقتصادي عالمي، لعب دورًا حاسمًا في دعم أحد طرفي الصراع من خلال قنوات تجارية واستثمارات مشبوهة في قطاعات التعدين والموارد الطبيعية. هذا الدعم لم يكن علنيًا، لكنه وفّر غطاءً اقتصاديًا لبقاء الحرب مشتعلة.

الجارة الشمالية ذات التأثير الأمني
الطرف الآخر في الصراع حظي بتأييد ضمني من جارٍ شمالي يتقاطع معه في ملفات الأمن الإقليمي، خاصة المرتبطة بالمياه والحدود. هذه الدولة ترى في القيادة العسكرية الرسمية حليفًا استراتيجيًا يضمن استقرار الجوار، لذا كانت أقل حماسة لأي تغيير قد يُربك التوازن الإقليمي.

الراعي المتردد للسلام
طرف ثالث – يتمتع بثقل دبلوماسي عالمي – حاول لعب دور الوسيط، لكنه تردد في ممارسة ضغوط حقيقية، ومال إلى حفظ توازن هشّ بين المتصارعين بدلًا من اتخاذ موقف مبدئي من الانتهاكات. ما جعل مبادراته للسلام تدور في حلقة مفرغة من الوعود دون نتائج ملموسة.

ثالثًا: تجاوز الحلقة المفرغة... هل من أفق؟
لا سلام دون تفكيك اقتصاد الحرب
أي اتفاق سياسي لا يعالج البنية الاقتصادية للصراع، ويضع حدًا لتحكم الأطراف العسكرية في الموارد، سيكون مجرّد هدنة مؤقتة. الحل يبدأ بإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، وفرض الشفافية على قطاعي التعدين والاستثمار.

الضغط الرمزي على اللاعبين الإقليميين
لا بد من مقاربة دبلوماسية جديدة توجّه الرسائل للطرف الإقليمي الداعم بالمال، والجارة ذات الحس الأمني، والراعي الدولي المتردد، بأن استمرار الحرب سيؤدي إلى زعزعة أوسع تشمل الإقليم كله. ويمكن للمجتمع المدني السوداني أن يلعب دورًا في توصيل هذه الرسائل
دون صدام مباشر مع المصالح السياسية.

ما يحدث في السودان ليس صراعًا أهليًا تقليديًا، بل هو حرب تُغذّى بالفساد والتحالفات الرمادية. تفكيك هذه الشبكة يتطلب وعيًا وطنيًا صارمًا، وجرأة في مساءلة النخبة، وشجاعة دولية في مواجهة الواقع، بدلًا من دفنه تحت شعارات فارغة عن "الاستقرار" و"التهدئة".
الطريق إلى السلام يبدأ من الاعتراف بأن الحرب لا تُدار فقط بالسلاح، بل أيضًا بالمصالح الخفية.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • ما هي أسباب الحرب في السودان إذن؟
  • شاهد بالصورة والفيديو.. شاعرة وصانعة محتوى سودانية: (الكرشة أو “التنة” التي أمتلكها تعتبر من علامات الجمال وتساعدني على ربط التوب)
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
  • حقيقة الحرب في السودان
  • المجتمع الدولي وإدمان الفشل حول السودان
  • بالفيديو.. ملامح الغدر كانت واضحة.. شاهد ماذا كان يدور داخل منزل قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو بالخرطوم قبل يوم واحد من الحرب
  • السيدة مريم كانت محجبة.. أحمد كريمة يرد على منكري حجاب المرأة
  • حصاد عامين من حرب السودان بالأرقام
  • البعض يتحدث عن وقف الحرب في السودان وكأنه يريد أن يقول (..)
  • السودان… حرب تُدار بالذهب والولاءات لا بالبنادق