ألمانيا – أفادت مجلة ” ديرشبيغل”بأن رجلا ألمانيا قضى 13 عاما في السجن بتهمة قتل امرأة، وتبين لاحقا أنه بريء، فطالب السلطات الألمانية بتعويض قدره 750 ألف يورو.

يذكر أن محكمة مقاطعة ميونيخ الألمانية حكمت على المواطن الألماني مانفريد جينديكي بالسجن مدى الحياة. حيث اعتبرته هيئة المحلفين مسؤولا عن وفاة امرأة.

وبحسب المدعي العام فإن جينديتسكي تشاجر مع الضحية في شقتها وضربها، ثم قام بإغراقها في حوض الاستحمام.

بعد سجنه، كان جينديتسكي يصر على مدى سنوات على مراجعة القضية الجنائية، قائلا إن الاتهامات الموجهة إليه باطلة. وبعد فترة، لم يطالب محاموه فحسب، بل ومكتب المدعي العام بتبرئته. وتم التشكيك في مسؤولية غينديتسكي وحقيقة الجريمة. وفي وقت لاحق أثبت الخبراء أن الحادث لم يكن بدافع القتل.

وفي عام 2023، أُطلق سراح الرجل، وحصل على تعويض قدره 368 ألف يورو، أي 75 يورو عن كل يوم من الأيام الـ 4916 التي قضاها في السجن. ومع ذلك، فإن الرجل المفرج عنه وشريكته قالا الخريف الجاري إن مبلغ الدفعة لم يكن كافيا. وطالب جينديتسكي بمبلغ 750 ألف يورو أخرى كتعويض عن الضرر المعنوي.

المصدر: لينتا. رو

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

الشاي المر… عندما يصبح الرزق تهمة

في شوارع الخرطوم ومدن السودان المختلفة، تقف “ستات الشاي” كأيقونة صبر ومقاومة، يسعين خلف لقمة العيش في بلد أثقلته الأزمات والحروب. ومع أن ما يقمن به لا يتجاوز إعداد كوب شاي أو قهوة، إلا أنهن كثيرًا ما وجدن أنفسهن في مواجهة تُهم جاهزة، ووصم مجتمعي لا يستند إلى دليل. لطالما ارتبط اسم “ستات الشاي” في أذهان البعض بمخاوف أمنية أو مخالفات قانونية، دون أن تُضبط إحداهن متلبسة بجريمة تخل بالأمن العام أو تستحق العقوبة الجنائية إلا فيما ندر. جل ما يُسجل عليهن هو مخالفة أوامر المحليات، وهي في الغالب ترتبط بعدم الترخيص أو الجلوس في أماكن غير مصرح بها.

لكن السؤال الأهم هنا: هل وفرت الدولة لهن بيئة قانونية أو بدائل آمنة للعمل؟ أم أننا نمارس عليهن تضييقًا دون أن نفتح لهن أبوابًا للرزق المشروع؟ لسنا ضد تنظيم العمل أو فرض ضوابط تشغيلية تحافظ على المظهر العام وتراعي مقتضيات الأمن، والصحة. نعم، يمكن حصر العاملات، وتحديد مواقع مناسبة، وضمان شروط النظافة والسلامة. لكن ما لا يجب أن يحدث هو أن يصبح التنظيم مرادفًا للإقصاء، أو أن تُقطع أرزاق الناس دون بدائل تحفظ كرامتهم. هناك فارق كبير بين الحفاظ على النظام، وبين القسوة غير المبررة.

ولفهم هذا التوتر بين الأمن والرزق، نحتاج إلى التوقف عند مفهومي “الأمننة” (Securitization) و”اللامننة” (Desecuritization) في تناول القضايا الاجتماعية. حين تُدرج قضية اجتماعية، كعمل ستات الشاي، في خطاب أمني وتُقدَّم كتهديد للنظام العام، تُصبح “مؤمننة” (Securitized)، وتُعالج عبر آليات الردع والملاحقة، لا عبر الفهم والمعالجة. أما “اللامننة” (Desecuritization)، فهي النظر إلى هذه القضايا كظواهر مجتمعية تستوجب حلولًا تنموية وحقوقية. والتحدي الحقيقي يكمن في المزاوجة بين الأمرين: أن نحمي الأمن دون أن نضرب الإنسان في لقمة عيشه. يمكن تحقيق ذلك بتحليل دقيق لطبيعة الظاهرة، وتقنينها بدل تجريمها، وإشراك المجتمع المدني والجهات التنموية مع الأجهزة الأمنية، وتوفير بدائل حقيقية قبل أي تدخل زجري. كما أن للخطاب الإعلامي دورًا محوريًا في خلق بيئة تفهم هذه التوازنات، لا تذكي نار الشك والتخوين.

في الحديث الشريف، دخلت امرأة النار في هرة، لا هي أطعمتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض. فكيف إذًا بعشرات النساء اللواتي يطاردن في أرزاقهن دون أن نوفر لهن سندًا أو نترك لهن فسحة للعيش؟ أليس في ذلك ظلم نخشى أن نحاسب عليه؟

ولنا في سيدنا عمر بن الخطاب أسوة حسنة، وهو القائل: “إن هذا الأمر لا يصلحه إلا لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف.” وقد كان مزيجًا فريدًا من الحزم والرحمة، والقوة واللين، فقد عُرف بالشدة في الحق، لكنه كان أيضًا رقيق القلب، وكان يقول: “لو أن بغلة عثرت في العراق، لكنت مسؤولًا عنها لمَ لمْ أُمهّد لها الطريق؟” — تعبير عميق عن الإحساس بالمسؤولية والشفقة على كل مخلوق. وهي الروح التي يجب أن تسود في تعاملنا مع قضايا الهشاشة، لا سيما حين يتعلق الأمر بأرزاق من لا سند لهم.

ستات الشاي لسن مجرمات، بل ضحايا ظرف قاسٍ، نساء يحملن عبء أسرهن فوق رؤوسهن، في صبر لا يُضاهى. ومن واجب الدولة والمجتمع أن يحتوِيَهن لا أن يطردهن، أن يُقنِّن لهن لا أن يُجرّمهن، أن يُنصفهن لا أن يُخَوِّنهن. قبل أن نضيق عليهن أكثر، فلنسأل أنفسنا: ماذا تركنا لهن من خيارات؟ وماذا نقول حين نحاسب على أرزاق قطعناها دون حق؟

عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٥ أبريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الشاي المر… عندما يصبح الرزق تهمة
  • السعودية.. كم يبلغ سِن الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد قضاء 21 عاما منها في غيبوبة؟
  • إسرائيل تعترف بقتل موظف أممي بلغاري في غزة وصوفيا تطالب بتعويض
  • ألمانيا تتوقع ركودا اقتصاديا هذا العام وتُحمّل ترامب المسؤولية
  • قلق ألماني من الأحكام في قضية التآمر على أمن الدولة في تونس
  • اعتقال 4 من العاملين في التليفزيون الإيراني بأمر المدعي العام| تفاصيل
  • نوكيا: تسجل خسائر بقيمة 60 مليون يورو
  • خبير ألماني بشأن زلزال إسطنبول: احتمال وقوع زلزال كبير ما زال قائماً
  • عاجل.. مكتب المدعي العام بهامبورغ لـRue20: تقرر تسليم بودريقة إلى السلطات المغربية والمحكمة الدستورية رفضت طعنه
  • 153 مليون يورو أرباح نوكيا في الربع الأول.. تراجع بـ 70%