خرق الهدنة.. انحياز مكشوف وسياسات عارية من القيم
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
أحمد بن محمد العامري
ahmedalameri@live.com
في تصريحٍ يعكس استعلاءً سياسيًا، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه أمس بشأن الهدنة بين لبنان وإسرائيل: "إذا خرق الجانب اللبناني الهدنة، فإن أمريكا ستقف إلى جانب إسرائيل".
هذه الكلمات البسيطة تحمل في طياتها رسالة واضحة، لكنها ليست مفاجئة: الولايات المتحدة ستظل داعمًا مطلقًا لإسرائيل، بغض النظر عن الظروف أو الوقائع على الأرض.
هذا الموقف يبرز حقيقتين واضحتين؛ أولًا: أن السياسة الأمريكية ليست مدفوعة بقيم مثل الديمقراطية أو حقوق الإنسان كما تدّعي؛ بل تخضع لإملاءات اللوبي الصهيوني ومصالحه. وثانيًا أن شعارات السلم والأمن الدوليين ليست سوى قناع يخفي خلفه ازدواجية معايير أصبحت جزءًا لا يتجزأ من السياسات الغربية، حيث تُقدّم مصلحة إسرائيل دائمًا على كل المبادئ والقيم الإنسانية.
لكن العالم اليوم لم يعد غافلًا عن هذه الازدواجية، بل بات يرفضها علانية، فحركات التضامن مع فلسطين والانتقادات الدولية المتصاعدة للإرهاب الصهيوصليبي، تؤكد أن الشعوب أصبحت أكثر وعيًا بطبيعة هذه التحالفات الظالمة، وما نشهده من احتجاجات ومواقف حازمة في مختلف أنحاء العالم، هو دليل حيّ على الرفض العالمي الشعبي لهذه السياسات الجائرة.
المثير للسخرية هو جرأة الساسة الأمريكيين وبعض نظرائهم الغربيين على تضليل شعوبهم، متذرعين بشعارات براقة تخلو من أى مضمون حقيقي، ولكن الأكثر إيلامًا هو أن هذه الأكاذيب تجد صدىً في عالمنا العربي، حيث يهرول بعض الحكام نحو استرضاء القوى الكبرى حتى لو كان ذلك على حساب قضايا الأمة ومصالحها الاستراتيجية.
هذه الحقائق تضع أمامنا تحديًا كبيرًا؛ وهو ضرورة مواجهة هذه الهيمنة غير العادلة، ليس فقط عبر الاحتجاج والمواقف الرافضة، بل أيضًا ببناء مواقف عربية شعبية موحّدة، تعتمد على استعادة القرار السيادي وتفعيل دور الشعوب في صياغة مستقبلها بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.
إن ما يحتاجه العالم اليوم ليس مجرد تصريحات جوفاء عن العدالة وحقوق الإنسان، بل أفعال حقيقية تُعيد صياغة النظام الدولي على أسسٍ عادلة، بعيدًا عن التحيز والإرهاب السياسي الأمريكي الذي أضحى سمةً بارزة لهذا العصر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عقيل لـ”هيئة صياغة الدستور”: احترموا عقولنا ولا تنضموا إلى جوقات المضللين
طالب رئيس حزب الائتلاف الجمهوري، عز الدين عقيل، “هيئة صياغة الدستور”؛ باحترام عقول الليبيين وعدم الانضمام إلى “جوقات المضللين”.
وقال عقيل، في منشور على فيسبوك؛ “أستطيع التأكيد هنا بأن الأستاذ ضو المنصوري على الأقل يعرف الوجه القبيح للحقيقة، باستثناء الستيفانيتين اللتين كانتا تمثلان الإرادة الأمريكية الخالصة وليس الأمم المتحدة”.
وتابع؛ “بل واللتين حولتا البعثة إلى مجرد قسم تابع للسفارة الأمريكية في طرابلس، وفرض سياسات واشنطن في ليبيا!”.
وأردف، فإنه “من الغريب جداً في ظل وجود وعاة و مثقفين كبار بين أعضاء الهيئة التأسيسية لمشروع صياغة الدستور، قيام الهيئة بدعوة (الخاله حنا)، إلى تصحيح مواقف المبعوثين السابقين من خلال دفعها نحو تنظيم استفتاء على مسودة الدستور!”.
وأشار إلى أنه “خطأ جسيم يبلغ حد التضليل.. ولوم في غير محله! بل ويشكل سخفا وظلما فادحا لأشخاص أبرياء، وهم المبعوثين السابقين باستثناء من استثنينا منهم!”.
وأكمل؛ “حيث يقرر هذا اللوم عبثا بأن المبعوثين السابقين هم المسؤولون حقا وفعلا على حظر الاستفتاء على مسودة الدستور! وكأنهم كانوا قادرين فعلا على الدفع نحو تنظيم الاستفتاء ورفضوا او عارضوا القيام بذلك!”.
وقال موجهًا حديث لهيئة صياغة الدستور: “أرجوكم احترموا عقولنا كما نحترمكم و لا تنظموا إلى جوقات المضللين! فلا الخالة تيتة، ولا العمة تفيدة، تملك تحديد مصير مسودتكم!”.
وختم موضحًا؛ “اذهبوا إلى الانجلوسكون، فإنهم ورمكم السرطاني العنيف”.
الوسومعقيل