تونا الجبل.. كنز تاريخى وسياحى يحتضن «إيزادورا» شهيدة الحب
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
كنز تاريخى وسياحى عتيق يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتطوير، فالاستثمار فى هذه المنطقة ليس حفاظاً على التراث فقط، بل أيضاً خطوة نحو تعزيز التنمية السياحة والاقتصادية.. إنها منطقة توتا الجبل التى تعد واحدة من المواقع الأثرية المميزة التى تقع فى محافظة المنيا عروس الصعيد، وتحتضن استراحة طه حسين عميد الأدب العربى، لكنها تحتاج إلى تطوير.
نخبة من الكتاب والمفكرين من مختلف أنحاء مصر حطوا رحالهم فى محافظة المنيا عروس الصعيد لحضور مؤتمر أدباء مصر، الذى عقد تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء عماد كدوانى، محافظ المنيا، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت عنوان «أدب الانتصار والأمن الثقافى.. خمسون عاما من العبور»، برئاسة الفنان الدكتور أحمد نوار، بغية تبادل الأفكار والخبرات بين الأدباء والمهتمين بالشأن الأدبى والثقافى، فضلاً عن مناقشة القضايا الأدبية المعاصرة والبحث فى سبل تعزيز الحراك الثقافى والفكرى المصرى، زاروا المنطقة فى الأيام الأخيرة.
تحدث الدكتور ثروت الأزهرى، مدير السياحة بمحافظة المنيا عن موقع حفائر منطقة تونا الجبل، وأوضح أن الاسم «التونا» مأخوذ من كلمة مصرية قديمة تعنى «المستنقع»، وفى ذلك إشارة إلى بحيرة قديمة كانت موجودة على مسافة قريبة من هذا المكان، وقد جفت البحيرة بمرور الزمن وصولا إلى الوقت الحاضر.
وأشار إلى أن تونا الجبل إحدى القرى التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا، وكانت قديمًا المدينة الجنائزية لمدينة هيرموبوليس، وهى غنية بالآثار والمعالم التى تعكس التراث الثقافى والحضارى للمنطقة، ما يجعلها وجهة سياحية ذات طابع خاص لمحبى التاريخ والثقافة.
تقع منطقة آثار توتا الجبل فى موقع استراتيجى يوفر إطلالة مميزة على مناطق يعود تاريخها إلى عصور ذات صلة بحضارات فرعونية وقبطية وإسلامية، وهو ما يجعلها غنية بالمعالم التاريخية.
وأضاف: توجد بالقرية مقابر لقردة البابون وصقور وطيور أبى منجل المقدسة للإله «تحوت»، إضافة إلى جبانة مدينة هيرموبوليس، ومقبرة بيتوسريس الكاهن الأكبر للإله تحوت المكتشفة سنة 1919م، على يد جوستاف لوفيفر، وهى أول أثر اكتشف فى المنطقة بعد لوحات الحدود لأخناتون وتعد مزيجا بين الثقافتين المصرية والبطلمية، وواجهتها على هيئة معبد مصرى، تنقسم المقبرة إلى قسمين الأول رسومات ومشاهد توضح الحياة اليومية، مثل الزراعة، والثانى يعبر عن العالم الآخر ويضم بئر دفن به تابوت خشبى للكاهن تم نقله إلى المتحف المصرى بالتحرير، بجانب بعض النقوش المعبرة عن تقسيم اليوم 12 ساعة للنهار و12 ساعة لليل، بجانب نقوش تعبر عن ممارسة الطقوس والقرابين والموكب الجنائزى. أيضاً مقبرة ومصلى إيزادورا تلك الشابة الشابة الثرية والجميلة التى كانت تعيش فى هيرموبوليس فى القرن الثانى الميلادى، ثم وقعت فى حب جندى شاب من أنطونيو بولس، وقد أرادا الزواج، لكن أبوها رفض، لذلك قرر الشابان الهرب، ولسوء حظهما غرقت إيزادورا أثناء عبورها النيل، ثم تم تحنيط جسدها، وقام والدها ببناء قبر متقن لها. تحتوى مقبرتها على قصيدة من 10 أسطر منقوشة باليونانية، وبعد وفاتها، أصبح القبر مزارًا دينيًا، ولا تزال بقايا إيزادورا المحنطة موجودة ومغطاة بالزجاج فى ضريحها فى تونا الجبل.
وتمثل الآثار الموجودة شاهداً على حقب تاريخية مختلفة، ما يجعلها مصدراً مهماً لدراسة التاريخ القديم. وفضلاً عن التراث الدينى الذى يضيف بعداً روحانياً يجذب الزوار من مختلف الأديان، ووجهة مثالية للسياح الباحثين عن تجربة تجمع بين التاريخ والطبيعة.
تحتاج المنطقة إلى التفات المسئولين إليها، من أجل إحداث تنمية اقتصادية فيها، وهو ما سيساهم فى زيادة معدلات السياحة وتعزيز الاقتصاد من خلال تطوير البنية التحتية، والحفاظ على آثار المنطقة من التآكل أو التخريب، فضلاً عن أنها تحتاج إلى ترويج سياحى وجهود أكبر فى الترويج عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى محلياً وعالمياً، بالإضافة إلى تسهيل طرق الوصول إلى الموقع.
يذكر أن عروس الصعيد محافظة المنيا واحدة من المحافظات ذات التاريخ العريق والموقع الاستراتيجى، فهى مركز مهم فى تاريخ مصر القديمة، إذ تتميز بتنوع معالمها السياحية والأثرية التى تعكس الغنى فى آثار الحضارات اليونانية والفرعونية والإسلامية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تاريخ مصر القديمة عروس الصعيد محافظة المنيا محافظة المنيا الهيئة العامة لقصور الثقافة تونا الجبل
إقرأ أيضاً:
بسبب المجاعة.. آثار "مدمرة ودائمة" تنتظر أطفال غزة
حذر خبراء تغذية من أن المجاعة التي يعيشها سكان غزة، وخاصة الأطفال، منذ بداية الحرب، قد تصيبهم بعاهات مستديمة، وصدمات نفسية، وأمراض خطيرة تؤثر على نمو أدمغتهم وأجسادهم.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأحد، أنه في ظل الحصار الإسرائيلي شبه الكامل، يواجه أكثر من مليوني شخص في غزة، من بينهم نحو مليون طفل، جوعا شديدا ومتفاقما.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن نحو واحد من كل ثلاثة أشخاص يمضي عدة أيام دون طعام، بينما تشير تقارير المستشفيات القليلة المتبقية في غزة إلى تزايد أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية والمجاعة.
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو الواردة من القطاع أطفالًا هزيلين، وقد التصقت جلودهم بعظامهم وانتفخت بطونهم، من شدة الجوع والعطش.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية، الأحد، من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بحياة كثر وكان من الممكن تفاديه.
آثار "مدمرة" ودائمة
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الجوع المتفشي في غزة تظهر آثاره المدمرة على جسم الإنسان، خاصة الأطفال، وكلما كان الشخص أصغر سنا كانت الأضرار أشد.
رغم أن سكان غزة عانوا من الجوع طوال الحرب، إلا أن الأوضاع أصبحت كارثية منذ مارس عندما أنهت إسرائيل هدنة الأسابيع الستة، وعادت لفرض الحصار.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأشخاص ينتقدون "مؤسسة غزة الإنسانية"، قائلين إنها تجبر الفلسطينيين على المخاطرة بحياتهم للحصول على المعونات.
الأطفال، أكبر المتضررين
وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فإن حوالي 80 بالمئة من ضحايا الجوع، منذ بداية الحرب، هم الأطفال.
قال مسؤول في "أطباء بلا حدود" في بيان الخميس إن 5000 طفل عولجوا من سوء التغذية خلال أسبوعين فقط في يوليو.
وبحسب وكالة رويترز، قد تنفد الأدوية المخصصة لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة، بحلول منتصف أغسطس.
ويقول الأطباء وخبراء تغذية إن الأطفال الناجين من سوء التغذية ونقصها، إلى جانب القصف المستمر، والأمراض المعدية، والصدمات النفسية التي عانوا منها في قطاع غزة، سيواجهون غالبا مشاكل صحية مدى الحياة.
فالمجاعة قد تحرمهم من القدرة على النمو الكامل عقليا وجسديا، وسيكون الكثير منهم أقصر قامة وأضعف بنية، وفقا الأطباء.
وقال الطبيب ذو الفقار بوتا، رئيس قسم صحة الطفل العالمية في مستشفى الأطفال في تورنتو: "بأبسط تعبير، عندما يتوقف النمو والتغذية، يتوقف الدماغ عن النمو".
المواليد الجدد.. خطر مضاعف
أوردت "واشنطن بوست" أن الأطفال الرضع، الذين ينجون من الحرب، سيواجهون مخاطر شديدة مرتبطة بسوء التغذية.
وقالت إن إعلان إسرائيل بأنها ستسمح للدول بإسقاط المساعدات جوّا في غزة، غير كاف لسد الحاجة، موضحة أن كل طائرة تحمل كمية أقل من تلك التي تنقلها شاحنة واحدة عبر المعبر، محذرة من أن الإسقاط الجوي للمساعدات ينطوي على مخاطر على المدنيين الموجودين في الأرض.
"مجزرة بالعرض البطيئ"
وأشار المصدر نفسه إلى أن تفشي المجاعة بين الغزيين قد يؤدي إلى الانهيار الاجتماعي، إذ سيضطر الآباء إلى اتخاذ قرارات مؤلمة بشأن من سيطعمون، وماذا سيبيعون للبقاء على قيد الحياة.
وقال أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في جامعة تافتس ومؤلف كتاب "المجاعة الجماعية: تاريخ ومستقبل المجاعة"، إن مظاهر المجاعة لن تتوقف، حتى ولو انتهت الحرب في القطاع.
وأضاف: "المجاعة في الحروب مثل المجزرة بالعرض البطيئ".