الصحة العالمية: الوضع بغزة كارثي ونقص حاد بالمواد الأساسية
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
وصفت منظمة الصحة العالمية، الخميس، الوضع على الأرض في قطاع غزة، ولا سيما شطره الشمالي، بأنه "كارثي" محذرة من أنه يعاني من نقص حاد في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنّه عندما شنت إسرائيل حربها على قطاع غزة قبل أكثر من عام، لجأ تقريبا جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.
وحذر غيبريسوس، في مؤتمر صحفي بمقرّ المنظمة في جنيف، بأنّ "هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية".
وقال غيبريسوس إنّ الوضع مروّع بشكل خاص في شمال غزة حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان تقرير أُعدّ بدعم من الأمم المتّحدة حذّر في وقت سابق من هذا الشهر من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة حيث اشتدّ القصف والمعارك وتوقف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريبا.
وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها هذا الأسبوع بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت 3 أيام وجال خلالها على أكثر من 12 مرفقا صحيا.
وقال غيبريسوس إن الفريق رأى "عددا كبيرا من مرضى الصدمات وعددا متزايدا من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج"، مؤكدا أن "هناك نقصا حادّا في الأدوية الأساسية".
ولفت المدير العام إلى أنّ منظمته "تفعل كلّ ما في وسعها -كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله- لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات".
من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحفيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة قدّمت طلبات بشأنها في أكتوبر/تشرين الأول، تمّ تسهيل 9 مهام فقط.
وأضاف أنّه من المقرّر أن تجري السبت المقبل مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين اللذين ما زالا يعملان "بالحد الأدنى" في شمال قطاع غزة وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معربا عن أمله في ألا تتم عرقلة هذه المهمة.
وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين "بحاجة إلى كل شيء"، ويعانيان بالخصوص من نقص شديد في الوقود، محذرا من أنّه "دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق".
وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت هذا الأسبوع إخلاء 17 مريضا من قطاع غزة إلى الأردن، يفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج.
وأوضح أنّ هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو/أيار.
لكنّ حوالى 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون في القطاع إجلاءهم لأسباب طبية، وفقا لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع، مشددا على أنه إذا ظل الوضع على ما هو عليه، فسوف تكون المنظمة مشغولة "طيلة السنوات العشر المقبلة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات منظمة الصحة العالمیة شمال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هل تواصل إسرائيل القصف والاغتيالات بعد ١٨ شباط؟
كتبت بولا مراد في" الديار": يبدو ان لبنان سيكون ملزما مع انتهاء المهلة الممددة لوقف النار، على التعامل مع ما هو أبعد من مواصلة اسرائيل
ترجح مصادر مواكبة عن كثب لتطور الاوضاع ان "تواصل اسرائيل الخروقات وبخاصة انه يبدو واضحا ان هناك غطاء اميركيا واضحا لها سواء أكان ذلك من خلال ورقة جانبية اتفق عليها الطرفان الاميركي والاسرائيلي بالتوازي مع اتفاق وقف النار او عبر تفاهمات غير مكتوبة تُطلق يد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في لبنان للتصدي لما يعتبره الطرفان تهديدا لأمن اسرائيل".ولعل ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنتنياهو بشأن اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الاسرى في غزة "بيبي – افعل ما تريد"... يشمل ايضا لبنان. وتعتبر المصادر في حديث لـ "الديار" ان "تلكؤ اللجنة الخماسية المعنية في مراقبة تنفيذ الاتفاق طوال الفترة الماضية سينسحب على الارجح على المرحلة المقبلة"، لافتة الى ان "الضغط الاميركي لانسحاب اسرائيل من القرى التي لا تزال محتلة مقابل الموافقة على البقاء في ٥ مواقع استراتيجية، هو محاولة لاستيعاب الاحراج الذي يشكله الوضع القائم للدولة اللبنانية ممثلة برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام اللذين يفترض ان الولايات المتحدة الاميركية تدعمهما وتسعى لانجاح عهدهما".
وتضيف المصادر: "لكن رغم حرص واشنطن على ذلك، لكنه لا يعني انه يتفوق على مصلحة اسرائيل التي اقنعت ترامب ان مصلحتها الاستمرار في الوجود في ٥ مواقع داخل لبنان لضمان عدم تكرار سيناريو طوفان الاقصى من الجنوب اللبناني، طمأنة المستوطنين المترددين بالعودة الى منازلهم وترسيخ هزيمة حزب الله ما يُعزز وضعية نتنياهو في الداخل الاسرائيلي". بالمقابل، تبدو خيارات الدولة اللبنانية كما حزب الله ضيقة جدا في التعامل مع هذا الوضع، اذ ان كل الجهود التي يقوم بها عون وسلام لحث الدول المعنية على الضغط على اسرائيل لتنفيذ بنود الاتفاق كاملة، قد لا تلقى الصدى المطلوب، وهذا المرجح، بخاصة بعدما تبين الا احد "يمون" على نتنياهو ولا شيء يردعه. من جهته، سينكب حزب الله على دراسة خياراته بدقة، وان كان وبحسب المعلومات سيترك للدولة اللبنانية وديبلوماسيتها مساحة من الوقت لمحاولة دحر الاحتلال قبل اللجوء مجددا للخيار العسكري الذي اثبت مؤخرا أن تكلفته عالية جدا وعلى المستويات كافة.