اختتم جناح إمارة الشارقة أمس مشاركته، في فعاليات النسخة الثالثة من الكونغرس العالمي للإعلام، بجلسات نقاشية وورش تدريبية نظمتها هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة ومدينة الشارقة للإعلام “شمس” على مدى ثلاثة أيام.
واطلع معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، خلال زيارته للجناح على المبادرات التي تجسد هوية الإمارة الإعلامية منها منصة الإعلام الذكي التابعة للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، والتي تهدف إلى توحيد منهجية العمل الإعلامي بمؤسسات حكومة الشارقة وتوفير خدمات رقمية تحاكي التطور التكنولوجي العالمي، بما يدعم تميز قطاع الإعلام بالشارقة وتعزيز سهولة إجراءات العمل.


وضمت موضوعات نقاش اليوم الختامي جلسات عن جودة المحتوى العربي والذكاء الاصطناعي ودور التواصل الاجتماعي في تشكيل القيم مع تزويد الجمهور بآليات استخدامات الطائرة بدون طيار.
ونظم جناح حكومة الشارقة في ختام مشاركته بالكونغرس جلسة قراءة في كتاب “جودة المحتوى العربي في ظل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.. صناعة المحتوى الآلي بصورة احترافية” قدمها د. محمد عبد الظاهر و د. شيرين موسى أعضاء اللجنة الأكاديمية للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، حيث استعرضت الجلسة التفاعلية أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي تعزز دعم اللغة العربية مع طرح لتجارب مؤسسية مختلفة نجحت في توظيف الذكاء الاصطناعي بصورة فعالة في صناعة المحتوى العربي ومناقشة تحديات وأخلاقيات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ومن خلال ورشة “مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإعلام”، قدم معاذ صالح العمري الرئيس التنفيذي لشركة AIZATION لخدمات ومنتجات الذكاء الاصطناعي تجارب إعلامية لإنشاء المحتوى بأشكاله المختلفة بناءً على تحليلات توجهات وتفضيلات الجمهور وطرحت الورشة اتجاهات المستقبل الإعلامي وارتباطه بالتقنيات الحديثة وأدوات التحليل التي يمكن الاستفادة منها في بناء استراتيجيات المحتوى.
وناقشت مناظرة “التواصل الاجتماعي والجيل الجديد: منصات لتشكيل القيم أم هدمها” التي شارك بها عدد من خريجي برنامج إثمار للتدريب الإعلامي للأطفال والنشء الذي ينظمه نادي الشارقة للصحافة القيم والمفاهيم التي قد تتشكل لدى الأجيال الجديدة نتيجة لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر على معارف الجيل الجديد.
كما تطرقت المناظرة لكيفية تعزيز التعامل الإيجابي مع منصات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال والنشء ومناقشة ما إذا كان الحل في التوعية الإيجابية أم منع الاستخدام واتفق خريجي برنامج إثمار على ضرورة بناء الوعي لدى الأطفال والنشء بكيفية الاستخدام الصحيح لمنصات التواصل الاجتماعي والحرص على الاستفادة منها بصورة بناءة تتوافق مع العادات والقيم والمعتقدات الصحيحة.
وعقد جناح الشارقة ورشة تدريبية بعنوان “استخدامات الطائرة بدون طيار” قدمها المدرب خالد الحوسني، لتعريف الجمهور بمكونات الطائرة المسيرة وأنواعها وطرق وآليات استخدامها ومهارات التحكم في الطائرة بدون طيار بالإضافة إلى تعزيز معارف الجمهور بالأمور الفنية والتقنية والتنظيمية مثل نظام الإرسال وأنظمة الأمان وأماكن الطيران المحظورة.
وضم الجناح مجموعة من المنصات التفاعلية التي تُعرف الجمهور بتجربة الإمارة الإعلامية وآليات العمل، بالإضافة إلى الشاشات الرقمية التي تعرض أحدث الإصدارات في مجال الإعلام والاتصال، ومن خلال بودكاست “حديث شمس” قدمت مدينة الشارقة للإعلام “شمس” على مدى أيام الكونغرس العالمي للإعلام مجموعة من اللقاءات النقاشية الغنية بالمعارف شارك فيها ضيوف بارزين، كما أطلعت منصة الشارقة زوار الحدث على روائع التراث الثقافي والعلمي للإمارة عبر معرض نظمته هيئة الشارقة للمتاحف تحت عنوان “مقتنيات من متاحف الشارقة” للتعريف بتراث الشارقة الذي يجمع بين العلم والفنون.
وتنوعت أجندة الجهات الإعلامية لحكومة الشارقة على مدى أيام الكونغرس لتعكس هوية الإمارة ورسائلها الإعلامية والثقافية والمعرفية والاستثمارية حيث ضمت أكثر من 20 جلسة حوارية وتفاعلية وورشة تناولت موضوعات مختلفة من بينها تجربة إمارة الشارقة في قطاع التعليم والأمن الغذائي ومناقشة فرص قطاع الاستثمار والزراعة وتمكين الشباب ونماذج الاتصال الفعال في مؤسسات حكومة الشارقة وتشجيع وتحفيز الإبداع وجودة المحتوى العربي والفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لقطاع الإعلام بالإضافة إلى المناظرات الإعلامية.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حلقة نقاشية لـ«مركز الاتحاد للأخبار» تقرأ تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الإعلام

طه حسيب (أبوظبي)
خلال فعاليات اليوم الثاني من الكونجرس العالمي للإعلام وفي جناح شبكة أبوظبي للإعلام، نظم «مركز الاتحاد للأخبار» حلقة نقاشية بعنوان «كيف يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل الإعلام؟». حضر الحلقة راشد القبيسي، الرئيس التنفيذي لشبكة أبوظبي للإعلام، والدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، وعبدالرحيم النعيمي، الرئيس التنفيذي لدائرة التسويق والاتصال، وطالب سعيد الزعابي، الرئيس التنفيذي لدائرة الخدمات المساندة، وعيسى سيف المزروعي الرئيس التنفيذي لمركز المحتوى ونخبة من الإعلاميين.
 شارك في الحلقة المهندس ناصر الراشدي، خبير في حوكمة الذكاء الاصطناعي، محمد المصلح، أستاذ مساعد في كلية الهندسة والعلوم بجامعة هيريوت وات دبي، ولطيفة الحمادي، الباحثة الإماراتية المتخصصة في تقنية المعلومات. الحلقة النقاشية أدارها سعيد الصوافي، رئيس قسم وجهات نظر والأخبار العالمية في مركز الاتحاد للأخبار بـ«أبوظبي للإعلام»، مؤكداً أن صناعة الإعلام تشهد اليوم ثورة غير مسبوقة؛ بفضل التطورات السريعة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما تحمله من قدرات فائقة من جمع البيانات وتحليلها، ومن صناعة المحتوى وإنتاجه، وتسريع عملية رصد الأخبار والتحقق منها، وإنشاء محتوى تفاعلي، وغيرها الكثير.
ريادة إماراتية
أكدت لطيفة الحمادي، في مستهل الحلقة النقاشية، أن دولة الإمارات اختارت مسار الريادة في الذكاء الاصطناعي، حيث تهدف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 إلى تعزيز مكانة الدولة وريادتها العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر الاستثمار في الأفراد والقطاعات ذات الأولوية.
وتطرقت لطيفة الحمادي لتجربتها في تصنيع روبوت يحمل اسم «ربدان»، المكون من قطع طُبعت بالكامل باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد في المنزل، طول الروبوت 180 سنتيمتراً، ومهمته الأساسية التعامل مع الجمهور.
وأشارت، ضمن مداخلتها، إلى أن الذكاء الاصطناعي يوفر أدوات للإعلاميين تمكنهم من تحليل البيانات بدقة أكثر، ورصد وتصنيف اهتمامات الجمهور. وتنصح لطيفة الحمادي الإعلاميين، بأنه لا بد من مواكبة تقنيات الذكاء الاصطناعي وتبنيها، وأنه لا داعي للتخوف من الذكاء الاصطناعي، لأنه لن يلغي الدور البشري الذي يظل موجوداً في التخطيط والتوجيه؛ لأن الذكاء الاصطناعي سيقوم بالمهام الروتينية التي تستهلك الوقت، وكلما تبنى الإعلاميون تطبيقات الذكاء الاصطناعي ازدادت قدرتهم على الإبداع في إنتاج المحتوى. 
وأكد الدكتور محمد المصلح أهمية الإعلام، واصفاً إياه بـ«المُمكّن الأول» لصنع أي سياسة؛ ذلك لأنه يعمل على نشر الوعي، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي قدم فرصة للإعلاميين، من خلال التعليم المستمر الذي يجعلهم قادرين على استيعاب التقنيات المتطورة في تسريع مهامهم، وتطوير ما ينتجونه من محتوى. وأوضح أن مساقات التدريب القصيرة (أيام قليلة، ربما أسبوع أو أسبوعين على الأكثر)، هي الأنسب للإعلاميين كونها تراعي طبيعة عملهم. 
دور المؤسسات التعليمية 
أضاف المصلح أن الخبرة والعلم والتعلم، أمور مهمة للاستفادة من أنظمة الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وغيره من المجالات، ولدى الجامعات والمؤسسات التعليمية دور رئيسي في إتاحة فرص التعليم المستمر لتعظيم الاستفادة من هذه الأنظمة التقنية في الإعلام. 
من جانبه، أكد المهندس ناصر الراشدي، الخبير في حوكمة الذكاء الاصطناعي، أنه لا مجال للتخوف من الذكاء الاصطناعي، خاصة في مسألة فقدان الوظائف، فالطفرة التقنية لن تستبدل البشر القادرين على تطوير قدراتهم عبر التعليم المستمر. ولدى الراشدي قناعة بأن الإعلاميين قادرون على الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى، وتحليل احتياجات السوق وتطوير منصات بث المحتوى.
أدوات «التصنيف والتوصية»
أوضح الراشدي أن الذكاء الاصطناعي وسيلة واعدة لتطوير الإعلام، عبر استثمار كثافة البيانات والقوة الحوسبية، ومن الضروري حوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي لضمان الاستفادة الإعلامية القصوى من الطفرة التقنية.  وأشار الراشدي إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدم أدوات «التصنيف والتوصية»، ومن ثم النمذجة التي تستطيع فهم تجارب الجمهور وتقييم اتجاهاتهم، ومن ثم بناء توصيات لمستخدمين آخرين للترويج لمحتوى معين، وبالفعل يقول الراشدي كانت نسبة 70% من مشاهدات منصة «يوتيوب» في بعض الأوقات تعتمد على هذه الأدوات، وفي بعض المنصات بلغت النسبة 80%. 
سؤال السيطرة
وتساءل عبدالله سراي الجنيبي، المستشار الإعلامي لشؤون المحتوى في شبكة أبوظبي للإعلام، هل يمكن للإنسان السيطرة على الذكاء الاصطناعي؟ وأجاب الدكتور محمد المصلح بأن الطفرة التقنية تحمل في طياتها تحديات، وفي مجال الإعلام هناك الأخبار الكاذبة، لكن البحث العلمي متواصل لمواجهة هذه التحديات واحتوائها.  ولفت سعيد الصوافي الانتباه إلى أن المؤسسات الإعلامية التي تتبنى الذكاء الاصطناعي بشكل استراتيجي ستتمكن من البقاء في طليعة المشهد الإعلامي، إلا أن هناك تخوفاً من أن يُقصي الذكاء الاصطناعي البشر من بعض الأدوار، لكن الحقيقة أن دوره يكمل دور الصحفيين بدلاً من أن يحل محلهم، ويستطيع الصحفيون الاستفادة من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتركيز على الجوانب الابداعية والتحليلية التي لا يمكن للخوارزميات القيام بها بالجودة المنشودة.
فرص واعدة
أكد المشاركون أن الذكاء الاصطناعي يطرح فرصاً واعدة للإعلام، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت واقعاً لا بد من التعامل مع معطياته واستثماره إعلامياً في مجالات تطوير المحتوى ورصد احتياجات الجمهور واستثمار البيانات. 
المشاركون استنتجوا أن الإمارات اختارت الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، تطبيقات الذكاء الاصطناعي ليست جديدة، فالبشرية تستخدمها منذ خمسينيات القرن الماضي. المطلوب الآن مواكبة هذه التطبيقات، من خلال التعليم المستمر والتطوير المتسارع للمحتوى الصادر باللغة العربية.
تدريب الكوادر الإعلامية
استنتج الصوافي أنه يمكن للإعلام استثمار الذكاء الاصطناعي بطرق متنوعة لتحسين الإنتاج، تعزيز تجربة الجمهور، وزيادة الكفاءة والإيرادات. ومع ذلك، يتطلب هذا الاستثمار استراتيجية واضحة، تتضمن تدريب الكوادر الإعلامية. وأكد الصوافي أن المؤسسات الإعلامية التي تنجح في تبني الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال ستكون أكثر قدرة على المنافسة، والبقاء في صدارة الصناعة

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: حريصون على تعزيز علاقاتنا مع دول العالم المختلفة رئيس الدولة يعتمد إطلاق شركة «XRG» لتلبية الطلب العالمي على الغاز الطبيعي والطاقة منخفضة الكربون

مقالات مشابهة

  • شرطة أبوظبي تختتم مشاركتها في الكونغرس العالمي للإعلام
  • رأس الخيمة تختتم مشاركتها في الكونغرس العالمي للإعلام 2024
  • الشارقة تختتم مشاركتها بالكونغرس العالمي للإعلام بحوارات عن المحتوى العربي وقيم التواصل الاجتماعي
  • حلقة نقاشية لـ«مركز الاتحاد للأخبار» تقرأ تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الإعلام
  • ًمشاركون بالكونغرس العالمي.. الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في الاستخدام الذكاء الاصطناعي
  • الكونغرس العالمي للإعلام: الذكاء الاصطناعي أداة لتمكين الشباب من قيادة مستقبل الإعلام
  • الكونغرس العالمي للإعلام يناقش تغيّر أنماط استهلاك المحتوى الإعلامي
  • جناح الشارقة بالكونغرس العالمي للإعلام يناقش نموذج الشارقة التعليمي والصحافة العلمية
  • الكونغرس العالمي للإعلام يستعرض دور الذكاء الاصطناعي في تحويل مشهد الإعلام