حماية المدنيين في السودان في ظل الحرب العشوائية الحالية تبدو أمراً معقداً وبحاجة إلى ضغط وتنسيق وخبرات داخلية وخارجية لتطبيقه- وفق مراقبين.

بورتسودان – كمبالا: التغيير

ما زالت الحاجة الإنسانية الملحة في السودان تحتاج إلى تدخل أممي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل التصعيد العسكري المستمر بين طرفي الصراع “الجيش وقوات الدعم السريع” منذ اندلاع حرب 15 أبريل العام الماضي، إلا أن هذه الحاجة تواجه معضلات عملية في مقدمتها حق النقض “الفيتو” الذي تستخدمه بعض الدول داخل مجلس الأمن الدولي.

هذا الواقع يطرح تساؤلات حول ما هي السيناريوهات العملية الممكنة لحماية المدنيين، هل من خلال إقامة معسكرات أم مناطق حظر طيران؟!.

إجهاض القرار

وكانت روسيا استخدمت “الفيتو” لإجهاض مشروع قرار تقدمت به بريطانيا وسيراليون وتدعمه القوى المدنية السودانية لإنشاء مناطق آمنة منزوعة السلاح لحماية المدنيين بالسودان ووقف العدائيات.

ورغم استخدام روسيا للفيتو ضد القرار إلا أن الحاجة لحماية المدنيين لاتزال قائمة وملحة في ظل الانتهاكات المتكررة التي يقوم بها طرفا الصراع في السودان من قصف بالطيران والقصف المدفعي والتهجير الممنهج للمدنيين.

ورأى مراقبون أن الطرفين لن يتوقفا عن الانتهاكات ضد المدنيين إلا بوجود مناطق معزولة للحماية.

وشددوا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإيقاف المجارز التي ترتكب في حق الشعب السوداني الذي أصبحت قضيته منسية ولا تجد الاهتمام.

وطالبوا الجيش والدعم السريع بضرورة التقيد بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك لإيقاف نزيف الدم وسط السودانيين.

ردود فعل متباينة

وأبدى عدد من المختصين تحفظات حول دلالات الفيتو الروسي على تطورات الأزمة السودانية في البعدين الدولي والإقليمي، إلا أن الحكومة التي يسيطر عليها الجيش سارعت إلى الترحيب بـ”الفيتو” الروسي ضد مشروع القرار البريطاني.

وقالت الخارجية السودانية في بيان إن “الموقف الروسي جاء تعبيرًا عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية”.

من جهتها، استنكرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، الموقف الروسي الذي رأت أنه يشكل غطاءً لاستمرار المذابح في السودان ويعيق جهود التصدي لأكبر مأساة إنسانية في العالم، ويترك الشعب السوداني يرزح تحت شبح الجوع والمرض والفقر.

جرائم حرب

ومنذ منتصف أبريل 2023 تدور حرب طاحنة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، واتُّهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، من خلال استهداف المدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية واستخدام الغذاء كسلاح لتجويع ملايين المدنيين.

وفي مارس الماضي، دعا مجلس الأمن إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، وهو قرار لم يتم الالتزام به.

وفي يوليو الماضي، طالب المجلس قوات الدعم السريع بإنهاء حصار مدينة الفاشر، ووضع حد للقتال حول المدينة الكبرى في إقليم دارفور التي يسكنها مئات آلاف المدنيين، وهو الأمر الذي لم يحدث.

إمكانية تطبيق الحظر

ورأى خبير دبلوماسي أن قرار حظر الطيران في السودان سيواجه بسلسلة من التعقيدات أبرزها صعوبة الحصول على تصويت مجلس الأمن بالإجماع في ظل تلويح روسيا باستخدام حق النقض “الفيتو”، إلى جانب عدم استعداد المجتمع الدولي لإرسال قوات دولية لمراقبة قرار حظر الطيران على الأرض.

وقال لـ(التغيير): “في حال تطبيق حظر الطيران في أي دولة لابد من قوات مراقبة على الأرض تتدخل عندما يحدث اختراق للمجال الجوي قيد الحظر وفي بعض الأحيان تشن ضربات استباقية وفي وضع السودان هذا مستبعد جداً.

وأوضح المصدر الدبلوماسي أن اتخاذ قرار حظر الطيران بشكل أحادي مستبعد جدا سيما من جانب الولايات المتحدة الأميركية والتي لديها تجارب مماثلة وصلت جميعها إلى حالة من الفشل وتأليب الرأي العام عليها.

وأضاف أن المطالبة بحظر الطيران تحت دعاوى حماية المدنيين غير منطقية لأن الأولوية منع وقوع الهجمات على المدنيين وردع الطرف العسكري الذي لديه سجل حافل من الهجمات بحق المدنيين.

تفعيل اتفاق جدة

وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن المجتمع الدولي لديه وسائل أكثر نجاعة لحماية المدنيين فيما يتعلق بالوضع في السودان مثل تفعيل اتفاق جدة بنشر بعثة مراقبة على الأرض وتأسيس آليات متابعة ونشر التقارير حول الأطراف العسكرية التي تتورط في الانتهاكات بحق المدنيين.

ولفت إلى أن المناطق المشمولة بحظر الطيران يجب أن تتحول إلى مناطق آمنة جداً باتفاق جميع الأطراف العسكرية وفق اتفاق مكتوب وموقع عليه بين قادة الطرفين المتحاربين والسماح بحرية حركة المدنيين وفقا لإجراءات بعثة مراقبة ذات طبيعة مدنية.

وتابع الدبلوماسي: “لا يوجد أدنى تقارب بين الجيش والدعم السريع للاتفاق على البنود المتعلقة بحظر الطيران بالتالي لن يكون ممكنا تنفيذه أو مجرد التلويح به”.

صعوبة التنفيذ

من جهته، اعتبر الخبير الأكاديمي د. النور حمد، أن من أصعب الأمور تنفيذاً حماية المدنيين في الحروب، خاصة في الحروب التي تجري داخل البلد نفسه. فالحرب التي تجرى بين بلد وآخر، كما كان في الماضي، وفقا لأساليب الحروب التقليدية، فإنها تجري في العراء بعيداً عن المدن.

وقال لـ(التغيير): “على سبيل المثال فإن الحرب التي دارت بين إسرائيل ومصر في عام 1967 كان مسرحها منطقة قناة السويس وصحراء سينا، ولم تتأثر بها العاصمة المصرية القاهرة، بأي قدر. غير أن بعض مدن القنال تأثرت بقدر قليل”.

الحرب العالمية

وأضاف حمد: “لو نحن رجعنا ثمانين عاما الى الوراء وألقينا نظرة على الحرب العالمية الثانية فإننا نجد أنها قد أهلكت أكثر من 45 مليونا من البشر، وأن مدنا بأكملها قد جرت تسويتها بالأرض. ولنا أن نتصور كم من المدنيين قد ماتوا وكم الذين جرى تهجيرهم اثناء تلك الحرب التي شملت كل اوروبا وأجزاء من آسيا. لقد تعرض الملايين للإبادة الجماعية كما جرى أخذ المدنيين رهائن وتعرضوا للنهب وللتعذيب وللتجويع والاغتصاب والتغييب القسري وكل ما يخطر على البال من فظائع”.

ولفت إلى أنه “لا ينبغي أن ننسى أن نذكر في هذا السياق إلقاء قنبلتين نوويتين في نهايات تلك الحرب، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية، على مدينتي هيروشيا وناجازاكي في اليابان. فقد مات من جرائهما عشرات الآلاف في التو والحين. ومات مئات الآلاف لاحقا بسبب الإشعاع النووي الذي تعرضوا له”.

اتفاقية جنيف

وأشار حمد إلى أن “هذه الفظائع التي عانى منها المدنيون هي التي أتت بإتفاقية جنيف الرابعة في عام 1949، الخاصة بحماية الأشخاص المدنیین فى وقت الحرب. وقد تمدد نطاق الحماية في هذه الاتفاقية ليشمل الأعيان المدنية العامة والخاصة، وكذلك، حماية الفئات الأكثر ضعفا كالنساء والمسنين والأطفال والمهجرين. ولا تحمي هذه الاتفاقية من حمل السلاح من المدنيين. وقد كانت اتفاقية جنيف الرابعة لعام  1949 هذه تطويرا لاتفاقيات سابقة كانت قد انحصرت في حماية الجنود الجرحى والأسرى والمرضى دون غيرهم”.

وذكر أنه “عقب إخراج الجيش العراقي من الكويت اشتعلت انتفاضة مسلحة ضد نظام صدام حسين في جنوب العراق قام بها الشيعة الأمر الذي عرض المدنيين الشيعة لحملة تأديبية قادت إلى فرض حظر للطيران في جنوب العراق”.

عمل مقصود

وقال حمد “إن الحرب الجارية الآن في السودان جرى إشعالها في قلب مدينة الخرطوم التي يعيش فيها ربع سكان القطر. لذلك فقد بلغ التهجير في هذه الحرب أكثر من عشرة ملايين، غالبيتهم العظمى من سكان الخرطوم”.

وأضاف: “ليست هناك إحصاءات دقيقة بمن مات في الخرطوم من المدنيين منذ اشتعال هذه الحرب، لكنني أقدر عددهم بمئات الآلاف. وقد أهلكت حرب دارفور التي ظلت مشتعلة منذ عام 2003 قرابة نصف المليون وجرى تهجير حوالي الثلاثة ملايين شخص”.

وتابع: “كان قتل المدنيين وحرق قراهم واغتصاب النساء عملا مقصودا لذاته ضمن حملة للتطهير العرقي ولم يأت عرضا نتيجة لوقوع المدنيين في دائرة الحرب. وقبل ذلك، قضى في حرب الجنوب على مدى عقود مليونا شخص بسبب الحرب ومضاعفاتها”.

حرب قذرة

وتابع د. النور حمد: “عموما الحرب الجارية الآن حرب بالغة القذارة يجري فيها استخدام خطاب الكراهية العرقية كما يجري فيها تسليح المدنيين فيختلط المدني حامل السلاح بالمدني غير الحامل للسلاح، الأمر الذي يجعل حماية المدنيين عملا غاية في الصعوبة. فالطرفان يهمهما كسب الحرب ولا تهمهما من أجل تحقيق ذلك سلامة المدنيين. ففرض ممرات آمنة وأماكن آمنة للمدنيين تحتاج قوة عسكرية دولية مقتدرة تنزل على الأرض لتحمي الممرات الآمنة وأماكن الإيواء الآمنة”.

وأردف: “كما يحتاج أمولا طائلة لن تتوفر في الظرف الدولي الراهن. فكل الحديث الذي يجري في هذه الوجهة مجرد أماني من جانبنا كشعب وتخدير من قبل المنوط بهم تحقيق تلك الحماية. حماية المدنيين غير قابلة للتطبيق في هذه الحرب العشوائية والأفضل في نظري هو ممارسة أقوى الضغوط على الطرف الرافض للتفاوض ولإيقافها وهو حكومة بورتسودان والمتحكمين فيها من وراء الستار”.

إشكالية حقيقية

بدوره، قال المحلل السياسي محمد تورشين، إن مسؤولية حماية المدنيين تقع على عاتق الحكومة، والتقصير في هذا الملف يأتي في إطار عدم قدرة مجلس السيادة على استكمال الهياكل الحكومية بإعلان رئيس مجلس وزراء وكذلك وزراء ومسؤولين من الجانب الإنساني والخدمي”.

وأضاف لـ(التغيير): “المدنيون في المناطق الغير مشمولة بالحرب دواوين الخدمة المدنية فيها لم تعمل، وهناك إشكالية حقيقية في الجانب التعليمي والصحي، وفي المناطق المستهدفة المدنيين تركوا لأن يلقوا مصيرهم وهذا أمر مؤسف”.

فشل الحكومة

وشدد تورشين، “على ضرورة أن يكون هناك تنسيق وعمل بين الجهات المختصة من وزارة الصحة ووزارة الشؤون الإنسانية ومفوضيات العون الإنساني لتحديد مسارات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية يتم من خلالها تحديد مسارات لإجلاء المدنيين المعرضين للهجوم العسكري”.

وأكد أن كثيراً من المدن بحاجة لهذا الأمر، فضلاً عن ذلك توفير معسكرات وحماية المدنيين غير مرتبطة بحظر الطيران، وإنما بالتزام الأطراف لأن الطيران خسائره محدودة، ولكن فشل الحكومة القائمة في تنظيم رحلات ومناطق آمنة لحماية المدنيين من قبل الدعم السريع يشكل تحدي حقيقي”.

وأوضح أن “عدم وجود رؤية متكاملة للحكومة حول هذا الأمر أسهم بشكل أو آخر في هذه الجزئية، لأن التحدى الآن يكمن في هل الحكومة ستفطن لهذه الجزئية وتعمل على توفير مناطق آمنة وعودة الحياة إلى طبيعتها لا سيما قطاعي الصحة والتعليم”.

وختم تورشين حديثه بضرورة أن يتم التنسيق بين وكالات الأمم المتحدة الإغاثية وكذلك مع أصدقاء السودان لأن الملف معقد ويحتاج لتضافر جهود والإستعانة بخبرات داخلية وخارجية.

الوسومالجيش الدعم السريع السودان بريطانيا تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم د. النور حمد روسيا سيراليون مجلس الأمن الدولي محمد تورشين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع السودان بريطانيا تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم د النور حمد روسيا سيراليون مجلس الأمن الدولي حمایة المدنیین فی لحمایة المدنیین الدعم السریع حظر الطیران فی السودان مناطق آمنة مجلس الأمن على الأرض فی هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

مشروع الجزيرة وآفاق ما بعد الحرب

إعداد: عمر سيد أحمد
خبير مصرفي وتمويل ومالية

البريد الإلكتروني
O.sidahmed09@gmail.com
أبريل 2025
المقدمة
يُعد مشروع الجزيرة من أكبر المشروعات الزراعية في السودان وإفريقيا، وهو ركيزة أساسية للاقتصاد السوداني. تأسس عام 1925 خلال الاستعمار البريطاني بهدف زراعة القطن كمحصول نقدي رئيسي، مستفيدًا من نظام ري انسيابي متطور يعتمد على مياه النيل الأزرق.

على مدى العقود، تطور المشروع إلى نموذج متكامل للإنتاج الزراعي الجماعي، معتمدًا على شراكة بين الدولة والمزارعين، مما جعله من أنجح المشاريع الزراعية في المنطقة. ومع ذلك، شهد المشروع تدهورًا كبيرًا منذ الثمانينيات بسبب سياسات الخصخصة غير المدروسة، الفساد الإداري، وضعف التمويل، ما أدى إلى انهيار نظام الري وتراجع الإنتاجية. تفاقمت الأزمة مع الحرب الأخيرة، ما جعل الحاجة ملحة لإيجاد حلول تمويلية وإدارية مستدامة لإعادة تشغيل المشروع.
الموقع والمساحة والتاريخ
يقع مشروع الجزيرة بين النيلين الأزرق والأبيض في وسط السودان، ويمتد على مساحة 2.2 مليون فدان، مما يجعله من أكبر المشروعات الزراعية المروية في العالم. يتميز بشبكة ري تمتد لأكثر من 4,800 كيلومتر، ما وفر أساسًا قويًا لإنتاج محاصيل نقدية وغذائية مثل القطن، القمح، الذرة، الفول السوداني، والبقوليات.
خلال العقود الأولى، كان المشروع نموذجًا ناجحًا للإنتاج الزراعي، حيث تولت الحكومة مسؤولية البنية التحتية والري، بينما قام المزارعون بالزراعة وفق نظام إداري متقدم. لكن مع مرور الوقت، تراجعت كفاءة المشروع بسبب الإهمال الإداري، ضعف السياسات الزراعية، وتغيرات اقتصادية وسياسية أثرت على تمويله وإدارته.
التأسيس: شركة السودان الزراعية (1925 – 1950)
تأسس مشروع الجزيرة عام 1925 تحت إدارة شركة السودان الزراعية، التي كانت شركة بريطانية هدفها الأساسي إنتاج القطن لتزويد مصانع النسيج البريطانية بالمواد الخام. عملت الشركة على إنشاء قنوات الري، وتنظيم ملكية الأراضي، ووضع نظام زراعي صارم يحدد علاقة المزارعين بالإدارة.
كانت الصيغة الأولى للعلاقة بين الحكومة والمزارعين:نظام الشراكة الثلاثية (1925-1950s): نظام الشراكة: كانت ملكية الأراضي موزعة بين الحكومة السودانية (المالك الرئيسي)، والمزارعين المحليين (المنتفعين)، والشركة الزراعية التي تدير العمليات. من ملامحة كانت إلا إنتاجية عالية: المشروع نجح في تحقيق إنتاجية عالية من القطن، مما جعله أحد أهم مصادر الدخل للسودان. كان المشروع ملكيته للحكومة السودانية. المزارعون كانوا مستأجرين للأرض من الحكومة. والحكومة وفرت البنية التحتية مثل القنوات وأنظمة الري.ومان المزارعون ملزمين بزراعة القطن وبيع المحصول للحكومة، التي كانت تحدد الأسعار من خلال مجلس إدارة المشروع.
التطورات اللاحقة للصيغة:• في الخمسينيات، بعد الاستقلال، بدأ الحديث عن إعطاء المزارعين دورًا أكبر في إدارة المشروع وتحديد السياسات.•وفي 1980، صدر قانون مشروع الجزيرة لعام 1984 الذي سمح بملكية المزارعين للأرض، لكنه لم يحقق الاستقلالية الكاملة لهم.و في 2005، صدر قانون مشروع الجزيرة لعام 2005، الذي أدى إلى تفكيك نظام الشراكة وتحويل المزارعين إلى ملاك مستقلين، مما أثر على إدارة المشروع سلبًا
التأميم والانتقال إلى الإدارة السودانية (1950 – 1980)بعد استقلال السودان عام 1956، زادت المطالبات بضرورة إدارة المشروع محليًا. في عام 1950، بدأت الحكومة السودانية في إنهاء دور شركة السودان الزراعية تدريجيًا، حتى تم تأميم المشروع بالكامل في الستينيات. وتأسيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة: أصبح المشروع تحت إدارة مجلس إدارة وطني يشرف على التخطيط والإنتاج والتوزيع.و تنويع المحاصيل: بدأت الحكومة في إدخال محاصيل جديدة مثل القمح والفول السوداني بجانب القطن
التحولات الإدارية: رغم أن الإدارة الوطنية كانت خطوة إيجابية، إلا أنها واجهت تحديات في الكفاءة والتمويل.
التدهور الإداري والاقتصادي (1980 – 2005)مع مرور الزمن، واجه مشروع الجزيرة تحديات متزايدة أدت إلى تراجعه، أبرزها: ضعف الصيانة: إهمال قنوات الري والبنية التحتية والسياسات الزراعية الخاطئة: تدخلات حكومية غير مدروسة أضرت بالإنتاج.و الفساد وسوء الإدارة: أدى سوء إدارة الموارد المالية إلى عجز المشروع عن تحقيق أهدافه.
إسهامات المشروع في الاقتصادفي فترات ازدهاره، كان مشروع الجزيرة يوفر ما يقارب 50% من احتياجات السودان من النقد الأجنبي عبر تصدير القطن، كما كان يُساهم في تشغيل آلاف العمال والمزارعين، ويدعم القطاع الصناعي والتجاري عبر توفير المواد الخام للصناعات النسيجية والغذائية.
الحاضر: التدهور والانهيار ضعف الإدارة وغياب التخطيطبدأ التدهور في المشروع بعد الاستقلال، لكنه تفاقم في العقود الأخيرة بسبب سوء الإدارة والتدخلات السياسية. حيث ألغيت هيئة مشروع الجزيرة عام 2005 بقرار من الحكومة السودانية، مما أدى إلى تفكيك الهياكل التنظيمية التي كانت تدير المشروع بكفاءة.
الإهمال في صيانة البنية التحتيةتعرضت قنوات الري، الجسور، والسدود للإهمال والتآكل بسبب ضعف الصيانة، مما أدى إلى انخفاض كفاءة الري وارتفاع تكاليف الإنتاج. كما تدهورت أنظمة الصرف الصحي والطرق الداخلية التي كانت تربط أجزاء المشروع، مما زاد من معاناة المزارعين.
التعدي على أراضي المشروعبسبب غياب الرقابة، تعرضت أراضي المشروع إلى تعديات واسعة، حيث تم تحويل أجزاء منها إلى مخططات سكنية، بينما قام بعض المستثمرين بتحويل الأراضي الزراعية إلى مشاريع تجارية وصناعية، مما أدى إلى تقليص المساحات المزروعة.
الديون وتراجع الإنتاجية واجه المزارعون أعباء مالية كبيرة بسبب تراكم الديون، إضافة إلى ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية مثل البذور والأسمدة. أدى ذلك إلى تراجع الإنتاجية وانخفاض مساهمة المشروع في الاقتصاد السوداني، حيث لم يعد يُنتج سوى نسبة ضئيلة مما كان عليه في الماضي.
قانون 2005: بداية الخصخصة وتحول المشروع في عام 2005، تم إقرار قانون مشروع الجزيرة، الذي أنهى الملكية الحكومية للأراضي، وسمح بخصخصة بعض أجزاء المشروع، مما أثار جدلًا واسعًا بين المزارعين والخبراء.وتم إلغاء نظام الشراكة القديم: تم تحويل مسؤولية الزراعة بالكامل إلى المزارعين.و تراجع الدعم الحكومي: مما أثر على عمليات التمويل والصيانة.
أثر الحرب على مشروع الجزيرة والمزارعين والاقتصاد السوداني
تأثَّر مشروع الجزيرة بشكل كبير بالتدخلات السياسية والحرب الدائرة في السودان، مما أدى إلى تراجع ملحوظ في الأداء الزراعي والإنتاجية. فيما يلي أبرز التأثيرات بالأرقام:
• تراجع المساحات المزروعة: شهد مشروع الجزيرة تراجعًا حادًا في المساحات المزروعة بسبب الحرب حيث انخفضت المساحة المزروعة بالمحاصيل الرئيسية في الموسم الصيفي الحالي إلى 505 ألف فدان من إجمالي 1.1 مليون فدان كانت مستهدفة، أي بنسبة تراجع تقارب 54%. مما يهدد الأمن الغذائي في السودان ويعرض المشروع لخطر الانهيار
• انخفاض الإنتاجية الزراعية: مع توسع رقعة الحرب إلى ولاية الجزيرة، تراجعت المساحة الزراعية المزروعة في البلاد لتغطي المحاصيل المزروعة 37% فقط من إجمالي الأراضي المهيأة للزراعة.
• تهديد الأمن الغذائي: يُعد مشروع الجزيرة من الركائز الأساسية للأمن الغذائي في السودان، وتراجع إنتاجيته يُنذر بزيادة خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد في البلاد.
• تأثير التدخلات السياسية: أدت التعيينات المثيرة للجدل داخل إدارة المشروع، والتي شملت أعضاء من حركات سياسية، إلى اعتراضات من المزارعين ومخاوف من تأثير هذه التعيينات على إدارة المشروع واستقلاليته.
• تدمير البنية التحتية الزراعية :تعرضت قنوات الري الرئيسية والفرعية لأضرار جسيمة بسبب الإهمال والتعديات.وتوقف عمليات الصيانة الدورية، مما أدى إلى انسداد القنوات وانخفاض كفاءة الري. وتضررت العديد من المرافق التخزينية ومحالج القطن، مما زاد من صعوبة تخزين وتسويق المحاصيل.

· نزوح المزارعين وانخفاض القوى العاملةأجبرت الحرب آلاف المزارعين على النزوح، مما أدى إلى نقص حاد في الأيدي العاملة الزراعية وتعطيل الدورة الزراعية.
· فقد المزارعون مصادر دخلهم، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية وزيادة معدلات الفقر في المناطق الريفية.- تسبب النزوح في تعطيل الدورة الزراعية، مما أثر سلبًا على إنتاج المحاصيل الأساسية مثل القمح، الذرة، والقطن.
في تقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) FAO الصادر في يوليو 2024 بعنوان “المراقبة الجغرافية للمحاصيل ورسم خرائط لأنواع المحاصيل في مشروع الجزيرة بالسودان”، تم تسليط الضوء على التأثير الكبير للنزاع المستمر منذ أبريل 2023 على القطاع الزراعي في السودان، مع التركيز على مشروع الجزيرة باعتباره أكبر وأهم نظام ري في البلاد.
أبرز النقاط الواردة في التقرير:
• تأثير النزاع على الزراعة: أدى النزاع المستمر إلى زيادة خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان، مما أثر بشكل كبير على القطاع الزراعي.
• أهمية مشروع الجزيرة: يُعتبر مشروع الجزيرة أكبر وأهم نظام ري في السودان، وله دور حيوي في النظام الزراعي والأمن الغذائي في البلاد.
• تقييم التغيرات في المساحات المزروعة: يقدم التقرير تقييمًا للتغيرات في المساحات المزروعة داخل المشروع، مع التركيز على دورة نمو المحاصيل الرئيسية من سبتمبر إلى مارس خلال الفترة من 2019/2020 إلى 2023/2024.
• استخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد: تم استخدام بيانات الأقمار الصناعية، مثل بيانات Sentinel-2، لمراقبة ورسم خرائط لأنواع المحاصيل، مما يوفر معلومات دقيقة حول صحة وإنتاجية المحاصيل.
في تقرير نشرته “سودان تربيون” في 16 مارس 2025، تم الكشف عن ما وصفه مزارعون وخبراء قانونيون بصفقة بين قيادة الجيش السوداني وحركة العدل والمساواة، تتضمن تخصيص جزء من مشروع الجزيرة وإدارته لصالح الحركة، وذلك مقابل مشاركتها في القتال ضد قوات الدعم السريع.
هذا التقرير يسلط الضوء على التوترات المحيطة بإدارة مشروع الجزيرة والتحديات التي يواجهها في ظل الظروف السياسية والعسكرية الراهنة في السودان
تسببت الحرب الأخيرة في السودان في تداعيات كارثية على مشروع الجزيرة، حيث أدى انعدام الأمن والاضطرابات إلى توقف شبه كامل للإنتاج الزراعي. كانت أبرز التأثيرات كما يلي:

. -
الأثر الاقتصادي على السودان**
- تراجع الإنتاج الزراعي أدى إلى زيادة الاعتماد على الاستيراد، ما رفع الأسعار وزاد من عجز الميزان التجاري.
- انخفاض إنتاج القطن والمحاصيل النقدية الأخرى تسبب في فقدان السودان لمصادر دخل رئيسية من الصادرات الزراعية.
- تراجع الإيرادات الزراعية أثر سلبًا على الميزانية العامة للدولة.
- تفاقم التضخم نتيجة لارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص المعروض المحلي من السلع الزراعية.
المستقبل المجهول: هل هناك أمل في إحياء المشروع؟
إصلاحات مطلوبة لإنقاذ المشروع
1. إعادة تأهيل البنية التحتية: يتطلب المشروع استثمارات كبيرة لإصلاح قنوات الري وشبكات الطرق، مما يستدعي دعمًا حكوميًا وشراكات مع القطاع الخاص.
2. إعادة هيكلة الإدارة: يجب إعادة إنشاء هيئة مستقلة لإدارة المشروع، بعيدًا عن التدخلات السياسية، مع إشراك المزارعين في صنع القرار.
3. تشجيع التمويل والاستثمار: يحتاج المشروع إلى تمويل جديد سواء عبر الدولة أو عبر شراكات مع المستثمرين، لضمان توفير المدخلات الزراعية وتحسين تقنيات الإنتاج.
4. التركيز على المحاصيل الاستراتيجية: يجب تبني استراتيجية جديدة تركز على زراعة محاصيل ذات قيمة اقتصادية عالية، مثل القطن والقمح، مع استخدام تقنيات حديثة لزيادة الإنتاجية.
5. الحفاظ على الأراضي الزراعية: يجب فرض قوانين صارمة لمنع التعديات على أراضي المشروع، وضمان استخدامها فقط في الزراعة.
الحاجة إلى إعادة الإعمار لإنقاذ المشروع وإعادة تأهيله بعد الحرب، يجب تبني خطة شاملة تتضمن:
- إعادة توطين المزارعين وتقديم حوافز مالية لدعم عودتهم إلى أراضيهم.
- إصلاح البنية التحتية وخاصة قنوات الري لضمان استعادة الإنتاجية.
- تقديم دعم مالي وتقني للمزارعين من خلال قروض ميسرة ومدخلات إنتاج بأسعار مناسبة.
- تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق الزراعية لتشجيع المستثمرين المحليين والأجانب على المساهمة في إعادة إعمار المشروع.

إن إعادة تأهيل مشروع الجزيرة لا تمثل فقط خطوة نحو تحقيق الأمن الغذائي في السودان، لكنها أيضًا ضرورية لإعادة إنعاش الاقتصاد الوطني واستعادة الاستقرار الاجتماعي في المناطق المتأثرة بالحرب.
إعادة تأهيل مشروع الجزيرة تتطلب حلولًا تمويلية مستدامة تضمن استمراريته وتحسين إنتاجيته.
الموقف الحالي للتمويل السياق الحالي للمشروع :
• تعرض البنية التحتية لمشروع الجزيرة لأضرار كبيرة بسبب الحرب.
• ضعف التمويل الحكومي نتيجة الأزمة الاقتصادية.
• انسحاب بعض المستثمرين المحليين بسبب ارتفاع المخاطر بسب الحرب .
• الحاجة إلى إعادة تأهيل شبكات الري والقنوات لضمان تشغيل فعال للمشروع.
تسعى إدارة المشروع حاليًا لإعادة التمويل الحكومي، خاصةً بعد توقف البنك الزراعي عن تمويل المزارعين منذ العام الماضي، مما تسبب في مشاكل عديدة . بالرغم من هذه الجهود، لا تزال التحديات التمويلية قائمة، مما يؤثر سلبًا على العمليات الزراعية والإنتاجية في المشروع.
يواجه مشروع الجزيرة تحديات تمويلية كبيرة خلال فترة الحرب الحالية في السودان. في ديسمبر 2023، تم إيقاف تمويل زراعة القمح بالمشروع، مما هدد الموسم الشتوي بالفشل . قبل ذلك، في ديسمبر 2022، أقرّت إدارة المشروع بوجود تحديات في توفير التمويل اللازم للعروة الشتوية، حيث تم زراعة 100 ألف فدان قمح مقارنةً بـ300 ألف فدان في الموسم السابق .
بالإضافة إلى ذلك، كشفت تقارير في مارس 2025 عن صفقة محتملة بين قيادة الجيش وحركة العدل والمساواة، تتضمن تخصيص جزء من المشروع وإدارته مقابل مشاركة الحركة في القتال ضد قوات الدعم السريع . هذه التطورات تشير إلى تعقيدات إضافية في الوضع التمويلي والإداري للمشروع.
خيارات تمويل المشروع فيما يلي أبرز النماذج التمويلية التي يمكن تبنيها:
1. نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP)
يُعد هذا النموذج من أكثر الأساليب التمويلية نجاحًا عالميًا، حيث تتولى الحكومة مسؤولية البنية التحتية للري، بينما يساهم المستثمرون من القطاع الخاص في التمويل، الإدارة، والتقنيات الحديثة. يمكن لهذه الشراكة أن تحقق:
• زيادة الإنتاجية عبر إدخال تقنيات زراعية حديثة.
• تحسين كفاءة الري من خلال تطوير القنوات والترع.
• ضمان استدامة التمويل بعيدًا عن التقلبات السياسية والاقتصادية.
2 . التمويل الحكومي المباشر
يتمثل في تخصيص ميزانية حكومية لدعم المشروع من خلال:
• تقديم قروض ميسرة للمزارعين عبر بنك زراعي متخصص.
• دعم مدخلات الإنتاج مثل البذور والأسمدة بأسعار مدعومة.
• إعادة تأهيل البنية التحتية للري والصرف الزراعي.
3. الاستثمار في القطاع الخاص المحلي
يمكن للحكومة تحفيز المستثمرين المحليين على المشاركة في إدارة المشروع عبر:
• إعفاءات ضريبية وتسهيلات استثمارية.
• تخصيص قطع زراعية لشركات زراعية مقابل تطويرها.
• تمويل مشروعات التصنيع الزراعي المرتبطة بالمشروع.
4. استثمارات دولية مستدامة
يُمكن جذب مستثمرين دوليين عبر تقديم حوافز استثمارية مثل:
• تأجير الأراضي لفترات طويلة بأسعار تنافسية.
• ضمانات قانونية لحماية الاستثمارات.
• شراكة مع مستثمرين دوليين في زراعة محاصيل استراتيجية مثل القمح والذرة.
5. التعاونيات الزراعية
تمثل التعاونيات الزراعية نموذجًا ناجحًا لتمويل المزارعين عبر:
• توفير تمويل جماعي للمزارعين بأسعار فائدة منخفضة.
• تعزيز القدرة التفاوضية للمزارعين في شراء المدخلات الزراعية وبيع المحاصيل.
• تطوير قنوات تسويقية مباشرة دون وسطاء.
6. التمويل من منظمات التنمية الدولية
يمكن لمشروع الجزيرة الاستفادة من الدعم المقدم من:
• البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
• المنظمات الزراعية التابعة للأمم المتحدة.
• البنك الإفريقي للتنمية وصناديق التنمية المستدامة.
نماذج تجارب دولية ناجحة
1. البرازيل - تجربة Embrapa في تطوير الزراعة
• أنشأت الحكومة البرازيلية مؤسسة Embrapaلتطوير أبحاث الزراعة.
• تم استحداث تقنيات متقدمة في الزراعة والري، مما جعل البرازيل من أكبر الدول المنتجة للحبوب في العالم.
• نموذج التمويل اعتمد على استثمارات حكومية ضخمة مدعومة بشراكات مع القطاع الخاص.
2. الهند - دعم المزارعين من خلال الشراكات المالية
• تعاونت الحكومة الهندية مع البنوك والتعاونيات الزراعية لتوفير قروض ميسرة للمزارعين.
• تم توفير دعم للبذور والأسمدة والتكنولوجيا منخفضة التكلفة.
• أسهمت هذه الشراكات في زيادة الإنتاجية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
3. إثيوبيا - استثمارات زراعية مع مستثمرين دوليين
• قامت الحكومة الإثيوبية بجذب استثمارات أجنبية مباشرة عبر تخصيص أراضٍ زراعية بأسعار تفضيلية.
• تم تطوير زراعة القمح والذرة وقصب السكر عبر شركات متعددة الجنسيات.
• أدت هذه الاستثمارات إلى رفع الصادرات الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي.
دور المستثمرين الخارجيين في إعادة تأهيل المشروع
1. نماذج الشراكة مع المستثمرين الخارجيين
أ. الصناديق السيادية والاستثمارات الخليجية
• استثمارات مباشرة من صناديق مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ADQ الإماراتية، والصندوق السيادي القطري.
• تطوير محاصيل استراتيجية مثل القمح، الذرة، الفول السوداني، والتصدير للأسواق الإقليمية والدولية.
ب. الشراكة مع الشركات الزراعية العالمية
• جذب شركات كبرى مثل Olam السنغافورية، Cargill الأمريكية، وNestlé للاستثمار في الإنتاج الزراعي والتصنيع الغذائي.
• إدخال تقنيات متطورة في الري والتسميد لزيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف.
ج. التمويل من المؤسسات الدولية
• الاستفادة من دعم البنك الدولي، البنك الإفريقي للتنمية، وصناديق التنمية الزراعية التابعة للأمم المتحدة.
• تقديم قروض ميسرة للمزارعين لإعادة تشغيل القطاع الزراعي في مشروع الجزيرة.
نماذج تجارب دولية ناجحة
1. البرازيل - تجربة Embrapa في تطوير الزراعة
• أنشأت الحكومة البرازيلية مؤسسة Embrapaلتطوير أبحاث الزراعة.
• تم استحداث تقنيات متقدمة في الزراعة والري، مما جعل البرازيل من أكبر الدول المنتجة للحبوب في العالم.
• نموذج التمويل اعتمد على استثمارات حكومية ضخمة مدعومة بشراكات مع القطاع الخاص.
2. الهند - دعم المزارعين من خلال الشراكات المالية
• تعاونت الحكومة الهندية مع البنوك والتعاونيات الزراعية لتوفير قروض ميسرة للمزارعين.
• تم توفير دعم للبذور والأسمدة والتكنولوجيا منخفضة التكلفة.
• أسهمت هذه الشراكات في زيادة الإنتاجية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
3. إثيوبيا - استثمارات زراعية مع مستثمرين دوليين
• قامت الحكومة الإثيوبية بجذب استثمارات أجنبية مباشرة عبر تخصيص أراضٍ زراعية بأسعار تفضيلية.
• تم تطوير زراعة القمح والذرة وقصب السكر عبر شركات متعددة الجنسيات.
• أدت هذه الاستثمارات إلى رفع الصادرات الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي.
دور المستثمرين الخارجيين في إعادة تأهيل المشروع
السياق الحالي:
• تعرض البنية التحتية لمشروع الجزيرة لأضرار كبيرة بسبب الحرب.
• ضعف التمويل الحكومي نتيجة الأزمة الاقتصادية.
• انسحاب بعض المستثمرين المحليين بسبب ارتفاع المخاطر.
• الحاجة إلى إعادة تأهيل شبكات الري والقنوات لضمان تشغيل فعال للمشروع.
خيارات الشراكة مع المستثمرين الخارجيين
بسبب ضعف الدعم الحكومي، يمكن اللجوء إلى مستثمرين خارجيين عبر نماذج مختلفة:
أ. الشراكة مع الصناديق السيادية والاستثمارات الخليجية
• النموذج: استثمارات مباشرة من صناديق سيادية خليجية (مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، القابضة ADQ الإماراتية، الصندوق السيادي القطري).
• طريقة العمل:
• تقديم ضمانات لتأجير مساحات من المشروع للاستثمار طويل الأجل.
• تأسيس شركات تشغيل مشتركة مع مستثمرين محليين.
• تطوير زراعة محاصيل استراتيجية مثل القمح والذرة والفول السوداني للتصدير والأسواق المحلية.
• أمثلة ناجحة:
• الاستثمارات السعودية والإماراتية في الزراعة بالسودان قبل الحرب.
• الشراكات السعودية في مشروعات القمح في إثيوبيا.
ب. الشراكة مع الشركات الزراعية العالمية والتكتلات الاستثمارية
• النموذج: دخول شركات زراعية كبرى مثل Olamالسنغافورية أو Cargill الأمريكية في استثمارات مباشرة.
• طريقة العمل:
• إنشاء عقود زراعية بعيدة المدى لتشغيل المشروع بمشاركة محلية.
• إدخال تقنيات حديثة في الري والتسميد لتعظيم الإنتاجية.
• تصدير جزء من المحاصيل وفق عقود محددة مسبقًا لضمان الاستقرار المالي.
ج. التمويل عبر المؤسسات الدولية وشركات إدارة المشروعات
النموذج: الحصول على تمويل من البنك الدولي، البنك الإفريقي للتنمية، وصناديق التنمية الزراعية التابعة للأمم المتحدة.
طريقة العمل:
• تقديم مشروع متكامل لإعادة تأهيل البنية التحتية لمشروع الجزيرة.
• ربط التمويل بشراكات تشغيلية مع شركات زراعية عالمية.
• تقديم قروض ميسرة للمزارعين لإعادة تشغيل القطاع.
أمثلة ناجحة:
• برنامج البنك الدولي لإحياء الزراعة في رواندا.
• مشاريع IFAD في السودان قبل الحرب.
بسبب ضعف الدعم الحكومي، يمكن اللجوء إلى مستثمرين خارجيين عبر نماذج مختلفة:
أ. الشراكة مع الصناديق السيادية والاستثمارات الخليجية
• النموذج: استثمارات مباشرة من صناديق سيادية خليجية (مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، القابضة ADQ الإماراتية، الصندوق السيادي القطري).
• طريقة العمل:
• تقديم ضمانات لتأجير مساحات من المشروع للاستثمار طويل الأجل.
• تأسيس شركات تشغيل مشتركة مع مستثمرين محليين.
• تطوير زراعة محاصيل استراتيجية مثل القمح والذرة والفول السوداني للتصدير والأسواق المحلية.
أمثلة ناجحة:
• الاستثمارات السعودية والإماراتية في الزراعة بالسودان قبل الحرب.
• الشراكات السعودية في مشروعات القمح في إثيوبيا.
ب. الشراكة مع الشركات الزراعية العالمية والتكتلات الاستثمارية
• النموذج: دخول شركات زراعية كبرى مثل Olam السنغافورية أو Cargill الأمريكية في استثمارات مباشرة.
طريقة العمل:
• إنشاء عقود زراعية بعيدة المدى لتشغيل المشروع بمشاركة محلية.
• إدخال تقنيات حديثة في الري والتسميد لتعظيم الإنتاجية.
• تصدير جزء من المحاصيل وفق عقود محددة مسبقًا لضمان الاستقرار المالي.
أمثلة ناجحة:
• شراكات Olam في نيجيريا لإنتاج الأرز والقمح.
• استثمارات Cargill في الزراعة بأفريقيا.
ج. التمويل عبر المؤسسات الدولية وشركات إدارة المشروعات
النموذج: الحصول على تمويل من البنك الدولي، البنك الإفريقي للتنمية، وصناديق التنمية الزراعية التابعة للأمم المتحدة.
طريقة العمل:
• تقديم مشروع متكامل لإعادة تأهيل البنية التحتية لمشروع الجزيرة.
• ربط التمويل بشراكات تشغيلية مع شركات زراعية عالمية.
• تقديم قروض ميسرة للمزارعين لإعادة تشغيل القطاع.
أمثلة ناجحة:
• برنامج البنك الدولي لإحياء الزراعة في رواندا.
• مشاريع IFAD في السودان قبل الحرب.
1. نماذج الشراكة مع المستثمرين الخارجيين
أ. الصناديق السيادية والاستثمارات الخليجية
• استثمارات مباشرة من صناديق مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ADQ الإماراتية، والصندوق السيادي القطري.
• تطوير محاصيل استراتيجية مثل القمح، الذرة، الفول السوداني، والتصدير للأسواق الإقليمية والدولية.
ب. الشراكة مع الشركات الزراعية العالمية
• جذب شركات كبرى مثل Olam السنغافورية، Cargill الأمريكية، وNestlé للاستثمار في الإنتاج الزراعي والتصنيع الغذائي.
• إدخال تقنيات متطورة في الري والتسميد لزيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف.
ج. التمويل من المؤسسات الدولية
• الاستفادة من دعم البنك الدولي، البنك الإفريقي للتنمية، وصناديق التنمية الزراعية التابعة للأمم المتحدة.
• تقديم قروض ميسرة للمزارعين لإعادة تشغيل القطاع الزراعي في مشروع الجزيرة.
مشروع الجزيرة بحاجة إلى تمويل نوعي ومستدام من مستثمرين خارجيين عبر شراكات خليجية، دولية، ومؤسسات تنموية. نجاح هذه الجهود يعتمد على:
• ضمانات الاستثمار وحماية المستثمرين.
• إعادة تأهيل البنية التحتية وخاصة أنظمة الري.
• تهيئة بيئة قانونية مشجعة للاستثمار الزراعي طويل الأجل.
إعادة إحياء مشروع الجزيرة ليست مجرد خيار، بل ضرورة لتحقيق الأمن الغذائي، تحسين الاقتصاد الوطني، ودعم الاستقرار الاجتماعي في السودان.
. التحديات الرئيسية في جذب الاستثمار
• عدم الاستقرار السياسي والأمني: يحدّ من رغبة المستثمرين الأجانب.
• ضعف الضمانات القانونية: يحتاج المستثمرون إلى ضمانات حكومية قوية لتأمين أصولهم.
• صعوبات البنية التحتية: تحتاج القنوات والترع إلى تأهيل فوري قبل بدء أي استثمار جديد.
منفذ التمويل المزايا العيوب المخاطر في وضع ما بعد الحرب
التمويل المحلي (ضرائب، سندات حكومية، اقتراض داخلي) يقلل التبعية للخارج، يعزز السيطرة على الاقتصاد محدود بضعف الاقتصاد المحلي، قد يؤدي إلى تضخم انخفاض قدرة الحكومة على تحصيل الإيرادات بسبب ضعف الإنتاج
التمويل الذاتي (الاحتياطيات، العائدات الحكومية، الخصخصة) لا يضيف ديون جديدة، يحافظ على السيادة الاقتصادية الاحتياطيات غالبًا مستنزفة، والخصخصة قد تؤدي إلى فقدان أصول استراتيجية فقدان أصول هامة بأسعار بخسة بسبب الحاجة الملحة للسيولة
القروض الخارجية (مؤسسات مالية، دول مانحة، سندات دولية) توفر سيولة كبيرة بسرعة، يمكن أن تأتي بشروط ميسرة تفرض شروطًا سياسية أو اقتصادية، تزيد من أعباء الدين مخاطر فقدان الاستقلال الاقتصادي، ارتفاع كلفة الدين، ضعف قدرة السداد
المنح والمساعدات الدولية لا تحتاج للسداد، تخفف الأعباء المالية غير مضمونة، مرتبطة بمصالح سياسية، قد تكون مشروطة ضعف الاستقرار السياسي بسبب الضغوط الخارجية، تدخلات في السياسات الاقتصادية
الاستثمار الأجنبي المباشر يدعم التنمية، ينقل التكنولوجيا، يخلق وظائف قد يتركز في قطاعات محددة، يمكن أن يؤدي إلى استغلال الموارد فقدان السيطرة على قطاعات استراتيجية، خروج الأرباح للخار
الصيغة المفضلة للوضع ما بعد الحرب
نظرًا لضعف احتمالات التمويل الذاتي أو المحلي، يصبح التمويل الخارجي ضرورة لا يمكن تجنبها، ولكن يجب تقليل مخاطره عبر:
1. المزج بين المصادر: الجمع بين القروض الميسرة والمنح الدولية، مع تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر بدلًا من الديون قصيرة الأجل ذات الفوائد العالية.
2. تعزيز الشفافية والإصلاحات: تحسين الحوكمة الاقتصادية وإجراء إصلاحات تشريعية وإدارية تجذب الاستثمارات وتزيد من فرص الحصول على منح بشروط مخففة.
3. توجيه الموارد نحو الإنتاج: ضمان أن يتم توجيه التمويل إلى مشاريع إنتاجية تساهم في خلق دخل مستدام، مما يعزز قدرة الاقتصاد على توليد إيرادات مستقبلية لسداد الديون وتقليل الاعتماد على التمويل الخارجي مستقبلاً.
. الحلول لجذب المستثمرين في ظل الظروف الحالية
1. إطلاق مبادرات شراكة مع دول خليجية لديها اهتمامات زراعية في السودان.
2. توفير تسهيلات استثمارية مثل عقود إيجار طويلة الأجل بأسعار تنافسية.
3. ربط التمويل بالمنظمات الدولية لتخفيف مخاطر المستثمرين.
4. إنشاء هيئة مستقلة لإدارة المشروع بشفافية وضمان الحوكمة الجيدة.


3. التأثير الاقتصادي
بعد اندلاع الحرب واحتلال ولاية الجزيرة، واجه مشروع الجزيرة تحديات كبيرة أثرت على مساحته المزروعة. وفقًا لتقرير نشر في أكتوبر 2024، بلغت المساحة المزروعة في ولاية الجزيرة حوالي 45% من الأقسام الزراعية المختلفة، بينما وصلت في المناقل إلى 50% . هذا الانخفاض يُعزى إلى عدة عوامل، منها انعدام المدخلات الزراعية، انسداد قنوات الري، نزوح المزارعين، وتوقف الآليات
تراجع الإنتاج الزراعي أدى إلى زيادة الاعتماد على الاستيراد، مما رفع الأسعار وزاد من عجز الميزان التجاري.وانخفاض إنتاج القطن والمحاصيل النقدية الأخرى تسبب في فقدان السودان لمصادر دخل رئيسية من الصادرات الزراعية.
التمويل وإعادة الإعمار
تشمل أبرز خطط إعادة إعمار مشروع الجزيرة:
• تأهيل البنية التحتية للري وإزالة السدود والطمى من القنوات الرئيسية.
• إعادة تنظيم الإدارة الزراعية وتحديث نظم الحوكمة بعيدًا عن المحاصصة السياسية.
• تمويل الموسم الزراعي عبر قروض مدعومة أو شراكات مع منظمات دولية.
• تمكين المزارعين من العودة وتوفير مدخلات الإنتاج (بذور، سماد، آليات).
احتمالات التمويل تشمل:
• التمويل الأممي عبر منظمات مثل الفاو وبرنامج الغذاء العالمي.
• التمويل التنموي عبر بنك التنمية الأفريقي ، المصرف العربي للتنمية في أفريقيا ، البنك الإسلامي للتنمية
• شراكات تنموية مع الدول الداعمة للسلام في السودان.
• الصناديق السيادية والمستثمرين الوطنيين ضمن خطط استثمار زراعي طويل الأجل
مقارنة بين منافذ التمويل المتاح
منفذ التمويل المزايا العيوب المخاطر في وضع ما بعد الحرب
التمويل المحلي (ضرائب، سندات حكومية، اقتراض داخلي) يقلل التبعية للخارج، يعزز السيطرة على الاقتصاد محدود بضعف الاقتصاد المحلي، قد يؤدي إلى تضخم انخفاض قدرة الحكومة على تحصيل الإيرادات بسبب ضعف الإنتاج
التمويل الذاتي (الاحتياطيات، العائدات الحكومية، الخصخصة) لا يضيف ديونًا جديدة، يحافظ على السيادة الاقتصادية الاحتياطيات غالبًا مستنزفة، والخصخصة قد تؤدي إلى فقدان أصول استراتيجية فقدان أصول هامة بأسعار بخسة بسبب الحاجة الملحة للسيولة
القروض الخارجية (مؤسسات مالية، دول مانحة، سندات دولية) توفر سيولة كبيرة بسرعة، يمكن أن تأتي بشروط ميسرة تفرض شروطًا سياسية أو اقتصادية، تزيد من أعباء الدين مخاطر فقدان الاستقلال الاقتصادي، ارتفاع كلفة الدين، ضعف قدرة السداد
المنح والمساعدات الدولية لا تحتاج للسداد، تخفف الأعباء المالية غير مضمونة، مرتبطة بمصالح سياسية، قد تكون مشروطة ضعف الاستقرار السياسي بسبب الضغوط الخارجية، تدخلات في السياسات الاقتصادية
الاستثمار الأجنبي المباشر يدعم التنمية، ينقل التكنولوجيا، يخلق وظائف قد يتركز في قطاعات محددة، يمكن أن يؤدي إلى استغلال الموارد فقدان السيطرة على قطاعات استراتيجية، خروج الأرباح للخارج
الخاتمة
كان مشروع الجزيرة يومًا ما نموذجًا ناجحًا للإنتاج الزراعي في السودان وإفريقيا، حيث شكل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني ومصدرًا رئيسيًا للدخل القومي. منذ تأسيسه كنظام زراعي منظم تحت الإدارة الاستعمارية، مر المشروع بتحولات جذرية، بدءًا من تأميمه بعد الاستقلال، ثم تراجعه نتيجة السياسات غير المدروسة وسوء الإدارة. جاء قانون 2005 ليكون محطة فارقة في تفكيك بنيته التقليدية، مما أدى إلى تفاقم أزماته الحالية. ورغم ذلك، يظل إحياء المشروع ضرورة استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني.
في ظل التحديات الحالية، يبقى إحياء مشروع الجزيرة مرهونًا برؤية متكاملة تقوم على شراكات محلية ودولية، توفر الدعم اللازم لاستدامته واستقلاليته. ورغم ما يواجهه المشروع من تحديات بسبب الحرب والتدخلات السياسية، فإن إمكانية إنعاشه لا تزال قائمة، لكنها تتطلب رؤية شاملة وإرادة سياسية قوية. إعادة تأهيل المشروع لا تقتصر على إصلاح البنية التحتية، بل تستدعي إعادة هيكلة إدارته، توفير التمويل المستدام، وضمان بيئة سياسية مستقرة تحميه من الصراعات والتجاذبات. إذا ما توافرت هذه العوامل، فإن مشروع الجزيرة يمكن أن يستعيد مكانته كمحرك رئيسي للاقتصاد الوطني، ومصدر أساسي لتحقيق التنمية الزراعية والأمن الغذائي في السودان
إذا توفرت حلول جذرية تشمل استثمارات وطنية ودولية، دعماً فنياً، وإصلاحات هيكلية في إدارة الموارد، فقد يتمكن المشروع من استعادة مكانته كأحد أعمدة الاقتصاد السوداني. لكن في ظل استمرار النزاع وعدم الاستقرار، يبقى مستقبله معلقًا بين فرص الإنعاش وخطر الانهيار الكامل.
إن إعادة تأهيل مشروع الجزيرة ليست مجرد خيار، بل ضرورة اقتصادية واستراتيجية، إذ يمثل ركيزة للأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي في السودان. نجاح هذه العملية يعتمد على حوكمة فعالة، تمويل مستدام، وإدارة رشيدة تضمن استمرار الإنتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي. كما أن تحقيق التوازن بين الحاجة إلى التمويل والسيادة الاقتصادية أمر حاسم، لتجنب الارتهان لشروط مجحفة أو فقدان أصول استراتيجية


المراجع وبعض المصادر التي تناولت وضع مشروع الجزيرة بعد الحرب:
-مشروع الجزيرة – ويكيبيديا
مشروع الجزيرة ودوره في التنمية الاقتصادية في السودان
مشروع الجزيرة.. امتحان بقاء السودان – النيل
العلا برس – تقرير حول إنجازات مشروع الجزيرة في زمن الحرب، يُشير إلى أن المساحة المزروعة بلغت حوالي 45% في الجزيرة و50% في المناقل.المصدر:alulapress.com
اندبندنت عربية – تقرير يناقش التحديات التي تواجه موسم الزراعة الأول بعد تحرير الجزيرة، بما في ذلك نقص المدخلات الزراعية وانسداد قنوات الري.المصدر: independentarabia.com
منظمة الأغذية والزراعة (FAO) – تقرير تحليلي حول تراجع المساحة المزروعة وإنتاجية المحاصيل، مع اتجاه نحو زراعة الذرة الرفيعة بسبب مزاياها النسبية.المصدر: openknowledge.fao.org
صحيفة نبأ السودان – تقرير عن خطة شاملة لإعادة إعمار مشروع الجزيرة بمشاركة علماء وخبراء.المصدر: sudannabaa.com  

مقالات مشابهة

  • المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان
  • المقدم مصطفى كنيفاتي مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية لـ سانا: نؤكد أننا لن ندخر أي جهد في ملاحقة والضرب بيد من حديد كل المجاميع الإرهابية التي استهدفت أو تخطط لاستهداف أهلنا المدنيين وقوات الأمن
  • قوات الدعم السريع، من الذي أنشأ الوحش حقًا؟ لا هذا ولا ذاك، بل هو اختراق استخباراتي مكتمل الأركان
  • الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء وضع المدنيين جنوب شرق السودان
  • تفاقم الوضع الإنساني يجبر آلاف المدنيين على الفرار من الفاشر .. حاكم إقليم دارفور يشير إلى مخطط لتهجير سكان المدينة
  • مركز عين الإنسانية: استهداف المدنيين والأحياء السكنية انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • مشروع الجزيرة وآفاق ما بعد الحرب
  • الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية