نيويورك تايمز: هل غيّر عام من الحرب حزب الله؟
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
يؤكد الخبراء أن الحروب تُحدث تغييرا جذريا في واقع الأطراف التي تخوضها، ولعل هذا ما تجلى بوضوح في الصراع الشامل الذي اندلع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، كما ورد بصحيفة نيويورك تايمز.
وفي التقرير، أشار كولين كلارك، عضو مجموعة "سوفان غروب" للاستشارات الاستخباراتية والأمنية، إلى أن حزب الله خرج من حرب عام 2006 الشاملة -التي استمرت شهرا ونيف- منهارا، ولكن بنزوع إلى التحدي بعد أن صمد أمام "أعتى جيش في الشرق الأوسط"، حسب قوله.
وقال كلارك إن تلك التجربة، إلى جانب الدعم الإيراني، أعدَّته لإحراز تقدم هام عسكريا وسياسيا في السنوات التي تلت تلك الحرب، وحوّلته إلى تنظيم عابر للحدود، ومزودا بــ 150 ألف قذيفة وصاروخ، وممثَّلا بنواب في البرلمان اللبناني.
تحولوالآن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ أمس الأربعاء، فمن الواضح -برأي كاتب المقال- أن حزب الله يمر بتحول من نوع آخر.
فقد شهدت الأشهر الأولى من الحرب الحالية بينه وبين إسرائيل تبادلا للضربات، بينما ظل قطاع غزة هو مركز الثقل في الصراع بالمنطقة.
ومع تصاعد حدة الحملة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية ضده منذ بداية يوليو/تموز الماضي، فإن كلارك يعتقد في مقاله أن قدرة حزب الله على النشاط عبر الحدود باتت مقيدة.
ولعل ما قد يبرز على الأرجح، بعد أن أصبح حزب الله يتمركز محليا أكثر مع تراجع نفوذ إيران في المنطقة، فإن من شأن ذلك -وفق كلارك- أن يحدث تغييرا في ميزان الأمن الإقليمي القائم منذ عقود في أرجاء الشرق الأوسط كافة.
وادّعى الكاتب أن إسرائيل نجحت في إضعاف كل من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وحزب الله وخصمها اللدود إيران على مدار العام الماضي.
إيران تبقى خطيرةومع ذلك، فهو يحذر من أن إيران "الضعيفة" قد تظل خطيرة، على حد تعبير الكاتب الذي أضاف أن العديد من المراقبين أعربوا عن مخاوفهم من أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ربما يسارع لامتلاك قنبلة نووية، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع حاليا على أنها الرادع الوحيد الممكن ضد إسرائيل.
وبينما يجف مداد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، فإن كلارك يرى أن إسرائيل في "وضع استراتيجي مؤاتٍ" ربما لم يسبق له مثيل "في الذاكرة الحديثة"؛ إذ نالت من قدرة خصومها وتترقب الآن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الجديدة التي تبدو على استعداد لتعزيز خطتها القائمة على ممارسة "أقصى الضغوط" على إيران.
ويمضي الكاتب إلى القول إن إيران قد تنصرف -على المدى القريب- إلى تعزيز فروعها الأخرى في شبكة وكلائها في المنطقة، أمثال جماعة الحوثيين في اليمن أو الفصائل الشيعية في العراق، على حد تعبيره.
حزب متجذرولكنه يستدرك قائلا إن من الصعب أن تتخلى إيران تماما عن حزب الله بالنظر إلى علاقتها الطويلة الممتدة ذات الجذور الأيديولوجية والسياسية والعسكرية العميقة.
وعلى عكس تنظيمي القاعدة و"الدولة"، فإن حزب الله جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي للبنان.
ويشير مقال نيويورك تايمز إلى أن المراقبين ظلوا يرددون، طوال هذا العام، أن الشرق الأوسط وصل إلى لحظة فارقة حتى إن إسرائيل وحلفاءها بدوا متفائلين بأن التحولات الأخيرة في ميزان القوى ستستمر.
لكن الكاتب لا يتفق مع ذهب إليه هؤلاء، ويستند في ذلك إلى أن من يتابعون ما يجري في المنطقة عن كثب يعتقدون أن رأي أولئك المراقبين يتسم بقصر النظر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الشرق الأوسط حزب الله
إقرأ أيضاً:
فاينانشيال تايمز: وقف إطلاق النار في لبنان نجاحًا دبلوماسيًا نادرًا لـ «بايدن» رغم فشله
ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية في عددها الصادر، اليوم الخميس، أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان يعد نجاحًا دبلوماسيًا نادرًا للرئيس الأمريكي جو بايدن رغم فشله المتكرر في وقف نزيف الحرب على قطاع غزة المنكوب، لذلك تقع المسئولية الآن على عاتق الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمتابعة البحث عن هدنة في هذا القطاع المحاصر، خاصة وأن شهورًا قليلة باتت تفصله عن دخول البيض الأبيض.
وقالت الصحيفة، في مستهل افتتاحيتها لعدد اليوم، إن ترامب يتفاخر بقدرته على إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، ولكن مع استمرار الحرب في غزة وتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، تظل المنطقة بعيدة عن السلام، وأكدت الصحيفة أن الاتفاق على وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله قدم بالفعل بصيصًا من الأمل في منطقة عانت طويلًا من ويلات الحرب.
وأضافت أنه بعد أكثر من عام من الموت والدمار الذي لا يمكن تصوره في الشرق الأوسط، حانت أخيرًا لحظة من الأمل، ففي الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، يوم أمس الأربعاء، دخل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيز التنفيذ لوقف الحرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، والواقع أن الاتفاق، الذي ينص على انسحاب حزب الله من الحدود الجنوبية للبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية الغازية وإنهاء حملة القصف المتواصلة، هش وسوف يواجه اختبارات لا حصر لها.
واعتبرت «فاينانشيال تايمز»، أن المسئولية بشأن ضمان التزام حزب الله بالشروط تقع على عاتق الحكومة اللبنانية وجيشها وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي لم تكن أي منها في الماضي قادرة أو راغبة في كبح جماح المقاومة، أما المسئولية عن ضمان التزام إسرائيل بالشروط فتقع على عاتق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي سوف يضطر إلى احتواء حلفائه من اليمين المتطرف وتجنب شن هجمات أخرى تحت أي ذريعة.
وتابعت، أنه من مصلحة جميع الأطراف أن يستمر وقف إطلاق النار بعد فترة الستين يوما الأولية، خاصة وأن حزب الله تلقى أشد الضربات منذ تأسيسه في ثمانينيات القرن العشرين، كما أحدث الهجوم الإسرائيلي دمارًا هائلاً في مختلف أنحاء لبنان، خاصة في المناطق الشيعية التي يستمد حزب الله دعمه منها، وأسفرت القنابل الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 3700 شخص وإجبار 1.2 مليون آخرين، أي ما يقرب من ربع سكان لبنان، على النزوح من منازلهم وحتى قبل اندلاع الصراع بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي، كان لبنان في حالة يرثى لها والآن يواجه تحديًا هائلًا متمثلًا في إعادة بناء المناطق المُدمرة.
أما بالنسبة لإسرائيل، فإن وقف إطلاق النار المستدام يعني تمكين 60 ألف شخص نزحوا بسبب صواريخ حزب الله من العودة إلى ديارهم، ووقف الهجمات اليومية عبر الحدود، وقالت الصحيفة: إن نتنياهو يستطيع أن يزعم أنه نجح في إضعاف أحد ألد أعداء إسرائيل حيث وجه ضربات ساحقة ليس فقط إلى حزب الله بل وأيضًا إلى راعيته إيران.
ومع ذلك، مضت الصحيفة البريطانية تقول: إن الشرق الأوسط بعيد كل البعد عن السلام. فقد أوضح نتنياهو أن إسرائيل، تحت غطاء الولايات المتحدة، سوف تضرب إذا ما قررت أن حزب الله يشكل تهديدًا، والواقع أنه قال إن وقف إطلاق النار لا يعني أنه لن يستأنف الحرب، قائلاً: إن «الهدنة سوف تمكن إسرائيل من التركيز على التهديد الإيراني، في حين تسمح للجيش بتجديد مخزوناته».
وذكرت أنه مع الأخذ في الاعتبار العقلية العدوانية التي تبنتها إسرائيل مؤخرًا والافتقار إلى أي ضبط للنفس من قِبَل الغرب، فإن تهديدات نتنياهو في هذا الشأن لابد وأن تؤخذ على محمل الجد.. في المقابل، يتعين على الطبقة السياسية اللبنانية أن تبدأ في بناء دولة أقوى من حطام الحرب وأن يبدأ ذلك بانتخاب رئيس جديد في بلد ظل بدون رئيس لمدة عامين وحكومة يمكنها استعادة ثقة المانحين الحذرين الذين هناك حاجة ماسة إلى أموالهم لإعادة الإعمار!. حسبما قالت الصحيفة.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: شروط وقف إطلاق النار في لبنان «مجحفة» ومهدت لمؤامرة جديدة على سوريا
مجموعة السلام العربي تبارك اتفاق وقف العدوان الصهيوني على لبنان
«الكرملين»: وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان «إيجابي» ويجب أن يكون متوافقا مع هذه الاتفاقات