الصحة العالمية: الوضع في شمال غزة "كارثي"
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
حذّرت منظمة الصحة العالمية، الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني من نقص حادّ في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.
ووصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه "كارثي".
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنّه عندما اندلعت الحرب في غزة قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة، أو أقاموا لدى أقارب لهم.
وأضاف في مؤتمر صحافي في مقرّ المنظمة في جنيف "الآن، يعيش 90% منهم في خيم". وزير إسرائيلي يتجول على حدود غزة ويدعو إلى استيطانها - موقع 24أجرى وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يتسحاق غولدكنوف، اليوم الخميس، جولة في المناطق الحدودية المحاذية لقطاع غزة، برفقة عدد من المستوطنين، داعياً إلى إعادة الاستيطان في القطاع الفلسطيني، الذي يشهد حرباً إسرائيلية منذ أكثر من عام.
وأوضح أنّ "هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية".
وحذّر تيدروس من أنّ الوضع مروّع بشكل خاص في شمال غزة حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها هذا الأسبوع بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت 3 أيام، وجال خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.
وقال تيدروس إن الفريق رأى "عدداً كبيراً من مرضى الصدمات وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج".
وأضاف "هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية".
من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة قدّمت طلبات بشأنها في نوفمبر (تشرين الثاني)، تمّ تسهيل تسع مهام فقط.
وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت هذا الأسبوع إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج.
وأوضح أنّ هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع، منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار).
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة الصحة العالمية غزة وإسرائيل منظمة الصحة العالمية منظمة الصحة العالمیة قطاع غزة فی شمال
إقرأ أيضاً:
عودة إلى الرماد.. مأساة النازحين في شمال غزة بعد أكثر من عام من الحرب
وسط أنقاض المنازل المدمرة والذكريات التي اختلطت بالغبار، عاد النازحون إلى شمال غزة بعد أكثر من عام من التهجير القسري، ليجدوا أن ما كان يومًا وطنًا لهم قد تحول إلى خراب، فالعودة إلى الديار لم تكن كما تمنوها، بل حملت معها صدمة الفقدان وألم الفراق، حيث لا مأوى ولا حياة، فقط بقايا ذكريات وأشلاء ماضٍ تحطمت تحت القصف.
رحلة البحث عن المفقودين
الدمار في الشمال كان هائلًا، حيث تشير إحصائيات المكتب الإعلامي في غزة إلى أن 500 ألف فلسطيني عادوا إلى مناطقهم خلال 72 ساعة من فتح ممر نتساريم، ليجدوا أن شمال القطاع أصبح شبه خالٍ من الحياة.
الطريق إلى الدمار
قطع النازحون مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، في ظل انعدام وسائل النقل، وسط مشاهد مأساوية من جثث متحللة وطرق مدمرة.
لا ماء.. لا مأوى.. لا حياة
الوضع الإنساني في الشمال كارثي. مدير مستشفى العودة في تل الزعتر، محمد صالحة، أكد أنه لا توجد حتى الآن مخيمات لإيواء العائدين، وأن كثيرين يحاولون ترميم منازلهم المتضررة رغم الدمار الشامل.
من جانبها، أروى المصري، التي نزحت من بيت حانون، تحدثت عن رحلة أقاربها إلى الشمال، قائلة: "عندما عادوا، صُدموا بحجم الدمار.. لا ماء، لا طعام، لا حياة".
الحصار الإسرائيلي على القطاع عمّق الأزمة، خاصة مع منع الأونروا من العمل، مما يهدد آلاف النازحين بالجوع والتشرد في غياب أي بدائل للسكن أو الإغاثة.
لم يبقَ أحد مأساة عائلة عمارة
بينما كان خميس وأحمد يتفقدان ما تبقى من منزلهما، كانا يعيدان حسابات الفقدان، حيث نجا 11 فردًا فقط من أصل 60 من عائلتهم، وأجبرتهم الأوامر العسكرية الإسرائيلية على الفرار إلى جنوب غزة، وحين عادوا وجدوا أن كل شيء قد انتهى.
ويروي خميس اللحظات الأخيرة التي جمعته بزوجته وطفلته حديثة الولادة، قائلًا: "انتظرتُ طويلًا حتى أنجب طفلتي، لكنها اختفت مع والدتها في غارة جوية.. حتى القبور التي دفناهم فيها لم تسلم من التدمير".
عودة بطعم الخيبة
العودة إلى شمال غزة لم تكن نهاية رحلة العذاب، بل بداية فصل جديد من الألم، حيث وجد النازحون أنفسهم وسط مدينة أشباح، بلا مأوى، بلا ماء، بلا مستقبل واضح.