يمانيون:
2025-01-17@00:18:18 GMT

للدبابة قذيفة وللجائع رغيف خبز

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

للدبابة قذيفة وللجائع رغيف خبز

د. فايز أبو شمالة

لم يحقق جيش العدو الإسرائيلي أي انتصار على أهل غزة سوى القتل والتدمير والتهجير والتجويع. وما دون ذلك، فدبابات الجيش الإسرائيلي لم تشعر بالأمن والاستقرار في مدن ومخيمات قطاع غزة أكثر من عدة أيام، ثم تفتش عن مأوى يحول بينها وبين كمائن رجال المقاومة الفلسطينية. ولن يحقق جيش العدو الإسرائيلي أي انتصار على أهل غزة مهما طال الزمان، ومهما امتد العدوان، ومهما ظنت قيادته السياسية أن جيشها قادر، وأن المزيد من القتل والتدمير والتهجير والتجويع كفيل بأن يخضع أهل غزة.

وقد دللت المقاومة في الأسابيع الأخيرة، ولاسيما في شمال قطاع غزة، أنها الملك، وأنها صاحبة الميدان، وأنها تلاعب العدو الإسرائيلي بوسائلها القتالية، ليكون الرد العدواني المزيد من قتل المدنيين والضغط عليهم، في الوقت الذي يطور رجال المقاومة من أساليب المواجهة، ويظهرون أشكالاً جديدة من اصطياد الجنود لم تخطر على بال القيادة الإسرائيلية.

المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ليست بحاجة إلى الكهرباء كي تستمتع ليلاً بمشاهدة الفضائيات، وليست بحاجة إلى ترف العيش كي تتمدد على الأسرة، وليست بحاجة إلى الأبنية الفاخرة والحدائق الغناء، ولا هي بحاجة إلى موفور الطعام، والشحم واللحم كي تمارس طقوس التخمة. المقاومة الفلسطينية في غزة بحاجة إلى البيوت المدمرة لتأخذها مأوى، وتستعمل فتحاتها مداخل ومخارج للعمل المقاوم. والمقاومة الفلسطينية في غزة بحاجة إلى بضع حبات من التمر، يقيت بها المقاوم نفسه، وهو يمتشق القذيفة، يرصد للدبابة الإسرائيلية، وقد امتلأ صدره بآيات الصبر، والثقة بالنصر، مع عقيدة تحفزه على المقاومة، دون أن يرد على خاطره مفردة الضعف والهزيمة والانكسار.

واقع المقاومة في قطاع غزة سيفرض على القيادة السياسية الإسرائيلية أن تراجع حساباتها، فلا مناص لها إلا الموافقة على صفقة تبادل أسرى، مع وقف إطلاق النار. ومهما طال الزمان، فإن قدرات المقاومة غير محدودة، فلا الذخائر لديها ستنضب، ولا المطارات ستتوقف عن تزويدها بالسلاح، ولا البحار ستغلق في وجهها. المقاومة واثقة بأن مواجهة العدو قد تطول، وكلما طالت، كلما دفع العدو الأثمان. حتى يصل المستوى السياسي في دولة العدو الإسرائيلي إلى القناعة التي توصل إليها المستوى العسكري، بأن النصر المطلق على غزة أوهام، وأن تصفية المقاومة أكذوبة، وأن المقاومة فكرة، وقناعة شعب برفض العبودية. وما عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيقه بعد 14 شهراً من التدمير والقتل، سيعجز عن تحقيقه مهما طال زمن المواجهة.

ضمن هذا المشهد المبشر بطول الصبر والثقة بالنصر، يبرز المشهد القاتم لأحوال الناس في غزة، وظروفهم الصعبة، وجوعهم، ودمار بيوتهم، وعوزهم، وبحثهم عن لقمة الخبز، وعن شربة ماء، وعن حبة دواء. وهذه المعاناة الإنسانية لا تتحمل مسؤوليتها المقاومة الفلسطينية، فرجال المقاومة يخصصون مواجهات، وقتال، وكمائن، وقد تركوا مسألة الاعتناء بأحوال المجتمع للمنظمات الإنسانية، وللأنظمة العربية، وللقيادة الفلسطينية، وللدول الغربية التي تدعي الديمقراطية. هؤلاء هم المسؤولون إنسانياً وأخلاقياً وقانونياً عن وقف الإرهاب الإسرائيلي بحق المدنيين، والحيلولة دون حصارهم وتجويعهم. وهؤلاء هم المطالبون بالعمل على توفير رغيف الخبز للنازحين، وظلال خيمة تقيهم عصف الرياح وبرد الشتاء.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة العدو الإسرائیلی بحاجة إلى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: بعد أشهر من الجرائم الرهيبة اضطر العدو الإسرائيلي هو والأمريكي للذهاب إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

يمانيون/ خاص

أكد السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي أن إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة تطور مهم.. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي اضطر هو والأمريكي إلى الذهاب إلى الاتفاق في غزة بعد أشهر من الجرائم الرهيبة.

وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، أن الخيار الإسرائيلي والأمريكي كان واضحاً في مستوى الأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها في العدوان على قطاع غزة، وأن العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية كاملة استمر في سعيه لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة وارتكب أكثر من 4050 مجزرة.

وأضاف قائد الثورة أن مشهد غزة خلال 15 شهرا له صورتان، صورة المظلومية الكبرى الممتدة لأكثر من قرن والصمود المنقطع النظير.. مؤكداً أن مظلومية غزة تعاظمت في هذه الجولة من العدوان الهمجي الإسرائيلي بشراكة أمريكية وتخاذل عربي وإسلامي كبير وتواطؤ من بعض الأنظمة العربية لصالح العدو الإسرائيلي.

وأوضح السيد القائد أن جرائم الإبادة الجماعية الكبيرة جرت ونفذها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مرأى ومسمع من دول العالم.. لافتاً إلى أن العالم شاهد مجاعة وتجويع الشعب الفلسطيني والعدو الإسرائيلي يمنع عنه الغذاء فلا يدخل إلا القليل جداً من المواد الغذائية.

وبين السيد أن العدو الإسرائيلي عمل على تدمير البنية الصحية وإنهاء الخدمة الطبية بشكل نهائي وجعل من المستشفيات نفسها أهدافاً عسكرية أساسية، وأن العدو الإسرائيلي استهدف في قطاع غزة كل أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء واستهدف كل مقومات الحياة وبشكل همجي.

وأكد قائد الثورة أن العدو الإسرائيلي حظي بدعم أمريكي كبير وفر له الكميات الهائلة جداً من القنابل المدمرة فألقى على قطاع غزة عشرات الآلاف من الأطنان المتفجرة والمدمرة، وأن العدو الإسرائيلي مارس التعذيب للأسرى والمخطوفين بأبشع التعذيب وبطريقة ينتهك فيها الكرامة الإنسانية.

مشدداً على أن مظلومية غزة مسألة واضحة لا يمكن الإنكار لها ولا التجاهل لها.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية تبث مشاهد لقصف “غلاف غزة” بالصواريخ
  • قائد الثورة: قوة الإيمان والإرادة والاستعداد للتضحية والتكيف مع مختلف الظروف أفشل العدو الإسرائيلي والأمريكي في غزة
  • السيد القائد: بعد أشهر من الجرائم الرهيبة اضطر العدو الإسرائيلي هو والأمريكي للذهاب إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • السيد خامنئي: المقاومة الفلسطينية أجبرت كيان العدو الإسرائيلي على التراجع
  • بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو
  • الحرس الثوري الإيراني: المقاومة الفلسطينية انتصرت على كيان العدو وحلفاؤه
  • القومي العربي: المقاومة الفلسطينية حققت نصرا استراتيجيا له ما بعده
  • سرايا القدس تبث مشاهد لقنص جندي صهيوني شمالي قطاع غزة
  • سرايا القدس تبث مشاهد لقنص جندي صهيوني شمالي غزة
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 46707 شهيداء