فنان يحوّل النفايات البلاستيكية قطعا فنية
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قرر الفنان الصيني فو جون شنغ أن يجعل من النفايات البلاستيكية مادة فنية خام وأداة للتوعية.
على شاطئ معزول في جزر "مياوداو" الصينية، يسير الفنان بين أكوام نفايات بلاستيكية جرفتها الأمواج على الشاطئ، بحثا عمّا يلهمه في أعماله الفنية.
ويوضح، في مقابلة صحافية خلال التجول في ورشته حيث تتراكم الأعمال المصنوعة من البلاستيك على الشواطئ "شهد جيلنا تطورا مبهرا، لكننا أهملنا الطبيعة في كثير من الأحيان، أو حتى نسيناها تماما".
ومن بين أبرز أعماله، تركيب فني يتكون من حوالى 900 قطعة من الصنادل البالية المكدسة أمام لوحات لمناظر بحرية.
ويشدد على أن "(هذه النفايات المقذوفة من البحر) تحمل أثر حياتنا اليومية، حياة كل واحد منا".
وكان أقدم شيء جمعه عبارة عن علبة من المعكرونة سريعة التحضير تعود إلى عام 1993، والتي ظلت سليمة تقريبا.
ويحذر الفنان من أن "هذه الأشياء لا تختفي، بل تنقسم إلى جزيئات دقيقة يمكن أن تبتلعها الحيوانات البحرية، ثم ينتهي بها الأمر على أطباقنا"، مضيفا "هذه العملية غير مرئية للعين المجردة".
"تحديات جماعية"
تقع جزر مياوداو قبالة شبه الجزيرة الكورية، حيث يبذل ممثلون عن أكثر من 170 دولة هذا الأسبوع جهودا من أجل إبرام معاهدة بشأن الحد من التلوث البلاستيكي.
يجد فو جون شنغ بانتظام ولاعات وزجاجات.
ويقول "حماية النظم البيئية البحرية تتطلب تعاونا دوليا، لأنها ليست قضية محلية، بل مشكلة عالمية".
وفي جامعة تشينغداو، أصبح فو جون شينغ مهتما بالعواقب البيئية المترتبة على التوسع الحضري السريع في الصين والذي بدأ في أواخر الثمانينيات.
يرى فو جون شينغ أن القضاء على البلاستيك بشكل كامل أمر غير واقعي، لكنه يدعو إلى استخدام "أكثر رقابة وأكثر منطقية".
يشدد الفنان على أن "الناس يتعاملون في كثير من الأحيان مع هذه المشاكل على نطاق فردي، لكن القضايا البيئية تمثل تحديات جماعية للبشرية جمعاء".
منتجات يومية
على مر السنين، جمع فو جون شنغ عددا لا يحصى من العناصر: ألعاب وبالونات وفرش أسنان وزجاجات... كلها من منتجات الحياة يومية.
ويرمي من خلال هذه الخطوة إلى إظهار مدى ارتباط التلوث البحري بشكل مباشر بعاداتنا الاستهلاكية.
يقول فو جون شنغ "من المفترض أن تجعلنا هذه المنتجات أكثر نظافة وجمالاً"، و"مع ذلك، غالبا ما ينتهي بها الأمر في المحيط، حيث تلوّث المياه وتدمّر النظم البيئية البحرية وتشوّه بيئتنا في النهاية".
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فنان أعمال فنية بلاستيك التلوث البلاستيكي نفايات البلاستيك
إقرأ أيضاً:
فنان استثنائي .. معرض القاهرة الدولي للكتاب يحتفي بمئوية شكري سرحان
في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، احتفت قاعة "الصالون الثقافي"؛ بذكرى مرور مئة عام؛ على ميلاد الفنان الكبير شكري سرحان، وذلك ضمن محور "شخصيات مصرية".
أدار الندوة الإعلامي وائل شهبندر، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن الاحتفاء بشكري سرحان هو تكريم لممثل استثنائي ترك بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية، مشيرًا إلى تعدد أدواره وتنوعها، مما يعكس تفرده وموهبته الإبداعية.
من جانبه، تحدث الناقد السينمائي؛ عصام زكريا؛ عن المسيرة الفنية للنجم الراحل، موضحًا أنه ينتمي إلى الجيل الثاني أو الثالث من السينما المصرية، وكان من أوائل خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تعلم على يد كبار الفنانين، مثل زكي طليمات؛ وأوضح أن انطلاقة شكري سرحان الحقيقية كانت مع فيلم "ابن النيل" للمخرج الكبير يوسف شاهين، ما جعله واحدًا من أهم ممثلي السينما المصرية؛ كما أشار إلى أن السينما في فترة الثمانينيات؛ لم تستغل قدراته بشكل صحيح؛ رغم استمراره في العمل حتى وفاته.
وفيما يتعلق بما أثير مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي حول مشواره الفني، أكد زكريا احترامه جميع الآراء، لكنه شدد على أن الحقائق تظل ثابتة ولا تتغير.
أما محسن سرحان، أحد أفراد الأسرة، فتحدث عن التحديات التي واجهت الفنان الراحل في بداياته، حيث وُلد في قرية صغيرة بمحافظة الشرقية، ولم تكن الظروف مهيأة لظهور ممثل بحجم موهبته، إلا أن انتقاله مع أسرته إلى حي السيدة زينب في القاهرة جعله يقترب من عالم السينما، حيث كان يشاهد الأفلام من فوق أسطح العمارات دون علم والده، وكان يشاركه هذا الشغف شقيقه الأكبر صلاح سرحان؛ وأشار إلى أن شكري سرحان التحق بمسرح المدرسة؛ وفاز بجوائز عديدة؛ قبل أن يقرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، رغم رفض والده الذي خيره بين التخلي عن حلمه أو مغادرة المنزل، فاختار الطريق الصعب، وكان من بين دفعته في المعهد فنانون كبار، أمثال: فاتن حمامة، سميحة أيوب، فريد شوقي، وشقيقه صلاح سرحان.
وأضاف أن أول أدوار شكري سرحان؛ السينمائية؛ كان عام 1947 في فيلم "الدولة الأخيرة"، لكنه لم يحقق النجاح المرجو، مما أصابه بالإحباط؛ إلا أن الصحفي الفني صلاح زهني؛ التقط له صورة على غلاف مجلته بعنوان "فتى أول يبحث عن دور"، مما لفت الأنظار إليه، ليحصل لاحقًا على دور في فيلم "لهاليبو" عام 1949 مع الفنانة نعيمة عاكف، قبل أن تنطلق مسيرته الحقيقية بفيلم "ابن النيل" عام 1950، والذي يُعد واحدًا من أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
كما أوضح محسن سرحان؛ أن شكري سرحان كان فنانًا صاحب مبادئ، ورفض تقديم أدوار تخالف قناعاته، ما دفعه إلى الابتعاد عن التمثيل في الثمانينيات، قبل أن يعود لاحقًا بسبب التزامات مالية.
وفي ختام الندوة، كشف محسن سرحان؛ عن مشروع إنتاج مسلسل يحكي قصة حياة الفنان الكبير، ليسلط الضوء على الجوانب التي لا يعرفها الجمهور عن شخصيته ومسيرته الفنية.