ولتسليط الضوء على استهداف الصحفيين في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، تناولت حلقة جديدة من برنامج "من واشنطن" -التي تبث على منصة "الجزيرة 360"- تقارير أصدرتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" تؤكد أن مقتل 3 صحفيين في لبنان خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان "هجوما متعمدا ضد مدنيين وجريمة حرب واضحة".

وتنفي التقارير الادعاءات الإسرائيلية التي زعمت أن موقع الهجوم كان مخبأ لعناصر حزب الله، مما يضيف أدلة جديدة على نمط متكرر من الاستهداف المباشر للصحفيين.

وتكتسب هذه التقارير أهمية خاصة في ظل صدور مذكرتي اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، في وقت يشهد فيه العالم تصاعدا غير مسبوق في عدد الضحايا من الصحفيين بالمنطقة.

وفي هذا السياق، أوضح مقدم البرنامج عبد الرحيم فقراء أن لجنة حماية الصحفيين أشارت في تقريرها الأخير إلى مقتل أكثر من 130 صحفيا في الحرب الإسرائيلية على غزة من بين عشرات الآلاف من المدنيين الذين سقطوا ضحايا للعمليات العسكرية.

وهذه الأرقام المقلقة تعزز ما أعلنته منظمة "مراسلون بلا حدود" التي تقدمت بـ4 شكاوى ضد إسرائيل لدى المحكمة الجنائية الدولية.

جريمة حرب

وفي تصريح خاص لبرنامج "من واشنطن"، أكد رئيس قسم الشرق الأوسط في "مراسلون بلا حدود"، جوناثان داغر، أن "استهداف الصحفيين والمكاتب الصحفية يعتبر جريمة حرب بحسب معاهدات وقوانين المحكمة الدولية".

وأشار إلى أن المنظمة وثقت مقتل ما لا يقل عن 130 صحفيا وصحفية، بينهم 32 على الأقل تم استهدافهم بشكل مباشر من قِبَل القوات الإسرائيلية.

وأفرد البرنامج فقرة لعكس الاهتمام الدولي المتزايد بمعاناة الصحفيين في غزة، وفوز مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح بجائزة جون أوبوشون لحرية الصحافة، التي تعد من أهم جوائز نادي الصحافة الوطنية في واشنطن.

وفي خطوة غير مسبوقة، سافرت مديرة النادي إميلي ولكنز إلى برلين لتسليم الجائزة للدحدوح في المستشفى حيث يتلقى العلاج من إصاباته، بعد أن فقد زوجته وابنه وابنته وحفيده في القصف الإسرائيلي.

وأكد الدحدوح أن هذا التكريم "بمثابة جائزة وتكريم لكل الزملاء الصحفيين، لا سيما الشهداء والجرحى الذين دفعوا من دمائهم وأرواحهم ودماء أسرهم على طريق هذه التغطية في إطار صاحبة الجلالة وهذه الرسالة الإنسانية".

وفي رسالة خاصة وجهها عبر البرنامج، شدد الدحدوح على رمزية الجائزة التي تؤكد أن الصحفيين الفلسطينيين ليسوا وحدهم في معاناتهم.

خطوات جادة

ودعا المجتمع الدولي إلى "اتخاذ خطوات جادة لوقف الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والمدنيين في غزة"، مؤكدا أن "ما يجري في قطاع غزة بحق الصحفيين وبحق المدنيين كبير وفظيع وأكثر وأكبر مما يمكن أن يتخيل".

وطالب الدحدوح المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الصحفيين والمدنيين في غزة، قائلاً: "نحن لا نطالبكم بأكثر مما يمكنكم، لكن ما في جعبتكم وما يمكنكم أن تقوموا به هو كثير وكثير جدا".

وأضاف أن تضحيات الصحفيين وعائلاتهم تأتي "من أجل أن تصلكم هذه الحقائق والمعلومات والصور وأن تكونوا على بينة مما يجري".

وعبّر الدحدوح عن أمله في أن "تكون الدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت هي آخر الأرواح وآخر الدماء"، داعيا إلى "وقف هذه المقتلة" وأن "نبقى رسلاً للحقيقة وللحقيقة فقط".

يذكر أن شبكة الجزيرة كانت قد تقدمت بطلب للمحكمة الجنائية الدولية قبل عام للتحقيق في مقتل مراسلتها شيرين أبو عاقلة على يد الجيش الإسرائيلي في 11 مايو/أيار 2022.

وفي تطور مأساوي آخر، لا يزال الصحفي فادي الوحيدي في حالة صحية حرجة، في حين ترفض إسرائيل السماح بإجلائه لتلقي العلاج خارج غزة.

28/11/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی غزة

إقرأ أيضاً:

مقتل 6 أشخاص في هجوم إسرائيلي على معبر حدودي بين سوريا ولبنان بريف حمص

قُتل 6 أشخاص، بينهم جنديان، في هجوم إسرائيلي على معبر حدودي بين سوريا ولبنان في ريف حمص، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل.

وقف إطلاق النار

وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد ساعات من غارات عديدة شنها الاحتلال الإسرائيلي استهدف مناطق في لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، في وقت قصف فيه حزب الله إسرائيل برشقات صاروخية.

موعد وقف إطلاق النار

وحل موعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في تمام  الرابعة فجر اليوم الأربعاء، بالتوقيت المحلي لإسرائيل ولبنان، وهو نفس توقيت القاهرة.

بنود الاتفاق

- وقف إطلاق النار المتبادل.

- أمريكا ستقود مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود.

- انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل.

- عدم وجود منطقة عازلة، وعودة سكان جنوب لبنان إلى منازلهم.

- انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي تدريجيًا في مدة قدرها 60 يومًا بعد توقيع الاتفاق.

- تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن 1701.

- الجيش اللبناني هو الجهة المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب لبنان.

- تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة التي تشارك بشكل أو بآخر في إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بها.

- بيع وتوريد وإنتاج أي أسلحة أو مواد متعلقة بها في لبنان، سيكون تحت إشراف الحكومة اللبنانية.

- تشكيل لجنة يوافق عليها لبنان وإسرائيل، ستعمل على مراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

- ستقدم إسرائيل ولبنان تقارير عن أي انتهاكات محتملة للاتفاق إلى اللجنة وإلى اليونيفيل.

- يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله لغة غير صريحة، تنص على أن إسرائيل لديها حرية الرد إذا انتهك حزب الله اللبناني الاتفاق في المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني في لبنان.

- الاتفاق ينص على أن إسرائيل ستبلغ عن أي انتهاك من هذا القبيل إلى الهيئة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تشرف على الاتفاق، وستجتمع بعد ذلك لمناقشة مدى خطورة الانتهاك.

مقالات مشابهة

  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: الوثيقة الأميركية التي مهدت الطريق للاتفاق في لبنان تحتوي على عدة بنود سرية
  • الإعلام الحكومي بغزة: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 190 منذ بدء العدوان
  • نتنياهو يعلن عزمه استئناف قرار الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحقه
  • الإعلامي الحكومي بغزة: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 190 منذ بدء العدوان
  • الإعلامي الحكومي: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين بغزة إلى 190
  • خبير علاقات دولية: مصر قادت تحركات كثيرة لوقف إطلاق النار بغزة ولبنان
  • مقتل 6 أشخاص في هجوم إسرائيلي على معبر حدودي بين سوريا ولبنان بريف حمص
  • قرارات الجنائية الدولية وعدالة واشنطن المزدوجة
  • WP تنتقد الجنائية الدولية: لماذا إسرائيل وليس الديكتاتوريات في سوريا والسودان؟