قديما قالوا: اشتدى أزمة تنفرجى، وقالوا: تفاءلوا بالخير تجدوه، وقالوا: لا يغلب عسر يسرين: يسراً قبله ويسراً بعده، حيث يقول الحق سبحانه فى كتابه العزيز: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، ويقول نبينا الكريم صلى الله عليه: «بشروا ولا تنفروا».
أبواب الفرج واسعة، فمهما اشتد الخطب فكن على أمل فى الله (عز وجل)، وقل: «لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا»، إنها آية تفتح كل أبواب الفرج، مهما كانت همومك، مهما كانت مشاكلك، مهما كانت أحزانك، مهما كانت أمراضك، مهما كانت العقبات التى تقف فى طريقك، مهما كانت التحديات التى تواجهك، قل: «لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا»، وتذكر أن أمره سبحانه إذا أراد شيئًا أن يقول له: كن فيكون، قف على باب الكريم، وتذكر قوله سبحانه: «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا»، وقوله سبحانه: «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا»، وقوله عز وجل: «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ»، وقوله سبحانه: «مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا»، وقوله سبحانه: «أَوْ أَرادَنِى بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ».
تذكر دعوة سيدنا نوح (عليه السلام) حين دعا ربه: «أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ».
وتذكر دعوة سيدنا يونس (عليه السلام) فى بطن الحوت، حيث يقول الحق سبحانه: «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِى الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنِينَ».
وتذكر دعوة سيدنا أيوب (عليه السلام)، حيث يقول الحق سبحانه: «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ».
وتذكر دعوة سيدنا زكريا (عليه السلام) حيث يقول الحق سبحانه: «وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ».
وتذكر أمر الله للنار فى قصة سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، حيث يقول سبحانه: «قُلْنَا يَا نَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيدا فَجَعَلنَـهُمُ الأَخسَرِينَ»، وتذكر فداءه سبحانه لسيدنا إسماعيل (عليه السلام) وإكرامه لأبى الأنبياء سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، حيث يقول: «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْى قَالَ يَا بُنَى إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ».
تذكر كل ذلك وقل: «لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا»، فهو على كل شىء قدير، «إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ».
الأستاذ بجامعة الأزهر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ابواب الفرج أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر الله عز وجل حیث یقول الحق سبحانه علیه السلام مهما کانت
إقرأ أيضاً:
رمضان عبد المعز: الدنيا سعدت بقدوم سيدنا عيسى .. وخلقه كان معجزة
قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامى، إن الحديث عن سيدنا عيسى "بركة"، وحياته بركة فهو نبى عظيم من أنبياء الله وأولى العزم من الرسل، وهو أكثر الأنبياء والمرسلين الذين جاهدوا فى الدعوة من أجل الله.
أضاف رمضان عبدالمعز، خلال تقديم برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أن الصدور تنشرح وتطمئن بالحديث عن سيدنا عيسى عليه السلام، وخلقه معجزة، لانه ولد بدون أب، مشيرا إلى أن الله تعالى قال فى خلقه نبيه : "وَجَعَلْنَاهَا وَابْنُهَا آيَهْ لِلْعَالَمِينَ".
وأوضح رمضان عبدالمعز، أن مريم غير جميع السيدات فهى آية كما قال الله تعالى واصطفاها على نساء العالمين، والدنيا جميعها سعدت بقدوم هذا النبى الكريم "عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه".