د. محمد باهى.. «يَنْبُوعُ العِلْمِ والْحِكْمَةِ»
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
إنه أستاذنا الدكتور «محمد باهى أبو يونس» عميد كلية الحقوق جامعة الإسكندرية وأستاذ ورئيس قسم القانون العام السابق، هو العبقرية والإنسانية المتأصلة فيه، حيث أنه جواهر من الأدب والقدوة والأخلاق والعلم، إنه الفقيه القانونى المعلم، وله عظيم الأثر بعلمه، الذى يُثرى به الخير للإنسانية جمعاء، هذا العالم الجليل القيمة والقامة السامقة، والمكانة السامية العالية، الذى جعل حياته ومضات توهج ومشعل نور يضىء فى سبيل نشر علومه القانونية وتدريسها لكل طالب وباحث عن العلم يجتهد فى سبيل دراساتها، ويسلك طريقها المستظل بنورها لكى ينتفع من ينابيعها وينفى عن نفسه الجهل بها، بل إن هناك صفات فاضلة تجتمع فى شخصية عظيم القيمة، والكيان الفريد وجوهر أَصلُهُ النَّفِيسُ، بأنه «يَنْبُوعُ العِلْمِ والْحِكْمَةِ»، والجميع يتفق على هذا التوافق بأن هاتين الصفتين تجتمعان فى رفيع المقام الدكتور «محمد باهى» ويتصف بها.
إن الدكتور «باهى» ذا القيمة الكبيرة، قد استفادت منه الجامعات المصرية والعربية، وبصفة خاصة كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، ويحق له أن يفخر بأنه خريج هذه الكلية والأول على دفعته فيها، وفور تخرجه التحق بالنيابة العامة، ثم لم يلبث فيها طويلا إلى أن استقال منها، ورغب أن يلتحق فى السلك الجامعى كعضو هيئة تدريس، وحصوله على أعلى المؤهلات العلمية فى «الماجستير» و«الدكتوراه» مع مرتبة الشرف، ثم الترقى إلى درجة «الأستاذية»، حيث يقوم بتدريس العلم لطلابه والارتقاء بهم، ثم اقتناء خيرة مؤلفات كتبه وأبحاثه العلمية الزاخرة بها مكتبته القانونية، ومن الطبيعى أن عبقرية وموهبة هذا العالم الجليل وما يمتاز به من عمله الدؤوب، قد جعلت الجامعات العربية وأكاديميات الدراسات القضائية تفتح أبوابها له للتدريس لأبنائها، وقد قضى عدة سنوات فى دولة «الكويت» «والبحرين»، لكى ينهل الطلاب من منهل علمه ويزدادون منه.. ويعتبر الدكتور «باهى» من أكبر جهابذة الفكر القانونى وأحد أعلامه البارزين وأوسعهم شهرة فى مصر والعالم العربى، حيث اشتهر اسمه فى عالم فلسفة القانون، خلال عضويته ورئاسته لجنة أخلاقيات البحث العلمى لإجازة بحوث الترقى لأعضاء هيئة التدريس فى الجامعات المصرية، وقد زاد هذا التألق والنجومية والشهرة قبل ذلك بسنوات عديدة، عندما نشَرَ مؤلفه الأشهر التقييد القانونى لحرية الصحافة «دراسة مقارنة» عام ١٩٩٦، والكتاب هو نفسه رسالة الدكتوراه الخاصة به عن حرية الصحافة عام ١٩٩٤، وقد تناولت الرسالة أهمية الصحافة كمصدر للمعلومات الصحيحة، ودورها فى تنمية ونهوض المجتمع، وحرية إصدار الصحف للأحزاب السياسية والأشخاص الاعتبارية العامة والخاصة مكفولة للقانون، وأن الصحافة هى وثيقة الصلة بالجماهير من خلال نشر الآراء والتعبير عن موقفها فى النقاط الجوهرية فى السياسة الداخلية والخارجية للدولة، فعندما قرأ وتصفح نقيب الصحفيين الراحل (نقيب النقباء) الأستاذ كامل زهيرى هذا الكتاب، كتب عنه مقال فى عموده اليومى بجريدة الجمهورية «من ثقب الباب»، متحدثا عن فكر ونبوغ هذا الشاب الذى لفتت إليه الأنظار، فى تجلى عبقريته وسحر ورقة وعذوبة ولذة كلماته، ولعل رأيه فى عقلية وشخصية هذا النجم الصاعد المعجب به، بأنه موهوب بالفطرة فى إبداعاته وسوف يكون له مقام عظيم فى عالم فلسفة الفكر القانونى، لكى يفيد بعلمه وطنه وأبناء شعبه.. ولعل أشهر حوار صحفى قد تحدث به هذا الفقيه الدستورى، لجريدة الجمهورية فى عددها الأسبوعى يوم الخميس الموافق تاريخ ١٨ فبراير عام ٢٠١٦م، عندما نقد لجنة الخمسين حيث قال أنها انحازت للبرلمان على حساب الرئيس، لأن أهم ملاحظاته على الدستور أنه يتعارض مع مبدأ الفصل بين السلطات والتضييق على اختصاصات الرئيس، وأنه ليس من المعقول بأن تكون عضوية النائب فى البرلمان أطول مدة من رئيس الجمهورية، فقد طالب الدكتور «باهى» فى حديثه بأن يتم تعديل الدستور وتكون مدة الرئاسة، لا تقل عن خمس سنوات أو ينتخب الرئيس لمدة ست سنوات ميلادية، وقد اقترح الإبقاء على مجلس الشورى وتغيير اسمه إلى مجلس «الشيوخ»، لأن وجوده مهم فى التشاور على تشريعات وقوانين مجلس النواب ومراجعتها، وهذا هو المعمول به فى أغلبية برلمانيات الدول الكبرى، وهذا ما يسمى التشريع على درجتين، وقد تحقق ما أراد فى حديثه، وفقاً للتعديلات الدستورية التى أدخلها المشرع على دستور عام ٢٠١٤، المعدل بتاريخ ٢٣ أبريل عام ٢٠١٩، وصدور قرار الهيئة الوطنية للانتخابات رقم ٣٨ لسنة ٢٠١٩، وإعلانها موافقة شعب مصر على هذه التعديلات فى الاستفتاء العظيم عليها، ويعتبر الدكتور «محمد باهى» أول من طالب باستحداث نصوص مواد دستورية بتعديل مدة رئيس الجمهورية وعودة وزارة الإعلام وتغيير اسم مجلس الشورى إلى الشيوخ والإبقاء عليه، وأختم مقالى بقوله تعالى
«يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» الآية رقم (١١) من سورة المجادلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عميد كلية الحقوق جامعة الإسكندرية الجامعات المصرية والعربية رئيس الجمهورية وزارة الإعلام
إقرأ أيضاً:
الدكتور صلاح عُبية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الحدث الثقافي الأهم عربيا
أكد العالم الكبير الدكتور صلاح عُبيّة رئيس المعاهد البحثية وأستاذ ورئيس مركز الفوتونيات والمواد الذكية بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد أحد أهم الأحداث الثقافية السنوية في مصر والوطن العربي، حيث يجتمع فيه الكتاب والناشرون والقراء من مختلف الأعمار والأجناس لتبادل المعرفة والأفكار.
وقال عُبيّة، وهو أستاذ كرسي بمنظمة اليونسكو وأستاذ فخري بجامعة نوتنجهام، اليوم الأربعاء، إن تاريخ معرض الكتاب المصري يعود إلى منتصف القرن العشرين، حيث كانت انطلاقته متواضعة مقارنة بحجمه الحالي، ومر المعرض بعدة مراحل تطورية، شهد خلالها نموًا ملحوظًا في عدد المشاركين والزوار، وتنوعًا في الأنشطة والفعاليات المصاحبة.
وأضاف أن مرحلة معرض القاهرة الدولي للكتاب بدأت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وتميزت بطابعها الأكاديمي والثقافي، بالتركيز على نشر الكتب العلمية والأدبية، في حين شهد في السبعينيات والثمانينيات توسعًا ملحوظًا في عدد دور النشر المشاركة، وزيادة اهتمام بالكتب الشعبية والروايات.
وتحفل مسيرة العالم الكبير الدكتور صلاح عُبيّة بالعديد من الجوائز والألقاب محليا وعالميا، حيث نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في عيد العلم عام 2019، كما حصل على زمالة أكبر مجمع هندسي بالعالم IEEE.
ويعد أحد أفضل علماء العالم في مجال الذكاء الاصطناعي ومطور أفضل الحزم الرقمية لأجهزة النانو.. وقال عنه الراحل الدكتور أحمد زويل إن الدكتور عبية واحد من أفضل علمائنا وأعلاهم مكانة.
وتمت دعوة الدكتور عبية رسميا للانضمام إلى " التحالف الدولي لصناعة الذكاء الاصطناعي في هونج كونج "باعتباره أحد أبرز علماء فوتونيات الذكاء الاصطناعي في العالم.
وعرج العالم الكبير الدكتور صلاح عُبيّة، في حديثه لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على تطور معرض القاهرة الدولي للكتاب في مرحلة التسعينيات، وما بعدها، حيث تحول المعرض إلى حدث ثقافي كبير يجذب ملايين الزوار، ويشهد تنوعًا في المحتوى، وظهور دور النشر المستقلة، لافتا إلى أن المعرض يهدف إلى نشر الثقافة والمعرفة، وتعزيز القراءة، ودعم صناعة النشر، وتقديم منصة للكتاب الجدد لعرض أعمالهم.
وأوضح أن معرض القاهرة الدولي يعد من أكبر المعارض في المنطقة، ويشارك فيه عدد كبير من دور النشر المصرية والعربية والأجنبية، مما يوفر للزوار فرصة الاطلاع على أحدث الإصدارات في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن أسعار الكتب في المعرض تتميز بكونها مناسبة لجميع الشرائح، مما يشجع على شراء الكتب والقراءة علاوة على الأنشطة الثقافية والفنية، مثل الندوات والحلقات النقاشية وورش العمل، مما يضفي على المعرض أجواءً ثقافية حيوية.
وأوضح أن المعرض يركز على الثقافة العربية حيث يعكس اهتمامًا خاصًا بالثقافة العربية، حيث يخصص جزء كبير منه لعرض الكتب العربية في مختلف المجالات، مؤكدا ضرورة تقديم المزيد من الدعم لصناعة النشر والناشرين والناشرين المستقلين وتشجيعهم على نشر الكتب ذات الجودة العالية.
وشدد على أهمية التركيز على جودة الكتب المعروضة في المعرض، وتشجيع النشر العلمي والأدبي الأصيل وتوسيع قاعدة الزوار من حيث استهداف فئات جديدة من الزوار، مثل الأطفال والشباب، من خلال تنظيم فعاليات وورش عمل مخصصة لهم.
يشار إلى أن الدكتور عبية فاز بجائزة زويل للمعرفة العلمية التي تمنح للعلماء ومؤرخي العلم والكتاب العلميين ولمن يقدمون إسهامات بارزة في مجالات تبسيط العلوم والثقافة العلمية، كما تم تتويجه على عرش العلوم في القارة السمراء، بعد فوزه بجائزة كوامي ناكروما التي تعد الأولى والأهم في إفريقيا بمجال العلوم.
وكان الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة افتتح في 23 يناير الجاري معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال56 والتي تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتستمر حتى 5 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية.
وتقام الدورة الـ 56 من معرض الكتاب تحت شعار «اقرأ.. في البدء كان الكلمة»، بمشاركة 80 دولة عربية وأجنبية، 1350 دار نشر و 6000 عارض، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف هذا العام، وتم اختيار اسم العالم المصري أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل.
ويشهد المعرض، الذي يقام هذا العام على مساحة هي الأكبر منذ نقله إلى مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، عقد سلسلة من اللقاءات الثرية بين الكتاب والمفكرين التي تناقش مختلف القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية بمشاركة العديد من مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني.
اقرأ أيضاًفي خامس أيامه.. أكثر من 356 ألف زائر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
طلاب جامعة المنوفية في زيارة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب
«محمد الباز» يناقش شهادة البابا تواضروس في معرض القاهرة الدولي للكتاب