متحدث «الدفاع المدني»: ما يحدث في «جباليا» محرقة ومحو لأكبر مخيمات القطاع
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدنى بقطاع غزة، إنّ الاحتلال يتعمد تدمير أكثر من مبنى فى كل غارة لإيقاع أكبر عدد من الشهداء، وإنّ الجنود يمنعون طواقم الدفاع المدنى من الدخول إلى شوارع مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا لإنقاذ الجرحى من تحت الأنقاض، وذلك عقب كل مجزرة يرتكبها الاحتلال جرّاء نسف وتفجير مربعات سكنية كاملة على رؤوس ساكنيها.
ولفت «بصل»، فى حوار لـ«الوطن»، إلى أنّ الوصول لكل المهمات أصبح فى غاية الصعوبة بل الاستحالة، خاصة فى ظل الحصار المطبق، بالتزامن مع القصف العنيف والمستمر طوال اليوم، ما تسبَّب فى تقليص إمكانات الطواقم لتصبح عاجزة عن تلبية مناشدات المواطنين. واتهم المتحدث باسم الدفاع المدني المنظمات الدولية بالتقاعس عن أداء مهامها فى شمال قطاع غزة.. وإلى نص الحوار: كيف تبدو الأوضاع الإنسانية والميدانية فى شمال القطاع بعد شهر من الحصار والقتل؟
- الحقيقة لا توجد كلمات أو مفردات تصف ما نتعرض له هنا، ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلى للبشر والحجر فى مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون هو إبادة ومحرقة وهولوكست لا يتحمله أى عقل بشرى، فكل شىء يتم استهدافه ومحوه، بما فى ذلك طواقم الدفاع المدنى ومركباتهم وأدواتهم التى يستخدمونها لإزالة ركام المنازل المستهدفة وإنقاذ المصابين وانتشال الشهداء، وبالتالى فقدنا القدرة على تقديم الخدمات والمساعدات للمواطنين أو تلبية أى مناشدات تصلنا بعد كل مجزرة يرتكبها العدو.
لايزال عدد كبير من جثامين الشهداء فى الشوارع وتحت الحطام والركامما السبب وراء سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء فى شمال قطاع غزة مقارنة بالأعداد فى بداية العدوان؟
- تم توثيق أكثر من 2200 شهيد خلال شهر تقريباً من الحصار والقتل والتهجير القسرى فى شمال القطاع، ولا يزال هناك عدد كبير من جثامين الشهداء الفلسطينيين فى الشوارع لم نستطع الوصول إليها، ويرجع السبب فى ذلك إلى أنّ الاحتلال يتعمد تدمير أكثر من مبنى فى كل غارة لإيقاع أكبر عدد من الشهداء، حيث يقوم بنسف مربعات سكنية كاملة ويسويها بالأرض من خلال تفخيخ روبوتات وتفجيرها فى الأحياء المكتظة بالسكان.
ويتزامن ذلك مع إلقاء الطائرات الحربية البراميل المتفجرة على جميع مناطق الشمال، وخاصة مراكز الإيواء التى يقطنها النساء والأطفال، ولذلك فهم أكثر الضحايا، وهناك سياسة أخرى للاحتلال وهى قصف الأماكن أكثر من مرة من خلال غارات متتالية، وبالتالى لا يتمكن المصابون من النجاة أو الناجون من المغادرة.
كيف ترى دور المنظمات الدولية فى ظل الأحداث الراهنة فى شمال قطاع غزة؟
- هناك تقاعس واضح من المنظمات الدولية عن أداء مهامها شمال القطاع، وأين المجتمع الدولى مما يجرى فى مخيم جباليا وبيت لاهيا؟ إن الاحتلال يمنع طواقم الدفاع المدنى من الوصول إلى الأماكن المستهدفة لإنقاذ الجرحى تحت الأنقاض، وهناك أكثر من 200 ألف فلسطينى مدنى أعزل فى الشمال يتعرضون لحصار وقصف إسرائيلى وانقطعت بهم السبل وأصبحوا محاصرين فى مناطق ضيقة، والاحتلال يقتل كل من يحاول تقديم الخدمة إلى الأهالى.
كما أنّ الاحتلال يمارس سياسة الاستئصال العرقى، ومنذ شهر لم يتم دخول قطرة ماء أو قطعة خبز إلى شمال قطاع غزة، والحصار المطبق ومنع إدخال السولار واستهداف سيارات الدفاع المدنى قلص من إمكانات الطواقم لتصبح عاجزة عن تلبية مناشدات المواطنين، وأصبحنا عاجزين عن العمل، وأناشد المؤسسات الحقوقية والدولية ضرورة إنقاذ بشر يتعرضون لأبشع الجرائم، والدفاع المدنى ناشد الصليب الأحمر عدة مرات للوصول إلى الضحايا وتلبية نداءاتهم ولكن ليست هناك استجابة.
وما مصير المدنيين الذين لا يزالون محاصرين فى شمال قطاع غزة؟
- يصعب علىَّ أن أقول ذلك، ولكن بكل أسف من تبقى من المواطنين محاصرين فى شمال القطاع، سواء فى بيت لاهيا أو مخيم جباليا، يواجهون الموت الحقيقى بعد منع جميع سبل البقاء على قيد الحياة والافتقار إلى أدنى المقومات البسيطة، فالاحتلال يقوم خلال ساعات الليل بزرع المتفجرات فى الأزقة بين المنازل المتلاصقة، بالإضافة إلى نشر روبوتات محملة بالقنابل الدقيقة وشديدة الانفجار، وعند حلول الصباح يتم قصف المنطقة المفخخة بالبراميل المتفجرة، واستهدافها من الجو بالطائرات ومن البر بقذائف المدفعية.
وبالتالى يتحول المكان فى ظرف ثوانٍ معدودة إلى ركام ورماد، وتتمزق الضحايا إلى أشلاء، ويمكن أن نذهب إلى أبعد من ذلك من خلال مشاهد رأيتها بنفسى بأن بقايا الأجساد اختلطت ببعضها وأصبحنا لا ندرى لمن تعود قطع اللحم المتناثرة على الجدران، فأصبحت طواقم الدفاع المدنى تحضر أكياساً بلاستيكية لوزن الأشلاء وتقدير أن تلك القطع هى إنسان كامل، وهذا ما أعنيه بأن الحصار والقتل بأبشع الطرق هو المصير الوحيد للسكان الصامدين على أرضهم المصبوغة بدمائهم.
المساعدات والمستلزمات الطبيةحتى اليوم لم تدخل أي مساعدات أو مستلزمات طبية إلى شمال قطاع غزة من قبَل الجهات المعنية، وما يروِّجه الاحتلال من إدخال المساعدات للفلسطينيين كذب.
أما بالنسبة للمواد الغذائية فهي شحيحة جداً لأن العدو لا يسمح بحصولنا على الطعام، ويتبع سياسة الغذاء مقابل الأرض والتهجير، ولذلك يعانى السكان من المجاعة وعلامات سوء التغذية ظاهرة على الأطفال بشكل واضح جداً ولا تخطئه عين، وبناء على تلك الظروف فإنه من المتوقع أن يرتقى عدد من الشهداء نتيجة شدة الجوع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مخـيــم جـبـالــيـا المنظمات الدولیة فى شمال قطاع غزة شمال القطاع مخیم جبالیا من الشهداء أکثر من
إقرأ أيضاً:
شهداء وجرحى بالعشرات في اليوم الـ36 لاستئناف العدوان على غزة
يمانيون../ واصلت طائرات العدو الإسرائيلي الحربية قصفها مختلف مناطق قطاع غزة لليوم الـ٣٦ على التوالي لاستئناف العدوان على القطاع مخلفة اعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية نقلا عن مصادر فلسطينية بأن عدد الشهداء خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة وصل إلى ٤٢ شهيد وعشرات الجرحى.
وأشارت الى أن طائرات العدو الإسرائيلي قصفت بشكل متزامن آليات وجرافات متوقفة بغزة وخان يونس بعضها دخل للقطاع قبل أشهر قليلة لإزالة الركام.
وفي جنوب قطاع غزة ، استشهد تسعة مواطنين فلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف العدو الإسرائيلي منزلاً قرب دوار موزة وسط مدينة خان يونس.
وأكد الدفاع المدني انه يواصل البحث تحت الركام عن جثامين الشهداء نتيجة الدمار الكبير في المنزل المستهدف والمنازل المجاورة.
وأصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين من عائلة الفرا في غارة جوية إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في حي الكتيبة بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
واستشهد مواطن فلسطيني يبلغ من العمر (37 عامًا) جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في قيزان النجار جنوبي مدينة خانيونس جنوب القطاع.
واستهدف جيش العدو الإسرائيلي بثلاث غارات جوية أرضًا زراعية شمال غربي بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
وخلال الأربع وعشرين ساعة الماضية وصل ١٤ شهيد إلى مستشفى ناصر والأوربي بينهم الطفلتين ريهام ونداء سليمان ابو خماش بعد قصفهما بالقرب من مفرق ميراج الشرقي بمدينة رفح.
ودمر جيش العدو الإسرائيلي عدة مربعات سكنية برفح جنوب القطاع.
في وسط قطاع غزة، استشهد خلال مساء الاثنين أربعة مواطنين وسط القطاع بينهم ميسرة العايدي وثماني مصابين بقصف في محيط المسجد الكبير بمخيم البريج.
كما ارتقى شهيدان فلسطينيان بقصف على مدخل دير البلح فيما استشهد مواطن آخر متأثرا بإصابته قبل عدة ايام في استهداف بسطة خضار بدير البلح.
وفي غزة والشمال، استشهد خمسة مواطنين فلسطينيين وأصيب آخرون بقصف طائرات العدو الإسرائيلي منزلًا لعائلة بكر غربي مدينة غزة.
وكان خمسة مواطنين فلسطينيين استشهدوا في قصف على خيام للنازحين قرب نادي الجزيرة وسط مدينة غزة فيما استشهد طفل فلسطيني وأصيب والده بقصف جوي قرب مدرسة صفد بحي الزيتون .
كما استشهد شاب فلسطيني برصاص كود كابتر أمام نفس المدرسة.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة في التقرير الاحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أنه وصل مستشفيات القطاع ٣٩ شهيد بينهم شهيدان انتشال و ٦٢ إصابة خلال ٢٤ ساعة الماضية.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي الى ٥١٢٤٠ شهيد و ١١٦٩٣١ إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام ٢٠٢٣ م.
وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ ١٨ مارس ٢٠٢٥ بلغت (١٨٦٤ شهيد، ٤٨٩٠ اصابة).