بوابة الوفد:
2025-01-02@17:45:47 GMT

غزة ولبنان – الاختلافات والمآلات

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

توقفت النيران فى لبنان, أو على هذا اتفق بعدما وافقت حكومة الاحتلال الإسرائيلى على مشروع تبنته حكومة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته جو بايدن بالتعاون مع فرنسا.. إنه خبر جيد فى حد ذاته, فكلما كان بالإمكان منع القتل والدمار والتخريب فهذا فعل محمود ومنتظر, لكن السؤال الذى يطرح نفسه هو طالما بالإمكان وقف أى حرب, فلماذا إذًا لم تتوقف حرب الإبادة والتطهير المفروضة على قطاع غزة منذ أربعة عشر شهرًا؟ ولماذا لا تتوقف الانتهاكات من قبل المستوطنين فى الضفة الغربية والقدس؟ أليس الاثنتان حربا وأحد أطرافها هنا هو نفسه هناك, أقصد «إسرائيل» والوسيط الأكبر والأهم الذى نجح فى وقف النار فى لبنان هو نفسه الوسيط فى حرب غزة و«أقصد الولايات المتحدة»؟ 
فى رأيى أن الحرب توقفت فى لبنان ليس لأن إسرائيل والولايات المتحدة تريدان وقف الحرب, ولكن لأن أهداف إسرائيل من الحرب على لبنان قد استنزفت بالفعل وأن جيش الاحتلال الإسرائيلى وجد نفسه ينجر فى لبنان إلى مستنقع ربما أكبر بكثير من مستنقع غزة وخسائره غير المعلنة تجبره على التراجع، تفاديا للخسائر المستقبلية المتوقعة، فى ظل عودة الحيوية لأداء المقاومة، من جانب آخر يبدو أن حسم الموقف على جبهة لبنان بهذه الطريقة متفق عليه بين الإدارتين الأمريكيتين سواء إدارة بايدن المرتحلة أو إدارة ترامب القادمة بدليل أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب، أعطى آموس هوكستين موفد بايدن، ضوءًا أخضر، للمضى فى مهمته، والتحدث باسم الإدارتين معًا.


كانت إسرائيل قد حددت أنها فى لبنان تريد نزع سلاح حزب لله وسحب قواته إلى شمال نهر الليطانى ومطاردة قياداته وتصفية معظمها وهذا حدث إلى حد كبير, وهذا معناه أن هناك حالة رضا فى إسرائيل على الأقل لدى الائتلاف الحاكم بما أُنجز على جبهة لبنان ومن ثم فإسرائيل تستطيع أن تقبل وتتعايش فى لبنان مع سقف منخفض لتوقعاتها وأهدافها، فالمسألة الإسرائيلية فى لبنان أمنية بحتة ومن ثم لا مبرر لبقاء إسرائيل فى لبنان. 
الأمر فى غزة أكثر تشابكًا وتعقيدًا، ويتصل بمستقبل إسرائيل وفلسطين على حد سواء, فالمسألة الإسرائيلية فى غزة وجودية وليست أمنية وإسرائيل تخطط للبقاء والتوسع الجغرافى على حساب أرض فلسطين التاريخية, وتطالب بأثمان باهظة فى غزة، تتعدى حدود القطاع إلى الضفة والقدس ومستقبل الشعب الفلسطينى وقضيته وحقوقه الوطنية, صحيح أن إسرائيل وجدت نفسها مدفوعة للدخول فى الحرب بعد هجوم حماس فى السابع من أكتوبر العام الماضي, لكنها أيضا كما لو كانت تنتظر الفرصة لتنفيذ مخططها ومحو غزة من على الخريطة وإعادة رسمها على الطريقة الإسرائيلية, توطئة لإعادة صياغة الشرق الأوسط برمته، من المنظور الإسرائيلى أو هكذا تخطط، ولذلك نجد دعاة الدولة الدينية من اليهود الصهيونى المتطرف مثل بن غفير وسيموتريتش لم يتصدرا المشهد هذه المرة ويهددان بالانسحاب من الحكومة حال تم وقف إطلاق النار فى لبنان, على عكس عادتهما فى كلّ ما يخص مفاوضات التهدئة على جبهة غزة, فثمّة ما يشبه الإجماع بين أحزاب الائتلاف الحكومى بزعامة نتنياهو، على قبول الاتفاق.
المسألة فى لبنان تختلف كثيرا عن غزة فالأولى دولة قائمة مستقلة، عضو فاعل فى المجتمع الدولى لديه علاقات مع حكومات غربية وعربية ولا شك أن أى تهديد لاستقرار لبنان سيمثل تهديدا لمصالح تلك الدول, مثلما أن بقاءه مستقرا يمثل مصلحة عليا لتلك الدول, أما فى غزة فلا تزال فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيه 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مثلما نص قرار حل الدولتين هى مطلبا أمميا، صعب التحقق وعليه فمستقبل غزة أرضًا وشعبًا وقضية، مطروح للنقاش, ومآلات الحرب عليها، مرتبطة إلى حد كبير، بحسم مختلف ملفات وقضايا الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
حزب الله من جانبه بعد خسارة معظم قياداته بحاجة لالتقاط الأنفاس، فقبل بما لم يكن يقبل به من قبل، كفصل جبهة لبنان عن غزة، وأعلن بجدية التزامه بالقرار 1701، الشاهد أنه توفر للبنان عوامل إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما لم يتوفر لغزة، وتوقعاتى أن الحرب على الأخيرة، ستطول وسيتم إرجاء حسمها إلى حين استلام ترامب السلطة بالبيت الأبيض، وفى الأخير ستحسم هى الأخرى على يد ترامب ولكن المقلق هو ماذا سيكون الثمن والذى بالطبع سيدفعه ترامب لإسرائيل لإنهاء هذه الحرب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يا خبر د حسام فاروق فى لبنان فى غزة

إقرأ أيضاً:

تقريرٌ يكشف.. ماذا قرّرت إسرائيل بشأن لبنان؟

كشفت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي يستعد للانسحاب من القطاع الغربي في جنوب لبنان، بالتنسيق مع آلية المراقبة الأميركية.   وأشارت الهيئة إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر إقامة مواقع عسكرية أمام كل مستوطنة إسرائيلية.   بدورها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية، إن تمديد الوجود العسكري الإسرائيلي في لبنان بعد وقف إطلاق النار قرار سياسي، مؤكدة أن الجيش حريص على الحفاظ على مواقع استراتيجية في لبنان.   ويأتي ذلك فيما قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، خلال زيارته - برفقه وزير خارجية بلاده - أعضاء الكتيبة الفرنسية المشاركة في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" في بلدة ديركيفا جنوبي لبنان، إن وقف النار في لبنان يؤتي ثماره، كما دعا للحفاظ على الاتفاق.   وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت في وقتٍ سابق عن أنّ الجيش الإسرائيليّ قد يمدّد فترة بقائه في جنوب لبنان لما بعد مرحلة الـ60 يوماً، زاعمة أن هذا التمديد سببه البطء في انتشار الجيش اللبناني ضمن منطقة جنوب الليطاني.  

مقالات مشابهة

  • عام من الحرب والشغور الرئاسي في لبنان
  • مع بداية عام 2025... كيف تنظر إسرائيل إلى جبهة حزب الله؟
  • كيف تستعد إسرائيل لاختلاف "حرب الجبهات" في 2025؟
  • تركيا تقدم مساعدات إنسانية لسوريا وفلسطين ولبنان والسودان
  • مستوطنو شمال إسرائيل غير متفائلين بالعودة إلى منازلهم على حدود لبنان
  • تقريرٌ يكشف.. ماذا قرّرت إسرائيل بشأن لبنان؟
  • باحثة: حروب غزة ولبنان استثنائية وأثرت سلبًا على المدنيين والإعلام
  • إعلام عبري: إسرائيل مستعدة لكل الاحتمالات بعد تمديد وجود قواتها في لبنان
  • سلام: كل عام ولبنان شعباً وجيشاً بألف خير
  • الحوثيون: نستعد لمواجهة طويلة مع إسرائيل